فلسفة الإدارة الأمريكية، في 26 أبريل 2016، (مجديات أخي الحبيب الراحل المقدم مجدي صقر، رحمه الله، وطيب ثراه)!

الحمد لله رب العالمين!
كانت أوروبا منذ القدم أمّة بحريّة. تنافست كل من أسبانيا والبرتغال والمملكة المتحدة وآخرين في استكشاف العالم الجديد وبخاصة الأمريكتان، وتمكنت كل دولة من الاستيلاء على قطعة منها، لكن لسوء الحظ الشديد احتل الإنجليز (الملائكة) البروتستانت المتعجرفون جزءا من أمريكا الشمالية فيما عرف لاحقا بالولايات المتحدة الأمريكيّة. وجد الإنجليز صعوبة في ترويض الهنود، فاستجلبوا المغامرين الطموحين واللصوص والمجرمين والقتلة من السجون الإنجليزية، ليستعينوا بهم في إدارة الأقاليم الجديدة وترويض سكانها، فإن كان الاحتلال الأوروبي على شعوب هذه المناطق وسكانها الأصليّين قاسيًا، فإن ما حدث لشعب أمريكا الأصلي (الهنود الحمر) كان من القسوة بحيث إنهم أبيدوا تماما، ولم يعد لهم وجود بين الشعوب الإنسانية المعروفة!
واجهت الاستعمارييّن الجدد لأمريكا مشكلة نقص الأيدي العاملة، فكان اقتناص واستيراد آخرين من أفريقيا، فأصبحت الولايات الأمريكية أكبر مستورد للعبيد في العالم! وأصبح مفتاح الشخصيّة الأمريكيّة مزيجًا متوازنًا من ثلاثة مكونات تحمل في طياتها ثلاث أفكار وثلاثة مبادئ وثلاث قواعد منهجيّة مؤسسة، هي: الإنجليز، اللّصوص، العبيد. وأصبحت القسمة العادلة فيما بعدُ بين الشعب الأمريكي وإدارته، كالآتي:
– احتفظ البسطاء والعامة من المواطنين الأمريكيّين العاديّين بمزيج متوازن من الرقي والأناقة الإنجليزية، وذكاء وإقدام المغامرين، ودفء وحنان أفريقيا.
– واختصت الإدارة الأمريكية وسياستها الخارجية بالعجرفة الإنجليزية وغدرات واستبداد ووقاحة وبجاحة القتلة واللصوص، وكذلك دناءة العبيد التي أصبحت فيما بعد هي الأسس الضابطة والمهيمنة على عقل وتفكير ووجدان متخذي القرار الأمريكي.
إن المتأمّل للمنهج الأمريكي في التعامل مع مصر وأحداثها الأخيرة يجدها لا تخرج عن هذا الإطار الضابط؛ فالعجرفة والاستعلاء يجعلانها تعاملنا باحتقار شديد وكأننا مواطنون من الدرجة الثانية، أو كأننا دولة وشعب تحت الاحتلال (الاحتلال البعيد)، وتظهر الدناءة الشديدة بوضوح في ذلك التكرار المذل والمقيت والمهين والمثير للغثيان لذكر المعونات والمساعدات الأمريكية التي تقدمها لمصر، ولإمكانية قطع هذه المعونات حال خروج القرار السياسي المصري على غير هواها! أما اللّصوصيّة والانتهازيّة والوقاحة الفجّة فإنك تفاجأ بها عندما تعلم أن الدولة الأمريكيّة تحصل على خدمات وتسهيلات من الحكومة المصرية تفوق ما تقدمه أمريكا لمصر من معونات!
إنّ العجرفة والدناءة واللّصوصيّة، هي كلمة السّر وفلسفة عمل الإدارة الأمريكية! إن الدولة الأمريكية منذ نشأتها وعلى طول تاريخها القصير، في أعمال قتل وسفك وإبادة مستمرة للآخرين؛ فلا يمكن أن يعجب بها ويؤيدها إلا قاتل أو جاهل أو أحمق! ويكفيها فخرا وشرفا أنها أول وآخر دولة في العالم استخدمت القنبلة النووية!
حفظ الله مصر والمصريين!

Related posts

Leave a Comment