4 مَنْهَجُ الْبَحْثِ الْعِلْمِيِّ الصَّحِيحِ لَا الرَّائِعِ

ما أَصْرَحَ دلالةَ المنهج على الطريق وقد خَطَّطَتْهُ الخطةُ المُلْحَقَةُ، فأما أن يكون طريق بحث والبحث حفر فلا يخلو من تنبيه على أنه كُلَّما كان أعمق كان أَوْصَلَ وأَنْجَحَ؛ فليس المقام لجمع المعلومات، فما جمعُها إلا معرفةٌ غيرُ منتجة، بل لِتَنْسِيقها وتصنيفها وتنظيمها والاستنباط منها، وهذا هو العلم المنتج.
والبحث المطروح هنا هو البحث العلمي الصحيح المجرَّب الناجح، الذي تَواتَرَ عليه الباحثون وأيدته تجاربهم، حتى استطاعوا أن يُميِّزوه ويَضْبِطوه ويُعلِّموه.
أما البحث العلمي الرائع فلا موضع له هنا؛ إذ لا يُعلِّمه المعلمون، بل يُفاجَأُ به المتلقون جميعًا مُعلِّمين ومُتَعلِّمين، فإذا أعجبهم، فتمسَّكوا به، وضبطوه، وعلَّموه- فَقَدَ رَوْعَتَه!
وليس أَشْبَه بالبحث العلمي الصحيح مِنَ الحِصانِ الإِنْسيِّ المُستأنَس، ولا أَشْبَه بالبحث العلمي الرائع منَ الحِصان الوَحْشيِّ المُسْتوحَش؛ فلا نَرْكَبُ إلا الأول، وإن انْبَهَرْنا بالثاني!

Related posts

Leave a Comment