ابن نطوطة، للدكتور السيد شعبان جادو

يقال: حين يظلم الليل يأخذ في تحريك رأسه حيث تتعارك فيها ألف فكرة وفكرة؛ يشتهي سيارة وحسابا ممغنطا في حافظة سرية؛ يحلم بامرأة فاتنة تعيد إليه الزمن الذي ارتحل دون أن يدخر منه بقية؛ ينظر في مرآته وقد علاها الغبش؛ يدور مصباح حجرته كأنما به مس من الجن؛ يخيل إليه أن الزلازل تضرب في سخرية جدران حجرته المتهالكة، يحدث نفسه: حين تشرق شمس النهار سأرتدي ذلك الثوب الجديد؛ ليس جديدا على أية حال فقد ساومت بائع المستعمل؛ مؤكد أن حافظتي حين تمتليء بالنقود ستجري ورائي الفاتنات ممن تتكدس بهن الممرات…

Read More

والعصفورة في حجم الحمامة، للدكتور السيد شعبان جادو

دق جرس التليفون، كما هي العادة لا أحب تلك الرنات المباغتة؛ صوت غريب نبراته غير معهودة؛ يطلب مني أن أسرع لمقابلة أحد الرجال القادمين من العاصمة يركب سيارة فاخرة؛ يحمل رسالة خاصة؛ تكليف من نوع خاص، دارت برأسها الأرض؛ هل وجه إلى اتهام ما؟ بدأت الوساس تفترسني، احتمال أنهم يطلبونك لتتولى مهمة ما- نظرات عينيها تشي بمكر خفي- سيما وأن الشائعات تجوب المدينة؛ إنك على صلة بصناع القرار يشيدون بإخلاصك وتفانيك في عملك، ابتسمت في إنكار؛ لا أمتلك صفات خاصة؛ إنها كذبة إبريل جاءت قبل موعدها بشهور، ما يزال الخريف…

Read More

شجرة المانجو، للدكتور السيد شعبان جادو

التفت إلي والدي ثم نظر إلى تلك الرابضة كأنها حارس قوي،غرسها وحيدة من أخواتها، إنها هنا في حديقتنا منذ آماد؛ في الصيف تتدلى ثمارها أشبه بقناديل خضراء معلقة؛ يدير رأسه ناحيتي، يظل يبحث عن أفكاره التي يختزنها لأجل الصغار؛

Read More

الأعور وكنيسة نوتردام، للدكتور السيد شعبان جادو

حين نظرت إلى شاشة التلفاز وجدت إعلانا يحذر من النوم مبكرا؛ يخاطب المشاهدين: عليكم أن تظلوا متيقظين حتى منتصف الليل؛ توجست خيفة من أن يكون اللصوص سيداهمون بيوت القرية، يسرقون خزين القمح، يحلبون الأبقار؛ معاذ الله أن ينزوا على الأبكار، على أية حال سرى في جسدي الخدر فنمت؛ تلك عادتي التي لم تتغير منذ جاءت بي أمي إلى الدتيا، عبئا تخلصت منه، أتثاءب، ثم يفترسني الليل، مثلت لي أحداث النهار شخوصا تتحرك، شجاري مع باعة الصحف هؤلاء الذين يخفون المقالات المشاكسة، البقالون الذين يغالون في أسعار البضائع؛ سائق السيارة الذي…

Read More

جدتي الرومية، للدكتور السيد شعبان جادو

ما يزال جراب الحاوي يفيض كل شتاء، تساقط الأمطار يستدعي الحكاية: في سرداب يسكن سر تختفي فيه كنوز الأجداد، تتكور كما لفافة تدحرجت سنوات ومن ثم تجمعت فيها أشياء من كل لون: أوراق أرض الأوقاف تلك التي مات زمن من وهبوها للأزهر أو الكنيسة أو حتى مقامات الأولياء ذوي العتبة الخضراء، أو أنساب السادة الأشراف ممن عطروا بمقامهم أرض المحروسة، في اللفافة حكايات عن ذهب مطمور في البر والبحر؛ يحرسه جني أحمر أو يدلس به إنسي له خطر، تجوب حارتنا أقدام غريبة حين ينتصف الليل وفي شدة العتمة يتسللون ناحية…

Read More

أبو طيفة للدكتور السيد شعبان جادو

سمعت أنه كان طويل القامة، أشبه بالنخلة العملاقة التي تقف حارسة للنيل، يفر منه الصغار حين يرونه، يجرون بعيدا، يستطيع أن يمد يديه فيختطف الواحد منهم، خطواته كبيرة، يعابثونه من وراء الأبواب؛ يقذفونه بحصوات أو نوى البلح، يمضي وقد ضرب كفا بكف، أصابع يديه تشبهان مذرأة القمح في جرن الوسية،

Read More