اتقاء العجب – من تغريدات الحارث المحاسبي 35

الْعُجْبُ وَالْكِبْرُ لَا يَأْمَنُهُمَا عَاقِلٌ عَلَى حَالٍ؛ فَكُلُّ مَا بَانَ بِهِ الْعَبْدُ عَلَى غَيْرِهِ كَانَتِ الْفِتْنَةُ إِلَيْهِ أَسْرَعَ. وَمِنْ ذَلِكَ أَنَّ تَمِيمًا الدَّارِيَّ اسْتَأْذَنَ عُمَرَ فِي الْقَصَصِ، فَأَبَى أَنْ يَأْذَنَ لَهُ، وَقَالَ لَهُ: إِنَّهُ الذَّبْحُ! وَاسْتَأْذَنَهُ رَجُلٌ كَانَ إِمَامَ قَوْمِهِ، أَنَّهُ إِذَا صَلَّى وَسَلَّمَ مِنْ صَلَاتِهِ ذَكَّرَهُمْ فَدَعَا بِدَعَوَاتٍ، فَأَبَى أَنْ يَأْذَنَ لَهُ، وَقَالَ: إِنِّي أَخَافُ أَنْ تَنْتَفِخَ حَتَّى تَبْلُغَ الثُّرَيَّا! فَخَشِيَ عَلَيْهِ الْكِبْرَ. وَصَلَّى حُذَيْفَةُ بِقَوْمِهِ، فَلَمَّا سَلَّمَ قَالَ: لَتَلْتَمِسُنَّ إِمَامًا غَيْرِي، أَوْ تُصَلُّونَ وُحْدَانًا -وَقِيلَ فِي حَدِيثٍ آخَرَ- إِنِّي رَأَيْتُ فِي نَفْسِي أَنَّهُ لَيْسَ فِي الْقَوْمِ أَفْضَلُ مِنِّي! فَمَا أَقَلَّ مَنْ يُخَصُّ بِنِعْمَةٍ يَبِينُ بِهَا عَلَى غَيْرِهِ إِلَّا غَلَبَ عَلَيْهِ الْكِبْرُ إِلَّا مَنْ قَوَّاهُ اللَّهُ -عَزَّ، وَجَلَّ!- وَسَدَّدَهُ. وَبِاللَّهِ -عَزَّ، وَجَلَّ!- الِاعْتِصَامُ!

Related posts

Leave a Comment