عبد الفتاح عثمان

أوائل تسعينيات القرن الميلادي العشرين، كنت أحد صغار أعضاء فريق أستاذنا الحبيب الدكتور محمد فتوح أحمد المكلف إدارة اختبارات الفرقة الرابعة من كلية دار العلوم بجامعة القاهرة، وكان هو أحد كبار أعضائه؛ ولهذا أتحفنا صباح أحد أيام الاختبارات الحارّة بصناديق المشروبات الباردة، احتفالا بحصوله على أستاذية النقد الأدبي الحديث! ثم كان من آثار هذه الأستاذية أن دعانا إلى محاضرة حاشدة في بعض مشاغله، قدمه لها الدكتور محمد فتوح نفسه، وعلق عليه فيها أستاذنا الحبيب الدكتور محمود الربيعي الذي استفتح تعليقه باستغراب أن يناديه بالأستاذية هذا الشيخ الجليل! ثم كُلف وكالة…

Read More

مع يوسف ذنون فقيه الخط العربي، رحمه الله، وطيب ثراه!

صباح الأحد (24/12/2017)ØŒ في طريقي إلى قسم اللغة العربية من كلية اللغات الأجنبية بجامعة بيكين الصينية، قلت لشمس الدين (يو دي يانغ)ØŒ مساعدي الصيني، طالب دكتوراة النحو العربي: كيف اهتديت إلى اللغة العربية؟ قال: بالخط العربي! نعم؛ ففي خلال تقليب مواقع الإنترنت انتبهت منها إلى بعض المشتغلة به؛ فانبهرت، واهتديت!قلت: سبحان الله! كان أبي -عفا الله عنه في الصالحين!- خطاطا ورساما ومزخرفا، مواهب من مواهبه، لم أرث منها غير محبتها! ولكنني عام 2004ØŒ رشحتني كلية دار العلوم بجامعة القاهرة، للمشاركة في “نحو خط عربي أفضل (20-22 من ديسمبر)”ØŒ مؤتمر مكتبة…

Read More

فاروق شوشة

ما زلت أذكر أنني كنت أنتبه أواخر سبعينيات القرن الميلادي العشرين، إلى براعته في محاورة ضيوف أمسيته الثقافية حتى ليكاد يستولي دونهم أحيانا على البيان، وإلى قول أمي -رحمها الله، وطيب ثراها!-: “الراجل دا ما بيسيبش حد يتكلم”! فأما برنامجه الإذاعي “لغتنا الجميلة” الذي صار اسمه على كل لسان وفي كل مكان، فقد كان باب مغارة “علي بابا” المسحور الذي ينفتح بصوته الضخم الرخيم الفخم؛ فتنثال انثيالا جواهر الأدب العربي المبين! لم أكن أظن أنني سأتحول عن طريق العلوم الطبيعية إلى طريق العلوم الإنسانية بكلية دار العلوم من جامعة القاهرة،…

Read More

أحمد بخيت

في أول اجتماعات جماعة شعر كلية دار العلوم بجامعة القاهرة عام 1985 -وكنت في عامي الثالث- أنشدت قصيدة قَدامية ذَيَّلْتُها ببيتَيْ مقطع لامية عَبيد بن الأبرص “يَا دَارَ هِنْدٍ عَفَاهَا كُلُّ هَطَّالِ”ØŒ ثم رجعت إلى مقعدي وقد ضج الحاضرون بطرافة الإنشاد تصفيقا، ليليني شاب أسمر حديث عهد بالكلية -وإن تبين لي فيما بعد أنه أسنُّ مني- استسمحنا أن ينشدنا قصيدة قالها منذ عام -فيكون قد قالها في عامه الثانوي الثاني!- وأنشدها ثم رجع إلى مقعده وقد ضج قلبي بطرافة شعره تصفيقا، ليليه غيرنا. ثم دُعي إلى المنصة كلُّ من أنشد،…

Read More

إبراهيم العريني

عام 1986 قدمه إليّ أخي الحبيب محمد السيد الشافعي: بلديّي هذا طالب نبيه مجتهد جَلد. ثم تأكد لي ذلك بما عرفت من صبره نفسَه على حفظ القرآن الكريم في عامه الأول بكلية دار العلوم من جامعة القاهرة، وتوفيقه إلى الانفراد بأولية دفعته. ولقد مُنعت منه وظيفة المعيد، فحصل عليها في جامعة أسيوط مُقاضِيًا جامعة القاهرة، ثم تركها إلى مدارس العسكريين بالإمارات أربعة عشر عاما، ثم ربح قضيته، فاختار قسمنا (قسم النحو والصرف والعروض)ØŒ ليصير أسبق من عرفتُ إلى تحصيل الماجستير فالدكتوراة -وهو الحريص أبدًا على تعويض ما يفوته!- ثم السفر…

Read More

أي قلق في حضرة محمود محمد شاكر

بلغني أن لمحمود محمد شاكر أستاذنا أستاذ الدنيا، شريطا تسجيليا أَنشدَ فيه بعض قصائده؛ فزرتُه فيه عصر الجمعة 10/1/1992ØŒ أقايضه إنشادا بإنشاد؛ فاستسخفَ الاقتراح: فطلبت نسخته من كتابه “أباطيل وأسمار”ØŒ أُنشد ما أَعجبَه فأورده فيه للشريف الرضي من نونيته النفيسة “مَا أَسْرَعَ الْأَيَّامَ فِي طَيِّنَا”ØŒ فأبى عليَّ: وأنشدته: حَبائبي منذ كنتُ أربعةٌ أَسلَمْنني للمعيشة القلقةْ بدَأْنني كائنًا بلا سِمةٍ ختمنني بالملامح الأرقةْ خرجتُ من هذه لِتُدخلني الأخرى في مكنوناتها الزَّلِقةْ أَزلَق في طيِّ ما تُكنُّ فلا أبرَح إلا إلى Ù‡ÙŽÙˆÙŽÙ‰ عَبِقةْ وعَبْقُها لازمٌ وذو مِقَةٍ يَلصَق بي كالوَطاوط الشَّبِقةْ أَعبَقُ…

Read More

إيهاب النجدي

صغيرين شغفهما الشعر العربي دون أن يشغلهما عن الدراسة، ثم متفوقين لفتتهما بأبهتها كليةُ الإعلام! أما شريف شافعي فلما رأى كتب الأدب بين أيدي زملائه من كلية دار العلوم بجامعة القاهرة، ثار به شغفه -وكان قد أصدر كتابه الشعري الأول طالبا بالمدرسة الثانوية- فاطرح عنه كلية الإعلام إلى كلية دار العلوم، ولكنه وسوس إليه شيطانه: هل تضمن أن تصير بها أستاذا؛ فارتد إلى كلية الإعلام! وأما هو فحدا بي شغفه إلى حضور حفل تخرجنا أواخر عام 1987ØŒ الذي حضرتُ إليه من مقر جُنديَّتي تحت راية لواء المشاة الميكانيكيين 120 من…

Read More

بين محمود محمد شاكر ومحمود حسن إسماعيل

مساء أحد أيام عام 1992ØŒ انتحيت ناحية الشرفة من مجلس محمود محمد شاكر أستاذنا أستاذ الدنيا، أنا والأستاذ عبد الحميد البسيوني، فاسْتَنْشَدَنِي قصيدة “الانتظار”ØŒ لمحمود حسن إسماعيل، من كتابه “أين المفر”ØŒ فأنشدته:

Read More