تفاصيل تمكين أحد تلامذتي من درجته المستحقة

كانت هذه القضية إحدى ثلاث قضايا حُوِّلت بها قديما إلى التحقيق، وبعد تبدد غيومها عن قصد المكر بي قلتُ لأحد الماكرين على ملأ من أصحابه: أيُشرّف الكلية هذا الذي فعلتُه أم يُهينها؟ قال: بل يُشرّفها! فاللهم لك الحمد والشكر!

Read More

شعبان مرسي

نفَس من بوح الربيع بن خثيم يتردد في ممرات كلية دار العلوم بجامعة القاهرة كلما حَظِيَتْ بخطواته! رأيته في مكتب وكيل الكلية يعطيه من خيرها مثل ما أعطانا، فيأبى: وماذا عملت لآخذه؛ فيفتش له عما يعمله ليقبله! وإلى زيارة أحد زملائه في المستشفي الفرنسي بعد جراحةٍ صحبتُه ومعه زوجته فلم أر قط مثلهما روحا في جسدين! أقبل على صاحبه الطريح الفراش يُرفِّه عنه وأنا بينهما أسمع وأرى كيف يتناجى الأَخَوان، فإذا صاحبه الأرفع عندئذ منصبا إداريا يغافله فيقبل يده، أستاذي الحبيب الدكتور شعبان مرسي، رحمه الله، وطيب ثراه!

Read More

صلاح الدين سلطان

هذا الرجل الجليد الدؤوب الجريء الذي يستحق وحده أن يوصف بأنه “لا ينام، ولا يدع الناس ينامون”! كنا كلما أتقن أحدٌ منا شيئا شُبه به؛ فاستقرَّت له عندنا مكانةٌ رفيعةٌ، ولم نكن رأيناه بعد؛ فقد كان قاضَى الجامعة، وسافر بضعة أعوام جنى فيها ما أغناه عن الحاجة، ثم قُضِيَ له؛ فرأيتُه أول ما رأيته يدخل علينا مسلِّمًا فيناديه “يا دكتور”ØŒ أحد كبار أساتذتنا معقبا: على رَغمهم نُدَكْتِرُك! ثم كان حصوله بعدئذ على الدكتوراة حدثا يُروى. يا ما أكثرَ ما كانت أقوال بعضنا في بعضٍ تختلف فلا تأتلف إلا على حسن…

Read More

شعبان صلاح

رأيته ينادي أحد أثبات إخواني ليهديه آخر ما حققه ويمضي، فيثني لي عليه أعطر الثناء، فلا أكاد أتطلع إليه حتى يسافر إلى مكة المكرمة ليعمل بكلية اللغة العربية من جامعة أم القرى، فأطلب عنوانه لأراسله، وتتصل بيننا منذئذ محبة مطمئنة يؤوب بها إلى قسمنا بكلية دار العلوم من جامعة القاهرة؛ فربما تجالسنا، فحكى لي عن أوليته في المعهد الأزهري بالمحلة الكبرى كيف كان شديد الاجتهاد، حتى إنه يوم اختباره صخب طلاب فصله وكان فيهم ولم يكن منهم؛ فأساء به الظن أحد مختبريه؛ فتَعَنَّتَه بأربعين سؤالا في القرآن الكريم لم يخطئ…

Read More

سعد عبد العزيز مصلوح

لو كنا تقدمنا قبل عام واحد إلى كلية دار العلوم بجامعة القاهرة لأدركناه قبل أن يسافر إلى الكويت فيعمل بكلية التربية الأساسية من وزارة التعليم العالي ثم كلية الآداب من جامعة الكويت! قدر الله لنا -وما شاء فعل!- ألطف التقدير؛ فقد صرنا نلقاه إذا آب على إجازةٍ رخيَّ البال منشرحَ الصدر طليقَ اللسان؛ فننهل من ذوقه الفني وبوحه التثقيفي ومن منهجه العلمي وتطبيقه التعليمي، لا يعوقنا زمان -مهما طال!- ولا مكان -مهما ضاق!- عن لقائه عندئذ قُعودًا أو قِيامًا وحضَرًا أو سفَرًا، حتى صار له في كل قلب سِرّ وعلى…

Read More

محمد أشرف مبروك المشد

كلما تخيلته ظهرت لي صورة المسلم العربي المصري الأصيل الذي جمع إلى خلق الريفي الكريم نباهة المدني الذكي، ولقد ازداد إليهما من الجسامة والرزانة والمهابة ما فرض علينا إجلاله، ولاسيما بعد أن وقفنا من منهجه البحثي في رسالتيه للماجستير والدكتوراة ومسلكه التعليمي في محاضرته للشعب الخاصة، على ما يشهد على إتقانه البالغ. واصطحبنا فكأننا على بُعد منشأينا الشمالي والجنوبي وُلدنا معا، يفرح أحدنا فيضحك صاحبه، ويحزن فيبكي! أراه من شباك حافلة وهو في حافلة أخرى، فأصيح به: تعال معي نزر محمود محمد شاكر أستاذنا أستاذ الدنيا -رحمه الله، وطيب ثراه!-…

Read More

أحمد عبد الحميد إسماعيل

عرفته أول ما عرفته بمناقشته للماجستير عام 1992ØŒ في عبد الله البردوني الشاعر اليمني الكفيف الفذ، التي حملني إليها أصدقاؤنا، وأثنى عليه فيها مناقشوه ثناء لم أعهد مثله قبلئذ، فابتهجنا بذلك كثيرا، واصطحبنا؛ فوقفنا منه على عقل بصير ورأي سليم وكرم أصيل وذوق رفيع وأناقة لافتة، لم يزدها لدينا إلا وثاقةً قولُ بعض زملائه وقد أقبل علينا: “لو كنتُ فتاة لأحببتك”ØŒ ولو أنصف لأثبت له محبتنا جميعا، التي عرفها وحفظها ورعاها حتى كانت تكسو الدنيا كلها من حولنا كلما حضر! ولقد كانت الأخبار تأتينى في سفري بأنه كان في جماعةٍ…

Read More

إبراهيم ضوة

كنا أول ما تعارفنا في مجتمع إدارة اختبارات كلية دار العلوم بجامعة القاهرة، وكان ملجأ المشتغلين بها جميعا، لا يقبل دخول شيء حتى يعرف مدخله ولا خروجه حتى يعرف مخرجه. شكَتني إلى نفسي مرة أم إحدى تلميذاتي المتفوقات، أنها حصلت عندي على ثمان من عشرين، وأنها في مناحة لا تنتهي، فلجأت إليه، فاستمهلني إلى يوم العمل، ثم لم يصبر، فذهب وحده، وإذا رسالة منه في اليوم نفسه ليس فيها غير “18”ØŒ ففهمت أنها درجتها، وأن راصدها كان قد غفل عن الواحد، وأنه احترس من أن يفصل لي الأمر فيعرضه للعقاب؛…

Read More