كسر الوزن بين أبي تمام والبحتري

… كما يتفاوت الشعراء قوَّةً وقُدْرَةً يتفاوت المُتَلَقّونَ، ولا تستمر أبدا حظوةُ الشعراء بأمثالهم من المتلقين، ولا حظوةُ المتلقين بأمثالهم من الشعراء؛ فما أكثر ما ندم الشاعر القوي القدير أَنْ ضَيَّعَ شعره بين متلقين ضَعَفَةٍ عَجَزَةٍ يَعُدّون قبيحًا ما ليس بالقبيح، وما أكثر ما ندم المتلقي القوي القدير أن ضَيَّعَ عقله بين شعراء ضَعَفَةٍ عَجَزَةٍ يَعُدّونَ حسنًا ما ليس بالحسن!

Read More

تشريح عروض اللافتة

لما لم يكتمل لأحمد مطر الشاعر العراقي الساخر الثائر، نشر “لافتاته”Ø› ففاتني ما أوثر من الاستقصاء في تأسيس البحث عن حقيقة الظاهرة المحددة المظاهر بحثا علميا- رأيت أن أقتصر على الجزء الأول منها (لافتات 1)ØŒ الذي حفل بأول عنايته واستمرار نهجه واشتداد وطأته، حتى نُفي من الكويت!

Read More

اللافتة

أواسط ثمانينيات القرن الميلادي العشرين وكنت قد انتظمت في بعض الجمعيات الأدبية، حملَنا الأدبُ إلى شاطئ أحد فروع النهر الخالد، حيث قعدنا نتناشد القصائد، فإذا أحدُنا ينشد: “بِالتَّمَادِي يُصْبِحُ اللِّصُّ بِأُورُبَّا مُدِيرًا لِلنَّوَادِي وَبِأَمْرِيكَا رَئِيسًا لِلْعِصَابَاتِ وَأَوْكَارِ الْفَسَادِ وَبِأَوْطَانِي الَّتي مِنْ شَرْعِهَا قَطْعُ الْأَيَادِي يُصْبِحُ اللِّصُّ رَئِيسًا لِلْبِلَادِ”Ø› وإذا الأنشودة إحدى اللافتات المهرَّبة خِلسةً، وإذا صاحبها أحمد مطر الشاعر العراقي الساخر الثائر، الممنوع تداول شعره في بعض البلدان العربية!

Read More

ثم تشريح التوقيعات

أشبه التوقيعات بما ذكره الدكتور محمد عز الدين المناصرة في تعريف التوقيعة، قوله: “أنت أمير أنا أمير فمن ترى يقود هذا الفيلق الكبير”Ø› فهو أقصر ما وقَّع (ست تفعيلات حُرَّة من الرجز، في عشر كلمات، على ثلاثة أسطر)ØŒ ثم هو جمرة من داخل تمرة (اشتغال القادة المزعومين بأنفسهم على رغم احتشاد الجُند المتجردين للغاية الجليلة)ØŒ ورمز من داخل مرآة مقعرة إلى مستقبل فاضح (الفشل وذهاب الريح). وعلى رغم أن هذه التوقيعة: “رحل الأحباب بقيت هنا وحدي صرت يتيما كالنخلة في الصحراء”ØŒ عشر تفعيلات حُرَّة من المتدارك، في عشر كلمات، على…

Read More

مهارة الكتابة العربية عند طلاب قسم اللغة العربية المعلمين

افْتَحْ، وَاقْرَأْ، وَنَزِّلْ! مهارة الكتابة عند طلاب قسم اللغة العربية المعلمين

Read More

بحر المتدارك

كان أبو عبد الرحمن الخليل بن أحمد الفراهيدي -رضي الله عنه!- كلما وقف على قصيدةٍ من الشعر العربي انضبطتْ له لغتُها، لحَّنها بما يعرض وزنها الذي تخرَّجت به، وهو القائل: “الْعَرُوضُ عَرُوضُ الشِّعْرِ لِأَنَّ الشِّعْرَ يُعْرَضُ عَلَيْهِ”Ø› فهو مِعْرَاضٌ يُعْرَضُ عليه الشعرُ، وكأنه جهاز عرض الأشعة الطبية الذي تتجلى فيه مواضع الصحة ومواضع السقم جميعا معا. وما عُرِضَ على المِعْراضِ فقد عُرِضَ عليه المِعْرَاضُ –هذا قانون اللغة العربية- وكأنه مصفاة تمييز الأخلاط التي لا ينفذ منها إلا الخِلْط الصافي؛ فالعروض مِعراض جَلْوة إذن ومِعراض صَفْوة.

Read More

تشريح التوقيعات

للدكتور محمد عز الدين المناصرة تسعون توقيعة في سبعة نصوص: – أما نصه الأول “توقيعات” -وفيه عشر توقيعات- فقد كان من الشعر الحر، مُتدارَكيّ الوزن متعدّد القوافي، إلا توقيعته الأخيرة التي كانت من النثر، بخمس وخمسين كلمة، على ستة وثمانين سطرا. – وأما نصه الثاني “توقيعات مرئية” –وفيه توقيعتان اثنتان- فقد كان من الشعر الحر، مُتدارَكيّ الوزن متعدّد القوافي، بثلاث وأربعين ومئة كلمة، على اثنين وثلاثين سطرا. – وأما نصه الثالث “توقيعات” –وفيه عشرون توقيعة- فقد كان من الشعر الحر، متعدّد الأوزان والقوافي، بست وأربعين وأربعمئة كلمة، على ثمانية ومئة…

Read More

التوقيعة

التوقيعة اسم مرة التوقيع الذي هو إيقاع شيء على شيء من أشياء دون شيء، وهذا من عجائب العربية؛ فعلى رغم دلالة صيغة التفعيل على تكثير الفعل، تدل على المراوحة بين الفعل وعدم الفعل، فكأن التكثير قد شمل مع الفعل عدم الفعل؛ فإذا هما كلاهما كأنهما فعلان، لا فعل وعدم فعل! من ذلك توقيع المطر أي إصابته بعض الأرض دون بعض، ومنه توقيع الدَّبَر (الحفاء) أي إصابته بعض الجلد دون بعض؛ فأما هذا فمنه أُخذ توقيع الكتاب أي إجابته بعبارة بليغة نافذة، تضاف إليه من آخره بلون غير لونه، وأما ذاك…

Read More