2 تَكُونُ بِالتَّقْلِيدِ وَتُسْتَوْعَبُ بِالتَّعَلُّمِ

لمنهج البحث العلمي أصولٌ وفروع وعلامات تُعْرَض وتنقد في أثناء تعليمه حتى تُستوعبَ؛ إذ تمتزج هي ومُستوعِبُها؛ فلا يَرَى إلا بها، ولا يَصدُرُ إلا عنها، ولا يَحتكِم إلا إليها.
وأَلْطَفُ ما في علمها أنه يشترك فيه المعلمُ والمتعلمُ كلاهما؛ فكما يستفيد المتعلمُ علمَ ما لم يعلم، يستفيد المعلمُ إحكامَ ما يعلم وضبطَ بعضه ببعض وتحسينَه، حتى ربما حَمَلَ نفسه على تعليمها حتى يتعلمها به.
ولا ريب في أن الاطلاع على الأبحاث السابقة وتحصيل ما فعل بها أصحابها، وَسيلةٌ مجرَّبة ناجحة إلى إنجاز مثلها على جهة التقليد، على ما فيها من اختلاف المطَّلعين بين مَنْ حَظِيَ بأبحاث الكبار فكَبُرَ بها تقليده، ومن ابتُلِيَ بأبحاث الصغار فصَغُرَ بها تقليده!
وليس الاستيعابُ كالتقليد؛ فإن المقلِّد أَسيرُ المقلَّد محدود به منسوب إليه، فأما المستوعب فَحُرٌّ طَليقٌ مُمتلئٌ بنفسه جَريءٌ مُبادرٌ مُغامرٌ مُجددٌ مُبتكرٌ.

Related posts

Leave a Comment