خالد نصر

رأيته في تسعينيات القرن الميلادي العشرين بغرفة أخي الحبيب الدكتور زكريا سعيد -رحمه الله، وطيب ثراه!- من جمعية رعاية الطلاب، ومعه جماعة من شباب كلية دار العلوم بجامعة القاهرة، يقولون مقالة واحدة: جئنا من الصعيد لإحياء علم القراءات! وقامت العشاء فأمنا بقراءة حمزة، وأحسن ما شاء، وذكَرتُه؛ فقد كان أحد من كرَّمتُهم قَبلئذ بإحدى مجموعات التدريب النحوي. ثم تخرج، وحصل بإشراف أستاذنا الحبيب الدكتور شعبان صلاح، على درجتي الماجستير والدكتوراة، برسالتين امتزج فيهما علما النحو والقراءات. ثم عرض عليه بعض مسلمي إحدى الولايات المتحدة الأمريكية أن يسافر إليهم، وهناك اشتغل…

Read More

حنان الصناديدي

رأيت عام 1992 أنني درَّبتُ طلاب إحدى مجموعات كلية دار العلوم بجامعة القاهرة، من التحليل النحوي، على ما يجيز لي اختبارهم اختبارا رفيعا ثم مراقبتهم في أثنائه مراقبة شديدة! وجدتُّ طالبة تنظر إلى جارتها، فزجرتها عن ذلك، ثم خرجت المنظور إليها ووراءها الناظرة، فقلت لهما: هكذا تسير الأعمال الجماعية! ثم أنهيت الاختبار، وجمعت الأوراق، وذهبت إلى مكتبي، فإذا الطالبتان أمامي: لا يجوز لك أن تظن بنا السوء حتى تستوثق! فقلت: معذور بما رأيته رأي العين، ثم إنني لم أتجاوز تلك الكلمة الغامضة! ثم قدر الحق -سبحانه، وتعالى!- للطالبة المنظور إليها…

Read More

أحمد عاطف أحمد

عام 1990 اشتغل بعض إخواننا بالاستعداد لبعثته الدراسية، عن تدريب إحدى مجموعات طلاب الفرقة الثانية من كلية دار العلوم بجامعة القاهرة، على تحليل بعض المسائل العروضية والصرفية؛ فكُلِّفتُه فجأة، فحِرتُ به حيرة شديدة، حتى صرت أنهج فيه منهج تذوق غريب بعض الأراجيز، وكأنني بمجالس ثعلب لم أبرح! وبرز من أولئك الطلاب طالب نبيه، أوى مني إلى محبة وحرص وبهجة؛ فصدَقني وصف حيرة زملائه بما انتهجتُه، فاستهلكتُ في علاجها ما بقي من العام. ولقد بلغ من نباهة هذا الطالب أن كان يصحبني إلى مركبي، وأن دعاني إلى زيارة جاره بحي الملك…

Read More

تمام حسان

قال له المذيع السعودي في أحد لقاءات الاحتفال بحصوله على جائزة الملك فيصل العالمية: “بم سُمّيتَ سيبويه العصر؟”ØŒ فاستعاذ بالحق -سبحانه، وتعالى!- من ادعاء ما لا يجوز، ثم قال له: لعل من قال ذلك إنما نظر إلى اشتمال كتابي “اللغة العربية معناها ومبناها”ØŒ في وصف اللغة العربية، على محاولة جادة جديدة، ذكّرته محاولة سيبويه”. ولا ريب لدي في أن ذلك المذيع اطلع على مقالة أستاذنا الحبيب الدكتور سعد مصلوح في كتاب “اللغة العربية معناها ومبناها”ØŒ تشبيهًا له بكتاب سيبويه -رضي الله عنه!-: “هذا الكتاب الجديد”! وإن أتشوَّق الآن إلى ما…

Read More

محمد عبد العزيز عبد الدايم الرفاعي

سمعته قديما في غرفة معيدي قسم النحو والصرف والعروض بكلية دار العلوم من جامعة القاهرة، يقول لأحد زملائه ونحن جميعا دون الدكتوراة: كلنا مجتهدون في مسائلَ من العلم، فيعجبني قوله، وأتعلق بمسيرته حتى إنني أدافع عنه دفاعي عن نفسي شبهة إيحاء أستاذنا الدكتور تمام حسان -رحمه الله، وطيب ثراه!- بعد مناقشته رسالته للدكتوراة، بتقصيره عن حق بعض أفكاره التصنيفية، فيكافئني الحق -سبحانه، وتعالى!- بتوفيقه بعد زمان طويل إلى إزالة بعض معوقات مسيرتي! باحث نابه، من طبقة عالية، يحب أصحاب طبقته، ويبذل لهم نفسه، ولا يلقي لغيرهم بالا، بل يعترض طريقهم؛…

Read More

محمود محمد الطناحي

ما أكثر ما حدثنا عن ظرفه أستاذنا الدكتور أحمد كشك -وقد تزاملا بكلية اللغة العربية من جامعة أم القرى- يخرجان آخر كل أسبوع هما وبعض زملائهما إلى أطراف مكة المكرمة، فيتسامرون بطرائف الفن والعلم والمعيشة مثلما كان فتيان قريش يفعلون إبان دولة بني أمية، ويجتمعون في جواب من يسألهم عن ابتعاثهم إلى جامعة أم القرى، على جوابه: “إنما بُعثتُ لأتمِّم العِمارة”! ثم لقيته بعدما آب من رحلته تلك الطويلة التي عومل فيها معاملة الأستاذ الكبير حتى تمَّم عمارته بحي مصر الجديدة من القاهرة الفاخرة، فتلقيت عنه ظرفه كِفاحًا في مجلس…

Read More

عبد الحميد البسيوني

كان محمود محمد شاكر أستاذنا أستاذ الدنيا -رحمه الله، وطيب ثراه!- هو الذي دل عليه الكويتيين؛ فاتخذوه بمكتب الأمير خبيرا -وكان قبلئذ معلما في وزارة التربية الكويتية عن كلية دار العلوم بجامعة القاهرة- وانفتحت له أبواب الأعمال الاجتماعية والثقافية والعلمية الثريّة المُثْرية، التي كان فيها عندهم نسيج وحده مُعَزّا مُكْرَما، حتى إنني -ولم ألقه إلا في مجلس أستاذنا أوائل تسعينيات القرن الميلادي العشرين- سألت عنه الدكتور عبد الله محارب مستشار السفارة الكويتية الثقافي بالقاهرة، فأشار بجُمع كفه إلى أنه رجل فَذّ قوي، وصدَّق قولَه ما رأيتُه في المجلس من كراماته!…

Read More

علي عشري زايد

عنده كان سر المعادلة الصعبة أن تكون إسلاميا عروبيا حداثيا مستقبليا، أي أن تجمع التحديث المستمر إلى الانتماء الأصيل، في بنيان مشدود من الإيمان القوي والخلق القويم، يعطف عليك حملة الرايات المختلفة، ويؤلفهم بك؛ فإليه يرجع فضل الدلالة على نتاج بعض من وُفِّقوا إلى المضي بروافد الاستلهام من مسالك الإتقان إلى ذرا الإبداع. قبل أن ندخل كلية دار العلوم بجامعة القاهرة كان قد سافر إلى الجامعة الإسلامية بإسلام آباد من الباكستان ليشارك إخوانه في إنشاء مؤسساتها وقيادتها، ولكننا وجدنا أثره بكتابيه الفذين الباهرين “عن بناء القصيدة العربية الحديثة”ØŒ Ùˆ”استدعاء الشخصيات…

Read More