والله أختار

ولا ينجو منها إلا من خلصت نيته، فصلح اختياره…

بعبارة “اللهَ أَخْتَارُ” الإلهامية الربانية، التي اقترح الأستاذ مصطفى يوسف أن تؤخذ من آخر ما قاله من الشعر أبو حاتم محمد حماسة عبد اللطيف -رحمه الله، وطيب ثراه!- لتكون علما على ديوانه- ذكرت عبارة “وَالرَّأْيُ مُخْتَلِفُ” من قول عمرو بن امرئ القيس الخزرجي:
“نحن بما عندنا وأنت بما عندكَ راضٍ والرأيُ مختلفُ”ØŒ
الشاهد النحوي المعروف، الذي ذَيَّلَ به أبو همام عبد اللطيف عبد الحليم -رحمه الله، وطيب ثراه!- إحدى قصائد كتابه الفذّ المتفرد “من مقام المنسرح”ØŒ التي رأيتها أصدق تعبير عنه، في مقال كتبته عندئذ، ثم أضللته، ولم أهتد بعد إليه!
ألا ما أشبه العبارة بالعبارة، وزنا ومعنى!
نعم؛ فإن استقلال أبي حاتم الشاعر الدرعمي، باختيار الحق -سبحانه، وتعالى!- على رغم اختيار غيره الباطل، لَمِثْلُ رضا ذلك الشاعر الخزرجي برأيه، على رغم رضا غيره بغيره- ومثل اختلاف رأي كل منهما فيما رضيه غيره حسنا وسوءا!
ولقد رأيت أن أثبت واو “وَالرَّأْيُ مُخْتَلِفُ”ØŒ التي تفصح عما خفي من دخائل اختلاف المختلفين، وعلى ذلك أرى أن تثبت واو “وَاللهَ أَخْتَارُ” كذلك، لتظل تفصح عن منازع المبطلين التي تتخطف الناس، ولا ينجو منها إلا من خلصت نيته، فصلح اختياره، والحمد لله رب العالمين!

Related posts

Leave a Comment