المجنون، للدكتور السيد شعبان جادو

البعد يورث في القلب جفاء وفي العقل مسارب للنسيان، اتسع الجرح وابتعد الأهل، إنه الزمن يفعل ما يحلو له، تاهت الحكايات في زحمة الحياة المغلفة بالأنين والوجع، جاءت النهاية مبكرا، لقد صارت الأشياء معكوسة، انفلت عقال النساء، شاخت ظهور الرجال، كأن القيامة على بعد خطوة، حاولت مرارا أن أكتب عن الأحلام ترتدي ثوبها الجديد فعجزت!

Read More

مدد مدد، للدكتور السيد شعبان جادو

تبدأ السيدة أم هاشم في جمع الأحباب من كل ناحية، بعضهم يأتي في القطار، الآخرون يزحفون مثل النمل، إنها طاقة جذب، سرها باتع، الإبل والأغنام مربوطة جوار المقام، حلقات الذكر تدوي مثل خلايا النحل، مدد يا أم هاشم، الفقراء هم أسعد الناس حظا؛ لا يأتيهم طعام يرزقونه إلا في المولد، جف النهر، بان قعره!

Read More

نذر للمبارك!، للدكتور السيد شعبان جادو

تعلقت بذيله، يركب حمارا له برذعة مزركشة، الأمهات يتركن صغارهن وراء الرجل المبارك، أنا دائما أتبع خطواته، حيث يدلف في ممرات الحارة الخلفية، مولع هو بأسرار النسوة اللائي يضعن الحناء في شعورهن، لهن عيون تتحرك رموشها سهام ليل لا تخطيء فريستها، تقال عنه العجائب، وفي كل مرة يختمون حديثهم بأنه رجل مبارك، بالفعل هو مثير في شكله، غريب في كل أفعاله، لا يرتدي سروالا، تبرز من فمه فلجة، أحمرالوجه كأن اللهب يخرج منه، جدتي- كانت من دراويش السيدة- تظل طوال الليل تعد الفول بعدما تكون نقعته في الماء يوما كاملا،…

Read More

غنم عم جودة، للدكتور السيد شعبان جادو

الليل يجر ذيله في بطء لا يحسد عليه،تمضي الحياة في هذا الممر بطيئة تحت وقع رتابة لا يملها العابرون ولا تشبع منها بطون المعدمين،

Read More

الجيوكاندا، للدكتور السيد شعبان جادو

بكل تأكيد هذا العالم مثقل بالأحزان التي غطت جميع جوانبه، لست معنيا بكل هذا فلدي هوايتي المفضلة؛ أن أرتشف قطرات الشاي وأحيانا أطالع وجوه المارين من أسفل نافذة حجرتي المنزوية في تلك البناية القديمة والتي تزكم رائحة الرطوبة الخارجة-من بين شقوق جدرها- أنفي، أعايش الخيال كل ليلة، فلدي ما أفعله سخرية من الكتاب العظام؛ الطيب صالح صار أليفا وكذلك لطه حسين عين، أضرب بعنف على كتابات العقاد، لقد كانوا بلهاء.

Read More

نبوءة، للدكتور السيد شعبان جادو

إنه عجوز، انظر إليه لقد مل السير إلى البحر، وعيت الدنيا وقد كان شابا قويا مثل فحل الجمال الذي يحمل شونة الأرز كلها لو استطاعوا أن يضعوها عليه، فعلت به الأيام ما فعلته بي فلكل بداية نهاية، شاب شعر رأسي وانحنى ظهري، وقد روضوه عند أسوان بنوا له محبسين، كان عفريتا من الجن ما يغلبه إلا خالقه، ترك نزواته في كل شبر من الوادي حتى إذا جاء إلينا أنجب كثيرا من العيال!

Read More

دهن العطار للدكتور السيد شعبان جادو

تلك حكاية مضى عليها دهر، لم أشهد حدوثها، كل ما تبقى لدي خربشات في ذاكرتي، الناس في بلدتي تؤرخ بالفواجع قبل أن تعطي للأفراح معنى، إنهم يدمنون الحكي الممزوج بكثير من التباكي على أحوالهم، مضت السنوات وها أنا متلبس بحنين جارف إلى الماضي، ذلك الفتىالذي يوما ما قد مشى في جسدي، تلبسني كيفما شاء، لم أعد أهتم بما طرأ عليه، لحية وشارب، تغير صوتي، صرت أكثر خجلا!

Read More

ليت لي، للسيد شعبان جادو

اللعب بالقطط عادة طفولية ، واللعب مع قطة دعابة شباب وحلاوة عمر، هذه جملته الأثيرة التي كان يتحدث بها مزهوا، مرت الأيام والتقيته، حاولت أن أداعبه؛ أبا هرة، ابتسم في خفة،ثم قال لقد أعدتني أربعين سنة يوم أن كنت مولعا بالحياة!

Read More