مشكلات تدريس علم العروض ٥

مشكلات تدريس علم العروض
(مشكلات المدرس)
Ù¥
عدم مزج اللفحات العلمية بالنفحات الأسلوبية
على رغم استمتاع الطلاب بدراسة العروض يؤثر فيهم كثيرا وَقْفُهم على أمثلة من توفيق الشاعر أو إخفاقه في التأليف بين العروض واللغة في أداء المراد، باصطناع ما يوافقه أو يخالفه من تغييرات الإسراع أو الإبطاء مثلا؛ فإن في ذلك من أسباب إكبارهم وإقبالهم، ما لا يُقادَر قدرُه.
إهمال الاستطراد إلى قصائد الوقت المشهورة
ليس من الحكمة ألا يستفيد المدرس من التمثيل بما ذاع في وقت تدريسه من قصائد، أنفةً من ابتذالها (شيوعها)، وتحرُّجًا من السخرية منها؛ إذ ابتذالها نفسه آية نجاحها، وهو من ثمَّ آية نجاح نمطها العروضي، أما السخرية منها فمن تعوّد الطلاب انقطاع ما يدرسونه من واقعهم، ولا خير في التحرج من حدوث هذه السخرية، والخير كل الخير في وصل ما انقطع.
إهمال التدريب والاختبار المناسبين
ينبغي للمدرس كلما فرغ من درس أن يكلف تلامذته إعداد قصيدة مثل التي خرّجها لهم، وضبْطَها وتلحينها وتخريج عروضها تخريجَ من سيدرِّسها- وإذا ما اختبرهم أن يجعل الاختبار على وفق ما درّس ودرّب، أبياتا مختلفة غير مشكلة ولا مقسمة، تتتابََعُ تتابُعَ الفقرة من النثر، يسألهم أن يخرجوا بعضها تخريجا عروضيا؛ فإنهم يعرفون عندئذ حقيقةَ ما انتهج في التدريس والتدريب، وقيمته وجدواه.
إهمال التعليق على نتائج التدريب والاختبار
تستغرق المدرسَ محاضراتُه، وتعجبه فيها نفسُه، ويظن أنْ ليس بعد اجتهاده في المحاضرة من زيادة يزدادها هو أو طلابه، ولو علم ما في التعليق على أعمالهمم بالتصويب أو التخطيء والتَّسويء أو التحسين -يسمّي المصيب والمحسن ويثني عليهما، ويعمّي المخطئ والمسيء ويرأف بهما- لتمنى لو لم يَلَْقهم إلا على تعليق؛ فإنه لا يكاد يفرغ من تعليق حتى يستقر في وعيهم؛ فلا يزول ما اختلف النهار والليل!

Related posts

Leave a Comment