تغزل الجاحظ عن الصناع: دراسة نصية عروضية

لما كان عروض الشعر العربي نظاما صوتيا لغويا عربيا اصطناعيا طارئا على الأنظمة اللغوية العربية الطبيعية، يصير به نتاج الشاعر بنيانا ذا وجهين متداخلين: عروضي يسمى “قصيدة”ØŒ ولغوي يسمى “نصا”ØŒ وكان إخلاءُ البحث عن أحد هذين الوجهين من البحث عن الوجه الآخر، الواقعُ المستمرُّ في علم العروض، إجحافًا بحق الشعر وإفسادًا لعمل الشاعر – كانت الدراسة النصية العروضية هي مستقبل علم العروض، بالاعتماد على القصائد الكاملة، والتنبيه على خصائصها الصوتية العروضية المعوَّل عليها في تمييز أنواع الشعر، ثم التوصل إلى أفكارها البنائية المعوَّل عليها في أداء رسائل النصوص الشعرية وتلقيها.…

Read More

ظاهرة النص القصير

اشتغلت من قبل بطول القصيدة من قديم إلى حديث، فكتبت عن قطع قديمة، ثم المعلقات، ثم ذات الأمثال، ثم المقاصير، ثم تائية ابن الفارض، ثم مطولات البهلاني، ثم إلياذة محرم، ثم سيمفونية الكتاب، ثم أشعة النجفي، ثم مثلثات بخيت- ما لا يمتنع معه فهم أنني أنبه على أن حركة القصيدة إنما كانت من القصر إلى الطول فالقصر، حركة دائرية عادت إلى حيث بدأت.

Read More

مثلثات بخيت

كتاب أحمد بخيت الشعري “الليالي الأربع”ØŒ 342 بيت عموديٍّ مَجْزوءٍ، وافِريٍّ إلا ثلاثةَ أبيات هَزَجِيَّات، في 114 قطعة مُثَلَّثَة (ذات ثلاثة أبيات)ØŒ مستقلة القافية، كل مثلثة منها موزعةُ كلماتِ الأبياتِ على أسطر صفحة كاملة من القطع الصغير، غيرُ معنونةٍ إلا برقمها في السلسلة، كهذه المثلثات السِّتِّ [1 (أول ما ذُكر فيها اسم ليلى)ØŒ Ùˆ27 (فيها الأبيات الهَزَجِيَّات)ØŒ Ùˆ61 (مثال ما قُفِّيَ من المثلثات بقافية متحركة)ØŒ Ùˆ86 (فيها تعبير “حَكَّاءة العينين” الذي في الإهداء)ØŒ Ùˆ94 (التي اختارها الشاعر لظهر غلاف كتابه)ØŒ Ùˆ113 (آخِرة ما ذُكر فيها اسم ليلى)]ØŒ التي لن أُثبت…

Read More

أحمد بخيت

إن فتًى أشعل قلبي حبُّهْ من صوته الأبيض يهمي صَوْبُهْ لله أنت كيف لي بما لكْ أنت كشفت لي به جمالكْ في اجتماع جماعة شعر كلية دار العلوم الأول عام ١٩٨٥ -وكنت في أوائل عامي الثالث- أنشدت قصيدة قَدامية ذَيَّلْتُها بقول عَبيد بن الأبرص: “وَعَبْلَةٍ كَمَهَاةِ الْجَوِّ نَاعِمَةٍ كَأَنَّ رِيقَتَهَا شِيبَتْ بِسَلْسَالِ قَدْ بِتُّ أُلْعِبُهَا وَهْنًا وَتُلْعِبُنِي ثُمَّ انْصَرَفْتُ وَهِي مِنِّي عَلَى بَالِ“ØŒ ثم رجعت إلى مقعدي وقد ضج الحاضرون بطرافة الإنشاد تصفيقا، ليليني شاب أسمر حديث عهد بالكلية -وإن تبين لي فيما بعد أنه أسنُّ مني- استسمحنا أن ينشدنا…

Read More

من منظار التحليل العروضي

ينداح الشعر اندياحا، في كتاب أشعة ملونة لأحمد الصافي النجفي الشاعر العراقي الكبير؛ فلا يستقل عمل شعري فيه بصفحة ولا بعنوان ولا برقم، إلا مساحة سطر من الفراغ بين السابق واللاحق! ولن يخفى عن المتأمل أنها أعمال نُشرت أولا مُنجَّمة، ثم جُمعت على ذلك، ثم نُشرت في الكتاب؛ إذ تتوالي مجاميعها شيئا فشيئا، متقاربة المعاني، كسولا صاحبُها عن عنونتها! لقد كان منها البيت اليتيم، كقوله هذا أول يَتاماه التسعة والثلاثين: تخذتها أمة حتى غدوت لها عبدا وها أنا أفنيها وتفنيني والبيتان الاثنان (النُّتفة)ØŒ كقوله هذا أول نُتَفه الثمانين والثلاثمئة: قد…

Read More

البطاقة العروضية

من علامات تحقق الباحث بالبحث عدم انخداعه بظواهر الأشياء عن بواطنها، ومن علامات توفيقه في تحققه هذا أن يقف على أجزائها فأجزاء أجزائها فأجزاء أجزاء أجزائها وهلم جرا؛ حتى إن كثيرا من الاكتشافات المكرمة بأرفع الجوائز لم يكن غير ذلك. وفي هذا المقام ينبغي أن نذكر أبا عبد الرحمن الخليل بن أحمد الفراهيدي عبقري اللغة العربية الذي لم نرَ عبقريا فَرَى فَرِيَّه! لقد دلنا تراث علم الخليل بالشعر على أنه استبطن شعر العالم كله حتى وقف على شعر العرب بعد شعر العجم، وشعر العرب كله حتى وقف على شعر الشاعر…

Read More

أشعة النجفي

قرأت قول أحمد الصافي النجفي الشاعر العراقي الكبير (1897-1977)ØŒ بكتابه “أشعة ملونة”: سألتنيَ الشعراء أين أميرهم فأجبت “إيليَّا” بقولٍ مطلق قالوا: وأنتَ! فقلت ذاك أميركم فأنا الأمير لأمةٍ لم تُخْلَقِ”ØŒ الذي رسمتُه على هيئته فيه؛ فخطر لي أن يكون هو الذي حفز إلياس أبو شبكة (1903-1947)ØŒ الشاعر اللبناني المعروف -وإيليا أبو ماضي الشاعر المهاجري الكبير المذكور في البيتين، لبناني مثله (1889-1957)- إلى كلمته التي احتفى فيها بالكتاب وصاحبه حفاوة كبيرة، حتى قال: “في مجموعته أشعة ملونة، طعام من القلب والفكر، هممت في إحدى الليالي بأن أنال قسطا منه، فما استطعت…

Read More

تشريح إيقاع الجدارية العروضي

3414 تفعيلة من الشعر الحر جداريةُ محمود درويش، في 1164 سطر، بمتوسط ثلاث تفعيلات تقريبا (2.93)ØŒ في السطر الواحد؛ وكأنه شطر البيت العمودي، الذي جعله أبو نصر الفارابي أقلَّ مقدار من الكلام الموزون “يصلح بيتا، ويصلح بعض بيت”Ø› فبقي في الواعية الشعرية العربية، حتى شَرَقَتْ به جداريةُ محمود درويش، على بعد ما بين المشرقين!

Read More