سر الإدهاش

يا لدَهَش هذا الحصان: مِكَرٍّ مِفَرٍّ مُقْبِلٍ مُدْبِرٍ مَعًا كَجُلْمُودِ صَخْرٍ حَطَّهُ السَّيْلُ مِنْ عَلِ قاتل الله صاحبه: يُخيضه مَخاضاتِه كلَّها جِدَّها ولَهْوَها، فلا يخذُله، ولكنه لا يكاد يخوض به مخاضا حتى يصرفه إلى عكسه! ثم يا لدَهَش هذه الناقة: تَرْتَعُ مَا رَتَعَتْ حَتَّى إِذَا ادَّكَرَتْ فَإِنَّمَا هِيَ إِقْبَالٌ وَإِدْبَارُ قاتل الله ذابح رضيعها: يسلخ جلده، ثم يحشوه تِبنًا ليُخِيِّله لها فيَدِرَّ على خياله دَرُّها، ولكنها تقبل عليه مأخوذة برائحته، ثم تدبر عنه نافرة من حشوه! إن الدَّهَش الحيرة، وإن الحيرة التردد، وإن التردد عمل العمل ثم عمل عكسه ثم…

Read More

سر الإدلال

وَدَعْ كُلَّ صَوْتٍ دُونَ صَوْتِي فَإِنَّنِي أَنَا الطَّائِرُ الْمَحْكِيُّ وَالْآخَرُ الصَّدَى قاتل الله المتنبي؛ يُدِلُّ علينا بشعره إدلالَ الصوت على صداه، بأصالته دونه -فهو خارج من صاحبه وما سواه خارج منه هو- وتفرُّده -فهو واحد وما سواه كثير- وقوته؛ فهو جهير وما سواه خافت! لقد شهدت على عشرات الأعوام كذا وكذا مَحفِلًا من محافل الشعراء؛ فما وجدت أكثر إدلالا من شاعر يصعد إلى منصة الإنشاد التي لا يريد من يصعد إليها أن يهبط منها، فيكتفي بقطعة (قصيدة قصيرة)ØŒ قائلا بلسان الحال: دَعُوا عَنْكُمُ الصَّخَبَ، وَالْزَمُوا مَا تَسْتَوْعِبُونَ، تَظْفَرُوا بِرِسَالَةِ الشِّعْرِ!…

Read More

سر الملاءمة

ما زالت البلاغة مراعاة مقتضى الحال قائمةً أو قادمةً، تدور دورانَها. والحال في مقامنا هذا إما حال أديب (مرسل)ØŒ وإما حال متأدب (مستقبل)ØŒ وليس يجمل بأيٍّ منهما في حَضْرَةِ هذا الانفجار الاجتماعي الأخير (التواصل الإلكتروني)ØŒ أن يراسل الناس مثلما كان قبل حَضْرَتِهِ يفعل! من خلال نافذة إلكترونية في مثل حجم صفحة كتاب، يسمع المتأدب ويرى ويشهد شيئا واحدا مشهودا مرئيا مسموعا، أو أشياء متعددة مشهودا بعضها مرئيا بعضها مسموعا بعضها، قد أخذ هذا من تفكيره، وذاك، وذلك؛ حتى لم يعد يستطيع -ولا يريد- أن يستغني بأحدها عن غيره، فإذا نَعَيْنا…

Read More

سر الاقتصاد

عن شعراء خمسينيات القرن الميلادي العشرين رأى نزار قباني “Ø£ÙŽÙ†ÙŽÙ‘ الشِّعْرَ رَغِيفٌ يُخْبَزُ لِلْجُمْهُور”ØŒ رؤية متولدة من رحم الثقافة الاشتراكية المنتشرة عندئذ. وكما وجدنا في الرغيف الجمهوري الحصى وجدنا في القصيدة الخمسينيّة الحشو، ولكن إذا كان الهَزْل هو الذي أوجد الحصى في ذلك الرغيف فإن الجِدّ هو الذي أوجد الحشو في هذه القصيدة؛ إذ رغب الخمسينيّون رغبة قوية في ابتذال القصيدة للعامة والشُّطّار والعَيّارين؛ فاتخذوا الركاكة مبدأ فمنهجا ومخبرا فمظهرا، يستلهمون أحوال الناس العادية وأحاديثهم اليومية، ويتجنبون الإحكام والتنقيح والتهذيب، بل يتبرؤون من كل كلمة تنسبهم إليها، مثلما يتبرأ الصعلوك…

Read More

وهذه الثلاثة الثانية

1 “وَالضُّحَى وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا Ù‚ÙŽÙ„ÙŽÙ‰ وَلَلْآخِرَةُ خَيْرٌ Ù„ÙŽÙƒÙŽ مِنَ الْأُولَى ÙˆÙŽÙ„َسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى Ø£ÙŽÙ„َمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَى ÙˆÙŽÙˆÙŽØ¬ÙŽØ¯ÙŽÙƒÙŽ ضَالًّا فَهَدَى ÙˆÙŽÙˆÙŽØ¬ÙŽØ¯ÙŽÙƒÙŽ عَائِلًا فَأَغْنَى ÙÙŽØ£ÙŽÙ…َّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ ÙˆÙŽØ£ÙŽÙ…َّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ ÙˆÙŽØ£ÙŽÙ…َّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ”.                                                                     

Read More

أصوات الجزاء

1 “وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى وَمَا يُغْنِي عَنْهُ مَالُهُ إِذَا تَرَدَّى إِنَّ عَلَيْنَا لَلْهُدَى وَإِنَّ لَنَا لَلْآخِرَةَ وَالْأُولَى فَأَنْذَرْتُكُمْ نَارًا تَلَظَّى لَا يَصْلَاهَا إِلَّا الْأَشْقَى الَّذِي كَذَّبَ وَتَوَلَّى وَسَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى الَّذِي يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّى وَمَا لِأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزَى إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلَى وَلَسَوْفَ يَرْضَى”.

Read More

تشريح التغريدات

قال الدكتور عبد السلام حامد، الأستاذ بجامعتي القاهرة وقطر:
“نمطٌ من الكتابة البحثية طريف، وقلم تراثي واعٍ منفتح مكين يواكب حداثة في حداثة: لغة التغريدات عبر شبكات التواصل!
لقد ذكّرني بعضُ ما ورد في كلامك بأسلوبيات شيخنا العلامة الدكتور سعد مصلوح. وحرصك على الكتابة في هذا الموضوع غير المُشتغَل به، ذكّرني بتنبيه ديفيد كرستال (في كتابه “مختصر تاريخ اللغة) إلى أهمية البحث في تلك المسألة نفسها من خلال مُدوّناتها!
بارك الله فيك أبا براء”.

Read More

التغريدة

اليوم (الأربعاء 28/11/1449= 31/7/2019)ØŒ حاولت أن أنشر هذه القصيدة على فضاء الكتابة الذي يتيحه برنامج التواصل الاجتماعي المعروف “تويتر”: سَمِعَتْ بِمَكْرِ خَوَاطِرِي خَطَرَاتِي فَدَعَتْ كَوَاذِبَهَا إِلَى عَثَرَاتِي مَا أَضْيَقَ الرُّؤْيَا الْفَسِيحَةَ وَالْقُوَى الْغَضْبَى الصَّرِيحَةَ وَالْجَوَى الْمُتَعَاتِي جَرَّتْ عَلَيَّ مَدَاخِلًا بِمَآزِقٍ وَمَخَارِجًا بِمَزَالِقٍ فَلَتَاتِي وَإِذَا الشُّمُوسُ تَرَحَّلَتْ ظَهَرَتْ عَلَى أُفُقِ الْمُنَى الظُّلُمَاتُ بِالظُّلُمَاتِ شَمْسُ الْهَوَى وَلَهَا أَجِيجٌ بَاهِرٌ غَرَبَتْ بِأَصْلِ تَوَقُّدِ النَّزَعَاتِ  شَمْسُ الْعُلَا وَلَهَا دَلَالٌ قَاهِرٌ غَرَبَتْ بِأَصْلِ تَسَلُّطِ النَّجَدَاتِ شَمْسُ النُّهَى وَلَهَا نُفُوذٌ ظَاهِرٌ غَرَبَتْ بِأَصْلِ تَطَلُّعِ الْبَدَوَاتِ إِنْ لَمْ يَكُنْ غَضَبٌ عَلَيَّ فَحَامِدٌ أَوْ لَا فَيَا خُسْرِي وَيَا…

Read More