هؤلاء أعداء لا إخوان – من تغريدات الحارث المحاسبي 19

قُلْتُ: إِنَّهُمْ إِخْوَانٌ فِي اللَّهِ، عَزَّ، وَجَلَّ!

قَالَ: هَذَا اسْمٌ قَدْ يَسْتَعِيرُهُ الْكَاذِبُ الدَّعْوَى عَلَى غَيْرِ حَقِيقَةٍ!
إِنَّ أَدْنَى مَا يَسْتَحِقُّ الْأُخُوَّةَ فِي اللَّهِ -عَزَّ، وَجَلَّ!- بَلِ الْمَحَبَّةَ -فَإِنَّهَا دُونَهَا- مَنْ تَسْلَمُ مَعَهُ دُونَ أَنْ تَغْتَمَّ مَعَهُ. وَمَنْ لا تَسْلَمُ مَعَهُ فَهُوَ عَدُوٌّ لَكَ فِي دِينِكَ، وَإِنْ سَمَّيْتَهُ صَدِيقًا وَصَاحِبًا وَأَخًا فِي اللَّهِ، عَزَّ، وَجَلَّ! فَكَيْفَ يَكُونُ صَاحِبًا وَأَخًا فِي اللَّهِ -عَزَّ، وَجَلَّ!- مَنْ تَتَعَرَّضُ بِمُجَالَسَتِهِ وَمُحَادَثَتِهِ لِغَضَبِ اللَّهِ -عَزَّ، وَجَلَّ!- لِأَنَّكَ لَا تَسْلَمُ مَعَهُ أَنْ تَتَكَلَّمَ بِمَا يَكْرَهُ اللَّهُ، عَزَّ، وَجَلَّ!
وَقَدْ سَمِعْتَ حَدِيثَ بِلَالِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ، وَسَلَّمَ!-: “إِنَّ الرَّجُلَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مَا يَرَى أَنَّهَا تَبْلُغُ مِنْ سَخَطِ اللَّهِ مَا بَلَغَتْ؛ فَيَكْتُبُ اللَّهُ بِهَا عَلَيْهِ سَخَطَهُ إِلَى يَوْمِ يَلْقَاهُ”Ø› فَمَنْ أَعْدَى Ù„ÙŽÙƒÙŽ مِمَّنْ يُعَرِّضُكَ بِمُحَادَثَتِهِ لِأَنْ تَتَكَلَّمَ بِكَلامٍ يَغْضَبُ اللَّهُ -عَزَّ، وَجَلَّ!- عَلَيْكَ مِنْهُ!
وَحَدِيثَ بَهْزِ بْنِ حَكِيمٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ، عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ، وَسَلَّمَ!- أَنَّهُ قَالَ: “وَيْلٌ لِلَّذِي يُحَدِّثُ فَيَكْذِبُ لِيَضْحَكَ بِهِ الْقَوْمُ! وَيْلٌ لَهُ! وَيْلٌ لَهُ”!
وَحَدِيثَ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ: “إِنَّ الرَّجُلَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ فِي الرَّفَاهِيَةِ -قَالَ: يَعْنِي فِي الْمَجْلِسِ- لِيَضْحَكَ بِهِ الْقَوْمُ؛ فَتُرْدِيهِ بُعْدَ مَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ”ØŒ أَيْ يَهْوِي بِهَا فِي النَّارِ؛ فَمَنْ أَعْدَى Ù„ÙŽÙƒÙŽ مِمَّنْ كَانَ سَبَبُ هَذَا مِنْهُ وَبِهِ!

وَكَذَلِكَ إِنْ كَانَ لَا يَرْضَى مِنْكَ إِلَّا بِالتَّصَنُّعِ، وَلَا تَمْتَنِعُ نَفْسُكَ مِنْ ذَلِكَ إِذَا كَانَ لَا يَرْضَى مِنْكَ إِلَّا بِتَصَنُّعٍ. وَكَذَلِكَ أَنْ تَغْضَبَ لِغَضَبِهِ وَتُصَارِمَ مَنْ صَارَمَ، جَارَ أَوْ عَدَلَ فِي صَرْمِهِ وَغَضَبِهِ. وَهذَا يَكُونُ فِي الْفَرْطِ، وَلَكِنَّ الْمُحَادَثَةَ أَكْثَرُ مِنْ ذَلِكَ.

فَهَذَا عَدُوٌّ لَكَ لَا أَخٌ لَكَ فِي اللَّهِ، عَزَّ، وَجَلَّ!

أَلَمْ تَسْمَعْ إِلَى حَدِيثِ مُحَمَّدِ بْنِ النَّضْرِ الْحَارِثِيِّ: “إِنَّ اللَّهَ -عَزَّ، وَجَلَّ!- أَوْحَى إِلَى مُوسَى -عَلَيْهِ السَّلَامُ!-: يَا مُوسَى، كُنْ يَقْظَانَ مُرْتَادًا لِنَفْسِكَ أَخْدَانًا، فَكُلُّ خِدْنٍ لَا يُواتِيكَ عَلَى مَسَرَّتِي فَلَا تَصْحَبْهُ؛ فَإِنَّهُ Ù„ÙŽÙƒÙŽ عَدُوٌّ، وَهُوَ يُقَسِّي عَلَيْكَ قَلْبَكَ”Ø› فَمَنْ كَانَ هَكَذَا فَهُوَ Ù„ÙŽÙƒÙŽ عَدُوٌّ، وَإِنْ سَمَّيْتَهُ أَخًا فِي اللَّهِ وَصَاحِبًا، فَوَضَعْتَ عَلَيْهِ اسْمًا لَا يَسْتَحِقُّهُ وَيَسْتَحِقُّ ضِدَّهُ وَهِيَ الْعَدَاوَةُ!
وَكَيْفَ يَكُونُ أَخًا فِي اللَّهِ -عَزَّ، وَجَلَّ!- أَوْ صَاحِبًا فِي اللَّهِ -عَزَّ، وَجَلَّ!- مَنْ يُعْصَى اللَّهَ -عَزَّ، وَجَلَّ!- به، وَمِنْ أَجْلِهِ! فَمَنْ أَشَدُّ لَكَ ضَرَرًا فِي دِينِكَ مِمَّنْ كَانَ سَبَبُ مَعْصِيَتِكَ بِهِ!

أَلَمْ تَسْمَعْ إِلَى حَدِيثِ أَبِي مُوسَى عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ، وَسَلَّمَ!-: “مَثَلُ صَاحِبِ السُّوءِ كَمَثَلِ صَاحِبِ الْكِيرِ -يَعْنِي الْحَدَّادَ- إِنْ لَمْ يَحْرِقْكَ بِشَرَرِهِ يَعْبَقْ بِكَ من رِيحِهِ”! وَكَذَلِكَ هُوَ كَمَا قَالَ، إِنْ لَمْ تَعْصِ اللَّهَ -عَزَّ، وَجَلَّ!- مَعَهُ، لَمْ تَعْدَمْ مَعَهُ قَسْوَةَ قَلْبِكَ وَلَهْوَهُ وَاشْتِغَالَهُ.
فَلَيْسَ مَنْ كَانَ لَكَ هَكَذَا بِأَخٍ، وَلَكِنْ هُوَ لَكَ عَدُوٌّ، وَهُوَ أَضَرُّ عَلَيْكَ فِي دِينِكَ مِمَّنْ تُعَادِي.

Related posts

Leave a Comment