أن الباري لم يزل قبل الأشياء

السلام عليكم، أستاذي الكريم،
استشكال أرجو أن تتفضلوا بالنظر فيه متى سمح وقتكم بذلك،
في “مقالات الإسلاميّين” للأشعريّ:
“وزعمت الفرقة الثانية منهم (يريد المعتزلة)ØŒ وهم أصحاب أبي الحسين الصالحي، أن الباري لم يزل قبل الأشياء برفع اللام، قالوا: ولا نقول: “لم يزل قبل الأشياء” بنصب اللام”اهـ.
والعبارة ضبطها بالعلامات، الضمة والفتحة، المحقق الأستاذ محيي الدين عبد الحميد، ولم يعلق بشيء، وهو خلاف ما ينتظر من مثله في مثل هذا الموضع!
ويظهر عندي أن كلمة “الأشياء” زائدة من سهو الناسخ، وأن صحة العبارة: “الباري لم يزل قبل” على قطع الإضافة لفظًا ونيّة، ولكن رجوت أن يكون عند المشتغلين بالنحو تخريج مقبول، ولو بشيء من التكلف، أو على بعض الوجوه الشاذة ..
وجزاكم الله عن العلم وطلابه خير الجزاء ..

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
حياك الله وأحيانا بك
قد علمت اختلافهم في القدم والحداثة
وجواز حضور الأشياء في هذا المقام أصلا وامتناعه
فمنهم من منع ذكرها مع قبل
من حيث كان أولا وآخرا على ما وصف نفسه
وعندئذ تنطق قبل مبنية على الضم مقطوعة عن الإضافة لفظا ومعنى
ومنهم من اتبع الأثر على رغمه فاستفاد من
“ليس قبله شيء”Ø›
فقال قبل الأشياء
بنصب قبل على اعتماد إضافته إلى الأشياء
ومنهم من انصرف إلى إنكار أن تكون قبله أشياء منعها ثم أوجدها
فقال
لم يزل -مضارع أزال- قبل -مبنيا على الضم- الأشياء، مفعول يزل
والله أعلم وأعلم
وثم وجه غريب وجيه
وجاهته من بقاء يزل فيه على ضبطها
وغرابته من مجازه
هو أن تكون الأشياء خبر يزل
على معنى أنه سبحانه كان هو وحده كل شيء
كان هو الأشياء قبل كل شيء
ولم يكن شيء غيره

جزاكم الله خيرًا، أستاذنا الكريم، وأدام النفع بعلمكم، وزادكم علما ..

Related posts

Leave a Comment