القيم العليا والأحكام والشرائع، في 8 مارس 2017، (مجديات أخي الحبيب الراحل المقدم مجدي صقر، رحمه الله، وطيب ثراه)!

القيم العليا هي القواعد والأسس الفكريّة والمعنويّة والإطار العام، تلك التي تبين كيف يختار الفرد والجماعة الطريق الذي يجب سلوكه، وتدور كلها على كلمة واحدة هي الأمانة. مصادر القيم: الله، والنفس الإنسانيّة (الفطرة الإنسانية). أنواع القيم: قيم وصفات الظّلم والفساد، وهي محرّمة على الله قدرا، ومحرّمة على الناس وجميع الخلائق الحرّة المختارة حكما وشرعا. وقيم وصفات الجلال والألوهية، وهي لله خاصّة قدرا، ومحرمة على جميع الخلائق المختارة حكما وشرعا. وقيم وصفات الجمال ومحاسن الأخلاق، وهي لله قدرا، وأمرنا الله أن نتشبه ونتمثل بها ما استطعنا إلى ذلك سبيلا، كالكرم والرحمة وغيرها، والله أعلم! نلاحظ أن غير المؤمن يتّخذ ما يباح له وما لا يباح من الصفات بغير علم، إنّما هو اتباع الهوي؛ فساعةً يفسد ويظلم ويتعالى ويتكبّر بغير علم، وأخرى يصلح ويحسن بغير صدق توجه إلى الله؛ وذلك لأنّ غير المؤمن لا يتواصل مع الله، ولا يتمسك بحبله؛ فلا يأتيه المدد من الله؛ فسريعا ما يغيّر أخلاقه ويحيد عن مبادئه ويتخلى عنها إذا صادف عقبة أو إغراء ماديا، لكن المؤمن غير ذلك، قيل: خبأ الله عني تصاريف القدر، وخبأت للأقدار حسن التصرف!
الحكم وضع الحكمة موضع التطبيق -و لو كان قسرا أو جبرا- والحكمة معرفة الخير، والخير الجمال، والجمال الكمال، والكمال وضع الأمور في مكانها وزمانها وحجمها وقدرها وغايتها ومناسبتها. والفارق بين الذكاء والحكمة هو المدى الزمني المستهدف؛ فالأذكياء يخططون لأيام أو لسنوات بل لعقود من الزمن، أما الحكماء فهم يرتبون تصرفاتهم من الآن حتى الوقوف بين يدي الله -عز، وجل!- و يجدر بنا الإشارة إلى أن حكمة الله مطلقة النفع والخير، أي تتعدي المناسبة التي ذكرت فيها، وأحكام الله واجبة الطاعة ما استطاع المسلم إلى ذلك سبيلا، وحكمة الرسول مقيّدة بمناسبة ذكرها، وأحكام النبيّ واجبة الطاعة ما استطاع المسلم إلى ذلك سبيلا، وحكمة الناس (كلامهم وأفكارهم) تحتمل الصواب والخطأ.

Related posts

Leave a Comment