دستور القراءة والكتابة 9

 ( كيف نقرأ ونكتب؟)


لزوم آداب القراءة والكتابة

وآدابهما هي طائفة الأخلاق المحيطة بممارستهما، التي تراكم في خبرة ممارسيها حسن تقديرهم لقيمتها، بعدما تواترت أجيالهم على التخلق بها، وتعودت أجيال مراقبيهم على الارتياح إليها منهم؛ فكل قارئ أو كاتب لم يلزمها فكالمتسور الداخل من غير باب، يظل قلق البال حيران الفؤاد، لا يرتاح، ولا يريح.

رعاية أصول القراءة والكتابة

وأصولهما هي ينابيعهما التي تنشئ وجودهما، وترعى بقاءهما، ويحتكم إليها في تخطيئهما وتصويبهما؛ فكل قارئ أو كاتب لم يرعها فكالأعجم بين الأعاريب، يستحق دون الشعرور القديم أن يقال فيه:

الشعر صعب وطويل سلمه

إذا ارتقى فيه الذي لا يعلمه

زلت به إلى الحضيض قدمه

يريد أن يعربه فيعجمه

 

تحري أنواع القراءة والكتابة

وأنواعهما هي صنوفهما المتعددة تعدد الحاجة إليهما؛ فليس كل ما يخطر يكتب -فرب كلمة سلبت نعمة- ولا كل ما يكتب يقرأ -فرب كلمة حيرت أمة- فكل قارئ أو كاتب لم يتحرها فكمن أوتي مالا سلط على هلكته في الباطل، أو كمن يغرس في غير منبت، أو ينفخ في غير فحم!

استعمال أدوات القراءة والكتابة

وأدواتهما هي طائفة الحيل المتغلغلة في ممارستهما، التي تراكم في خبرة ممارسيها عظم تقديرهم لقيمتها، بعدما تواترت أجيالهم على الاعتماد عليها، ولو اطلع على إهمالهم لها مراقبوهم لطالبوهم بها؛ فكل قارئ أو كاتب لم يستعملها فكالمستقي بمنخل، لا يصل ولا يوصل، أو “كباسط كفيه إلى الماء ليبلغ فاه وما هو ببالغه”Ø› صدق الله العظيم!

Related posts

Leave a Comment