قبل Ù†ØÙˆ عÙقْد٠من الزمان وقعت ÙÙ‰ يدى مجموعة قصصية للكاتبة سلوى بكر Ùوجدت بعضا قليلا منها مقبولا، أما الباقى Ùلم أر Ùيه ما يشدنى، وإن لم أندم على إنÙاق وقتى ÙÙ‰ قراءة المجموعة، إذ تعرÙت إلى كاتبة لم أكن قرأت لها رغم سماعى باسمها يتردد ÙÙ‰ الصØ٠والمجلات. ثم سمعت برواية صدرت لها قبل ذلك بقليل اسمها “البشمورى” تتØدث عن تمرد وقع ÙÙ‰ شمال الدلتا المصرية أيام المأمون الخليÙØ© العباسى الشهير، Ùاشتريتها ناويا أن أقرأها لأرى مثار هذه الضجة، إلا أن الظرو٠شغلتنى بما هو أكثر إلØاØا، مما جعلنى أضع الرواية جانبا على أمل الÙروغ لها بعد قليل، لكن الأعوام انصرمت دون أن ØªØªØ§Ø Ù„Ù‰ الÙرصة لقراءتها كما كنت أنوى Øين اشتريتها… إلى أن كنت أصØØ Ù…Ù†Ø° أيام مادة “القصة” ÙÙ‰ امتØانات هذا العام (مايو 2010Ù…) بالقسم Ùوجدت الطلاب يتØدثون ÙÙ‰ الجزء الثانى من أوراق الإجابة، وهو الجزء الخاص بالزميل الذى يشاركنى تدريس المادة، عن ثلاثية خيرى شلبى المعروÙØ© التى تØمل عناوينها بعضا من أسماء ورق الكوتشينة، أو عن “بشمورى” سلوى بكر، Øسب السؤال الذى اختاره الطالب للإجابة عليه. Ùعندئذ، وعندئذ Ùقط، ØµØ Ù…Ù†Ù‰ العزم على قراءة “البشمورى”ØŒ ومعها رواية شلبى: “وكالة عطية”ØŒ التى كنت أنزلتها عندى على الكاتوب منذ عامين تقريبا ولم أكن قرأتها بعد، وإن كنت طالعت بسرعة Ùصلا منها شدنى وقدَّرت ÙÙ‰ Ù†Ùسى أن أرجع إليها ÙÙ‰ أقرب Ùرصة أكون قادرا على مطالعتها بالتركيز المطلوب إذ بدت لى ممتعة، وهو ما Ùعلته ÙÙ‰ الØال، Ùقد أخرجت نسختها التى عندى من مكمنها على الكاتوب، وشرعت ÙÙ‰ قراءتها مستمتعا بها رغم ما ÙÙ‰ لغتها من هنات ليست بالقليلة Ø´Ùع لها Øرص كاتبها على استعمال الÙصØÙ‰ دائما على قدر ما يستطيع، وكذلك رغم ما ÙÙ‰ بنائها الÙنى من بعض الملاØظات، Ùضلا عما تشتمل عليها من بذاءات عنيÙØ© وغرام بالØديث الشديد التÙصيل عن الØشيش وطقوس شربه دونما داع، ودَعْكَ من الجو الاجتماعى والأخلاقى القاتم الذى لا يعطيك Ùرصة كى تتنÙس نسمة هواء نقية إلا ÙÙ‰ الشاذ النادر. والعجييب أننى، رغم استمتاعى بالرواية، لم Ø£Ùكر قط ÙÙ‰ كتابة شىء عنها. لقد قَرَّ ÙÙ‰ ذهنى أن أقرأها بغرض المتعة ليس إلا، Ùتركت Ù†Ùسى مثل شخص يرقد Ùوق Øشية هوائية على Ø³Ø·Ø Ø¨Øر هادئ تاركا Ù†Ùسه للموج بنسيمه المنعش يهدهده دون أدنى تÙكير ÙÙ‰ أى شىء سوى متعة التمدد مغمض العين على الØشية الØنون.
http://www.wata.cc/forums/showthread.php?78081-%D8%B1%D9%88%D8%A7%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%B4%D9%85%D9%88%D8%B1%D9%89-%D9%84%D8%B3%D9%84%D9%88%D9%89-%D8%A8%D9%83%D8%B1-%D9%85%D8%A7-%D9%87%D9%83%D8%B0%D8%A7-%D8%AA%D9%8F%D9%83%D9%92%D8%AA%D9%8E%D8%A8%D8%8C-%D9%8A%D8%A7-%D8%B3%D9%84%D9%88%D9%89%D8%8C-%D8%A7%D9%84%D9%82%D9%90%D8%B5%D9%8E%D8%B5
أما رواية “البشمورى” Ùتجري Ø£Øداثها، كما سبق القول منذ قليل، ÙÙŠ عهد الخليÙØ© المأمون، إذ ثار تمرد على الدولة وقتذاك ÙÙ‰ منطقة البشمور بشمال الدلتا المصرية شارك Ùيه نصارى ومسلمون مصريون، ومعهم بعض الأندلسيين. وتبدأ هذه الأØداث بإرسال الكنيسة ÙÙ‰ الÙسطاط ممثÙّلََيْن عنها، هما الشماس ثاونا وبدير خادم الكنيسة، إلى البشامرة لإقناعهم بالتخلÙّي عن ثورتهم ضد الدولة. ÙˆÙÙŠ أثناء المسير يص٠لنا بدير كل ما يلقاه ÙÙ‰ طريقه سواء كان له اتصال بأØداث الرواية أو لا. إنه كالمرشد السياØÙ‰ لا يترك شيئا يراه دون أن يعلق عليه ويصÙÙ‡ تÙصيلا. كما تنهال الذكريات٠عليه وتتلاØÙ‚: Ùهنا كان مسقط رأسه، وهناك كان غرامÙÙ‡ بÙتاة كانت بينه وبينها معاشرة جنسية Øبلت منه بسببها، وخطبها أهله لأخيه، الذى لم يكن يعلم شيئا عن هذه العلاقة، ÙانتØرت… إلى أن يصلا إلى مركز البشامرة، الذين يرÙض زعيمÙهم النصرانى المسمى ÙÙ‰ الرواية خطأً: “مينا بن بقيرة” Ùكرة العدول عن الثورة. ثم يأتي جيش الخلاÙØ© Ùيقضى على التمرد. ويÙترق بدير عن ثاونا، ويؤخذ أسيرًا ويÙنْقَل مع غيره من الأسرى ÙÙ‰ طائÙØ© من القوارب إلى أنطاكية مركز المسيØية الشرقية. وتخوض الرواية ÙÙŠ تÙاصيل Øياة الأديرة وعادات الناس، وتعرÙنا بعدد من الأماكن اندثرت ولم تذكرها كتب التاريخ. ÙˆÙÙŠ أنطاكية يعمل بدير ÙÙŠ خدمة Ø£Øد الكهنة، ثم بعد ÙˆÙاة معلÙّمه ينتقل إلى خدمة كاهن آخر ذي ميول شاذة وعلاقات مع بعض الجهات الأجنبية، Ùيرى أن Ø£Ùضل طريقة للهروب من خدمة معلÙّمه الجديد هي التنكÙّر لماضيه الكهنوتى. ثم ÙŠÙنقَل بعد هذا إلى قصر الخليÙØ© ببغداد خادما ÙÙ‰ المطبخ. ثم بعد مكوثه Ùترة ÙÙŠ بغداد ودخوله ÙÙ‰ الإسلام يقرÙّر العودة إلى مصر كي يقابل ثاونا ويدعوه إلى الدخول ÙÙŠ الدين الجديد. ÙˆÙÙŠ طريق العودة يقضي سنوات ÙÙŠ Ùلسطين درويشًا، ليتابع بعد ذلك طريق عودته إلى بلده، Ùيصل إلى معلÙّمه، الذي كان على Ùراش الموت، ويØاول هدايته إلى الدين الجديد، لكنه يرÙض ويموت عقب ذلك. أما بدير ÙيتØول إلى درويش يجوب الطرقات متعرضًا للأذى والإهانة، جاعلاً علاقته على Ù†ØÙˆ مباشر مع الله سبØانه وتعالى.
ونبدأ بزاوية السرد، ومعرو٠أن راوى القصة، وهو بطلها أيضا، قد أسلم ÙÙ‰ النص٠الثانى منها. ومعنى هذا أنه، طوال روايته لأØداث القصة والتعليق عليها، كان مسلما، إذ لا يروى الإنسان قصة مثل هذه إلا بعد أن تكون قد اتخذت شكلها النهائى ÙˆØ£ØµØ¨Ø Ù„Ù‡Ø§ مغزى ÙŠØب أن يعرضه على الآخرين. ومع هذا نراه ينطلق ÙÙ‰ سرده للنص٠الأول من Ø£Øداث الرواية من زاوية نصرانية، وكأنه لم يعتنق دين Ù…Øمد صلى الله عليه وسلم رغم أنه قد أعلن مرارا اعتزازه بدينه هذا الجديد واقتناعه التام به. بل لقد عاد الراوى من بغداد إلى الأب ثاونا مرشده الروØÙ‰ ÙÙ‰ مصر كى يدعوه إلى اللØاق به ÙÙ‰ دينه الجديد، وأخذ يغريه لعله ينتقل معه إلى دين سيد الأنبياء والمرسلين. ورغم هذا Ù†Ùاجأ، كما قلت، بأنه ÙÙ‰ روايته لأØداث الرواية والتعليق عليها ÙÙ‰ نصÙها الأول وتقويم الأشخاص والØكم عليهم إنما ينطلق من كونه نصرانيا لا يزال. Ùنراه، بالنسبة إلى الÙترة التى كان Ùيها نصرانيا، يمجد التثليث ويداÙع عنه ويبدى تمسكه بكل ما هو نصرانى ويÙتخر به ويتألم إذا خرج Ø£Øد على شىء منه ويذكر ممارساته للعبادات النصرانية بكل اعتزاز… وهكذا. وإذا تكلم عن الإسلام كما هو الØال مثلا ÙÙ‰ الصÙØØ© رقم 41 قال: “الملة الإسلامية”ØŒ “دولة الإسلام”ØŒ “قرآن المسلمين”ØŒ “رسولهم”… إلخ مع أنه كان قد صار ÙÙ‰ ذلك الوقت واØدا من المؤمنين بهذا الرسول، وبالقرآن الذى نزل عليه، وبالملة التى جاء بها.
بل إنه ليروى (ص101- 102)ØŒ روايةَ المصدق المتألم، أخبار اعتداء المسلمين على الأديرة والرهبان والراهبات بأمر والى مصر ÙÙ‰ ذلك الوقت. ومنها Øكاية شنيعة غاية الشنع لا يمكن تصديقها لمناقضتها ما هو معرو٠عن المسلمين Øول راهبة Ùاتنة الجمال منقطعة إلى عبادة Ø§Ù„Ù…Ø³ÙŠØ ÙÙ‰ Ø£Øد الأديرة منذ Ø·Ùولتها أراد Ø£Øد المسلمين الاعتداء على عرضها. وهى من الØكايات الخراÙية التى يبرع ÙÙ‰ تزويرها بعض النصارى تمجيدا لتاريخهم وتشويها لخصومهم كما ÙŠØدث الآن من تضخيم ومبالغات واختراعات للإساءة إلى المسلمين بكل سبيل. وما خراÙات سلق الÙاتØين المسلمين للأقباط ÙÙ‰ قدور والتهامهم (بالهنا والشÙا)ØŒ وإعادة يَدَىْ يوØنا الدمشقى المقطوعتين إلى موضعهما من ذراعيه إثر ظهور العذراء له ÙÙ‰ المنام عقب قطعهما، وطيران جبل المقطم، وسيلان دموع العذراء من عيون صورها الجدارية، والظهورات الموسمية من Ùوق أبراج الكنائس بغريبة علينا.
وكان ينبغى أن تضع الكاتبة تلك الØكاية على بساط التØقيق بطريقة Ùنية طبيعية بدلا من سوقها بعَبَلها سَوْقَ من وقعت يده على كنز ثمين، Ùهو Øريص عليه يخا٠أن يضيع منه. وهى Ù†Ùسها قد سوَّغَتْ، على لسان بدير الراوى، معاملة المسلمين الطيبة له Øين عرÙوا أنه من رجال الكنيسة بأن القرآن قد أوصى بأهل الكتاب خيرا (ص228). Ùلم نسيت إذن هذا الكلام Øين نقلت ما نقلته عن ساويرس بن المقÙع من سخ٠لا يمكن قبوله عقلا؟ ثم إن أهل الكتاب ليسوا هم رجال الكنيسة ÙˆØدهم، بل النصارى كلهم من رجال دين وناس عاديين، وكذلك اليهود. وهذه الإضاءة نقولها على الطائر ثم نمضى Ùلا نتوق٠عندها كثيرا ولا نجعل منها قصة.
وملخص الØكاية أنه كان بÙدَيْر العذارى ÙÙ‰ بلاد البشمور ثلاثون راهبة عذراء Ù…ÙŽÙ„ÙŽÙƒÙŽÙ‡Ùنّ عسكر الوالى المذكور، وكانت Ùيهن صبية دخلت الدير وهى ابنة ثلاث سنين، Ùلما نظروا إليها بÙÙ‡Ùتوا من شدة Øسنها Ùأخذوها وتشاوروا ماذا يصنعون بها. ÙاقترØت عليهم الصبية ذاتها أن ÙŠØضروا مقدَّمهم كى تخبره بما هو أنÙع لهم. Ùلما Øضر أخبرته بأن آباءها كانوا يدهنون أجسادهم عند الØرب بمرهم معين ÙŠØميهم من القتل، وأنها سو٠تريه ذلك المرهم وتثبت له عمليا صدق قولها ثم ØªØ´Ø±Ø Ù„Ù‡ كيÙية تØضيره لقاء إطلاق سراØها والتخلية بينها وبين العبادة، التى ÙˆÙÙ‡Ùبَتْ لها منذ الصغر. ثم إنها Ø£Øضرت الدهان وطلت وجهها ورقبتها، ثم طلبت منهم أن يجربوا سيوÙهم ÙÙ‰ رقبتها بكل ما Ùيهم من قوة، وهى زعيمةٌ أن الدهان سو٠يØمى رقبتها من القطع. Ùما كان من المقدَّم إلا أن أهوى بسيÙÙ‡ على عنقها Ùجَزَّه. Ùعلم المسلمون ساعتئذ أنها إنما لجأت إلى تلك الØيلة Øتى تØمى عرضها من اعتداءاتهم. Ùأخذوا يمجدون الله تاركين بقية الراهبات لم يمسوهن بأى سوء. ثم يمضى بدير قائلا إنه هو وثاونا أخذا يمجدان الله أيضا ناويين متى عادا إلى الÙسطاط أن يخبرا رئيس الدير هناك بالواقعة، وكأنها واقعة Øقيقية. أى أنه، وهو المسلم، لم يخطر له أن يضعها موضع التمØيص على الأقل، إن لم يكن موضع الإنكار، لأنها تخال٠تماما ما عÙرÙ٠عن المسلمين من اØترام بيوت العبادة والإبقاء على Øياة الرهبان والراهبات Ùلا يتعرضون لهم بشىء. ترى هل يعقل أن يكون الشخص مسلما ثم ينطلق ÙÙ‰ كلامه ومشاعره وأÙكاره من منطلق نصرانى على هذا النØو؟ ألا إن ذلك لعجيب.
قد يقال إنه إنما كان يروى وقائع الرواية أولا بأول، وإنه، Øين كان ينطلق من هذا المنطلق، كان نصرانيا لا يزال. لكن هذا تÙسير لا يقنع Ø£Øدا، إذ الواØد منا Øين يروى Ø£Øداثا كثيرة تستغرق سنين طوالا كالأØداث التى رواها بدير، لا ÙŠØكيها أولا بأول، بل ÙŠØكيها بعد أن يكون قد Ùرغ منها واتخذت شكلها النهائى، اللهم إلا إذا كان مخبولا، Ùهو يمشى ÙÙ‰ الطرقات معلقا على كل ما يرى ويسمع. بل إن المجانين أنÙسهم لا ÙŠÙعلون هذا. ÙˆØتى لو Ùعلوا Ùإنهم لا يروون الوقائع بهذا الترتيب ولا يكون ÙÙ‰ ذهنهم خطة لكتابة رواية بهذا الشكل ولا غرض يريدون تقريره ÙÙ‰ النÙوس على ذلك النØÙˆ الذى ÙÙ‰ الرواية، بل يعيشون ÙÙ‰ قوقعة Ù†Ùوسهم المضطربة المشوشة، ويتØدثون بلغة مرتبكة متناثرة غير Ù…Ùهومة، ويرون الأشياء على Ù†ØÙˆ غائم لا يساعدنا على متابعة ما يقولون. لو أن الرواى كان معلقا ÙÙ‰ مباراة كرة قدم مثلا لكان ما صنعه Ù…Ùهوما، إذ المعلق ÙÙ‰ مثل تلك الØالة يص٠ما يقع أمامه أولا بأول. لكننا هنا لسنا إزاء معلق كروى، علاوة على أن المعلق الكروى لا يخطط مسبقا لما سيقول ولا ينسّقه بØيث ينجم عنه عمل Ùنى مثلما هو الØال ÙÙ‰ الروايات. كما أن المعلق الكروى، أو أى معلق ÙÙ‰ الدنيا على أى شأن من شؤون الدنيا، لا يأخذ كل ذلك الزمن الطويل معلقا على ما يقع أمامه مثلما هو الأمر مع بدير، الذى تناول بالرواية Øوادث أعوام وأعوام لا ÙÙ‰ بلد واØد ÙØسب بل ÙÙ‰ بلاد متعددة رأى Ùيها من الوقائع والأشخاص والمناظر وخاض Ùيها من التجارب وقاسى Ùيها من المآزق ما لا يخطر على بال. ثم لا ينبغى أن ننسى أن الرواى كان يصطنع طوال Øكايته للأØداث صيغة الماضى، وهى الصيغة التى لا يصطنعها من يعلقون على Ø£Øداث تقع أمام أعينهم، بل يصطنعنون صيغة المضارع كما هو معلوم. لقد كان هناك منÙØ° للكاتبة يمكن أن يأخذ بيدها ويخرجها من هذه الورطة. ألا وهو أن تتخذ أسلوب المذكرات المكتوبة وسيلة لرواية قصتها. Ùعندئذ كان بمستطاع بدير أن يعلق على كل ما يدور Øوله أو ÙŠØسه بداخله أولا بأول ÙÙ‰ سخونته وطزاجته آخذا راØته على الآخر ÙÙ‰ الوص٠والØكم والتعليق.
والواقع أن زاوية السرد هى من العÙقَد التى كثيرا ما اضطربت Øكاية الأØداث ÙÙ‰ يد الراوى بسببها. وقد سقط د. طه Øسين ÙÙ‰ هذا الخطإ ÙÙ‰ روايته: “دعاء الكروان” على ما شرØت ذلك ÙÙ‰ كتابى: “Ùصول من النقد القصصى” لدن تناولى نقد هذه الرواية، وإن كان سقوطه جزئيا لا شاملا كما هو الوضع ÙÙ‰ رواية “البشمورى”ØŒ التى بين أيدينا الآن. على أنْ ليس هذا أمرا خاصا بالقصص الضعيÙØ© المستوى ÙØسب كما هو الØال ÙÙ‰ قصتنا هذه، بل يمتد ليشمل Øتى روائع الأعمال القصصية مثل رواية “مرتÙعات وذرنج” لإميلى برونتى، وهى Ø£Øد الإبداعات القصصية العالمية الشاهقة، وكذلك قصة “قنديل أم هاشم”ØŒ التى تجمع بين الروعة والتهاÙت ÙÙ‰ جديلة واØدة Øسبما وضØت ÙÙ‰ الÙصل الذى درست Ùيه تلك القصة من كتابى المذكور آنÙا.
على أن الأمر لا يق٠عند هذا الØد، بل يتعداه إلى ما هو أخطر بكثير. خذ مثلا الصورة البشعة التى صورتها الرواية، أو Ùلنقل: صورتها الكاتبة، للعرب والمسلمين، إذ الرواية ÙÙ‰ الواقع لا تصور شيئا، بل الكلام على المجاز، والكاتبة هى التى شوهت صورة العرب والمسلمين، ولم تذكر لهم Øسنة واØدة تقريبا، وكأنهم ÙˆØوش غير متØضرة لا يعرÙون العدل ولا الرØمة، على Øين أن الطر٠الآخر يتميز يالوداعة والإيمان الطاهر مع أنهم عند المسلمين منØرÙون ÙÙ‰ إيمانهم بغض النظر عن رأيهم هم ÙÙ‰ أنÙسهم مما كل واØد من الطرÙين Øر Ùيه، إلا أنها وَشَّتْ صورتهم التى رسمتها لهم بالتوشيات الجميلة، Øتى إن ثاونا والراوى لا يأتيان شيئا أو يدعانه إلا ويستشهدان عليه بنصوص من الكتاب المقدس عندهم، وبعضها من أعمال الرسل أو رسائل بولس مما لا يمكن ØÙظه لتعثكل عباراته ومعانيه، Ùضلا عما نعرÙÙ‡ من أن النصارى لا ÙŠØÙظون أناجيلهم كما Ù†ØÙظ Ù†ØÙ† قرآننا، اللهم إلا العبارات القصيرة المشهورة جدا، وأين كلام بولس مثلا منه؟
Ùعلى سبيل المثال هل ÙŠØµØ Ø§Ø®ØªØ²Ø§Ù„ عصر المأمون، وهو من أزهى عصور الازدهار الØضارى ÙÙ‰ تاريخ العالم، ÙÙ‰ تلك المظالم التى ركزت عليها الكاتبة بالباطل؟ أين التÙØªØ Ø§Ù„Ø«Ù‚Ø§Ùى؟ أين الرواج الاقتصادى والنعمة التى كان يعيش Ùيها الناس بوجه عام؟ لقد انتقل الراوى إلى بغداد، بل لقد دخل قصر الخلاÙØ© يشتغل مساعدا لكبير الطباخين، Ùلم نر من قصر الخلاÙØ© إلا مجلسا للخليÙØ© ترقص Ùيه امرأة لعوب تثير الشهوات. Ùهل هذا هو كل ما كان يجرى ÙÙ‰ مجلس المأمون، إن كان مجلس المأمون يعر٠الراقصات العاريات أصلا؟ ألم يكن هناك علماء يتناقشون ÙÙ‰ Øضرته ويشاركهم مداولاتهم الÙكرية؟ ألم يكن هناك رجال دولة يستشيرهم الخليÙØ© ويتناول معهم شؤون الأمة وكيÙية تدبيرها؟ ألم يكن هناك أصØاب شكاوى يلجأون إليه لإنصاÙهم؟ أليس إلا الراقصات؟ وعلى Ù†Ùس الشاكلة نجد الرواية تركز ÙÙ‰ عصر المعتصم على العيارين والتذمر والÙتن ÙˆØدها، وكأن الدولة ÙÙ‰ عهد ذلك الخليÙØ© العظيم لم تك تØتوى على أى خير (انظر ص350). والله لو لم يكن له من Ùضل إلا أنه أدب الروم وغزا بلادهم وجعلهم يتلÙتون Øولهم ÙÙ‰ ذعر لكان ذلك Øسبه من المجد والÙخار والخلود ÙÙ‰ صØائ٠التاريخ المنيرة.
وعن المأمون يقول السير وليم موير المستشرق البريطانى المعروÙ: “كان Øكم المأمون مجيدا عادلا، وكان عصره مزدهرا بأنواع العلوم والÙنون والÙلسÙØ©. وكان أديبا مولعا بالشعر متمكنا منه… وكان مجلسه ØاÙلا بالعلماء والأدباء والشعراء والÙلاسÙØ©ØŒ إذ كان يقربهم إليه ويجزل لهم العطاء. وكما كان عصره عامرا بالعلماء والأدباء والنØاة Ùإنه كان كذلك ØاÙلا بجماعة المØدÙّثين والمؤرخين والÙقهاء كالبخارى والواقدى، الذى Ù†ØÙ† مدينون له بأوثق السÙّيَر عن Øياة النبى، والشاÙعى وابن Øنبل. وكان المأمون يجلّ علماء اليهود والنصارى ويØتÙÙ‰ بهم ÙÙ‰ مجلسه لا لعلمهم ÙØسب، بل لثقاÙتهم ÙÙ‰ لغة العرب ÙˆØذقهم ÙÙ‰ معرÙØ© لغة اليونان وآدابها. ولقد أخرجوا من أديرة سورية وآسيا الصغرى كتبا خَطÙّيّة ÙÙ‰ الÙلسÙØ© والتاريخ وعلم الهندسة لعلماء اليونان ÙˆÙلاسÙتهم، ثم ترجموها إلى العربية بدقة وعناية عظيمة. وبهذه الوسيلة انتقلت علوم العرب إلى العالم الإسلامى. ولم تقتصر جهود هؤلاء الجهابذة على نقل هذه الكتب القديمة إلى اللغة العربية، بل توسعوا وأضاÙوا إليها ما اكتسبوه من مباØثهم واطلاعهم، وأقاموا مرصدا ÙÙ‰ سهل تدمر مجهزا بجميع الآلات التى تمكنهم من Ø§Ù„Ù†Ø¬Ø§Ø ÙÙ‰ دراسة علمى الÙلك والهندسة والتوسع Ùيهما. وقد صنÙوا كتبا ÙÙ‰ الرØلات والتاريخ، ولا سيما كتب الطب، وعÙÙ†Ùوا عناية كبيرة ببعض علوم تاÙهة، إلا أنها كانت أكثر ذيوعا وانتشارا كالتنجيم والكيمياء. وكان لمجهود هؤلاء العلماء الأثر الأكبر ÙÙ‰ نهضة أوروبا، التى كانت غارقة ÙÙ‰ بØار الجهالة ÙÙ‰ العصور الوسطى Øيث أيقظتهم من غÙلتهم وأنارت لهم سبل علومهم التى كانوا أغÙلوها، وهى علوم اليونان ÙˆÙلسÙتها” (د. Ø£Øمد Ùريد رÙاعى/ عصر المأمون/ Ø·2/ مطبعة دار الكتب المصرية/ 1346هـ- 1927Ù…/ 1/ 399- 400).
Ùˆ أصل هذا الكلام موجود ÙÙ‰ كتاب المستشرق البريطانى وليم موير: “THE CALIPHATE: ITS RISE, DECLINE, AND FALL FROM ORIGINAL SOURCES”ØŒ وهو Ù…ØªØ§Ø Ù„Ù…Ù† يريد مراجعته بنÙسه ÙÙ‰ الÙصل السادس والستين المخصص للØديث عن المأمون وعصره تØت عنوان Ùرعى هو: “Development of science and literature”. وهذا نصه بالإنجليزية: “His reign was without question a glorious one, ushering in, as it did, the palmy days of literature, science, and philosophy. He was himself addicted to poetry… At his Court were munificently entertained men of science and letters, poets, physicians, and philosophers. Besides philo¬logists and grammarians, it was the age also of the collectors of tradition, such as the great Bokhari, and of historians, as Al-Wakidi to whom we owe the most trustworthy biography of the Prophet; and of Doctors of the law, as Esh-Shafi’i and Ibn Hanbal. Moreover Jews and Christians were welcome at the Court not only for their own learning, but as versed both in the Arabic tongue and in the language and literature of Greece. The Monasteries of Syria, Asia Minor, and the Levant were ransacked for manuscripts of the Greek philosophers, historians, and geometricians. These, with vast labour and erudition, were translated into Arabic; and thus the learning of the West was made accessible to the Muslim world. Nor were their efforts confined to the reproduction of ancient works; in some directions they extended also to original research. An Observatory, reared on the plain of Tadmor, furnished materials for the successful study of astronomy and geometry. In other walks of literature, we have books of Travel and History, and, above all, of Medicine; while much attention was paid to the less practical, but more popular, branches of astrology and alchemy. It was through the labours of these learned men that the nations of Europe, then shrouded in the darkness of the Middle Ages, became again acquainted with their own proper but forgotten patrimony of Grecian science and philosophy”.
ÙˆÙÙ‰ مادة “EGYPT” من “The International Standard Bible Encyclopedia” نقرأ أن مصر بعدما وصلت إلى أشد درجات الاÙتقار أصبØت ÙÙ‰ ظل الØكم العباسى أغنى بلد Øول البØر المتوسط. وبطبيعة الØال كان المأمون والمعتصم، الذى تصور الكاتبة عصره هو أيضا بصورة قاتمة، خليÙتين عباسيين. أى أن مصر ÙÙ‰ عصريهما كانت بلدا مزدهرا. وهذا هو النص ÙÙ‰ لغته الإنجليزية: “By about 800 AD a strong government was established from Bagdad, and Egypt rapidly advanced. In place of being the most impoverished country it became the richest land of the Mediterranean. The great period of medieval Egypt was under the guidance of the Mesopotamian civilization, 800-969 AD”.
كذلك هل القضية التى أثارتها الكاتبة ÙÙ‰ روايتها وأبرزتها إبرازا عنيÙا، وهى الظلم الذى يقال إن بعض ولاة مصر بعيدا عن أعين الدولة والخلاÙØ© قد أوقعوه بالمصريين ÙÙ‰ جمع الخراج، هل هذه القضية هى مما يناسب السياق الØالى ÙÙ‰ بلادنا أو ÙÙ‰ أى بلد إسلامى؟ إن المسلمين الآن ÙÙ‰ مصر مثلا يسمعون من كثير من نصارى البلاد أنهم أجانب عن المØروسة وعليهم أن يعودوا من Øيث أَتَوْا، وهو ما بدأت مقدماته بقوة منذ أوائل السبعينات من القرن المنصرم، Ùلماذا لم ØªÙˆØ ØªÙ„Ùƒ الدعوة الإجرامية إلى الكاتبة برواية تعالج أسبابها؟ وهل تأكدت الكاتبة من أن المصريين قد أسلموا ÙÙ‰ ذلك العصر، كما تقول الرواية، هربا من الخراج (ص183 مثلا)ØŸ ترى على أى مصدر اعتمدت ÙÙ‰ هذا الكلام الغريب؟ بطبيعة الØال على المصادر النصرانية. Ùهل Ù…Øصت هى هذا الكلام وتيقنت أنه ØÙ‚ لا ريب Ùيه؟ أم تراها تبنته ورددته بعÙجَره وبÙجَره دون أى اهتمام بمدى صدقه أو كذبه أو Øتى مبالغاته؟
ÙˆÙÙ‰ صÙØØ© 151 وما يليها يلاØظ القارئ انتشاء الكاتبة العارم بتعديد ألوان الظلم الخراجى المبالغ Ùيها على Ù†ØÙˆ مضØك، Øتى ليزعم الراوى أن الØال قد وصل بالمصريين إلى أنْ قد Ù†ÙŽÙ‡ÙŽØ´ÙŽ Ø£Øد الرجال جسد Ùتاة صغيرة Øية بسبب الجوع والÙقر الناشئين من كثرة الخراج المÙروض عليه وعلى أمثاله، وأن مشاهدة البشمورى لهذا المنظر هو الذى أيقظ ضميره ودÙعه إلى ترك العمل جابيا للأموال مع الوالى المسلم (الذى يستأهل طبعا الØرق بالنار)ØŒ وإلى التمرد على الدولة وظلمها الÙاØØ´ØŒ وتجميع الثائرين Øوله ومنازلته لجيوش الخلاÙØ©ØŒ إذ تقول الرواية إنه كان يسير ذات يوم عائدا إلى داره Ùإذا به يسمع، بين أعشاب الØÙ„Ùاء ÙÙ‰ مستنقع من المستنقعات التى تنتشر ÙÙ‰ بلاده، أنينا واهنا لطÙلة صغيرة تترجى شخصا يصرخ Ùيها بعن٠وغلظة، Ùنزل عن دابته واتجه إلى ناØية الصوت ليجد رجلا متوØشا ينهش بأنيابه من Ù„Øمها. وكان قد أكل ذراعيها ÙˆÙخذيها والمواطن الطرية منها دون أن يلين له قلب لتوسلاتها واسترØاماتها، Ùانقض البشمورى على الرجل وانتزع الصبية منه وهى بين الØياة والموت، ثم أجهز عليه “بØلول بركة الله وقوته ÙÙ‰ ذراعيه” رغم أن الكاتبة قالت قبيل ذلك إن الرجل المتوØØ´ كان ضعيÙا واهنا، أى أن انهزامه أمام البشمورى أمر ليس Ùيه أية غرابة ولا ÙŠØتاج إلى عون إضاÙÙ‰ من السماء، بل رغم أن الضعي٠الواهن لا يمكنه نهش Ù„ØÙ… بنت٠يÙترض أنها بعاÙيتها وتستطيع أن تدÙعه عن Ù†Ùسها. ثم إن البشمورى قد عالجها ورباها Øتى بلغت Ùتزوجها ÙÙ‰ الكنيسة، واضعا خاتم الزواج ÙÙ‰ إصبع قدمها Ù„Ùقدانها يديها، وهو ما أثار قلوب الØاضرين ÙˆÙجر الدمع من عيونهم جميعا بما Ùيهم القسيس الذى قام بتزويجهما وهو ÙŠÙجْهÙØ´ بالبكاء… إلى آخر هذا الÙلم الهندى المتخل٠الذى لا أستطيع أن أدرى كي٠واتت المؤلÙØ© Ù†Ùسها على نقله عن “تاريخ البطاركة” لساويرس بن المقÙع المÙعم بالخراÙات والأضاليل (انظر تاريخ مصر من بدايات القرن الأول الميلادى Øتى نهاية القرن العشرين من خلال مخطوطة “تاريخ البطاركة” لساويرس بن المقÙع/ إعداد وتØقيق عبد العزيز جمال الدين/ مكتبة مدبولى/ 2/ 403).
إننا كثيرا ما نسمع من بعض الشخصيات النصرانية المصرية هذه الأيام، هنا ÙˆÙÙ‰ المهجر، أن نصارى المØروسة يبلغون عشرين مليونا أو أكثر رغم ما يعرÙونه هم قبل غيرهم من أنهم لا يزيدون عن خمسة أو ستة بالمائة على أكثر تقدير، وهو ما تقوله كل المصادر والمراجع Øتى الغربى منها ككتاب إدوارد وليم لين عن المصريين المØدثين وعاداتهم وتقاليدهم: “An Account of the Manners and Customs of the Modern Egyptians”ØŒ أو كتاب مسز بوتشر عن تاريخ الأمة القبطية، الذى ترجمه النصارى أنÙسهم ونشروه ÙÙ‰ بداية القرن الماضى، أو كتاب “Égypte depuis la conquète des Arabes jusqu’à la domination de Méhémet Aly” لعدد من المؤلÙين الÙرنسيين، Øسبما بينت ÙÙ‰ بعض دراساتى السابقة، وكذلك المؤسسة الأمريكية التى أعلنت هذه النسبة منذ عدة شهور، ودعنا من Ø¥Øصاءات السكان التى كانت تقوم بها دولة الاØتلال البريطانى، ومع هذا لم يرعو من يكذبون ويبالغون ÙÙ‰ تلك النسبة مبالغة لا تدخل العقل ولا تراعى الذوق، ويتخذون من ذلك مسوغا للتوسع غير المÙهوم ولا المقبول ÙÙ‰ بناء الكنائس التى لا يؤمها Ø£Øد لا لشىء سوى التØرش بالمسلمين واستÙزازهم، Ùضلا عن هتاÙهم جهارا نهارا ومن قلب الكاتدرائية ذاتها بقادة الصهاينة الأوباش المجرمين أن يأتوا ويØتلوا مصر، ÙÙ‰ الوقت الذى لا يقول المسلمون المصريون أبدارغم الأغلبية الكاسØØ© الماسØØ© التى يتمتعون بها إنه ينبغى اقتلاع النصرانية أو ترØيل أتباعها من البلاد، بل كل ما يقولونه هو أن النصارى كاÙرون مثلما يقول النصارى عنهم إنهم هم الكاÙرون، وهو ما لا ينبغى أن يثير ØÙيظة هؤلاء أو أولئك، إذ إن ما يؤمن به Ø£Øد الÙريقين يناقض ما يعتقده الÙريق الآخر، Ùمن الطبيعى أن يرى كل من الطرÙين أن الطر٠الثانى كاÙر بما يؤمن هو به. بل إنهم لا ÙŠÙكرون ÙÙ‰ استخدام Ø³Ù„Ø§Ø Ø§Ù„Ù…Ù‚Ø§Ø·Ø¹Ø© الاقتصادية، التى يستطيعون عن طريقها أن يقصموا ظهر الطر٠الآخر الذى بيده مقاليد جزء ضخم من اقتصاديات البلاد، وهم عليها قادرون لو أرادوا، مما يدÙع بالإنسان إلى الخو٠من أن يأتى اليوم الذى يندم المسلمون على هذا كله ندما لا يمكن تداركه لأن الأوان سيكون قد Ùات منذ زمن طويل. وخَلÙّهÙْْم نائمين ÙÙ‰ المجارى يشخرون، والطر٠الآخر يسن لهم السكاكين، وهم ولا هم هنا!
ومع هذا نسمع ÙÙ‰ كل مكان الاتهامات الباطلة المبطلة لهم من Ù‚Ùبَل النصارى بالتعصب والاضطهاد مع كل ما تغدقه الدولة على هؤلاء من تدليل وما تعاملهم به من خو٠(أو “تواطؤ” كما يقول كثير من المسلمين) Ùلا تستطيع (أو “لا تريد”) أبدا أن تطبق قوانين الطوارئ عليهم ولا أن تزج بأØد منهم ÙÙ‰ المعتقلات ÙÙ‰ الوقت الذى يقبع Ùيها عشرات الآلا٠من المسلمين، كما لا يمكنها أن تÙكر ÙÙ‰ إغلاق كنائسهم مثلما تÙعل بالمساجد عقب كل صلاة، دعك من أنها لا يخطر ÙÙ‰ بالها مجرد التÙكير ÙÙ‰ اقتØامها أو أن تمس Ø£Øدا ممن يتظاهرون بداخلها ويقذÙون رجال شرطتها بالØجارة ويسبونهم أقذع سباب داعين أمريكا وإسرائيل إلى اØتلال البلاد، على Øين ÙŠØرّم القانون على المسلمين التظاهر ÙÙ‰ مساجدهم Øتى ولو تضامنا مع إخوانهم المظلومين المØاصرين ÙÙ‰ غزة أبشع Øصار وأشنع ظلم عرÙÙ‡ التاريخ. ويستطيع القارئ أن يقيس الماضى على الØاضر.
ÙˆØتى لو كان ما تقوله الرواية قد Øدث على النØÙˆ الذى صورته الكاتبة، وكان دخول النصارى الإسلام راجعا إلى ثقل الخراج مع أن الخراج لم يشكل ÙÙ‰ يوم من الأيام أى عبء على Ø£Øد لأنه ÙÙ‰ واقع الأمر مبلغ تاÙÙ‡ كما هو معروÙØŒ ويقابله عند المسلمين إخراج الزكاة والانخراط ÙÙ‰ الجيش مما لا يجب شىء منه على النصارى، Ùهل شكا لها Ø£ØÙادهم الØاليون (الذين هم أنا وأنت وهو وهى أيها القارئ الكريم) مما Øدث آنذاك وقالوا لها إنهم يريدون العودة إلى دين أجدادهم الأصلى؟ ولماذا صورت النصارى كلهم تقريبا على أنهم ملائكة أطهار، وخصت المسلمين بالعيوب إلا الشاذ النادر الذى لا يقاس عليه؟ وهل كان Øكم المسلمين ÙÙ‰ مصر ÙÙ‰ تلك الÙترة بهذا السوء؟ ومن الذى اختار لها تلك الÙترة، وهى Ùترة تاريخية لا يعرÙها إلا المتخصصون ÙÙ‰ تاريخ مصر؟ ومن الذى نبهها إلى المراجع النصرانية التى تعالج تلك الÙترة وتشوه سيرة المسلمين والإسلام؟ ذلك أن الكاتبة غير متخصصة ÙÙ‰ هذا الموضوع. من هنا يمكننا أن Ù†Ùهم مغزى ما قرأتÙÙ‡ ÙÙ‰ Ø£Øد المواقع التى تعلن عن الترجمة الإنجليزية للرواية (IPM- International Publishers Marketing) من أنها قد لقيت ترØيبا هائلا لأنها ÙتØت الباب ÙتØًا لمعالجة بعض الجوانب المهملة ÙÙ‰ التاريخ المصرى الوسيط: “Hailed as a groundbreaking treatment of otherwise neglected aspects of medieval history”ØŒ أو ÙÙ‰ موقع “the tanjara” بتاريخ 27 أكتوبر 2008Ù… من ثناء شديد أغدقته Ø¥Øدى اللجان التى عÙÙ‡Ùد إليها النظر ÙÙ‰ الرواية٠وترجمتÙها على شجاعة الكاتبة ÙÙ‰ استكشاÙها علاقة مصر المعقدة بمواطنيها النصارى ÙÙ‰ القرن التاسع الميلادى: “Bakr’s courageous novelistic exploration of Egypt’s complex relationship with its Christian (Coptic) community during the 9th century AD”.
وبسبب Øرص الكاتبة على تصوير النصارى ÙÙ‰ معظم الأØيان تصويرا رومانسيا Øالما كنت Ø£Øس أننى أقرأ لساويرس بن المقÙع لا لمصرية مسلمة من عصرنا. ودعنا من أن ذلك قد تم على لسان الراوى، الذى كان قد أسلم قبل ذلك بزمن غير قصير، لكنه يتكلم ويتصر٠طوال النص٠الأول من الرواية وكأنه لا يزال نصرانيا Øتى إن القارئ لا يتنبه أبدا إلى أن من ÙŠØكى له وقائع الرواية ويØكم على أشخاصها ويقيّم تصرÙاتهم وأÙكارهم وكلامهم هو شخص مسلم. Ùما دلالة هذا؟ كذلك يلاØظ القارئ Øرص الكاتبة على إنطاق بدير الرواى وثاونا رÙيقه ÙÙ‰ الرØلة بنصوص الكتاب المقدس كما هى ÙÙ‰ ذلك الكتاب وكأنهم أشخاص مسلمون يستشهدون بالقرآن. ومعرو٠أن موق٠الكتابيين من كتابهم يختل٠عن موق٠المسلمين من القرآن المجيد، Ùكثير من المسلمين ÙŠØÙظون قرآنهم عن ظهر قلب، وهو تقليد لا يعرÙÙ‡ أهل الكتاب، ومن ثم Ùليس من عادتهم ولا ÙÙ‰ مقدروهم أن يسوقوا نصا كتابيا طويلا كما يصنع كثير من المسلمين. ومن هنا Ùإن القسيس Øتى ÙÙ‰ صلاته يوم الأØد مثلا يضطر إلى القراءة من كتاب دينه ولا يعتمد على ذاكرته كما ÙŠÙعل أى شيخ ÙÙ‰ صلاة الجماعة على ما هو معروÙ. ثم مَنْ Ù…ÙÙ†ÙŽ النصارى يا ترى كلما سعل أو بصق أو التÙت يَمْنَةً أو يَسْرَةً يستشهد على ما ÙŠÙعل بنصوص العهد الجديد أو القديم كما تÙعل شخصيات الرواية النصرانية؟
ترى هل ما صنعته الكاتبة ÙÙ‰ روايتها مما يقوى الوØدة الوطنية التى يتداعى إليها الكثير من المسلمين هذه الأيام، على Øين يصر كثير جدا من رجال الدين على الطر٠الآخر على الزعم الإجرامى الكاذب بأن المسلمين ÙÙ‰ مصر ما هم إلا عرب غزاة لا ينتمون إلى أرض النيل، وينبغى بناء عليه أن يعودوا من Øيث أتَوْا، أى إلى “جزيرة المعيز” Øسبما يقول الأوباش من نصارى المهجر، يقصدون بلاد العرب؟ أم هل هو مما يملى للمتطرÙين منهم بمواصلة تØدى المصريين المسلمين والتساخ٠عليهم والتباذؤ ÙÙ‰ Øقهم؟ وهلا كتبتْ رواية عن خروج النصارى المصريين على مقتضيات الأخوة الوطنية أيام الاØتلال الÙرنسى أوائل القرن 19 مثلا؟ أم هلا خصصتْ رواية لما Ùعله الصليبيون عند دخولهم القدس ÙˆØªØ°Ø¨ÙŠØ Ø¹Ø´Ø±Ø§Øª الألو٠من المسلمين الأبرياء؟ أم هلا خصصتْ رواية لمØاكم التÙتيش ÙÙ‰ الأندلس؟ أم هلا خصصتْ رواية لاضطهاد النصارى ÙÙ‰ مصر قبل الإسلام للوثنيين وتØويلهم معابدهم إلى كنائس؟ أم هلا خصصتْ رواية لتعصبهم المÙرط وتقتيلهم من لم يخضع للكنيسة كلما شاموا قوة ÙÙ‰ أنÙسهم كما Ùعلوا مع هيباتيا على سبيل المثال، إذ جَرÙّوها على الرصي٠جَرًّا ÙˆØشيًّا Ùسلّخوا جلدها، ثم مزقوا جسدها تمزيقا، مما Ùصل القول Ùيه المؤرخون والأدباء انتهاءً بالدكتور يوس٠زيدان ÙÙ‰ روايته: “عزازيل”ØŸ أم هلا خصصتْ رواية تداÙع بها عن بنات جنسها من السيدات النصرانيات اللاتى اختطÙهن الكنيسة ووثقتهن بالأغلال أو قتلتهن ÙÙ‰ الأديرة Øسبما نسمع لأنهن رأين أن يسلمن بمØض إرادتهن كوÙاء قسطنطين مثلا؟ والآن أمام السيدة المؤلÙØ©ØŒ بل تØت سمعها وبصرها ولا تØتاج من ثم أن تذهب Ùتقرئى ÙÙ‰ الكتب القديمة، أمامها قضية كاميليا Ø´Øاتة، بل ملØمتها الجبارة التى أثبتت Ùيها تلك السيدة العظيمة أنها بطلة من عيار نادر. ثم هى امرأة مثل المؤلÙØ©ØŒ ولا بد أن تتعاط٠معها. Ùهل ستكون على مستوى الاØداث وتكتب ملØمة تلك السيدة المؤمنة؟ أم هل ستتخَلي عنها كما تخلى الجميع تقريبا، وتخيب الظن Ùيها؟ هذا هو السؤال.
لقد اتخذت الكاتبة وجهة نظر النصارى: ÙÙ‰ تسمية المتمردين ÙÙ‰ شمال الدلتا بـ”البشموريين”ØŒ ÙˆÙÙ‰ الإكثار من استخدام مصطلØاتهم، ÙˆÙÙ‰ تØليلهم للØوادث، ÙˆÙÙ‰ إجراء الرواية على لسان خادم سابق من خدمة الكنيسة ينطلق من منطلق نصرانى رغم أنه، كما سبق أن أوضØت، قد أسلم ÙÙ‰ منتص٠الرواية، إذ نجده مستمرا ÙÙ‰ النظر إلى الأشياء والوقائع والأشخاص والأÙكار والأديان من زاوية نصرانية، وهو ما يثير العجب والاشتباه. ومما يلÙت النظر ÙÙ‰ هذا السياق أن المؤلÙØ© لم تذكر مثلا ثورة نصارى البشمور على عدد من أساقÙتهم ÙÙ‰ تلك الÙترة طبقا لما كتبه ÙÙ‰ هذا الصدد ساويرس بن المقÙع ذاته ÙÙ‰ كتابه: “تاريخ البطاركة”. ولا أريد أن أقول إننى أخشى أن يكون مردّ ذلك إلى سياسة تلميع صورة النصارى وتشويه صورة المسلمين بوجه عام.
وهذا نصّ ما سجله ابن المقÙع ÙÙ‰ كتابه عن الثورة المذكورة بأسلوبه الركيك المملوء بالأخطاء، وإن كنت قد أَثْبَتÙÙ‘ الهمزات ونَقَّطْت٠التاءات المربوطة وشكّلت٠كثيرا من الكلمات والØرو٠واستخدمت علامات الترقيم، وهو ما لا وجود له ÙÙ‰ الكتاب. قال: “كان أسقÙٌّ على كرسى تنيس اسمه إسØاق، وكان شعبه قد سعى به دÙعات بكلام ردىء، وقالوا للأب يوساب: إذا لم تقطع هذا الأسق٠وتÙزÙلْه عنا، وإلا خرجنا عن دين الأرتدكسية. وكان أيضا بمصر أسق٠آخر اسمه تادروس قد ذكر شعبه عنه مثل هذا، وكتبو المصريون إلى البطرك يقولون له: إن لم تقطعه وتبعده عنا، وإلا رجمناه وقتلناه. Ùلما نظر البطرك القديس قيام الشعب Øزن جدا وقلق وقال: ما الذى ÙÙ‰ هذا البلاء؟ وكان يدعو ويقول: يا رب، ثَبÙّتْ شعبك لرÙعَاتهم، ولا تَدَعْ ÙÙ‰ أيامى بغضا. ولم ÙŠÙتر من مكاتبة الشعب ÙÙ‰ تنيس ومصر المدينتين ويقول من قول بولس: ما تÙرØون أنتم إذا اعتللنا Ù†Øن، وتكونون أنتم أقويا. هذا الذى أدعوه من أجلكم لتخلصو وأكاتبكم به، ولا Ø£Øضر عندكم كأننى Øاضر عندكم، ولا أصنع Øَرْمًا ومنعا، كما أمرنى الرب أن أبنى ولا أهدم. وبقى الشعب متمادين على Ùعلهم يقولون بقول واØد ولا يتغيرون عنه: أنه إن لم ينقطع هذان الأسقÙان، وإلا Ùما بقى منا إنسان واØد ÙÙ‰ الأمانة الأرتدكسية، بل نعود إلى المخالÙين، وأنت المطالَب عنا. Ùلما سمع هذا أسرع إلى تنيس وسألهم أن يعودو عن غضبهم، Ùلم ÙŠÙعلو، بل زادو ÙÙ‰ غضبهم، وكذلك مدينة مصر مع أسقÙهم. Ùلما رأى ذلك أنÙØ° وأجمع الأساقÙØ© من كل موضع وعرّÙهم الخبر وقال لهم: أنا برى من هذا، وأنتم كذلك. أخيرا نكتب ونمنع الأسقÙين: إسØÙ‚ أسق٠تنيس، وتادرس أسق٠مصر، ÙˆØطوهما عن كرامتهما وأبعدوهما عن الأسقÙية. ولم يتخلّ أبونا الرَّØÙوم من دوام الصلاة وسكب الدموع الغزيرة والتنهد على قطع هذين الأسقÙين” (تاريخ مصر من بدايات القرن الأول الميلادى Øتى نهاية القرن العشرين من خلال مخطوطة “تاريخ البطاركة” لساويرس بن المقÙع/ 2/ 818 وما بعدها).
وبالمناسبة Ùقد وجدت على المشباك مقالا رصد Ùيه صاØبه القلاقل التى أثارها نصارى مصر للدولة الإسلامية على مدى التاريخ Øتى أوائل العصر الØديث، وعنوانه: “هل كان للأقباط دور تاريخي ÙÙŠ مقاومة المØتل؟”. يقول الكاتب: “نود أن نلقي الضوء على جانب من تمرد الأقباط ونقضهم عقد الذمة منذ الÙØªØ Ø§Ù„Ø¥Ø³Ù„Ø§Ù…ÙŠ سنة 20هـ رغم تعامل ولاة المسلمين معهم بكل تسامØ. Ùكانوا يتظاهرون ويعلنون العصيان Ø§Ù„Ù…Ø³Ù„Ø Ø¹Ù„Ù‰ الدولة ويقتلون عمال الØكومة ويتصلون بدولة الروم ثم يتصدى الØكام لهم بإرسال من يطالبهم بÙض العصيان ÙÙŠ مقابل العÙÙˆ عنهم، إلا أنهم ÙÙŠ الغالب يتعنتون ويصرون على التمرد بزعم أن دولة الروم قد تساعدهم. غير أن Øساباتهم كانت على الدوام خاطئة، Ùسرعان ما ينتصر عليهم جيش المسلمين ثم يعÙÙˆ عنهم الخليÙØ© أو الوالي ويجددون له الولاء والطاعة والالتزام ببنود عقد الذمة المنصوص عليه ÙÙŠ اتÙاقيتي بابليون الأولى (الخاصة بأهل مصر قبل ÙØªØ Ø§Ù„Ø¥Ø³ÙƒÙ†Ø¯Ø±ÙŠØ© سنة 20هـ)ØŒ وبابليون الثانية (الخاصة بأهل الإسكندرية سنة 20هـ أيضا)ØŒ لكنهم يعودون مرة أخرى لعصيانهم متذرعين بأØداث لا تتناسب ÙˆØجم عصيانهم المسلØ. وهذا ما سنمر عليه سريعا عبر هذه المØطات التاريخية السريعة التالية:
الأول: ÙÙŠ ولاية عبد العزيز بن مروان (65- 86هـ علي مصر) قام بطريك الكنيسة المصرية بالاتصال بملكي الØبشة والنوبة للتآمر على الدولة الإسلامية. الثاني: تمردهم على الخليÙØ© الأموي مروان بن Ù…Øمد بعد أن تبين أنه مطارَد من قبل العباسيين وتآمروا على قتله سنة 132هـ. الثالث: استغلوا الÙتنة التي قامت بين الأمين والمأمون Ùأعلنوا عصيانهم بقيادة قساوستهم ورهبانهم ÙÙŠ وجه بØري. الرابع: ÙˆÙÙŠ عهد الوالي عبد الله بن عبد الملك بن مروان (86- 90هـ) قامت Øركة تمرد ضد الدولة بقيادة قساوسة وادي النطرون وبطرك الكنيسة القبطية ÙÙŠ الإسكندرية، وتم إخماد المؤامرة. الخامس: ÙÙŠ عهد والي مصر قرة بن شريك (90- 96هـ) تمرد النصارى وظل يطاردهم قرة بن شريك Øتى توÙÙŠØŒ وجاء بعده أسامة بن زيد التنوخي، واستطاع إخماد الÙتن. السادس: ÙˆÙÙŠ عهد الخليÙØ© الأموي عمر بن عبد العزيز (99- 101هـ)ØŒ ورغم تسامØÙ‡ إلا أنهم كانوا يتآمرون سرا على الدولة الإسلامية. السابع: ÙÙŠ عهد الخليÙØ© الأموي يزيد بن عبد الملك (101- 105هـ) تآمر النصارى وتمردوا على الØكومة مما جعل الخليÙØ© يرسل جيشا لقمع تمردهم. ولذلك Ùإنهم يكرهونه جدا ويصÙونه بالشيطان. الثامن: ÙˆÙÙŠ عهد الخليÙØ© الأموي هشام بن عبد الملك (105- 125هـ) Ùرغم تعامله مع نصارى مصر Ø¨Ø§Ù„ØªØ³Ø§Ù…Ø Ø¥Ù„Ø§ أنهم تمردوا وتم قمع تمردهم. أقول: لكن هذه الØركات المناوئة للدولة وإعلان العصيان لم تكن كبيرة بالمقارنة لما سيØدث بعد ذلك. التاسع: ÙÙŠ عهد هشام بن عبد الملك (106- 126هـ)ØŒ تØديدا ÙÙŠ سنة 121هـ، أعلن أقباط الصعيد عصيانهم وعدم التزامهم باتÙاقية بابليون الأولى والثانية وقاتلوا عمال الØكومة. وكان والي مصر ÙÙŠ ذلك الوقت Øنظلة بن صÙوان (119- 124هـ) Ùأرسل لهم جيشا لقتالهم Ùانتصر عليهم وقضى على Ùتنتهم، وبالشروط التي قبلوها والتزموا بها منذ الÙØªØ Ø§Ù„Ø£ÙˆÙ„ لمصر سنة 20هـ. ÙˆÙÙŠ ذلك الوقت، أي ÙÙŠ سنة 132هـ، تمرد رجل نصراني من سمنود اسمه ÙŠØنس، وجمع Øوله مجموعة كبيرة من النصارى المسلØين، لكن والي مصر عبد الملك بن موسى بن نصير أرسل جيشا لمØاربته Ùانتصر عليهم وقتل ÙŠØنس. Øادي عشر: ÙˆÙÙŠ عهد مروان بن Ù…Øمد (129-132هـ) آخر الخلÙاء الأمويين أعلن القبط بمدينة رشيد عصيانهم Ùأرسل جيشا Ùقضى على تمردهم. ÙˆÙÙŠ عهد هذا الخليÙØ© أيضا أثناء هروبه من العباسيين تمرد أهل البشرود، واستغلوا Ùرصة انشغاله بØربه مع العباسيين Ùتآمروا عليه، وكانوا سببا ÙÙŠ قتله سنة 132هـ. لذلك كاÙأهم العباسيون ÙÙŠ أول عهدهم. ثاني عشر: ÙˆÙÙŠ عهد الخليÙØ© العباسي أبو العباس السÙØ§Ø (132- 137هـ) تمرد الأقباط ÙÙŠ مدينة سمنود بزعامة شخص يدعى: أبو مينا، Ùبعث إليهم أبو عون والي مصر (133- 136هـ) جشا لمØاربتهم ÙÙ‡ÙزÙموا، وقÙتÙÙ„ زعيمهم أبو مينا.
ثالث عشر: ثم ما لبث الأقباط أن أعلنوا عصيانهم ÙÙŠ مدينة سخا 150هـ إبان ولاية يزيد بن Øاتم بن قبيصة على مصر (144- 152هـ)ØŒ واتسع التمرد Ùانضم إليهم أقباط البشرود وبعض مناطق الوجه البØري، Ùقويت شوكتهم بعد أن Ù‡ÙزÙÙ… الجيش الذي أرسله الوالي. والذي شجعهم على ذلك أنهم كانوا على اتصال بالكنيسة البيزنطية من خلال الجواسيس الذين ينزلون الإسكندرية ومØاÙظات الوجه البØري على هيئة تجار. Ùكانوا ÙŠØرضونهم على التمرد والعصيان على دولة الخلاÙØ©. لذلك نجدهم يجاهرون بعدائهم ويجمعون أعدادا كبيرة من الأقباط سنة 156هـ ÙÙŠ ولاية موسى بن علي اللخمي (155- 161هـ) Ùأرسل لهم جيشا Ùهزمهم. رابع عشر: لكن أعتى تمرد وأعنÙÙ‡ كان ÙÙŠ سنة 216هـ إبان عهد الخليÙØ© المأمون (198- 218هـ). وكان والي مصر وقتئذ عيسى بن منصور Øيث تمرد أقباط الوجه البØري كلهم لدرجة أن الخليÙØ© المأمون بنÙسه قدم مصر على رأس جيش Ùكسر شوكتهم بقيادة قائده الشهير الأÙشين، واستطاع أن يلØÙ‚ الهزيمة بأهل البشرود أو البشمور (كانوا يقطنون المنطقة الواقعة بين Ùرعي دمياط ورشيد). وكانت هذه المنطقة تØيط بها المستنقعات والأوØال التي كانت تعيق Øركة الجند. لذلك كانوا يعلنون عصيانهم كثيرا نظرا لطبيعة أرضهم، مما كان يضطر الجند للانصرا٠عنهم. لكن هذه المرة لم يهدأ الأشÙين إلا أن يقتØÙ… Øصونهم ويلØÙ‚ الهزيمة بهم Øتى جاء كبار قساوستهم وأعلنوا ولاءهم لدولة الخلاÙØ© مرة أخرى. وقد قبل منهم الخليÙØ© المأمون Øسب شروط اتÙاقية بابليون الأولى والثانية. ونلاØظ أن الخليÙØ© المأمون Ø£Øضر معه بطرك أنطاكية ديونسيوس، ثم أرسل إلى أقباط البشرود وضواØيها البطرك أنايوساب والبطرك ديونسيوس ووعدهم ألا يعاقبهم إن هم رجعوا عن عصيانهم. لكنهم رÙضوا، وغرتهم قوتهم ÙˆØصونهم، ولم يجيبوا البطركين، ÙØاصرهم الخليÙØ© المأمون مع قائده الإÙشين Øتى هزمهم. ثم غادر الخليÙØ© المأمون مصر سنة 217 هـ بعد أن ظل Ùيها أكثر من أربعين يوما، ثم عاد إلى عاصمة الخلاÙØ© بغداد.
تململ الخليÙØ© المأمون منهم لدرجة أن المسلمين كانوا يتظلمون منهم أو كما قال: “قال عمرو بن عبد الله الشيباني: استØضرني المأمون ÙÙŠ بعض لياليه ونØÙ† بمصر، Ùقال لي: قد كثرت سعايات النصارى، وتظلم المسلمون منهم، وخذلوا السلطان ÙÙŠ ماله”. وكانت هذه آخر Øركة عصيان Ù…Ø³Ù„Ø Ù‚Ø§Ù… به الأقباط، وخاصة أقباط الوجه البØري. ورغم نقضهم لجميع الاتÙاقيات المتعلقة بأهل الذمة خلال هذه الÙترات التاريخية إلا أن الØكام المسلمين كانوا يعÙون عنهم. وكان ÙÙŠ إمكان هؤلاء الØكام والولاة أن يبيدوهم عن بكرة أبيهم بموجب قانون الØرب. وكانت لدى هؤلاء الØجة، وهي نقض الأقباط العقود المتعلقة بأهل الذمة. لكنهم للأس٠الشديد ظلوا يتربصون بالمسلمين الدوائر، خاصة ÙÙŠ Øالات ضع٠الدولة الإسلامية أو ÙÙŠ Øالات العدوان الذي شنه أعداء الأمة الإسلامية بدءًا من الصليبيين الأوائل ومرورا بالعدوان الÙرنسي على مصر 1213هـ المواÙÙ‚ 1798Ù…ØŒ وانتهاء بالصليبيين الجدد (اØتلال بريطانيا لمصر عام 1882Ù…ØŒ ثم موق٠بعض الضباط النصارى والجنود إبان العدوان الثلاثي على مصر ÙÙŠ عام 1956Ù… عندما كانوا يذهبون للجنود الÙرنسيين ويقولون لهم: Ù†ØÙ† مسيØيون مثلكم. وكانت ÙضيØØ© بكل المقاييس. لذلك غضت الدولة الطر٠عنها ولم تسلط عليها أضواء وسائل الإعلام خشية غضبة الأمريكان الذين تدخلوا لمساعدة Øكومة ناصر ÙÙŠ ذلك الوقت.
النقطة الثانية: عيسى العوام رمز الوØدة الوطنية (الهلال والصليب). لقد اختار النظام المصري ÙÙŠ Øقبة الستينات قصة شاب اسمه عيسى العوام وزعموا أنه كان نصرانيا، هذا الشاب الذي كان ÙŠØارب مع السلطان الناصر ØµÙ„Ø§Ø Ø§Ù„Ø¯ÙŠÙ† الأيوبي، وكان ماهرا ÙÙŠ الغوص والعوم ويتجسس على الصليبيين وينقل الرسائل ويهربها للسلطان ØµÙ„Ø§Ø Ø§Ù„Ø¯ÙŠÙ†. وكانت هذه القصة ضمن المقرر الدراسي لتلاميذ المرØلة الابتدائية. ولم يكتÙوا بذلك بل Ø´ÙØ®Ùّصَتْ ÙÙŠ Ùيلم “الناصر ØµÙ„Ø§Ø Ø§Ù„Ø¯ÙŠÙ†” ليؤكدوا على هذه الوØدة الوطنية الموهومة ليثبتوا أن الأقباط شركاء للمسلمين ÙÙŠ الوطن (مصر) وأنهم شركاء ÙÙŠ مقاومة المØتل (الصليبيين، الÙرنسيس، الإنجليز) ثم ثبت أن أصل القصة مختلق ولا علاقة لعيسى العوام الØقيقي بعيسى العوام “النسخة المعدَّلة” لعبد الرØمن الشرقاوي وكتبة سيناريو Ùيلم الناصر ØµÙ„Ø§Ø Ø§Ù„Ø¯ÙŠÙ†.
ÙˆØتى لا يظن ظان أننا Ù†Ùتري على القوم سنستعين بشاهد عيان ومؤرخ أمين (بهاء الدين بن شداد- ت632هـ)ØŒ Ùقد كان موجودا ÙÙŠ عكا إبان Øصار الصليبين لهم ÙÙŠ سنة 586هـ. وقد ذكر ذلك بالتÙصيل ÙÙŠ كتابه الماتع: “المØاسن اليوسÙية”ØŒ وهذا نصه: عيسى الغواص الØقيقي كان مسلما. قال ابن شداد: “ومن نوادر هذه الواقعة ومØاسنها أن عواما مسلما كان يقال له: عيسى، وكان يدخل إلى البلد بالكتب والنÙقات على وسطه ليلاً على غÙرَّة٠من العدو، وكان يغوص ويخرج من الجانب الآخر من مراكب العدو. وكان ذات ليلة شَدَّ على وسطه ثلاثة أكياس Ùيها أل٠دينار وكÙتÙبٌ للعسكر، وعام ÙÙŠ البØر Ùجرى عليه ما أهلكه، وأبطأ خبره عنا. وكانت عادته أنه إذا دخل البلد طار طير عرّÙنا بوصوله، Ùأبطأ الطير، Ùاستشعر الناس هلاكه. ولما كان بعد أيام بينما الناس على طر٠البØر ÙÙŠ البلد، وإذا البØر قد قذ٠إليهم ميتا غريقا، ÙاÙتقدوه Ùوجدوه عيسى العوام، ووجدوا على وسطه الذهب وشمع الكتب. وكان الذهب Ù†Ùقة للمجاهدين، Ùما رÙؤÙÙŠÙŽ من أدى الأمانة ÙÙŠ Øال Øياته وقد أداها بعد ÙˆÙاته إلا هذا الرجل”.
النقطة الثالثة: الØملة الÙرنسية (1213هـ/ 1798Ù…- 1216هـ/ 1801Ù…) ودور الأقباط Ùيها: من منا لا يعر٠المعلم يعقوب Øنا القبطي، وملطي، وجرجس الجوهري، وأنطوان الملقب بأبي طاقية، وبرتيلمي الملقب بÙرط الرومان، ونصر الله النصراني ترجمان قائمقام بلياز، وميخائيل الصباغ، وغيرهم من زعماء النصارى الذين كانوا يعملون مع المØتل الÙرنسي لمصر؟ لقد استغل نصارى مصر اØتلال نابليون لمصر Ùتقربوا إليه واستعان بهم ليكونوا عيون جيشه Øيث كانوا يرشدونهم على بيوت أمراء المماليك ورجال المقاومة الذين كانوا يجاهدون الÙرنسيس. وكل ذلك ثابت لدى الجبرتي ÙÙŠ “عجائب الآثار” ونقولا الترك ÙÙŠ “أخبار الÙرنساوية وما وقع من Ø£Øداث ÙÙŠ الديار المصرية”ØŒ إذ يؤكد المؤرخان المعاصران للØملة الÙرنسية أن نابليون استقدم معه جماعة من نصارى الشام الكاثوليك كتراجمة، بالإضاÙØ© إلى استعانته بنصارى مصر الأرثوذكس. وقد ذكر الجبرتي المعلم يعقوب القبطي، الذي كان يجمع المال من الأهالي لمصلØØ© الÙرنسيس. بل إن المعلم يعقوب وصل به الأمر أنْ كوَّن Ùرقة من الأقباط لمعاونة المØتل، إذ يقول الجبرتي: “ومنها أن يعقوب القبطي لما تظاهر مع الÙرنساوية وجعلوه ساري عسكر القبطة جمع شبان القبط ÙˆØلق Ù„Øاهم وزياهم بزي مشابه لعسكر الÙرنساوية… وصيرهم ساري عسكره وعزوته وجمعهم من أقصى الصعيد، وهدم الأماكن المجاورة Ù„Øارة النصارى التي هو ساكن بها خل٠الجامع الأØمر، وبنى له قلعة وسورها بسور عظيم وأبراج وباب كبير”. بل إنهم كانوا يقطعون الأشجار والنخيل من جميع البساتين كما تÙعل قوات الاØتلال ÙÙŠ Ùلسطين والعراق، ولم يتورعوا ÙÙŠ هدم المداÙÙ† والمقابر وتسويتها بالأرض خوÙا من تترس المØاربين Øسب وص٠الجبرتي… Øتى قال: “وبثوا الأعوان ÙˆØبسوهم وضربوهم، ÙدÙÙ‡ÙÙ‰ÙŽ الناس بهذه النازلة التي لم يصابوا بمثلها ولا ما يقاربها”. بل كان زعيمهم برتيلمي (الذي تلقبه العامة بـ”Ùرط الرمان” لشدة اØمرار وجهه) كان يشر٠بنÙسه على تعذيب المجاهدين. وهو الذي قام بØرق المجاهد سليمان الØلبي قاتل كليبر. وكان هذا البرتيلمي يسير ÙÙŠ موكب ÙˆØاشية، ويتعمد إهانة علماء المسلمين ويضيق عليهم ÙÙŠ الطرقات Ù…Øتميا ÙÙŠ أسياده الÙرنسيس تماما مثل ما ÙŠØدث ÙÙŠ العراق اليوم من خلال الجواسيس الذين يعملون مع الاØتلال الأمريكي الذين يرشدون قوات الاØتلال على بيوت المقاومين.
نص عريضة زعماء الأقباط إلى الجنرال منو: “Øضرة ساري عسكر العام، إن جنابكم من قبل ما Ùيكم من العدل والØلم والÙطنة أرسلتم تسألونا بأن Ù†ÙˆØ¶Ø Ù„ÙƒÙ… ما Ù†ØÙ† به من القهر. Ù†ØÙ† قبل الآن لم نقصد كش٠جراØنا التي كانت ÙÙŠ كل يوم تتسع شيئا Ùشيئا: أولاً تسليمًا للمقادير وعشمًا بكون كل واØد منا يرجع لذاته ويØاسب Ù†Ùسه. ثانيًا خوÙا من أن يقال عنا إننا Ù†Øب السجس (الظلم) ونواخد (نؤاخذ) بذلك من الØكام. ثالثا: ليلى (لئلا) ÙŠØªØ¶Ø ÙƒØ£Ù†Ù†Ø§ أخصام لإخوتنا وقاصدين الشكوى عليهم. ولكن من Øيث جنابكم أبو الجميع وطبيب الرعايا، وقد زاد علينا الØال Øتى ظهرنا من جملة العصاة على أوامركم، وقد قاصصتمونا لذلك، Ùاقتضى الØال أن نستغيث بكرسيكم تعيّنوا بأمركم أناسا من أهل الÙطنة خاليين الغرض ممن ترونهم أنتم يقعدوا ÙÙŠ ما بيننا ويتبصروا ÙÙŠ Øال Øسابنا. ÙˆÙÙŠ النهاية بعد أن يردوا الجواب لجنابكم لكم التبصر Ùيما تأمرون به. ومع ذلك Ùنرجوكم بأن لا تظنوا بكوننا قاصدين بعرضØالنا الشكوى على Ø£Øد أم قصاصه، بل قصاصنا Ù†ØÙ† بوجه خاص إنكان (إن كان) يظهر كلامنا هذا بخلا٠الواقع. ثم إن هذا الأمر يدركه أيضا خادمكم الخاص Øضرة الجنرال يعقوب. ومع ذلك لأجل طبعه الوديع Ù…Øتار كي٠يتصر٠ÙÙŠ مثل هذه الدعوى والله تعالى ÙŠØÙظكم. من عند توابعكم المباشرين: ملطي وأنطوان”. أقول: مع العلم أن ملطي هذا كان من أكبر زعماء الأقباط، وقد ظهر نجمه ÙÙŠ أيام الاØتلال الÙرنسي لمصر. وقد تولى ÙÙŠ عهد نابليون رئاسة Ù…Øكمة القضايا، وهي أول Ù…Øاولة لتنØية الشريعة الإسلامية ÙÙŠ مصر لأن هذه الهيئة كانت تتكون من اثني عشر تاجرا نصÙهم من المسلمين، والنص٠الآخر من النصارى. وأسند منصب رئيس المØكمة إلى قاضي قبطي هو الملطي الموقع على العريضة السابقة للجنرال مينو، الذي خل٠كليبر ÙÙŠ الØكم، وكذلك صديقه أنطوان الذي كانت تلقبه عوام المصريين بأبي طاقية، وكان من كبار زعماء الأقباط وأكثرهم غنى. وأما الجنرال يعقوب Ùهو Ù†Ùسه المعلم يعقوب Øنا رجل الاØتلال الÙرنسي وخادمهم المخلص الذي رØÙ„ معهم إلى Ùرنسا.
هكذا لم يثبت تاريخيا أن النصارى قاوموا الاØتلال الÙرنسي. وأما Øكاية اختراع بطولات وهمية، مثل أن بعض الأقباط ÙÙŠ ثورة القاهرة الثانية كان يمد الثوار بالمال واللوازم، خاصة ÙÙŠ منطقة بولاق أثناء Øصار كليبر لأهالي بولاق، Ùهذه شهادة الجبرتي: “أما أكابر القبط مثل جرجس الجوهري ÙˆÙلتيوس وملطي Ùإنهم طلبوا الأمان من المتكلمين من المسلمين لكونهم انØصروا ÙÙŠ دورهم ÙˆÙÙŠ وسطهم، وخاÙوا على نهب دورهم إذا خرجوا Ùارين، Ùأرسلوا إليهم الأمان”. إذن ما دورهم ÙÙŠ مقاومة الاØتلال الÙرنسي إلا الÙزع والهلع وطلب الأمان ثم صاروا العين الØارسة Ù„Ù…ØµØ§Ù„Ø Ø§Ù„Ø¥Øتلال. بل إن زعيمهم المعلم يعقوب Øنا كان شغله الشاغل هو Øرب زعيم المجاهدين ÙÙŠ منطقة بولاق Øسن بك الجداوي. لماذا؟ لأن Øسن بك الجداوي كان يطلب من الأغنياء مساعدة المجاهدين لشراء أسلØØ© وبارود وذخائر ومؤن وكل مستلزمات المقاومة، Ùكان من يدÙع منهم مالاً كان لصيانة Ù†Ùسه وخوÙÙ‡ من انتقام المقاومين الذين كانوا متترسين ÙÙŠ منطقة بولاق بالقاهرة وضواØيها. لذلك قال الجبرتي ÙÙŠ عجائبه: “وأما المعلم يعقوب Ùإنه كرنك ÙÙŠ داره بالدرب الواسع جهة الرويعي واستعد استعدادا كبيرا Ø¨Ø§Ù„Ø³Ù„Ø§Ø ÙˆØ§Ù„Ø¹Ø³ÙƒØ± المØاربين، وتØصن بقلعته التي كان شيدها بعد الواقعة الأولى، Ùكان معظم Øرب Øسن بك الجداوي معه”. هكذا استعد المعلم يعقوب لزعيم المجاهدين المسلمين، وليس لجيش الاØتلال الÙرنسي! كما أننا نتساءل: أين كان شباب الأقباط ÙÙŠ ذلك الوقت؟ ولماذا لم نر لهم دورا ÙÙŠ مقاومة المØتل الÙرنسي ولو كان ضعيÙًا؟” (http://www.almaqreze.net/ar/articles…article_id=248).
هذا ما Ø£Øببت نقله من المقال المذكور. أما إذا كانت الكاتبة لا تستطيع أن تتناول مثل تلك الموضوعات لقد كان بمقدروها أن تدير روايتها على المظالم البشعة التى كانت الدولة الرومانية لا تعر٠سواها ÙÙ‰ تعاملها مع المصريين قبل الÙØªØ Ø§Ù„Ø¥Ø³Ù„Ø§Ù…Ù‰. وقد عرÙت مصر ثورات غير قليلة ضد الظلم الرومانى، ومنها تلك الثورة التى انÙجرت ÙÙ‰ ذات المناطق التى اشتعل Ùيها تمرد البشموريين، وهى مناطق شمال الدلتا. وعنها يقول د. Øسين Ùوزى ÙÙ‰ كتابه: “سندباد مصرى”: “ÙˆÙÙ‰ عهد مرقس أوريليوس قيصر الÙيلسو٠الرواقى المشهور (161- 180Ù…) تنشب ثورة مصرية ÙÙ‰ برارى الدلتا وبØيراتها تزعمها الكاهن إيزيدورس، وقام بها على رأس الÙلاØين بمنطقة شرقى الإسكندرية تعر٠باسم “بوكوليا”ØŒ أى مرعى البقر، وكسر الجند الرومانى وبلغ أبواب الإسكندرية، ÙأنÙØ° إليهم الإمبراطور جØاÙله الرومانية التى تØتل سورية بقيادة Øاكمها Ùقضى على الثورة بالØيلة والوقيعة بين الثوار” (د. Øسين Ùوزى/ سندباد عصرى/ Ø·3/ دار المعارÙ/ 1990Ù…/ 127). وبعد هذا بقليل يورد Ùوزى نص ما كتبه البابا إثناسيوس عام 356Ù… ÙÙ‰ وص٠واØدة من Ùظائع الرومان، الذين لم يشÙع للمصريين اتØادهم معهم ÙÙ‰ الدين أن يعامَلوا على أيديهم بشىء من الإنسانية. ÙŠØكى بابا الإسكندرية ما وقع لَدÙنْ Øصار كنيسة العذراء بتلك المدينة من قبل آلا٠الجنود الرومانيين وقت الغروب: “أما أنا Ùجلست على الكرسى الخاص بى وأوعزت إلى الشماس أن يتلو المزمور السادس والثلاثين بعد المائة، وكان المصلون يرددون قائلين: “هو الرØيم إلى أبد الآبدين”. ÙˆØان وقت الانصراÙØŒ وكان الظلام قد بدأ يهوى على خارج الكنيسة، وشرع العسكر يطرقون أبوابها طرقا عنيÙا… ثم ÙتØوا الباب عَنْوَةً. واقتØÙ… الجيش الرومانى الكنيسة، ورجاله يزعقون كمن ÙتØوا مدينة Øصينة. وكانت سيوÙهم تلمع ÙÙ‰ ضوء أَسْرÙجَة الكنيسة، واندÙعوا كالسيل الجار٠متجهين إلى Øيث أجلس، ÙوقÙت وأمرت الناس أن ينجوا بأنÙسهم ما استطاعوا إلى ذلك سبيلا. ولكن بعضهم Øاول اعتراض الجند ÙÙ‰ طريقهم إلىَّ، ÙذبØهم الجنود ذبØا وداسوهم بأقدامهم وتعقبوا الÙارّين منهم. ÙˆØ£Ù„Ø Ø§Ù„Ù‚Ø³Ø§ÙˆØ³Ø© علىَّ كى أنجو بنÙسى، Ùأَبَيْت٠قائلا: ليست Ù†Ùسى أعزّ علىَّ من Ù†Ùوس الآخرين. وكنت موقنا بأن ثباتى ÙÙ‰ مكانى أمام الساعين إلى ØتÙÙ‰ سيجعل الجنود ينصرÙون إلى شخصى ويتركون الآخرين، Ùعوّلت٠أن أبقى Øتى ينجو الشعب… ولما انصر٠أكثر الناس جاء الرهبان مع من تخلÙوا من القساوسة ÙˆØملونى خارجا” (المرجع السابق/ 128).
والآن لا بد أن نورد وجهة النظر الإسلامية Ùيما وقع على عهد المأمون وصورته الكاتبة على Ù†ØÙˆ يوØÙ‰ بأن المسلمين ÙˆØوش Ù…Ùترسة. قال ابن القيم ÙÙ‰ كتابه: “Ø£Øكام أهل الذمة” (تØقيق يوس٠بن Ø£Øمد البكرى وشاكر توÙيق العارورى/ رمادى للنشر/ 1418 هـ- 1997Ù…/ ج1): “وأما المأمون Ùقال عمرو بن عبد الله الشيبانى: استØضرنى المأمون ÙÙ‰ بضع لياليه ونØÙ† بمصر Ùقال لى: قد كثرت سعايات النصارى، وتظلم المسلمون منهم وخانوا السلطان ÙÙ‰ ماله. ثم ثال: يا عمرو، تعر٠من أين أصل هؤلاء القبط؟ Ùقلت: هم بقية الÙراعنة، الذين كانوا بمصر، وقد نهى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب عن استخدامهم. Ùقال: ص٠لى كي٠كان تناسلهم ÙÙ‰ مصر. Ùقلت: يا أمير المؤمنين، لما أخذت الÙÙرْس المÙلْك من أيدى الÙراعنة قتلوا القبط، Ùلم يبق منهم إلا من اصطنعته يد الهرب واختÙÙ‰ بأنصنا وغيرها، Ùتعلموا طبا وكتابة، Ùلما ملكت الروم Ù…Ùلْك الÙÙرْس كانوا سببا ÙÙ‰ إخراج الÙرس عن ملكهم، وأقاموا ÙÙ‰ مملكة الروم إلى أن ظهرت دعوة المسي؅ وبقى ÙÙ‰ Ù†Ùس المأمون منهم. Ùلما عاد إلى بغداد اتÙÙ‚ لهم مجاهرة ÙÙ‰ بغداد بالبغى والÙساد على معلمه على بن Øمزة الكسائى…”.
وعلى أية Øال لم يكن المسلمون على النØÙˆ الذى صورته المؤلÙØ©ØŒ كما لم يكن النصارى ملائكة أطهارا كما تØاول إيهامنا. ولقد كتب ابن القيم ÙÙ‰ كتابه: “Ø£Øكام أهل الذمة” عن بعض Ø£Ùعال النصارى ÙÙ‰ العصور القديمة، Ùقال مثلا عما صنعوه بالمسلمين أيام الخليÙØ© العباسى الآمر بالله: ” وكذلك ÙÙ‰ أيام الآمر بالله امتدت أيدى النصارى وبسطوا أيديهم بالجناية وتÙÙنوا ÙÙ‰ أذى المسلمين وإياصل المضرة إليهم، واستعمل منهم كاتب ÙŠÙعْرَ٠بالراهب، ويلقَّب بالأب القديس، الروØانى النÙيس، أبى الآباء، وسيد الرؤساء، مقدم دين النصرانية، وسيد البتركية، صÙىّ الرب ومتاره، ثالث عشر الØواريين، Ùصادر اللعين عامة من بالديار المصرية من كاتب ÙˆØاكم وجندى وعامل وتاجر، وامتدت يده إلى الناس على اختلا٠طبقاتهم، ÙخوّÙÙ‡ بعض مشايخ الكتّاب من خالقه وباعثه ومØاسبه، ÙˆØذره Ù† سوء عواقب Ø£Ùعاله، وأشار إليه بترك ما يكون سببا لهلاكه. Ùˆ كان جماعة من كتّاب مصر وقبطها ÙÙ‰ مجلسه، Ùقال مخاطبا له ومسمعها للجماعة: Ù†ØÙ† ملاّك هذه الديار Øربًا وخَرَاجًا، ملكها المسلمون منا وتغلبوا علينا وغصبوها واستملكوها من أيدينا، ÙÙ†ØÙ† مهما Ùعلنا بالمسلمين Ùهو قبالة ما Ùعلوا بنا، ولا يكون له نسبة إلى من Ù‚ÙتÙÙ„ من رؤسائنا وملوكنا ÙÙ‰ أيام الÙتوØØŒ Ùجميع ما نأخذه من أموال المسلمين وأموال ملوكهم وخلÙائهم ØÙلٌّ لنا، وبعض ما نستØقه عليهم. Ùإذا Øملنا لهم مالا كانت الـمÙنَّة عليهم. وأنشد:
بÙنْت كَرْم٠غصبوها أمّها * Ùأهانوها، ÙدÙيسَتْ بالقَدَمْ
ثم عادوا Øكّموها Ùيهمو * ولناهيكَ بخصم٠يØتكمْ
ÙاستØسن الØاضرون من النصارى والمناÙقين ما سمعوه منه، واستعادوه وعضوا عليه بالنواجذ Øتى قيل إن الذى اختاطّ عليه اللعين من أملاك المسلمين مائتا أل٠واثنان وسبعون ألÙا ما بين دار ÙˆØانوت وأرض بأعمال الدولة إلى أن أعادها إلى أصØابها أبو على بن الأÙضل، ومن الأموال ما لا ÙŠØصيه إلا الله. ثم انتبه الآمر من رقدته، وأÙاق من سَكْرته، وأدركته الØميّة الإسلامية، والغيرة المØمدية، Ùغضب لله غَضَبَ ناصر٠للدين، وبارÙÙ‘ بالمسلمين، وألبس الذمة الغيار، وأنزلهم بالمنزلة التى أمر الله أن ينزلوا بها من الذل والصَّغار، وأمر ألا ÙŠÙوَلَّوْا شيئا من أعمال الإسلام وأن ينشئوا ÙÙ‰ ذلك كتابا يق٠عليه الخاص والعام…”.
ÙˆÙÙ‰ عهد الملك Ø§Ù„ØµØ§Ù„Ø Ø£ÙŠÙˆØ¨ Øدث ما يلى طبقا لما قصه علينا ابن القيم أيضا ÙÙ‰ الكتاب المذكور، إذ قال: “ولو علم ملوك الإسلام بخيانة النصارى الكتاب، ومكاتبتهم الÙرنج أعداء الإسلام، وتمنيهم أن يستأصلوا الإسلام وأهله، وسعيهم ÙÙŠ ذلك بجهد الإمكان، لَثَنَاهÙمْ ذلك عن تقريÙبهم وتقليدهم الأعمال. وهذا الملك Ø§Ù„ØµØ§Ù„Ø Ø£ÙŠÙˆØ¨ كان ÙÙŠ دولته نصراني يسمى Ù…Øاضر الدولة أبا الÙضائل بن دخان، ولم يكن ÙÙ‰ المباشرين أمكن منه. وكان المذكور قذاةً ÙÙŠ عين الإسلام، وبثرة ÙÙŠ وجه الدين. ومثالبه ÙÙŠ الصØ٠مسطورة، ومخازيه مخلدة مذكورة، Øتى بلغ من أمره أنه وقَّع لرجل نصراني أسلم برده إلى دين النصرانية، وخروجه من الملة الإسلامية. ولم يزل يكاتب الÙرنج بأخبار المسلمين وأعمالهم وأمر الدولة وتÙاصيل Ø£Øوالهم. وكان مجلسه معمورا برسل الÙرنج والنصارى، وهم مكرمون لديه، ÙˆØوائجهم مقضية عنده، ويØÙ„ لهم الأدرار والضياÙات وأكابر المسلمين Ù…Øجوبون على الباب لا يؤذن لهم، وإذا دخلوا لم ÙŠÙنْصَÙوا ÙÙŠ التØية ولا ÙÙŠ الكلام. Ùاجتمع به بعض أكابر الكتاب Ùلامه على ذلك ÙˆØذره من سوء عاقبة صنعه، Ùلم يزده ذلك إلا تمردا. Ùلم يمض على ذلك إلا يسير Øتى اجتمع ÙÙŠ مجلس Ø§Ù„ØµØ§Ù„Ø Ø£ÙƒØ§Ø¨Ø± الناس من الكتاب والقضاة والعلماء، Ùسأل السلطان بعض الجماعة عن أمر Ø£Ùضى به إلى ذكر مخازي النصارى، Ùبسط لسانه ÙÙŠ ذلك، وذكر بعض ما هم عليه من الأÙعال والأخلاق، وقال من جملة كلامه: إن النصارى لا يعرÙون الØساب ولا يدرونه على الØقيقة لأنهم يجعلون الواØد ثلاثة، والثلاثة واØدا… ثم قال: كي٠تأمن أن ÙŠÙعل ÙÙŠ معاملة السلطان كما Ùعل ÙÙŠ أصل اعتقاده، ويكون مع هذا أكثر النصارى أمانة، وكلما استخرج ثلاثة دنانير دÙع إلى السلطان دينارا، وأخذ لنÙسه اثنين، ولا سيما وهو يعتقد ذلك قربة وديÙانة؟ وانصر٠القوم. واتÙÙ‚ أن كَبَتْ بالنصراني بÙطْنته، وظهرت خيانته، Ùأريق دَمÙه، وسÙÙ„Ùّطَ على وجوده عَدَمÙÙ‡”.
أما بالنسبة إلى العصر الØاضر ÙÙŠØسن إيراد ما كتبه الشيخ Ù…Øمد الغزالى ÙÙ‰ كتابه: “قذائ٠الØÙ‚” عن خطط الكنيسة. ولا أظن الشيخ، رØمه الله، كان يلقى الكلام على عواهنه، وإلا لقÙدÙّم للمØاكمة، Ùضلا عن أن الأØداث التى تلت ذلك قد برهنت على أن ما أورده الرجل الشجاع ÙÙ‰ ذلك الكتاب الذى Ù…ÙÙ†Ùعَ Øينئذ ولا يزال ممنوعا Øتى الآن من الطباعة ÙÙ‰ مصر هو Øقائق قاطعة لا تقبل التكذيب. ومثل الشيخ الغزالى برجاØØ© عقله وكياسته وتأنيه ÙˆØسن تأتيه ÙˆØكمته وطهارة سمعته يستØيل أن يقدم على كتابة شىء من هذا دون أن يكون مالئا يديه تماما ÙˆÙوق التمام مما يقول. وها هو ذا د. Ù…Øمد سليم العوا، وهو رجل قانون من الوزن الثقيل، وله (أو كانت له) صداقات وثيقة مع كبار رجال الكنيسة المصرية، يقول منذ أيام قليلة Ù†Ùس الكلام على مرأى ومسمع من العالم كله شرقه وغربه، وشماله وجنوبه، متØديا الجميع بما Ùيهم الØكومة ذاتها أن يثبتوا كذب شىء مما قال. ومثله لا يمكن أن يقول كلاما كهذا دون أن يكون واثقا مليارا ÙÙ‰ المائة من صØته المطلقة. ولا ننس قبل هذا كله أن رأس الكنيسة قد تمت Ù…Øاكمته ÙÙ‰ عهد الرئيس السادات، رØمة الله عليه، وأÙدÙينَ وعÙزÙÙ„.
قال Ùضيلة الشيخ الغرالى رØمه الله رØمة واسعة بشىء ضئيل جدا جدا من التصرÙ: “”كنت ÙÙŠ الإسكندرية، ÙÙŠ مارس من سنة 1973ØŒ وعلمت من غير قصد بخطاب ألقاه البابا شنودة ÙÙŠ الكنيسة المرقصية الكبرى ÙÙŠ اجتماع سرى أعان الله على إظهار ما وقع Ùيه. وإلى القراء ما Øدث، كما نقل مسجلا إلى الجهات المعنية: “بسم الله الرØمن الرØيم نقدم لسيادتكم هذا التقرير لأهم ما دار ÙÙŠ الاجتماع: بعد أداء الصلاة Ùˆ التراتيل طلب البابا شنودة من عامة الØاضرين الانصراÙØŒ ولم يمكث معه سوى رجال الدين وبعض أثريائهم بالإسكندرية، وبدأ كلمته قائلاً: إن كل شئ على ما يرام، ويجري Øسب الخطة الموضوعة لكل جانب من جوانب العمل على Øدة ÙÙŠ إطار الهد٠الموØد. ثم تØدث ÙÙŠ عدد من الموضوعات على النØÙˆ التالي: أولا- عدد شعب الكنيسة: ØµØ±Ø Ù„Ù‡Ù… أن مصادرهم ÙÙŠ إدارة التعبئة والإØصاء أبلغتهم أن عدد المسيØيين ÙÙŠ مصر ما يقارب الثمانية مليون، وعلى شعب الكنيسة أن يعلم ذلك جيدا، كما يجب عليه أن ينشر ذلك ويؤكده بين المسلمين، إذ سيكون ذلك سندنا ÙÙŠ المطالب التي سنتقدم بها إلى الØكومة التي سنذكرها لكم اليوم. والتخطيط العام الذي تم الاتÙاق عليه بالإجماع، والتي صدرت بشأنه التعليمات الخاصة لتنÙيذه، ÙˆÙضÙع على أساس بلوغ شعب الكنيسة إلى نص٠الشعب المصري، بØيث يتساوى عدد شعب الكنيسة مع عدد المسلمين لأول مرة منذ 13 قرنا، أي منذ “الاستعمار العربي والغزو الإسلامي لبلادنا” على Øد قوله. والمدة المØددة ÙˆÙقا للتخطيط الموضوع للوصول إلى هذه النتيجة المطلوبة ØªØªØ±Ø§ÙˆØ Ø¨ÙŠÙ† 12- 15 سنة من الآن. ولذلك Ùإن الكنيسة تØرم تØريما تاما تØديد النسل أو تنظيمه، وتعد كل من ÙŠÙعل ذلك خارجا عن تعليمات الكنيسة، ومطرودا من رØمة الرب، وقاتلاً لشعب الكنيسة، ومضيعا لمجده، وذلك باستثناء الØالات التي يقرر Ùيها الطب Ùˆ الكنيسة خطر الØمل أو الولادة على Øياة المرأة.
وقد اتخذت الكنيسة عدة قرارات لتØقيق الخطة القاضية بزيادة عددهم: 1- تØريم تØديد النسل أو تنظيمه بين شعب الكنيسة. 2- تشجيع تØديد النسل وتنظيمه بين المسلمين (خاصة وأن أكثر من 65% من الأطباء والقائمين على الخدمات الصØية هم من شعب الكنيسة). 3- تشجيع الإكثار من شعبنا، ووضع ØواÙز ومساعدات مادية ومعنوية للأسر الÙقيرة من شعبنا. 4- التنبيه على العاملين بالخدمات الصØية على المستويين الØكومي Ùˆ غير الØكومي كي يضاعÙوا الخدمات الصØية لشعبنا، وبذل العناية والجهد الواÙرين، وذلك من شأنه تقليل الوÙيات بين شعبنا (على أن Ù†Ùعل عكس ذلك مع المسلمين). 5- تشجيع الزواج المبكر وتخÙيض تكاليÙه، وذلك بتخÙي٠رسوم ÙØªØ Ø§Ù„ÙƒÙ†Ø§Ø¦Ø³ ورسوم الإكليل بكنائس الأØياء الشعبية. 6- تØرم الكنيسة تØريما تاما على أصØاب العمارات والمساكن المسيØيين تأجير أي مسكن أو شقة أو Ù…ØÙ„ تجاري للمسلمين، وتعتبر من ÙŠÙعل ذلك من الآن Ùصاعدا مطرودا من رØمة الرب ورعاية الكنيسة، كما يجب العمل بشتى الوسائل على إخراج السكان المسلمين من العمارات والبيوت المملوكة لشعب الكنيسة، وإذا Ù†Ùذنا هذه السياسة بقدر ما يسعنا الجهد Ùسنشجع Ùˆ نسهل الزواج بين شبابنا المسيØÙŠØŒ كما سنصعبه Ùˆ نضيق Ùرصه بين شباب المسلمين، مما سيكون أثر Ùعال ÙÙŠ الوصول إلى الهدÙØŒ Ùˆ ليس بخاÙ٠أن الغرض من هذه القرارات هو انخÙاض معدل الزيادة بين المسلمين Ùˆ ارتÙاع هذا المعدل بين شعبنا المسيØÙ‰.
ثانيا- اقتصاد شعب الكنيسة: قال شنودة: إن المال يأتينا بقدر ما نطلب وأكثر مما نطلب، وذلك من مصادر ثلاثة: أمريكا، الØبشة، الÙاتيكان، ولكن ينبغي أن يكون الاعتماد الأول ÙÙŠ تخطيطنا الاقتصادي على مالنا الخاص الذي نجمعه من الداخل، وعلى التعاون على Ùعل الخير بين Ø£Ùراد شعب الكنيسة، كذلك يجب الاهتمام أكثر بشراء الأرض، Ùˆ تنÙيذ نظام القروض Ùˆ المساعدات لمن يقومون بذلك لمعاونتهم على البناء، وقد ثبت من واقع الإØصاءات الرسمية أن أكثر من 60% من تجارة مصر الداخلية هي بأيدي المسيØيين، وعلينا أن نعمل على زيادة هذه النسبة. وتخطيطنا الاقتصادي للمستقبل يستهد٠إÙقار المسلمين ونزع الثروة من أيديهم ما أمكن، بالقدر الذي يعمل به هذا التخطيط على إثراء شعبنا، كما يلزمنا مداومة تذكير شعبنا والتنبيه عليه تنبيها مشددا من Øين لآخر بأن يقاطع المسلمين اقتصاديا، وأن يمتنع عن التعامل المادي معهم امتناعا مطلقاً، إلا ÙÙŠ الØالات التي يتعذر Ùيها ذلك، ويعني مقاطعة: المØاميين، المØاسبين، المدرسين، الأطباء، الصيادلة، العيادات، المستشÙيات الخاصة، المØلات التجارية الكبيرة Ùˆ الصغيرة، الجمعيات الاستهلاكية أيضا، وذلك مادام ممكنا لهم التعامل مع إخوانهم من شعب الكنيسة، كما يجب أن ينبهوا دوما إلى مقاطعة صنّاع المسلمين ÙˆØرÙييهم والاستعاضة عنهم بالصناع والØرÙيين النصارى، ولو كلÙهم ذلك الانتقال والجهد والمشقة. ثم قال البابا شنودة: إن هذا الأمر بالغ الأهمية لتخطيطنا العام ÙÙŠ المدى القريب Ùˆ البعيد.
ثالثا- تعليم شعب الكنيسة: قال البابا شنودة إنه يجب Ùيما يتعلق بالتعليم العام للشعب المسيØÙŠ الاستمرار ÙÙŠ السياسة التعليمية المتبعة Øاليا مع مضاعÙØ© الجهد ÙÙŠ ذلك، خاصة Ùˆ أن بعض المساجد شرعت تقوم بمهام تعليمية كالتي نقوم بها ÙÙŠ كنائسنا، الأمر الذي سيجعل مضاعÙØ© الجهد المبذول Øاليا أمرا Øتميا Øتى تستمر النسبة التي يمكن الظÙر بها من مقاعد الجامعة وخاصة الكليات العملية. ثم قال: إني إذ أهنئ شعب الكنيسة خاصة المدرسين منهم على هذا الجهد وهذه النتائج، إذ وصلت نسبتنا ÙÙŠ بعض الوظائ٠الهامة والخطيرة كالطب والصيدلة والهندسة وغيرها أكثر من 60%ØŒ إني إذ أهنئهم أدعو لهم يسوع Ø§Ù„Ù…Ø³ÙŠØ Ø§Ù„Ø±Ø¨ المخلص أن يمنØهم بركاته Ùˆ توÙيقه، Øتى يواصلوا الجهد لزيادة هذه النسبة ÙÙŠ المستقبل القريب.
رابعا- التبشير. قال البابا شنودة:كذلك Ùإنه يجب مضاعÙØ© الجهود التبشيرية الØالية، إذ أن الخطة التبشيرية التي وضعت بنيت على أساس هد٠اتÙÙ‘ÙÙ‚ عليه للمرØلة القادمة، وهو زØزØØ© أكبر عدد من المسلمين عن دينهم والتمسك به، على ألا يكون من الضروري اعتناقهم المسيØية، Ùإن الهد٠هو زعزعة الدين ÙÙŠ Ù†Ùوسهم، وتشكيك الجموع الغÙيرة منهم ÙÙŠ كتابهم وصدق Ù…Øمد، ومن ثم يجب عمل كل الطرق واستغلال كل الإمكانيات الكنسية للتشكيك ÙÙŠ القرآن Ùˆ إثبات بطلانه Ùˆ تكذيب Ù…Øمد. وإذا Ø£ÙÙ„Øنا ÙÙŠ تنÙيذ هذا المخطط التبشيري ÙÙŠ المرØلة المقبلة، Ùإننا نكون قد نجØنا ÙÙŠ إزاØØ© هذه الÙئات من طريقنا، Ùˆ إن لم تكن هذه الÙئات مستقبلاً معنا Ùلن تكون علينا. غير أنه ينبغي ان يراعي ÙÙŠ تنÙيذ هذا المخطط التبشيري أن يتم بطريقة هادئة لبقة وذكية Ø› Øتى لا يكون سببا ÙÙŠ إثارة ØÙيظة المسلمين أو يقظتهم. وإن الخطأ الذي وقع منا ÙÙŠ المØاولات التبشيرية الأخيرة التي Ù†Ø¬Ø Ù…Ø¨Ø´Ø±ÙˆÙ†Ø§ Ùيها ÙÙŠ هداية عدد من المسلمين إلى الإيمان والخلاص على يد الرب يسوع المخلص هو تسرب أنباء هذا Ø§Ù„Ù†Ø¬Ø§Ø Ø¥Ù„Ù‰ المسلمين، لأن ذلك من شأنه تنبيه المسلمين وإيقاظهم من غÙلتهم، وهذا أمر ثابت ÙÙŠ تاريخهم الطويل معنا، وليس هو بالأمر الهين، ومن شأن هذه اليقظة أن تÙسد علينا مخططاتنا المدروسة، وتؤخر ثمارها وتضيع جهودنا، ولذا Ùقد أصدرت التعليمات الخاصة بهذا الأمر، وسننشرها ÙÙŠ كل الكنائس لكي يتصر٠جميع شعبنا مع المسلمين بطريقة ودية تمتص غضبهم وتقنعهم بكذب هذه الأنباء. كما سبق التنبيه على رعاة الكنائس والآباء والقساوسة بمشاركة المسلمين اØتÙالاتهم الدينية، وتهنئهم بأعيادهم، وإظهار المودة والمØبة لهم. وعلى شعب الكنيسة ÙÙŠ Ø§Ù„Ù…ØµØ§Ù„Ø Ùˆ الوزارات والمؤسسات إظهار هذه Ø§Ù„Ø±ÙˆØ Ù„Ù…Ù† يخالطونهم من المسلمين. ثم قال بالØر٠الواØد: إننا يجب أن ننتهز ما هم Ùيه من نكسة ومØنة لأن ذلك ÙÙŠ صالØنا، ولن نستطيع Ø¥Øراز أية مكاسب أو أي تقدم Ù†ØÙˆ هدÙنا إذا انتهت المشكلة مع إسرائيل سواء بالسلم أو بالØرب. ثم هاجم من أسماهم بـ”ضعا٠القلوب”ØŒ الذين يقدمون مصالØهم الخاصة على مجد شعب الرب Ùˆ الكنيسة، وعلى تØقيق الهد٠الذي يعمل له الشعب منذ عهد بعيد، وقال إنه لم يلتÙت إلى هلعهم، وأصر أنه سيتقدم للØكومة رسميا بالمطالب الواردة بعد، Øيث إنه إذا لم يكسب شعب الكنيسة ÙÙŠ هذه المرØلة مكاسب على المستوى الرسمي Ùربما لا يستطيع Ø¥Øراز أي تقدم بعد ذلك. ثم قال بالØر٠الواØد: وليعلم الجميع، خاصة ضعا٠القلوب، أن القوى الكبرى ÙÙŠ العالم تق٠وراءنا ولسنا نعمل ÙˆØدنا، ولا بد من أن Ù†Øقق الهدÙ. لكن العامل الأول والخطير ÙÙŠ الوصول إلى ما نريد هو ÙˆØدة شعب الكنيسة Ùˆ تماسكه Ùˆ ترابطه. ولكن إذا تبددت هذه الوØدة وذلك التماسك Ùلن تكون هناك قوة على وجه الأرض مهما عظم شأنها تستطيع مساعدتنا.
ثم قال: ولن أنسى موق٠هؤلاء الذين يريدون تÙتيت ÙˆØدة شعب الكنيسة، وعليهم أن يبادروا Ùورا بالتوبة وطلب الغÙران والصÙØØŒ وألا يعودوا لمخالÙتنا ومناقشة تشريعاتنا وأوامرنا. والرب يغÙر لهم (وهو يشير بذلك إلى خلا٠وقع بين بعض المسئولين منهم، إذ كان البعض يرى التريث وتأجيل تقديم المطالب المزعومة إلى الØكومة). ثم عدد البابا شنودة المطالب التي ØµØ±Ø Ø¨Ù‡Ø§ بأنه سو٠يقدمها رسمياً إلى الØكومة: 1- أن ÙŠØµØ¨Ø Ù…Ø±ÙƒØ² البابا الرسمي ÙÙŠ البروتوكول السياسي بعد رئيس الجمهورية وقبل رئيس الوزراء.2- أن تخصص لهم 8 وزارات (أى يكون وزراؤها نصارى).3- أن تخصص لهم ربع القيادات العليا ÙÙŠ الجيش والبوليس. 4- أن تخصص لهم ربع المراكز القيادية المدنية، كرؤساء مجالس المؤسسات والشركات والمØاÙظين ووكلاء الوزارات والمديرين العامين ورؤساء مجالس المدن. 5- أن يستشار البابا عند شغل هذه النسبة ÙÙŠ الوزارات والمراكز العسكرية Ùˆ المدنية، Ùˆ يكون له ØÙ‚ ØªØ±Ø´ÙŠØ Ø¨Ø¹Ø¶ العناصر Ùˆ التعديل Ùيها. 6- أن ÙŠØ³Ù…Ø Ù„Ù‡Ù… بإنشاء جامعة خاصة بهم. وقد وضعت الكنيسة بالÙعل تخطيط هذه الجامعة، Ùˆ هي تضم المعاهد اللاهوتية الكليات العملية Ùˆ النظرية، وتمول من مالهم الخاص. 7- ÙŠØ³Ù…Ø Ù„Ù‡Ù… بإقامة إذاعة من مالهم الخاص. ثم ختم Øديثه بأن بشّر الØاضرين، وطلب إليهم نقل هذه البشرى لشعب الكنيسة، بأن أملهم الأكبر ÙÙŠ عودة البلاد والأراضي إلى أصØابها من “الغزاة المسلمين” قد بات وشيكا، وليس ÙÙŠ ذلك أدنى غرابة، ÙÙŠ زعمه. وضرب لهم مثلاً بأسبانيا النصرانية التي ظلت بأيدي “المستعمرين المسلمين” قرابة ثمانية قرون (800 سنة)ØŒ ثم استردها أصØابها النصارى. ثم قال: ÙˆÙÙŠ التاريخ المعاصر عادت أكثر من بلد إلى أهلها بعد أن طردوا منها منذ قرون طويلة جدا (ÙˆØ§Ø¶Ø Ø£Ù† شنودة يقصد إسرائيل). ÙˆÙÙŠ ختام الاجتماع أنهى Øديثه ببعض الأدعية الدينية Ù„Ù„Ù…Ø³ÙŠØ Ø§Ù„Ø±Ø¨ الذي ÙŠØميهم Ùˆ يبارك خطواتهم”. بين يَدَىْ هذا التقرير المثير لا بد من كلمة: إن الوØدة الوطنية الرائعة بين مسلمى مصر وأقباطها يجب أن تبقى وأن تصان، وهى Ù…Ùخرة تاريخية، ودليل جيد على ما تسديه السماØØ© من بر وقسط. ونØÙ† ندرك أن الصليبية تغص بهذا المظهر الطيب وتريد القضاء عليه، وليس بمستغرب أن تÙÙ„Ø ÙÙ‰ Ø¥Ùساد بعض النÙوس ÙˆÙÙ‰ رÙعها إلى تعكير الصÙÙˆ. وعلينا، والØالة هذه، أن نرأب كل صدع، ونطÙئ كل Ùتنة، لكن ليس على Øساب الإسلام والمسلمين، وليس كذلك على Øساب الجمهور الطيب من المواطنين الأقباط. وقد كنت أريد أن أتجاهل ما يصنع الأخ العزيز شنودة الرئيس الدينى لإخواننا الأقباط، غير أنى وجدت عددا من توجيهاته قد أخذ طريقه إلى الØياة العملية.
الØقائق تتكلم: Ùقد قاطع الأقباط مكاتب تنظيم الأسرة تقريبا،
ونÙذوا بØزم٠خطة تكثير عددهم ÙÙ‰ الوقت الذى تنÙØ° Ùيه بقوة ÙˆØماسة سياسة تقليل المسلمين. ثم إن الأديرة تØولت إلى مراكز تخطيط وتدريب، خصوصا أديرة وادى النطرون، التى يذهب إليها بابا الأقباط ولÙي٠من أعوانه المقربين، والتى يستقدم إليها الشباب القبطى من أقاصى البلاد لقضاء Ùترات معينة وتلقى توجيهات مريبة. ÙˆÙÙ‰ سبيل إضÙاء الطابع النصرانى على التراب المصرى استغل الأخ العزيز شنودة ورطة البلاد ÙÙ‰ نزاعها مع اليهود والاستعمار العالمى لبناء كنائس كثيرة لا ÙŠØتاج العابدون إليها لوجود ما يغنى عنها. Ùماذا Øدث؟ لقد صدر خلال أغسطس وسبتمبر وأكتوبر سنة 1973 خمسون مرسوما جمهوريا بإنشاء 50 كنيسة يعلم الله أن أغلبها بÙÙ†ÙÙ‰ÙŽ للمباهاة وإظهار السطوة وإثبات الهيمنة ÙÙ‰ مصر. وقد تكون الدولة Ù…Øرجة عندما أذنت بهذا العدد الذى لم يسبق له مثيل ÙÙ‰ تاريخ مصر. لكننا نعر٠المسئولين أن الأخ العزيز شنودة لن يرضى لأنه ÙÙ‰ خطابه كش٠عن نيته، وهى نية تسىء إلى الأقباط والمسلمين جميعا. ومبلغ علمى أن الخطاب مسجل بصوت البابا Ù†Ùسه ومØÙوظ، ويوجد الآن من ÙŠØاول تنÙيذه كله”.
Ùكي٠نتجاهل مثل تلك القضايا الواضØØ© ونذهب Ùنتناول واقعة تØيط بها الشكوك والشبهات من كل جانب أو على الأقل: لا ØªØªØ¶Ø Ø£Ø¨Ø¹Ø§Ø¯Ù‡Ø§ للرائى، ومن شأنها أن تعقّد الأمر تعقيدا لا ÙŠÙرْجَى له ØÙ„ وأن تمدّ المتربصين بالوطن بما يملى لهم ÙÙ‰ غَيّهم ويساعدهم على ارتكاب المزيد من التهور والشغب؟
على أن هناك اعتبارا آخر يتصل بالطريقة التى تم بها سرد Ø£Øداث الرواية، ألا وهو أن الراوى يسوق لنا تÙصيلات كثيرة بعد وقوعها بسنين طويلة، وهو ما لا يقتنع العقل معه بأن Ø£Øداث الرواية كانت لا تزال Ù…ØÙوظة ÙÙ‰ ذاكرته كما وقعت بكل تÙصيلاتها وألÙاظها وأشخاصها وأماكنها لا تخرم منها شيئا. Ùعلى سبيل المثال نرى الراوى Øريصا على ذكر تاريخ كل Øجر أو سÙلَّمة ÙÙ‰ الكنيسة التى كان يشتغل قيما بها ÙÙ‰ أول الرواية، متذكرا اسم كل شخص أهداها لها والظرو٠التى تم الإهداء Ùيها، بالإضاÙØ© إلى كل إناء من الأوانى الكنسية وكل ملبس من ملابس الكهنة مع ذكر وظيÙته ودلالته (ص10- 14 مثلا). ÙˆØ§Ø¶Ø Ø£Ù† المؤلÙØ© هى التى تتكلم هنا، وكأنها تقول لنا: أنا أعر٠موضوعى جيدا، وقرأت عنه قراءة Ù…Ùصلة مستوعبة لم تغادر صغيرة ولا كبيرة إلا Ø£Øصتها وأَوْرَدَتْها. ودليلا على ذلك نرى الراوى ÙŠØ´Ø±Ø Ù„Ù†Ø§ الألÙاظ الكنسية على Ù†ØÙˆ يدل دلالة واضØØ© لا تخطئها الأذن على أنه يتجه بكلامه إلينا Ù†ØÙ† القراء المسلمين الذين يجهلون هذا كـ”التونية” مثلا، وهى “ثوب الكتان الطويل الواصل Øتى القدمين، والمزين بالصليب المقدس على الظهر والصدر والØواÙØŒ وكذا أطرا٠الأكمام. وكانت تونية الأب يوساب هى الوØيدة المطرزة صلبانها بالجواهر الكريمة من ياقوت وزمرد وماس وعقيق، بينما تونيات الإكليروس جميعا قد طرزت من خيط Øرير كما هو متبع دائما” كما جاء ÙÙ‰ كلامه نصا (ص13). Ùالكاتبة هى التى تتكلم كما قلنا، إذ إن بدير ÙÙ‰ كلامه لنÙسه، أو Øتى ÙÙ‰ كلامه إلى أبناء دينه وعصره أيام كان لا يزال نصرانيا لم يتØول إلى الإسلام بعد، لم يكن بØاجة إلى مثل هذا Ø§Ù„Ø´Ø±Ø Ù„Ø£Ù†Ù‡ وإياهم كانوا يعرÙون تماما ما هى التونية.
ولتØقيق المزيدمن الÙائدة، ولكيلا أبدو مقصرا عن السيدة المؤلÙØ©ØŒ هأنذا أسوق ما يقوله “قاموس الكنيسة” (الموجود ÙÙ‰ “موسوعة الكتاب المقدس” الضوئية ÙÙ‰ إصدارها الرابع) عن هذا Ø§Ù„Ù…ØµØ·Ù„Ø Ø§Ù„ÙƒÙ†Ø³Ù‰. تقول المادة التى تØمل اسم “تونية” ÙÙ‰ ذلك القاموس: “تونية باليونانية (ÏŒ χiτών)ØŒ وبالإنجليزية (dalmatic, tunic, shirt): ربما كانت اللÙظة “تونية” من الكلمة اللاتينية “tunica” (تونيكا). أما الاسم الدّارÙج عند الأقباط Ùهو “كولوبيون”ØŒ ومنها جاءت كلمة “جلابية” باللغة العربية. Ùˆ”الكولوبيون” هي تونية، ولكن بأكمام قصيرة Ù…Ùثَبَّتة Ùيها، بينما أن أكمام التونيه طويلة يمكن تركيبها أو Ùصلها من التونية. ويستخدم السريان تونية بيضاء مثل الأقباط واليونانيين، ويطلقون عليها اسم “kutina” (كوتينة- كوتينا). وهو اسم Ù…Ùشتق من الكلمة اليونانية “خيوتونيون” Øسب قول Renudot. والأرمن يطلقون عليها اسم “Shapich”. وهي تÙعرَ٠ÙÙŠ الكنيسة اليونانية باسم “إستيخارة”. وتÙعرَ٠ÙÙŠ الغرب باسم “Alb”ØŒ وهي ÙÙŠ اللاتينية “L’aube”. والتونية رداء أبيض من الكتان أو الØرير يصل من الرقبة إلى رسغ القدم، ويرتديها الشمّاس أو الكاهن أو الأسقÙ. ولكنها للأسق٠ذو أكمام يمكن تثبيتها أو رÙعها. ÙˆÙÙŠ الغرب لها Øزام Øول الخاصرة يرتديه الخدام أثناء القداس الإلهي. وهي بلونها الأبيض تمثل الطهارة والنقاوة Øين يرتديها الخدام سائلين الرب قائلين: “قلبًا نقيًّا اخْلÙقْ ÙÙŠÙŽÙ‘ يا ألله”. وقد عرÙتها الكنيسة الشرقية والغربية كقميص تØتي “under tunic” عادي يرتديه العامة. وقد استÙخدÙمَت ÙÙŠ العبادة المسيØية منذ زمن مبكر. ولكنها لم ØªØµØ¨Ø Ø±Ø¯Ø§Ø¡Ù‹ كنسيًّا رسميًّا إلا ÙÙŠ بداية القرن الخامس مثل بقية الملابس الكهنوتيّة. وتÙزَيَّن التونية بالصلبان، وعند الأطرا٠بÙØلى وبألوان لبعض المشغولات، وتÙسمى: apparels”.
إلا أن هناك مشكلةً ما كان أغنى المؤلÙØ©ØŒ وما كان أغنانا Ù†ØÙ† أيضا معها، عنها والمعاناة Ùنيا منها. ذلك أن الثوب الكنسى الذى يتØدث عنه بدير لم يكن ÙÙ‰ ذلك الوقت يسمى: “تونية”ØŒ إذ من الواضØØŒ كما رأينا ÙÙ‰ Ø§Ù„Ø´Ø±Ø Ø§Ù„Ù…Ø§Ø± لتوه، أن اسم ذلك الثوب هو تعريب لكلمة أجنبية ربما كانت هى الكلمة اللاتينية “tunica” كما قرأنا ÙÙ‰ المادة الخاصة به ÙÙ‰ قاموس الكنيسة. Ùهل كانت تلك الكلمة قد عÙرÙّبَتْ ÙÙ‰ ذلك الوقت المبكر؟ بل هل كانت هى الكلمة المستعملة بين النصارى Øينئذ؟ ذلك أن Ø§Ù„Ø´Ø±Ø Ø§Ù„Ø°Ù‰ أوردناه لتونا يذكر أن الاسم الدّارÙج لها عند الأقباط هو “كولوبيون”ØŒ وأنها لم ØªØµØ¨Ø Ø±Ø¯Ø§Ø¡Ù‹ كنسيًّا رسميًّا إلا ÙÙŠ بداية القرن الخامس مثل بقية الملابس الكهنوتيّة، أى بعد Ø£Øداث الرواية بثلاثة قرون تقريبا.
ليس ذلك ÙØسب، بل إن الرواية مملوءة بوصÙات الأطعمة والأشربة والأدوية مغرقة ÙÙ‰ دقائق الدقائق، مما لا يمكن أن يظل الراوى متذكرا إياه بعد كل هاتيك الأعوام الطوال، ومع ذلك Ù†Ùاجأ بأن ذهنه كمبيوتر يابانى. صØÙŠØ Ø£Ù† الكمبيوتر اليابانى قد خرج أول من أمس من مسابقة كأس العالم Øين Ùشل Ø£Øد لاعبيه ÙÙ‰ تسديد ركلته الترجيØية وبكى بدموع٠ØÙرَار٠وغÙزَار٠خَشÙيت٠والله معها أن يقوم بغرس السي٠ÙÙ‰ بطنه وإخراجه من ظهره أمامنا على شاشة المرناء على طريقة اليابانيين (وليس على طريقة المتبلدين ممن يخربون بيوتهم بأيديهم وأيدى الأمريكيين والصهيونيين دون أن يختلج لهم ضمير بل دون أن يرÙÙ‘ لهم Ù‡Ùدْب لسماكة جلودهم وتعطل آدميتهم وتلاشى Ø£Øاسيسهم. لكن هذه مسألة أخرى تÙوّر الدم وتجلب ارتÙاع الضغط، ونØÙ† لسنا ناقصين، Ùلأعد إلى ما كنت بسبيله Ùأقول إننى خشيت أن يَبْخَع الولد٠اليابانىÙÙ‘ Ù†Ùسَه جَرْيًا على تقاليد اليابانيين) عندما يقصّرون ÙÙ‰ ØÙ‚ أمتهم ولا يؤدون واجبهم تجاهها كما ينبغى، إلا أنى لا أقصد الكمبيوتر اليابانى البشرى الذى لم يستو تماما عوده ÙÙ‰ كرة القدم بعد، وإن كان يسير على الطريق بخطا Øثيثة منذ بدا له أن يشارك ÙÙ‰ مسابقات كرة القدم العالمية، بل الكمبيوتر الآلى، الذى لا يهنّج ولا ينسى ولا يضطرب أبدا بخلا٠شبيهه الصينى والتايوانى.
ونظير ذلك أسماء العازÙين ÙÙ‰ الÙرقة التى كان من المنتظر أن تØيى ØÙÙ„ عرس أخى الراوى لولا أن خطيبة الأخ، وهى Øبيبة الراوى السابقة، قد انتØرت Ùانقلب الÙØ±Ø ØºÙ…Ø§ØŒ إذ نرى بدير (ص35- 36) ما زال يذكر أسماء أعضاء الÙرقة، Ùضلا عن تÙاصيل الأجور التى اتÙÙ‚ معهم عليها، وكأن الأمر لم يمر عليه سنوات وسنوات وسنوات وقع له Ùيها Ø£Øداث لم تكن تخطر له على بال أخذته من مصر إلى الشام Ùأنطاكية Ùالعراق Ùالشام مرة أخرى Ùمصر ÙÙ‰ نهاية المطاÙØŒ وانتقل أثناءها من Ù‚ÙŽÙŠÙّم٠ÙÙ‰ كنسية قصر الشمع إلى أسير إلى خادم ÙÙ‰ قصر المأمون ببغداد، كما ترك النصرانية ÙˆØ£ØµØ¨Ø Ù…Ø³Ù„Ù…Ø§… إلخ. وهذه هى السطور التى Ù†ØÙ† بصددها. قال بدير: “رØت أتذكر، وأنا جالس ÙÙ‰ مطرØÙ‰ ذلك، العقد وكي٠أخذت، وأنا أبرمه آنذاك، ÙÙ‰ مجادلة رئيس الÙرقة الموسيقية أونÙريس بن آمونيوس الجريكى ليخÙض من أجر Ùرقته Øتى واÙÙ‚ على أن ÙŠØصل على أربعين زوجا من الأرغÙØ© المصنوعة من البÙرّ والØلبة وتسع جÙرَار٠من النبيذ وأربعة أنصا٠Ùضة لكل عاز٠من عازÙيه الذين كانوا معه: تاسيوس وأÙونجس بن هيراكليس وكوبروس وآرسينوى”ØŒ Ùضلا عن أورليوس، الذى سيذكره بعد قليل رغم أنهم لم يكونوا من مدينته، بل من مدينة بعيدة، إلى جانب أنهم لم يكونوا مصريين أصلا بل يونانيين.
ولدينا كذلك (ص47) وصÙØ© طبية عشبية من وصÙات ذلك الوقت لعلاج نوع من الديدان يسمى: “بند”. والكلام Ùيها لثاونا رÙيق الراوى ÙÙ‰ رØلته إلى بلاد البشمورى، والخطاب موجه إلى أم صبى قابلاها ÙÙ‰ الطريق كان ابنها مصابا بالدودة المذكورة. يقول ثاونا: “إن ولدك هذا مصاب بالدودة الشيطانية المسماة: “بند”ØŒ وقد تمكنتْ منه واستقرت ÙÙ‰ جوÙه، وهى تأكل ما يأكل جميعه. لذا Ùهو مصÙر هزيل. لذلك عليك إعطاؤه شرابا من صمغ السليخ ممزوجا بزهر النعناع الÙÙ„Ùلى مع الصاس الذى يسمونه بلسان العرب الآن: الخروع، على أن يؤخذ قبل التريق بعد رجه جيدا ÙÙ‰ القارورة لمدة ثلاثة أيام Øتى تموت الدودة وتخرج من جوÙÙ‡ مع ما يخرج من Ùضلات. وإذا تقايأ مرة Ùلا تخاÙى، Ùهذا من الأمور المعتادة عند تناول مثل هذا الشراب. ومعناه أن الترياق قد بدأ ÙŠÙنى الدودة، وهى ÙÙ‰ سبيلها إلى الموت والنزول. ولو شرب Ø§Ù„Ø´ÙŠØ Ø§Ù„Ù…ØºÙ„Ù‰ قبل النوم كل ليلة Ùسو٠يأتى النÙع سريعا ويخلص الولد مما هو Ùيه”. Ùيا للعجب أن يظل الراوى متذكرا لكل شىء ÙÙ‰ الوصÙØ© بما Ùيها من عناصر ومقادير ومواعيد ونتائج تÙصيلية، وكأنه قد رقن كل هذا على الكاتوب، الذى لا يضل ولا ينسى رغم هاتيك السنين التى مرت جميعها.
وهناك ألوان الأطعمة، أو كما نقول اليوم: “أطباق الطعام”ØŒ التى تترى أسماؤها ووصÙاتها على لسان الراوى كالخشكنانج والسÙدية والأسÙيذباجة والÙالوذج والسكباجات والØنطيات والسلاقات وقلايات الطباهج وإØبارية السمك والمأمونية وجواذب الدجاج وبهطات الأرز والخبز الأÙلاعمونى والخبز الماوى… إلخ (ص274). ÙˆÙÙ‰ موضع آخر نسمع بدير يص٠بالتÙصيل، جريا على عادته، كيÙية صنع “العكيكة”ØŒ وهى لون من الطعام كان ÙŠÙقَدَّم إلى المأمون، يصنعه له Øسين الطباخ من اللØÙ… السمين وإلية الخروÙ. ÙˆÙÙ‰ وصÙØ© الطبق تقابلنا ألوان من الأبازير والتوابل التى تضا٠بمقادير غاية ÙÙ‰ الدقة وتتطلب شرØا على قدر من التعقيد، كالكمون والÙÙ„ÙÙ„ والدارصينى ÙˆØ§Ù„Ù…Ù„Ø ÙˆØ§Ù„Ù…ØµØ·ÙƒÙ‰ والثوم واللبن الÙارسى (ص281). كذلك هناك خريطة بغداد التى رسمها له Øسين الطباخ لتساعده على الوصول إلى أشخاص ينتمون مع Øسين إلى بعض الجماعات السرية المناهضة للنظام ÙÙ‰ عاصمة الإمبراطورية (ص315- 316). وهى خريطة دقيقة لا تناسب ما كانت عليه الخرائط ÙÙ‰ ذلك الوقت، Ùضلا عن أنه من المستبعد أن يستعين الناس آنئذ بالخرائط ÙÙ‰ الوصول إلى ما يبغون من أماكن. إننا لا Ù†Ùعل هذا الآن ÙÙ‰ مدننا العصرية، Ùما بالنا بأجدادنا ÙÙ‰ ذلك الزمن البعيد الذى لم أسمع أن Ø£Øدا Ùيه ولا Ùيما بعده بقرون قد استعان بتلك الأداة ÙÙ‰ الاهتداء إلى ما يبغى بلوغه من الأØياء والمبانى ÙÙ‰ مدينة كبغداد؟
كذلك لا ينبغى أن ننسى الأشعار العربية الكثيرة التى كان الراوى يسمعها مرة واØدة يتيمة ÙÙŠØÙظها ÙÙ‰ الØال ولا تغادر ذاكرته أبدا رغم أنه لم يكن عربيا. بل لم يكن وقتذاك يستعمل العربية ÙÙ‰ غالب الأØيان. وهنا لا بد أن نذكر ما لاØظناه ÙÙ‰ هذه الأشعار من أن الألÙاظ مشكَّلة تشكيلا خاطئا مما يدل على ضع٠الكاتبة ÙÙ‰ قراءة الشعر. ومن تلك النصوص التى التقطتها ØاÙظة راوينا Ùلم تخرم منها ØرÙا الأبيات التالية التى ذكر أنه سمع Ø£Øد صوÙية المسلمين ينشدها لدن إبØاره مع سائر الأسرى البشموريين من تنيس مغادرين الديار المصرية (ص205):
Ø£ÙÙŠ كلÙÙ‘ عام غربة ونزوØÙ * أما للنّوى من منية٠ÙتريØÙØŸ
لقد Ø·Ù„Ø Ø§Ù„Ø¨ÙŠÙ†Ù Ø§Ù„Ù…Ø´ØªÙÙ‘ ركائبي * Ùلا أرين البينَ وهو طليØÙ
وأرّقني بالري Ù†ÙˆØ Øمامة * ÙناØتْ، وذو الشجو الØزين ينوØÙ
على أنها ناØتْ، ولم تَذْر٠دمعةً * ونÙØْتÙØŒ وأسراب٠الدموع سÙÙˆØÙ
ومنها كذلك الأبيات التالية التى لم ينسبها الرواى إلى شاعر معين كعادته، وهى من بØر الطويل، وصاØبها هو العَكَوَّك الشاعر العباسى، وكان معاصرا للخليÙØ© المأمون:
أَلا رÙبَّ Ù‡ÙŽÙ…ÙÙ‘ ÙŠÙمنَع٠النَوم٠دونَه٠* أَقامَ كَقَبْض٠الراØَتَيْن٠عَلى الجَمرÙ
بَسَطْت٠لَه٠وَجهي لأَكْبÙتَ ØاسÙدًا * وَأَبدَيْت٠عَن ناب٠ضَØوك٠وَعَن ثَغْرÙ
وَشَوقٌ كَأَطراÙ٠الأَسÙنَّة٠ÙÙŠ الØَشَا * مَلَكت٠عَلَيه٠طاعَةَ الدّمع٠أَن يَجري
بل إن الأمر ليبلغ مبلغا لا يطيقه العقل، وذلك Øين يخبرنا بدير (ص224) أن أمه كانت تغنى أمامه وهو صغير الأبيات التالية. ووجه العجب أن هذه الأبيات لا يمكن أن تكون من نتاج العصر العباسى المبكر الذى تدور Ø£Øداث الرواية Ùيه. كما أن أم بدير لم تكن عربية أصلا، بل لم تكن تعر٠العربية Øتى تردد شعرا عربيا. تقول الأبيات الغريبة غير المنتظمة عروضيا:
صيرنى Øزنى على Ø£Øبابى * عليلا بلا علة
وكاد الأسى ÙˆØ§Ù„Ù†ÙˆØ * يخرجنى من الملة
ودهر ÙŠØ±ÙˆØ ÙŠØ§ عين وشوقى * لخلى لا توص٠له خلة
ومع هذا Ùلا نكران أن لكثير من الشعار التى أوردتها المؤلÙØ© على لسان بدير عÙلْقَةً بالقلب. وآخر تلك الأشعار هى الأبيات الثلاثة التى اختتمت المؤلÙØ© بها روايتها، وهى:
Øسبي اللّه توكّلت٠عليه٠* مَنْ نواصي الخلق طرًّا بيديهÙ
ليس للهارب ÙÙŠ مهربه * أبدا من راØØ© إلاّ إليهÙ
رÙبَّ رام٠لي بأØجار الأذى * لم أجد بدًّا من العط٠عليهÙ
وعلى عادتى ÙÙ‰ التنقيب عن صاØب تلك الأبيات أقول إنها لبهلول المجنون، الذى كان يعيش ÙÙ‰ عصر الرشيد. وكتب ابن شاكر الكتبى صاØب “Ùوات الوÙيات”ØŒ من أهل القرن الثامن الهجرى، ÙÙ‰ ترجمته ما يلى، وهذا الذى كتبه مؤلم أشد الألم: “بهلول بن عمرو، أبو وهيب الصيرÙÙŠ المجنون، من أهل الكوÙØ©. Øَدَّثَ عن أيمن بن نابل وعمرو بن دينار وعاصم بن أبي النجود. وكان من عقلاء المجانين ووسوس، وله كلام Ù…Ù„ÙŠØ ÙˆÙ†ÙˆØ§Ø¯Ø± وأشعار. واستقدمه الرشيد أو غيره من الخلÙاء ليسمع كلامه. توÙÙŠ ÙÙŠ Øدود التسعين والمائة. قال الأصمعي: رأيت بهلولا قائما ومعه خبيص، Ùقلت له: أيش معك؟ قال: خبيص. Ùقلت: أطعمني. قال: هو ليس لي. قلت: لمن هو؟ قال: هو Ù„Øمدونة ابنة الرشيد بعثتْه لي آكله لها. وقال Ù…Øمد بن أبي إسماعيل ابن أبي Ùديك: رأيت بهلولا ÙÙŠ بعض المقابر، وقد أدلى رجليه ÙÙŠ قبر، وهو يلعب بالتراب، Ùقلت: ما تصنع ها هنا؟ قال: أجالس أقواما لا يؤذوني، وإن غبت لا يغتابوني. Ùقلت: قد علا السعر مرة، Ùهل تدعو الله Ùيكش٠عن الناس؟ Ùقال: والله ما أبالي، ولو كان Øبة بدينار. لله علينا أن نعبده كما أمرنا، وعليه أن يرزقنا كما وعدنا. ثم صÙÙ‚ يده، وأنشأ يقول:
يا من تمتّع٠بالدنيا وزينتها * ولا تنام عن اللذات عيناهÙ
شغلت Ù†Ùسك Ùيما لست تدركه * تقول للّه ما ذا Øين تلقاهÙØŸ
وقال الØسن بن سهل: رأيت الصبيان يرمون بهلولا بالØصى، Ùأدمته Øصاة، Ùقال:
Øسبي اللّه توكّلت٠عليه٠* مَنْ نواصي الخلق Ø·Ùرًّا بيديهÙ
ليس للهارب ÙÙŠ مهربه * أبدا من راØØ© إلاّ إليهÙ
رÙبَّّ رام٠لي بأØجار الأذى * لم أجد بÙدًّا من العط٠عليهÙ
Ùقلت له: تعط٠عليهم، وهم يرمونك؟ Ùقال: اسكت. لعل الله يطلع على غمي ووجعي وشدة ÙØ±Ø Ù‡Ø¤Ù„Ø§Ø¡ Ùيهب٠بعضنا لبعض. وقال عبد الله بن عبد الكريم: كان لبهلول صديق قبل أن ÙŠÙجَنّ، Ùلما أصيب بعقله Ùارقه صديقه. Ùبينما بهلول يمشي ÙÙŠ بعض طرقات البصرة إذ رأى صديقه. Ùلما رآه صديقه عدل عنه، Ùقال بهلول:
اÙدْن٠منّي ولا تخاÙÙ†ÙŽÙ‘ غدري * ليس يخشى الخليل غدر الخليل
إنّ أدنى الذي ينالك مني * ستر ما Ùيتَّقَى وبثّ الجميل
قال الÙضل ابن سليمان: كان بهلول يأتي سليمان بن علي ÙيضØÙƒ منه ساعة ثم ينصرÙ. Ùجاءه يوما، ÙضØÙƒ منه ساعة ثم قال: عندك شيء نأكل؟ Ùقال لغلامه: هات لبهلول خبزا وزيتونا. Ùأكل ثم قام لينصرÙØŒ وقال لسليمان: يا صاØب، إن جئنا إلى بيتكم يوم العيد يكون عندكم Ù„Øم؟ Ùخجل سليمان. وجاء إلى بعض أشرا٠الكوÙØ© وقال له: أشتهي آكل عسلا بسرقين (أى عسلا بالزبل)ØŒ Ùدعا بهما، Ùأكل من العسل وأمعن Ùيه. Ùقال له الرجل: لم لا تأكل السرقين كما قلت؟ قال: العسل ÙˆØده أطيب. وعبث به الصبيان يوما ÙÙر منهم والتجأ إلى دار٠بابها Ù…ÙØªÙˆØ Ùدخلها، وصاØب الدار قائم له ضÙيرتان، ÙØµØ§Ø Ø¨Ù‡: ما أدخلك داري؟ Ùقال: “يا ذا القرنين، إن يأجوجَ ومأجوجَ Ù…Ùسدون ÙÙŠ الأرض”. وسأله يوما علي بن عبد الصمد البغدادي: هل قلتَ شيئا ÙÙŠ رقة البَشَرة؟ Ùقال: اكتب:
أضْمر أن Ø£ÙضْمÙر Øبي له * Ùيشتكي إضمار إضماري
رَقَّ Ùلو مرّت به ذرّةٌ * لخضّبته بدم٠جاري
Ùقال: أريد أرقّ من هذا. Ùقال:
أضمر أن يأخذ المرآة لكي * يبصر وجها له Ùأدناها
Ùجاز وهم الضمير منه إلى * وجنته ÙÙŠ الهوى Ùأدماها
Ùقال: أريد أرقّ من هذا أيها الأستاذ. Ùقال: نعم، وما أظنه. اكتب:
شبّهته قمرا إذ مرّ مبتسما * Ùكاد يجرØÙ‡ التشبيه أو كلما
ومرّ ÙÙŠ خاطري تقبيل وجنته * Ùسيّلت Ùكرتي ÙÙŠ وجنتيه دما
Ùقال: أريد أرق من هذا. Ùقال: يا ابن الÙاعلة، أرقّ من هذا كي٠يكون؟ رويدك لأنظر إن كان قد طبخ ÙÙŠ المنزل Øريرة أرق من هذا. رØمه الله تعالى”.
وسر تألمى هو أن هذا الرجل يرينا أن البشر شديدو الضع٠Øتى إن Øالهم لتنقلب من الصØØ© إلى الجنون لو Øدثت لهم اختلالات معينة ÙÙ‰ النسب التى بنيت أمخاخهم أو Ù†Ùوسهم مثلا ÙˆÙقا لها Ùيصيرون مساكين ÙŠÙرْثَى Ù„Øالهم كما هو الأمر مع بهلول، الذى كان من الممكن أن يكون الواØد منا مثله وأسوأ Øالا لو أرادت الأقدار، لكنها لم تÙرÙدْ، والذى كنا نعر٠أمثاله ÙÙ‰ Ø·Ùولتنا، Ùكنا نداعبهم Ø£Øيانا، ونقسو عليهم ونؤذيهم Ø£Øيانا أخرى. ومن هؤلاء من كنا نسميه: “Ù…Øمد معرو٠نمرة 8” لأنه كان يرتدى سترة عسكرية قديمة عليها شريط على هيئة هذا الرقم. وكان يلوذ عادة بالمقابر، Ùيتتبعه الصبيان هناك ويقذÙونه بالØجارة، والماهر من يصيبه ÙÙ‰ رأسه أو وجهه ÙÙŠÙدْمÙيه. ولم يكن يجد وَزَرًا أو ملجأً من أولئك الشياطين سوى أن يمعن ÙÙ‰ التغلغل بين المداÙÙ† لعلها تستره عنهم وتØميه من قذائÙهم، وهم وراءه لا يريدون أن يتركوه. ÙˆØين أتذكر هذا الآن، ولا أدرى هل كنت أقذÙÙ‡ مع القاذÙين أم هل كنت أكتÙÙ‰ بالجرى مع الصبيان أتÙرج على ما يصنعون، أتألم أشد الألم لما كان ينزل بهذا المسكين من تعذيب لا يملك إزاءه شيئا سوى أن يتØمل ما يصيبه منه قدرا مقدورا لا مهرب منه. ولا أدرى إلام صار أمر ذلك الرجل الذى كان من قرية Ø´ÙÙَا المجاورة لقريتنا ÙƒÙتَامة، رØمه الله. كان ذلك ÙÙ‰ خمسينات القرن الماضى.
هذا، ÙˆÙÙ‰ الرواية تÙاوتات كثيرة بين الØقيقة والواقع، ÙÙ‰ العقيدة والتاريخ والجغراÙيا واللغة والسلوك. مثلا قول الراوى (ÙÙ‰ أول الرواية): “السما السابعة” هل هو تعبير نصرانى؟ المعرو٠أنه تعبير إسلامى، إذ تØدث القرآن الكريم عن السماوات السبع عدة مرات، أما ÙÙ‰ الكتاب المقدس لدى اليهود والنصارى Ùليس Ø«ÙŽÙ…ÙŽÙ‘ Ø°Ùكْرٌ له. ومثله كلام بدير عن غسل جسمه سبع مرات ÙˆØرصه على الإشارة إلى الرقم سبعة ÙÙ‰ هذا السياق. ولقد بØثت ÙÙ‰ مادة “سبعة” بـ”دائرة المعار٠الكتابية” Ùلم أجد ذكرا لتطهير الجسد ÙÙ‰ أى ظر٠سبع مرات. ثم لم أكت٠بذلك بل بØثت ÙÙ‰ “موسوعة الكتاب المقدس” ÙÙ‰ كتاب “اللاهوت العقيدى” تØت عنوان “أسرار الكنيسة” Øيث يوجد كلام عن المعمودية، وهى أول تلك الأسرار وأهمها، إذ هى مدخل الشخص إلى الدين Ù†Ùسه، Ùوجدت عدد التغطيسات ÙÙ‰ الماء ثلاثة لا سبعة. وهذا نص ما قرأت: “سر المعمودية: به نولد ميلادا ثانيا بتغطيسنا ÙÙ‰ الماء ثلاث دÙعات على اسم الثالوث القدوس: الآب والابن ÙˆØ§Ù„Ø±ÙˆØ Ø§Ù„Ù‚Ø¯Ø³. ويعتبر هو الباب الذى يدخل منه المؤمن إلى الكنيسة وملكوت الله، طبقا لقول الرب يسوع: “إن كان Ø£Øد لا يولد من الماء ÙˆØ§Ù„Ø±ÙˆØ Ù„Ø§ يقدر أن يدخل ملكوت الله” (يو3: 5)”. وبهذا لا Ø£Ùهم كي٠يØرص بدير على غسل جسده سبع مرات وكي٠يØرص على ذكر ذلك. ÙˆÙÙ‰ الصÙØØ© الرابعة والعشرين نسمع بدير يقول لثاونا يطمئنه بأن Ø£Øدا من المسلمين لن يتعرض لهما لأنهما “ÙÙ‰ المعمودية”ØŒ Ù…Ùسرا ذلك بأنهما سيكونان ÙÙ‰ “لبوس٠كهنوتية” بنص عبارة الكاتبة، وكأن كلمة “لَبÙوس” كلمة مؤنثة، على Øين هى كلمة مذكرة. Ùتكون الكاتبة قد أخطأت مرتين: مرة عندما Ùسرت المعمودية بارتداء ملابس كهنوتية مع أن هذا Ø§Ù„Ù…ØµØ·Ù„Ø Ø¥Ù†Ù…Ø§ يعنى دخول الشخص ÙÙ‰ النصرانية Øقيقة أو اعتبارا، ومرة عندما أنثت الكلمة، وهى مذكَّرة.
كذلك نسمع بدير أيضا، Øين يتØدث عن آدم وهو لا يزال نصرانيا لم ÙŠØµØ¨Ø Ù…Ø³Ù„Ù…Ø§ بعد، يسارع قائلا: “عليه السلام” (ص41) مثلما يصنع المسلمون. والنصارى لا يستخدمون هذه العبارة التى ليست من قاموسهم ولا من استعمالاتهم. ومثل ذلك استخدام Ù…ØµØ·Ù„Ø “الÙÙتْيَا” (ص112)ØŒ وهو ليس مصطلØا نصرانيا Øتى يقوله الراوى عن جواب مسألة دينية نصرانية. وكان بدير وثاونا قد لقيا امرأة مصرية ÙÙ‰ الطريق إلى بلاد البشمور أخبرتهما أنها اضطÙرّت إلى تزويج ابنتها من رجل مسلم نظرا إلى أن أهل القرية التى تعيشان Ùيها قد أسلموا جميعا على بَكْرَة أبيهم، وأنها تريد أن تطمئن إلى أنها لم تغضب الرب بهذا الذى صنعته، Ùكان تعليق بدير: “Ø£ÙسْقÙØ·ÙŽ ÙÙ‰ يد ثاونا، وهو المتكÙÙ„ بالكلام ÙÙ‰ هذا المقام، أما أنا ÙسكتÙÙ‘ لأنه لا تØقّ لى الÙÙتْيَا Ùيما لا أعلمه”. كذلك ليس تعبير “الصلاة الجامعة” تعبيرا نصرانيا يستعمله النصارى لقداس يوم الأØد مثلا Øسبما جاء ÙÙ‰ كلام ثاونا لتلك المرأة، إذ قال بدير إن ثاونا قد “نصØها بالذهاب كل Ø£Øد إلى البÙيعَة للصلاة الجامعة” (ص113). إنما هو تعبير إسلامى كما ÙÙ‰ الØديثبن التاليين مثلا: “عن عائشة رضي الله عنها أن الشمس خسÙت على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، Ùبعث مناديا بـ”الصلاة الجامعة”ØŒ Ùتقدم Ùصلى أربع ركعات ÙÙŠ ركعتين وأربع سجدات”ØŒ Ùˆ”أنه لما كان عند صلاة الظهر نودي أن الصلاة جامعة، ÙÙزع الناس Ùاجتمعوا إلى نبيهم صلى الله عليه وسلم Ùصلى بهم الظهر أربع ركعات”. ÙˆÙÙ‰ ص52 يقول الراوى إنهما دخلا أتريب قبل الزوال. وكان قد قال إنهما يطمعان أن يصلا إليها قبل الظلام. Ùماذا تقصد الكاتبة بالزوال؟ هل تقصد وقت الظهيرة على ما يقتضيه معنى هذه اللÙظة؟ لكن هذا غير ممكن، إذ المساÙØ© بين الÙسطاط، التى بدأ رØلته منها هو وثاونا ÙÙ‰ بكرة الصباØØŒ وبين أتريب، التى كانت مجاورة لبنها، هى مساÙØ© جÙدّ بعيدة٠لا يمكن بلوغها بمثل تلك السرعة أيام كانت المواصلات هى البغال والØمير، وبخاصة أن الرجلين كانا كثيرَى٠التوق٠ÙÙ‰ الطريق لكل صغيرة وكبيرة. أم تراها تقصد غروب الشمس ظنا منها أن الغروب هو زوال الشمس من السماء، Ùيكون هذا خللا ÙÙ‰ لغتها Ùوق البَيْعة؟ أم ماذا؟
والعجيب أنها هى Ù†Ùسها، ÙÙ‰ Øوار لها بإØدى المجلات، تق٠عند موضوع المساÙات ÙÙ‰ تلك العصور القديمة، مؤكدة بقوة٠أن إيقاع السÙر كان بطيئا جدا جدا نظرا إلى بدائية وسائل المواصلات أوانئذ Øتى لقد Øددت المساÙØ© الزمنية التى يستغرقها الانتقال من الÙسطاط إلى الإسكندرية بالشهور. Ùإذا كانت أتريب تقع ÙÙ‰ نهاية رÙبْع تلك المساÙØ© تقريبا Ùمعنى ذلك أنه من المستØيل أن يصل بدير وثاونا ÙÙ‰ ذات اليوم لا عند الزوال ولا عند الأصيل، بل لا بد أن يستغرق الأمر بضعة أسابيع ÙÙ‰ أقل التقديرات Øسب كلامها. ÙÙ„ÙÙ…ÙŽ إذن لم تتنبه إلى ما تنبÙّهنا Ù†ØÙ† القراء إليه وكأننا Ù†ØÙ† المخطئون؟ تقول ÙÙ‰ Øوار منشور بالإنجليزية ÙÙ‰ موقع “جالوت”: “It would be an unjust and erroneous approach to start this historical novel with a preconceived idea that distances are covered as easily as in our twenty-first century. I was dealing with the ninth century AD. For example a traveller would take months–at that time–to reach Alexandria coming from Al-Fustat (an old quarter in Cairo) and it differs quiet a lot whether he is riding a horse, a mule, or travelling on his foot. We mustn’t think that it was a picnic taking two hours as it is in the twenty-first Century” (goliath.ecnext.com)ØŒ وإن كنت أرى أنها تبالغ كثيرا ÙÙ‰ قولها إن الرØلة من الÙسطاط إلى الإسكندرية كانت تستغرق شهورا، مثلما بالغتْ أشد المبالغة ÙÙ‰ تأكيدها أن الدلتا كانت كلها مستنقعات٠وبÙرَكًا وطينًا: “The whole Nile Delta was an area of swamps, bogs, and mud, and this in turn affected its inhabitants immensely and made them able swimmers” (انظر “An interview with Salwa Bakr” بموقع “goliath.ecnext.com”). ذلك أن الدلتا كانت ÙÙ‰ ذلك الوقت ولا تزال Øتى الآن تعج بالمدن والقرى مما لا يتسق مع ما تقوله المؤلÙØ©. ربما كان هذا يصدق على الجزء الشمالى قرب البØر المتوسط، أما الدلتا كلها Ùلا أظن ذلك أبدا.
ثم هل كان النصارى ÙÙ‰ مصر يختتنون Øتى يعد عدم الاختتان نجاسة وانØراÙا كما جاء ÙÙ‰ الرواية؟ ذلك أننا نقرأ (ص61) عن الراهب الهرطيق Ùلاأس: “Ùأخذ الرهبان Ùلاأس وظلوا يضربونه Øتى Ø³Ø Ø¯Ù…Ù‡ وتمزقت ملابسه وبان Ù„Øمه. Ùلما نظروا عورته وجدوا قلÙته كما هى، وظهر لهم أنه غير مختتن، Ùاكتملت ÙضيØته وتأكدت نجاسته، وتيقن الكل من أنه ليس مسيØيا تاوضوسيا Øقا”. تقول مادة “ختان” ÙÙ‰ “قاموس الكتاب المقدس” (تØرير بطرس عبد الملك وجون ألكسندر طمسن وإبراهيم مطر): “الختان: هو التطهير (تك 17: 10- 12 ويو 7: 22). والختان من الشعائر المعروÙØ© ÙÙŠ اليهودية، وهو قطع Ù„ØÙ… غÙرْلَة كل ذكر ابن ثمانية ايام. وقد جÙعÙÙ„ هذا الطقس علامة عهد بين الله وابراهيم الذي اختتن هو وأهل بيته وعبيده الذكور. وكان الختان يقوم به عادة رب البيت أو Ø£Øد العبرانيين، وأØيانًا الأم (خر 4: 25 ومكابيين الأول 1: 60) وقد Ø®ÙتÙÙ† ابراهيم وهو ÙÙŠ التاسعة والتسعين، وإسماعيل وهو ÙÙŠ الثالثة عشرة (تك 17: 11 – 27). ثم تجددت سÙنّة الختان لموسى (لا 12: 3)ØŒ ÙÙ‚ÙضÙÙŠÙŽ أن لا يأكل الÙصْØÙŽ رجلٌ أغرل. وكان اليهود ÙŠØاÙظون كل المØاÙظة على هذه السنة. وقد أهملوها أثناء رØلتهم ÙÙŠ البرية. على أنه عند دخول أرض كنعان صنع يشوع سكاكين من الصوّان وختن الشعب كله (يشوع 5: 2 – 9). وكان Ù…Ùروضا على كل الغرباء الذين يقبلون الدخول ÙÙŠ اليهودية أن يخضعوا لهذا الÙرض مهما تكن أعمارهم (تك 34: 14 – 17 Ùˆ22 وخر 12: 48). على أن الختان كان شائعا ومعروÙا بين المصريين القدماء وغيرهم من الشعوب، إلا أنه لم يكن معروÙا لدى الÙلسطينيين. ولكنه ÙÙŠ اليهودية كان Ùرضا دينيا للتمييز بين نسل ابراهيم وباقي الناس (رو 4: 9- 12). ومعنى الختان الروØÙŠ لدى اليهود هو تكريس الجسد، ولذلك كان يدعون أنÙسهم: “أهل الختان”ØŒ ويدعون من عداهم: “أهل الغÙرْلَة”. ÙˆÙÙŠ بكور العصر المسيØÙŠ زعم Ùريق من اليهود المتنصرين أن ØÙظ تلك السÙّنّة ضروري للخلاص، ولهذا قال بولس ÙÙŠ رسالته إلى غلاطية: “ها أنا بولس أقول لكم إنه إن اختتنتم لا ينÙعكم Ø§Ù„Ù…Ø³ÙŠØ Ø´ÙŠØ¦Ø§. لكن أشهد أيضا لكل انسان مختتن أنه ملتزم أن يعمل بكل الناموس” (غلا 5: 2 Ùˆ3). وأيضا: “لأنه ÙÙŠ Ø§Ù„Ù…Ø³ÙŠØ ÙŠØ³ÙˆØ¹ ليس الختان ينÙع شيئا ولا الغرلة، بل الخليقة الجديدة” (غلا 6: 15). ÙˆÙŠØªØ¶Ø Ù…Ù…Ø§ جاء ÙÙŠ كولوسي 2: 11 Ùˆ12 أن الرسول ÙŠÙعَلّم بأن للمعمودية ÙÙŠ العهد الجديد Ù†Ùس المكانة التي كانت للختان ÙÙŠ العهد القديم. ولا يزال اليهود المعاصرون يمارسون هذه السÙّنَّة بكامل طقوسها Ùيأتون بالولد إلى المجمع، Ùيأخذه رجل يدعى: “سيد العهد”ØŒ ثم يأتي الخاتن ويجري عملية الختان مع بعض الطقوس والمراسيم”.
وتلقى المادة المخصصة لذات الموضوع ÙÙ‰ “دائرة المعار٠الكتابية” على هذه القضية مزيدا من الضوء Ùتقول: “لقد أثارت قضية الختان جدلاً طويلاً بين المسيØيين الأوائل، Ùقد طالب المسيØيون التهوديون بضرورة الختان، وكان ذلك امتدادا للنظرية التخصصية الصارمة التي تقول بأن الخلاص Ø¨Ø§Ù„Ù…Ø³ÙŠØ Ù…Ù‚ØµÙˆØ± على النخبة المختارة Ùقط والتي ظهرت ÙÙŠ أثناء Ùترة القهر الطويلة ÙÙŠ العهدين اليوناني والروماني. وطبقا لهذا الرأي Ùإن الخلاص من اليهود ولليهود، وكان يلزم أن يصير الإنسان يهوديا أولاً قبل أن يستطيع أن يكون مسيØيا. وواÙÙ‚ بولس الرسول على ختان تيموثاوس “من أجل اليهود” Ùقط (أع 16: 3) لكنه رأى أن المبدأ ÙÙŠ خطر، Ùأثبت ÙÙŠ معظم رسائله عدم جدوى ما يقوله التهوديون”.
ÙˆÙÙ‰ ص188- 189 تتأنى الكاتبة ÙÙ‰ وص٠الظرو٠المهببة التى كانت تØيط ببدير هو وإØدى الÙتيات المصريات Øين وقعا ÙÙ‰ يد المسلمين القساة القلوب الغلاظ الأكباد الهمج المتوØشين عديمى الضمير والإنسانية Øسبما صورتهم الكاتبة، وتتÙنن ÙÙ‰ وص٠ممارستهما الجنس بعد أن يتزوجا (على طريقة الأÙلام المصرية Øين ينظر العاشقان إلى السماء ويشهدانها على أنهما قد تزوجا. Øاجة ببلاش كده!)ØŒ وذلك ÙÙ‰ المكان الذى تم تجميع الأسرى Ùيه، إذ إن الÙتاة، Øسبما تقول الرواية، لم تكن تØب أن تقع ÙÙ‰ يد الجند المسلمين ÙÙŠÙعلوا بها الأÙاعيل بعدما قتلوا أهلها جميعا، وهى العذراء البكر التى لم يسبق لها أن عرÙت الجنس بتاتا. ولكن على رأى المثل: “Ù†ØÙ† ÙÙ‰… أم ÙÙ‰ شَمّ وَرْد؟”. بالله هل هذا وقت مناسب للزواج وتبادل القبلات والأØضان وما بعد القبلات والأØضان؟ Ø¥Ùخْص عليك يا ÙَلاَتÙÙ‰ أنت وهى!
وكان بدير قد رآها وهى تساق مع بقية الأسرى Ùاشتهاها وتمنى لو يجامعها، وها هى ذى الÙرصة قد جاءته “على الطبطاب” كما قالت الكاتبة ÙÙ‰ موضع آخر من روايتها، Ùقد اقتربت منه الÙتاة تاركة موضعها مع النساء ÙÙ‰ الجانب الآخر من المكان وجلست إلى جانبه، Ùشعر بأن نارا تسرى ÙÙ‰ جسده وتØرق روØÙ‡ وكيانه، ثم لامسته بجسدها وقربت أنÙاسها من أنÙاسه طالبة من الله (ولا يكثر على الله) أن يتزوجها لتصير Øاملا (هكذا خبط لزق) Ùلا تروج عند النخاسين ساعتئذ، ثم ارتمت على صدره وراØت تعانقه وتمطره بالقبلات الملتهبة التى تليق بعÙÙŠÙØ© شريÙØ© تخا٠على عرضها مثلها، Ùتشجع هو ونسى مخاوÙÙ‡ من أن يراهما Ø£Øد المشرÙين على المكان واندمج ÙÙ‰ الدور ونال ما يشتهيه منها على Ø£Øسن وضع، وقد أصابه (كما يقول هو لا أنا والله العظيم) مَسٌّ من الجنون وأخذته لذة شيطانية باهرة (ترى ما الداعى هنا إلى Ø°Ùكْر الشياطين؟ ألم نكن سمنا على عسل منذ قليل؟) وجثم Ùوقها وهات يا… وهات يا ماذا؟ سو٠أسكت وأترك الباقى لذكائكم الخارق.
ومنذ ذلك الØين أصبØت الÙتاة، كما أخبرها هو، زوجته وخليلته ووليÙته Øتى يوم الدينونة، وأكد لها أنه لن يتركها أبدا ما دام ÙÙ‰ قلبه عرق ينبض (كما بشر Ø£Øد الØكام المسلمين شعبه منذ Ùترة ليست بالبعيدة، Ùكانت أسوأ بشرى!)ØŒ وسيضعها ÙÙ‰ بؤبو العين ويجعل رمشه Øجابا عليها بنص عبارته لها، وإن لم يض٠أنه “سو٠يتكØَّل عليها” طبقا لكلام الأغنية التى تشدو بها عايدة الشاعر. وهو ما Ù„Øسه بل Ù„Øسته الكاتبة بعد قليل، Ùكلام الليل المدهون بزبد ما إن يطلع عليه النهار Øتى يسيØØŒ إذ لم تعد الرواية إلى سيرة هذه الشريÙØ© ربة الصون والعÙا٠بعد هذا قط. لماذا؟ لأنه ليس لها أى دور ÙÙ‰ الرواية. إنما جىء بها لتشويه تاريخ المسلمين Ùقط. وقد تم المراد، والØمد لله، الذى لا ÙŠØمد على مكروه سواه، ÙÙيم بقاؤها بعد هذا؟ Ùانظر، أيها القارئ، إلى هذا الأسلوب الشيطانى ÙÙ‰ تلطيخ صورة المسلمين وتشنيعها وتبشيعها.
ومضيًّا مع عادتى ÙÙ‰ الاستطراد Ø£Øيانا (أهى عادتى أم سأشتريها؟) أقول إن هذا الخلبوص الكبير ما إن يهبه الخليÙØ© المأمون (ÙÙ‰ الرواية طبعا، أى ÙÙ‰ الأØلام والأوهام وليس ÙÙ‰ الØقيقة، Ùالمأمون لم يكن يوزع الجوارى الجميلات ذوات الأصوات الكروانية على الÙقراء التعساء كجزء من مال الزكاة التى تجب على الأغنياء، ÙˆÙÙ‰ مقدمتهم الخلÙاء، Ù†ØÙˆ المØتاجين والمساكين كما تصوره الكاتبة ÙÙ‰ Ù„Øظة من Ù„Øظات التجلى التى كان يكتب Ùيها أبو الÙرج الأصÙهانى، مع ØÙظ المقامات طبعا، Ùأين سلوى بكر من الأصÙهانى العبقرى الكبير رغم ما نأخذه عليه من ناØية المبالغات والإØالات ÙÙ‰ الروايات التى يسوقها ÙÙ‰ كتابه؟)ØŒ نعم ما إن يهبه المأمون الجارية المغنية الجميلة Øتى يسرّØها ويتنازل عنها لأØد معارÙÙ‡ (إخص عليه ثلاثين أل٠إخص! هل هناك رجل عاقل ÙŠÙرط ÙÙ‰ مثل تلك المغنية الÙاتنة التى Ø£Øرقتَ يدك يا مغÙÙ„ بسبب انبهارك بها؟ صØÙŠØ Ø£Ù†Øª “Ù…ÙÙˆ Øَقّ نعمة” كما يقول السعوديون. أنت “وشّ Ùقر” كما يقول المصريون!) ولا يبقيها معه ملك يمين، أو إذا كان رجلا تقدميا لا يرضى بملك اليمين (كالقرامطة الذين كان ينتسب إليهم صديقه الØسين الطباخ قبل أن يوجد ÙÙ‰ الدنيا شىء اسمه القرامطة والذين يجعل رÙاقÙنا البعداء٠منهم مثالا للØكمة والثورية والبطولة)ØŒ Ùليتخذها زوجة وينال منها ÙÙ‰ الوضعين ما يناله الرجل من المرأة ÙÙ‰ الØلال على سنة الله ورسوله. من Ø§Ù„ÙˆØ§Ø¶Ø Ø£Ù†Ù‡ يؤثر الزنا على العÙاÙ. ثم تقول الكاتبة إن ضميره كان يؤلمه أشد الألم لما Ùعله ÙÙ‰ صباه مع بنت الجيران، مما يخيÙّل للقارئ أنه قد تاب وأقلع عن أمور الخلبصة هذه. الله ÙŠØيرك يا بدير. قادر يا كريم! ولكن نعود Ùنقول إن من الظلم للرجل أن Ù†Øمّله المسؤولية عن هذا الاضطراب المعيب ÙÙ‰ تصرÙاته واختياراته، Ùما هو ÙÙ‰ الØقيقة إلا “العبد المأمور” للكاتبة، التى تقول له: “تعال يا بدير”ØŒ Ùيأتى بدير، Ùˆ”اذهب يا بدير”ØŒ Ùيذهب بدير. كل ذلك دون أن يجرؤ على النظر ÙÙ‰ عينيها، بله أن يعصيها ويرÙض تأدية أوامرها، وإلا لضربته ÙÙ‰ وجهه Ùأدمته ÙˆØطمت أنÙÙ‡ بطÙاية السجائر التى أمامها. أليست مصر هى بلد “طلباتك أوامر يا ريّس”ØŸ ذلك أن سلوى بكر هى الريّسة التى كل طلباتها أوامر، وبدير هو العبد الذى لا يستطيع أن ينبس ببنت Ø´ÙØ© اعتراضا على ما تقول!
ومن هذا التÙاوت المعيب، وبخاصة أنه يتعلق هذه المرة باسم المتمرد البشمورى الذى تتمØور الرواية Øول تمرده وتتخذ من لقبه عنوانا لها، أنه ÙŠÙدْعَى Ùيها: مينا بن بقيرة (ص135ØŒ 144 مثلا)ØŒ على Øين أن هذا الرجل ليس هو بشمورىّ عصر المأمون، بل بشمورىّ عصر عبد الملك بن مروان Øسبما جاء ÙÙ‰ “تاريخ البطاركة” لساويرس بن المقÙع، الذى كتب اسمه: “مينا بن بكيرة” بالكا٠لا بالقا٠(2/ 390)ØŒ أو بشمورى مروان بن Ù…Øمد آخر خلÙاء بنى أمية “مينا بن بقيرة” كما جاء ÙÙ‰ “سندباد عصرى” (ص 136)ØŒ وكما جاء أيضا ÙÙ‰ تاريخ الكنيسة القبطية الأرثوذكسية المنشور بموقع كنيسة الأنبا تكلا هيمانوت الØبشي Øيث نقرأ تØت عنوان “Ø£Øوال مصر إبان ÙØªØ Ø§Ù„Ø¹Ø±Ø¨ لمصر” ÙÙ‰ الجزء الخاص بالØكام ÙÙŠ مصر، وولاية الخليÙØ© عبد الملك بن مروان سنة 750Ù… على وجه التØديد: “كان قبط الوجه البØري ÙÙ‰ الجهة المعروÙØ© بالبشمور، وهى مديرية الدقهلية والمنزلية ودمياط، ÙˆÙÙ‰ جهة شبرا بسنبوط، قد قاموا على عمال الخراج وقتلوهم، Ùجرد الوالى عساكره، ÙØاربهم الأقباط وانتصروا عليهم دÙعتين. وكان القائد للبشموريين رجل قبطي منهم يسمي: مينا بن بقيرة. وبعد أن تمتع الأقباط مدة بالراØØ© استجمع مروان قوته ÙˆØاربهم Ùهزمهم هذه المرة، وتركوا ميدان القتال وتØصنوا ÙÙ‰ بلادهم، Ùلم يتمكن مروان من متابعتهم بسبب الوØÙ„ الذى كان ÙÙ‰ طريقهم، Ùضرب العساكر Øولهم ÙŠØرسونهم. Ùكان البشموريون يخرجون إليهم ليلا من طريق يعرÙونه ويقتلون من قدروا على قتله. ولما طال عليهم الأمر رØلوا عنهم”. أما ÙÙ‰ عهد المأمون Ùقد ذكر الموقع Ù†Ùسه تØت عنوان “الØكام ÙÙŠ مصر: 17- خلاÙØ© الخليÙØ© المأمون 813Ù…” ما يلى: “بعد موت هارون الرشيد وقع (صراع) بين ابنيه، وقام كل منهما يطلب الخلاÙØ©ØŒ Ùانتهز مسلمو الأندلس هذه الÙرصة وهجموا على مصر. وكثيرون من الأقباط الذين أخناهم الذل ساعدوا الأندلسيين على أخذ الإسكندرية، ولكن مسلمي الإسكندرية قاوموا الأندلسيين، واشتبكت الØرب بين الÙريقين مدة… إلخ” دون أن يأتى ذكر لمينا هذا على الإطلاق.
أما ÙÙ‰ موقع “الكتيبة الطبية” النصرانى Ùنقرأ ÙÙ‰ مقال بعنوان “ثورة عام 132 هـ ÙÙŠ أيام زمن ولاية عبد الملك بن مروان” ما نصه: “عصى على عبد الملك قوم من البشمور، ومقدمهم مينا بن بقيرة، وقوم آخر من شبرا بسنبوط، ومسكوا تلك الكورة ولم يعطوه خراجا ولا لصاØب ديوان مصر إلى أن اÙتقدهم الرب، وكان يعطيهم الظَّÙَر. Ùخرج إليهم عبد الملك بعسكر Ùهزموه بقوة الله وقتلوا. ولما وصل مروان إلى مصر عرÙوه جميع ذلك، Ùكتب لهم كتابا وأمانا، Ùلم يقبلوه، ÙأنÙØ° لهم عسكرا كثيرا من مسلمي مصر ومن ÙÙŠ صØبته من الشام، Ùلم يقدر العسكر أن يصل إليهم بالجملة لأنهم تØصنوا ÙÙŠ مواضع الوØلات التى لا يقدر أن يصل إليها سوى رجل رجلاً، Ùإذا ذلت رجله عن الطريق غطس ÙÙŠ اللوث وهلك. وكانوا العساكر ÙŠØرسونهم من برا Ùيخرجون لهم ÙÙŠ الليل البشامرة من طرق يعرÙونها يتلصصون عليهم ويقتلون من قدروا على قتله ويسرقون أموالهم وخيلهم Ùيطول عليهم الأمر ÙيرØلون عنهم. وقد انتصر البشموريين على جيش الوالى الأموى عبد الملك بن مروان عدة مرات ÙÙŠ Ù†Ùس الوقت خرج Ùيه ملك النوبة بجيش جرار ليØارب الوالى بعد أن سمع عن سجن البطريرك القبطي ÙÙŠ سجن مصر، ومعه طائÙØ© من رهبان الكنيسة… وكان ملك النوبة قد بعث رسولاً يطلب من الوالى إطلاق Ø³Ø±Ø§Ø Ø§Ù„Ø¨Ø·Ø±ÙŠØ±ÙƒØŒ Ùقبض الوالى على رسول ملك النوبة ÙˆØبسه هو الآخر مع البطريرك، لكنه اضطر إلى إطلاق Ø³Ø±Ø§Ø Ø§Ù„Ø¬Ù…ÙŠØ¹ Øينما علم بمجئ الملك ووصوله إلى مصر، ولم تكن له قدرة على Ù…Øاربته. قد وصل مروان مصر وثورة البشموريين ما زالت مشتعلة، Ùكتب الرسائل لتهدئة البشموريين Øتى يجد سبيلا للخروج من Ù…Øنته، ÙˆØتى لا يتعقد الموق٠أكثر من تمرد المصريين من ناØية، ومطاردة العباسيين له من ناØية أخرى. لكن البشموريين رÙضوا عرضه واستمروا ÙÙŠ ثورتهم”. ومنه Ù†Ùهم أن تمرد مينا بن بقير كان ÙÙ‰ عهد عبد الملك بن مروان لا ÙÙ‰ عهد مروان بن Ù…Øمد. وهو ذاته ما قاله جاك تاجر ÙÙ‰ كتابه: “أقباط ومسلمون” Øيث نقرأ أن مينا بن بكيرة (بالكاÙ) قد رÙع راية العصيان والتمرد ÙÙ‰ عهد هشام بن عبد الملك، طبقا لما كتبه المستشرق الÙرنسى كاترمير استنادا إلى مخطوط لميخائيل السورى. أما Øين أتى إلى تمرد البشموريين ÙÙ‰ عهد المأمون Ùلم يشر إلى مينا بن بقيرة بتاتا (انظر جاك تاجر/ أقباط ومسلمون منذ الÙØªØ Ø§Ù„Ø¹Ø±Ø¨Ù‰ Øتى عام 1922Ù…/ كراسات التاريخ المصرى/ القاهرة/ 1951Ù…/ 99 وما بعدها).
وإنى لأستعجب كي٠أخطأت الكاتبة هذا الخطأ مع رجوعها إلى ابن المقÙع وميخائيل السورى وغيره من الكتابات النصرانية. أما المراجع العربية Ùلا تأتى على ذكر البشموريين أو مينا بن بقيرة، بل تقول كلاما عاما، مما يدل ÙÙ‰ تصورى على أن المراجع النصرانية أرادت أن تضخم ذلك الرجل وتجعل منه بطلا دينيا. وبالمناسبة Ùقد جاء ÙÙ‰ كلام ساويرس بن المقÙع عن هذه الأØداث أن المتمردين ÙÙ‰ الإسكندرية قد “مكنوا العدو من مدينتهم”ØŒ Ùلذلك انتقم منهم الأÙشين (2/812). وقد ذكر جاك تاجر أن أسطولا Øربيا وصل من الأندلس ورسا ÙÙ‰ الإسكندرية (انظر جاك تاجر/ أقباط ومسلمون/ 100). كما أشار إلى ما كتبه ميخائيل السورى من أن الأندلسيين قد اØتلوا مدينة الإسكندرية ÙÙ‰ ذلك الوقت (ص101). والمعرو٠أن الأندلس كانت دولة معادية للعباسيين، إذ كان ÙŠØكمها الأمويون من سلالة عبد الرØمن الداخل، الذى Ùر عند قيام الدولة العباسية إلى شبه الجزيرة الأيبيرية وأسس دولة هناك. أى أن ÙÙ‰ الأمر جوانب أخرى تØتاج إلى مزيد من الدراسة، وليس السبب هو زيادة الخراج ÙØسب كما توهمنا الرواية.
ويقرر الأستاذ Ù…Øمد الغزالى أن التمرد الذى وقع ÙÙ‰ عهد المأمون لم يكن تمردا نصرانيا ÙÙ‰ الأساس، بل تمردا قام به المسلمون: العرب الأقØØ§Ø ÙˆØ§Ù„Ù…ØµØ±ÙŠÙˆÙ† المتØولون إلى الدين الجديد على السواء (انظر Ù…Øمد الغزالى/ التعصب ÙˆØ§Ù„ØªØ³Ø§Ù…Ø Ø¨ÙŠÙ† المسيØية والإسلام/ طبعة جديدة ومØققة/ نهضة مصر/ 239)ØŒ وهو ما ينس٠رواية “البشمورى” أو يجعلها ÙÙ‰ مهب Ø±ÙŠØ§Ø Ø§Ù„Ø´ÙƒÙˆÙƒ على الأقل. والغزالى إنما يقيم Øجته على ما كتبه المقريزى، إذ يقول ذلك المؤرخ الكبير ÙÙ‰ كتابه: “المواعظ والاعتبار ÙÙ‰ ذكر الخطط والآثار”: “لما كان ÙÙŠ جمادى الأولى سنة ست عشرة ومائتين انتقض أسÙÙ„ الأرض بأسره: عرب البلاد وقبطها، وأخرجوا العمال، وخلعوا الطاعة لسوء سيرة عمال السلطان Ùيهم، Ùكانت بينهم وبين عساكر الÙسطاط Øروب امتدّت إلى أن قدم الخليÙØ© عبد اللّه أمير المؤمنين المأمون إلى مصر لعشر خَلَوْنَ من المØرّم سنة سبع عشرة ومائتين، Ùسخط على عيسى بن منصور الراÙقي، وكان على إمارة مصر، وأمر بØÙ„ لوائه، وأخذه بلباس البياض عقوبة له. وقال: لم يكن هذا الØدث العظيم إلا عن Ùعلك ÙˆÙعل عمالك. Øمّلتم الناس ما لا يطيقون، وكتمتني الخبر Øتى تÙاقم الأمر واضطرب البلد. ثم عقد المأمون على جيش بعث به إلى الصعيد، وارتØÙ„ هو إلى سخا، وبعث بالأÙشين إلى القبط وقد خلعوا الطاعة، Ùأوقع بهم ÙÙŠ ناØية البشرود، ÙˆØصرهم Øتى نزلوا على Øكم أمير المؤمنين”.
ثم يمضى الغزالى رادًّا على مزاعم جاك تاجر صاØب “أقباط ومسلمون” الخاصة باضطهاد المسلمين لنصارى مصر، وهو الزعم الذى قامت عليه أيضا رواية “البشمورى”ØŒ Ùيقول رØمه الله: “Ùدور الأقباط ÙÙ‰ الثورة كان مؤازرة جمهور المسلمين الثائر، والمسلمون يومئذ هم كثرة السكان. وقد سبق لعرب الØجاز أن ثاروا ÙأطÙئت ثورتهم وهوجمت المدينة وصÙÙ„Ùب بها عبد الله بن الزبير. وهذه الثورات وأمثالها ÙÙ‰ الإسلام لها طابعها المعروÙ. وإلباس الثورة ÙÙ‰ مصر ثوب الاضطهاد الدينى Ù…Øاولة Ùاشلة لجعل تاريخ الإسلام مشابها لتاريخ النصرانية ÙÙ‰ التعصب ضد الأقليات. وقد انتهزت هذه الثورةَ جماعةٌ٠من اليونان المهاجرين ÙŠÙدْعَوْن: “البياماى” Ùعاثوا ÙÙ‰ الأرض Ùسادا وارتكبوا أعمالا شائنة، إذ Ø£Øرقوا رشيد وقتلوا سكانها المسلمين جميعا. وقد أسرع الخليÙØ© المأمون بالمجىء إلى مصر مخاÙØ© أن تكون هذه الثورة طليعة هجوم يقوم به الأمويون بالأندلس، وأعلن عند قدومه عÙوا عاما عن الثائرين من مسلمين وأقباط شريطة أن يلتزموا الهدوء: Ùأما المسلمون Ùخضعوا، وأما البياماى Ùقد أصروا على تمردهم برغم أن الخليÙØ© أرسل إليهم البطريرك القبطى يطلب منهم التسليم، Ùلما رÙضوا اضْطÙرّ إلى إخضاعهم. وقد Øقق المأمون ÙÙ‰ أسباب الثورة، Ùرأى الوالىَ عيسى بن منصور مسؤولا عن اشتعالها بسياسته الخاطئة Ùعزله عن العمل. والمرء لا يسعه إلا أن يسخر من أوصا٠المستشرقين Ù„Øركة البياماى هذه وما نسجه الخيال الطلق Øول المستعمرات التى يسكنون أطراÙها، والأØراش التى يختبئون Ùيها، والدروب التى ينقضّون منها، والهزائم التى أوقعوها بجيوش المسلمين برا وبØرا كأنهم يصÙون قطعة من منطقة الغابات على شاطئ جزيرة ÙÙ‰ بØر الظلمات” (التعصب ÙˆØ§Ù„ØªØ³Ø§Ù…Ø Ø¨ÙŠÙ† المسيØية والإسلام/ 239- 240). لكن لا بد من التنبيه إلى أن تخريب البشموريين لرشيد وإØراقهم لها وقتلهم كل من Ùيها من المسلمين إنما كان ÙÙ‰ عهد مروان بن Ù…Øمد طبقا لما نقله جاك تاجر عن مخطوط لميخائيل الراهب نشره المستشرق الÙرنسى كاترمير (انظر ص100 من كتاب جاك تاجر). وقد أشار البطريرك ديونسيوس كذلك إلى Ø§Ù„Ù…Ø°Ø§Ø¨Ø Ø§Ù„ØªÙ‰ اقترÙها البشموريون وخروجهم على القانون ورÙضهم الانصياع لأى نصيØØ© أو وساطة من جانب رجال الدين النصارى أثناء تمردهم على الدولة ÙÙ‰ عهد المأمون (انظر جاك تاجر/ 103)..
ولا يقتصر الأمر على هذا ÙˆØده، إذ ينقل جاك تاجر (ص107) نصا ÙÙ‰ غاية الأهمية عن ابن النقاش يذكر Ùيه ما ØµØ±Ø Ø¨Ù‡ المأمون لكاتم سره، إذ قال له: “سئمت من الشكاوى التى أتلقاها ضد النصارى بخصوص اضطهادهم المسلمين وعدم نزاهتهم ÙÙ‰ إدارة الشؤون المالية”. ومعنى هذا أن ما يقال عن اضطهاد المسلمين للنصارى كما أبدأت الرواية وأعادت هو كلام ÙŠÙعْوÙزه أساس صلب متين. وكان ينبغى أن تهتم مؤلÙØ© الرواية بتمØيص ما قرأته ÙÙ‰ المراجع النصرانية التى اعتمدت عليها تماما وأخذتها كما هى بعÙجَرها وبÙجَرها ورردته ÙÙ‰ روايتها غاÙلة أو متغاÙلة عما تؤدى إليه طريقتها تلك.
وعلى أية Øال Ùإن البشموريين ليسوا مصريين أصلاء بل سلالة أربعين يونانيا بَقÙوا ÙÙ‰ مصر بعد ÙØªØ Ø§Ù„Ø¹Ø±Ø¨ لها وسكنوا تلك المنطقة وتكاثروا بها طبقا لما كتبه سعيد بن البطريق، وهو بطريرك مصرى ولد سنة 263هـ، أى كان قريبا جدا ÙÙ‰ الزمن من ثورة البشامرة ÙÙ‰ عهد المأمون (انظر جاك تاجر/ أقباط ومسلمون/ 99 بالهامش). وهذا نص خطير ÙÙ‰ منتهى الخطورة، وهو يتÙÙ‚ مع ما قيل عن “البياماى”ØŒ ذلك الاسم الذى يطلقه ديونيسيوس بطريرك تل مهرة بالشام على البشامرة (انظر جاك تاجر/ 102 بالمتن والهامش)ØŒ والذى يطلق عليهم سعيد بن البطريق اسما قريبا منه، إذ يسميهم: “البيما” كما سو٠نرى من Ùورنا. وقد وجدت نص ابن البطريق بعد لأى ÙÙ‰ طبعة تجمع بين الأصل مطبوعا بخط غريب الشكل مرهق ÙÙ‰ القراءة أيما إرهاق، Ùضلا عن انطماسه لطول الزمن، إذ طبع منذ عدة قرون، وبين الترجمة اللاتينية، وهذا هو: “ثم بعد ذلك ثار أهل البيما بالقبطية، وتÙسيرها “نسل أربعين”ØŒ وذلك أن الروم لما خرجوا من مصر ÙÙ‰ دخول الإسلام تخل٠منهم أربعون رجلا Ùتناسلوا وكثروا وتوالدوا بأسÙÙ„ أرض مصر، ÙسÙÙ…Ùّوا: “البيما”ØŒ أى نسل الأربعين، Ùعَصَوْا ولم يعطوا جزية ولا خراجا،. Ùبلغ المأمون الخبر، Ùبعث بالمعتصم ومعه جند إلى مصر، Ùقاتلوه البيما، Ùقاتلهم وقتل منهم مقتلة عظيمة وهزمهم…” (تاريخ ابن البطريق/ النص العربى والترجمة اللاتينية/ Ø·1658Ù…/ 2/ 429). أى أن كل رواية “البشمورى” القائمة على أن البشامرة هم مصريون أصلاء اضطهدهم المسلمون ليست سوى أوهام ÙÙ‰ أوهام. لقد أخذت المؤلÙØ© موضوعها بخÙØ© وتسرع، وكأن كل همها أن تنقل الروايات النصرانية المسيئة إلى التاريخ الإسلامى ÙˆØسب.
ÙˆÙÙ‰ خطإ٠مشابه٠تقع المؤلÙØ© ÙÙ‰ كلامها عن القرامطة، الذين يقول سارد Ø£Øداث الرواية إنهم كانوا يعيشون ÙÙ‰ عصر المأمون (ص166). والمعرو٠أن القرامطة ÙŠÙنْسَبون إلى Øمدان قرمط، الذى لم يكن قد Ù‡ÙŽÙ„ÙŽÙ‘ على الوجود بعد، Ùكي٠توجد القرمطيةٌ قبل وجود قرمط Ù†Ùسه؟ ألا إن ذلك لمن أعجب العجب. لقد تÙÙˆÙÙÙّىَ المأمون عام 218هـ، على Øين لـمَّا يكن قرمط قد ÙˆÙÙ„Ùد. ثم ظهر نشاطه السياسى ÙÙ‰ الكوÙØ© على استØياء٠أواخر سبعينات القرن الثالث الهجرى ÙÙ‰ عهد المعتضد بالله، داعيا ÙÙ‰ البداية لأهل البيت قبل أن تÙعْرَ٠Øقيقة أمره، ومات مقتولا ÙÙ‰ عهد المكتÙÙŠ بالله سنة 293هـ. Ùكي٠يقول راوى القصة إن من بين الملتØقين بمتمردى البشمور ÙÙ‰ عصر المأمون القرامطة أنÙسهم؟ إن هذا، لَعَمْرÙى، لزعم غريب غاية الغرابة. بل إنها لتومئ إلى أن الØسين كبير الطباخين ÙÙ‰ المطبخ المأمونى كان هو أيضا منهم (ص265- 266)ØŒ وهو ما يبدو أغرب وأغرب، إذ من الصعب على من يشتغل ÙÙ‰ قصر الخلاÙØ©ØŒ ومهنته طباخ ليس له قوة يرتكن إليها وقت الخطر، أن ينتمى إلى جماعة سياسية أو مذهبية تناهض الخليÙØ© الذى يعمل هو طباخا ÙÙ‰ قصره تØت سمع رجاله وبصرهم. بل إنها لتجعله ÙŠÙسÙرّ إلى بدير بأمر القرامطة، الذين ينتسب إلى جماعتهم ويتردد على مخابئهم ÙÙ‰ بغداد ÙÙ‰ الوقت الذى يشتغل ÙÙ‰ مطبخ المأمون. ولقد كان بمستطاع الكاتبة أن ترجع إلى كتب التاريخ والتراجم Ùتعر٠عن القرمطية ومؤسسها ما كان ÙƒÙيلا بعصمتها من الوقوع ÙÙ‰ هذا الزلل الدØض، أو كان يمكنها على الأقل أن تقرأ الرواية الشامخة التى كتبها على Ø£Øمد باكثير عن هذا الموضوع بعنوان “الثائر الأØمر” ÙتستÙيد منها Ùنيا ومضمونيا. بيد أنها، Ù„ÙØ§Ø¯Ø Ø§Ù„Ø£Ø³ÙØŒ لم تÙعل هذا ولا ذاك.
ومن التÙاوتات التاريخية المسيئة أشد الإساءة إلى الرواية كذلك زَعْم الراوى أنه كان هناك Øشيش ÙÙ‰ بغداد أيام المأمون، وأن الØسين طباخ قصر الخليÙØ© كان يتعاطاه ويجد Ùيه أنسا وبهجة (ص277- 278). الله أكبر! ومتى كان ذلك يا ترى؟ وبأية أمارة؟ أوتظن المؤلÙØ©ØŒ وهى المسؤولة ÙÙ‰ الØقيقة عن هذا الخلط والاضطراب، أن يكون ثَمّ Øشيش ÙÙ‰ عصر المأمون ثم يسكت واØد كالجاØظ Ùلا يكتب رسالة Ùيه، وهو الذى لم يترك موضوعا من الموضوعات إلا وضع Ùيه رسالة أو كتابا بما ÙÙ‰ ذلك المÙاضلة بين النساء والغلمان على غرابة الموضوع؟ بل أتظن أن أبا الÙرج الأصÙهانى كان ليسكت Ùلا يتناول هذا الØشيش ÙÙ‰ كتاب “الأغانى”ØŒ الذى جمع Ùأوعى ولم يترك شاردة أو واردة ÙÙ‰ Øياة الشعراء، وبخاصة شعراء العصر العباسى، إلا وأوردها Ù…Ùصلة دون أى قدر من التØرج، بل بقدر من المبالغة شديد؟ أوكان الÙقهاء يسكتون Ùلا يتكلمون ÙÙ‰ هذا الأمر؟ أوكان الشعراء يصمتون صمت القبور، وهم الذين لم يكونوا يعرÙون Øرجا ÙÙ‰ معالجة أى غرض من الأغراض مهما تكن غرابته أو شذوذه؟ Ùلتذهب إلى مؤلÙات ذلك العصر وأشعاره ولترنا كتابا أو رسالة أو قصيدة وضعها صاØبها ÙÙ‰ الØشيش إن كان Øقا ما يقوله راويها المسكين الذى لا له ÙÙ‰ الثور ولا ÙÙ‰ الطØين لأن الثور والطØين كليهما لها هى، Ùهى المسؤولة عنهما تمام المسؤولية.
تعال مثلا نقرأ معا ما كتبه ÙÙ‰ هذه المسألة ابن تيمية، الذى وضع رسالة عن الØشيشة ساق Ùيها ما بلغه من أنها ظهرت بين المسلمين ÙÙŠ أواخر المائة السادسة وأوائل السابعة، وكان ظهورها مع ظهور سي٠جنكيز خان. ÙˆÙÙ‰ رأيه أن هذه “الØشيشة الملعونة”ØŒ كما كان يسميها، تورث متعاطيها الخيالات وتضل عقله ودينه وخلقه. وهي، عنده، شر من الخمر لأنها تغيب عقل آكلها Ùيبقى مسطولاً، وتورث مدمنها التخنث والدياثة والجنون. ولدينا أيضا ممن كتبوا عن الØشيشة تقى الدين المقريزى، الذى نقرأ ÙÙ‰ كتابه: “المواعظ والاعتبار” تØت عنوان “Øشيشة الÙقراء” (أى الصوÙية) ما يلى: “قال الØسن بن Ù…Øمد ÙÙŠ كتاب “Ø§Ù„Ø³ÙˆØ§Ù†Ø Ø§Ù„Ø£Ø¯Ø¨ÙŠØ© ÙÙŠ Ù…Ø¯Ø§Ø¦Ø Ø§Ù„Ù‚ÙنَّبÙيّة”â€:†سألت الشيخ جعÙر بن Ù…Øمد الشيرازيّ الØيدريّ ببلدة تستر ÙÙŠ سنة ثمان وخمسين وستمائة عن السبب ÙÙŠ الوقو٠على هذا العقار ووصوله إلى الÙقراء خاصة، وتعدّيه إلى العوام عامّة، Ùذكر لي أن شيخه شيخ الشيوخ Øيدرًا رØمه الله كان كثير الرياضة والمجاهدة، قليل الاستعمال للغذاء، قد Ùاق ÙÙŠ الزهادة، وبرَّز ÙÙŠ العبادة. وكان مولده بنشاور من بلاد خراسان، ومقامه بجبل بين نشاور ومارماه. وكان قد اتخذ بهذا الجبل زاوية، ÙˆÙÙŠ صØبته جماعة من الÙقراء. وانقطع ÙÙŠ موضع منها ومكث بها أكثر من عشر سنين لا يخرج منها ولا يدخل عليه Ø£Øد غيري للقيام بخدمتهâ€.†قالâ€:†ثم إن الشيخ طلع ذات يوم، وقد اشتدّ الØرّ وقت القائلة، منÙردًا بنÙسه إلى الصØراء، ثم عاد وقد علا وجهه نشاط وسرور بخلا٠ما كنا نعهده من Øاله قبل، وأَذÙÙ† لأصØابه ÙÙŠ الدخول عليه وأخذ ÙŠØادثهم. Ùلما رأينا الشيخ على هذه الØالة من المؤانسة بعد إقامته تلك المدّة الطويلة ÙÙŠ الخلوة والعزلة سألناه عن ذلك، Ùقالâ€:†بينما أنا ÙÙŠ خلوتي إذ خطر ببالي الخروج إلى الصØراء منÙردًا، Ùخرجت Ùوجدت كل شيء من النبات ساكنًا لا يتØرك لعدم Ø§Ù„Ø±ÙŠØ ÙˆØ´Ø¯Ù‘Ø© القيظ، ومررت بنبات له ورق Ùرأيته ÙÙŠ تلك الØال يميس بلط٠ويتØرّك من غير عن٠كالثَّمÙÙ„ النشوان، Ùجعلت أقط٠منه أوراقًا وآكلها، ÙØدث عندي من Ø§Ù„Ø§Ø±ØªÙŠØ§Ø Ù…Ø§ شاهدتموه. وقوموا بنا Øتى أوقÙكم عليه لتعرÙوا شكلهâ€.†قالâ€:†Ùخرجنا إلى الصØراء، ÙأَوْقَÙَنا على النبات. Ùلما رأيناه قلنا: هذا نبات ÙŠÙعْرَ٠بـ”القÙنَّب”. Ùأمرنا أن نأخذ من ورقه ونأكله، ÙÙعلنا ثم عدنا إلى الزاوية Ùوجدنا ÙÙŠ قلوبنا من السرور والÙØ±Ø Ù…Ø§ عجزنا عن كتمانه. Ùلما رآنا الشيخ على الØالة التي وَصَÙْنا أَمَرَنا بصيانة هذا العقار وأخذ علينا الأيمان ألا Ù†ÙعْلÙÙ… به Ø£Øدًا من عوامّ الناس، وأوصانا ألا نخÙيه عن الÙقراء. وقال: إن الله تعالى قد خصكم بسرّ هذا الورق ليÙذْهÙبَ بأكله همومكم الكثيÙØ©ØŒ ويجلو بÙعله Ø£Ùكاركم الشريÙØ©ØŒ Ùراقبوه Ùيما أودعكم، وراعوه Ùيما استرعاكمâ€.†قال الشيخ جعÙرâ€:†Ùزرعتها بزاوية الشيخ Øيدر بعد أن وقÙنا على هذا السرّ ÙÙŠ Øياته، وأمرنا بزرعها Øول ضريØÙ‡ بعد ÙˆÙاته. وعاش الشيخ Øيدر بعد ذلك عشر سنين، وأنا ÙÙŠ خدمته، لم أره يقطع أكلها ÙÙŠ كل يوم. وكان يأمرنا بتقليل الغذاء وأكل هذه الØشيشة. وتÙÙˆÙÙÙّيَ الشيخ Øيدر سنة ثمان عشرة بزاويته ÙÙŠ الجبل، وعÙÙ…ÙÙ„ على ضريØÙ‡ قبة عظيمة، وأتته النذور الواÙرة من أهل خراسان، وعظَّموا قدره وزاروا قبره واØترموا أصØابه. وكان قد أوصى أصØابه عند ÙˆÙاته أن يوقÙوا ظرÙاء أهل خراسان وكبراءهم على هذا العقار وسره Ùاستعملوه، Ùلم تزل الØشيشة شائعة ذائعة ÙÙŠ بلاد خراسان ومعاملات Ùارس. ولم يكن يعر٠أكْلَها أهل٠العراق Øتى ورد إليها صاØب هرمز ومØمد بن Ù…Øمد صاØب البØرين، وهما من ملوك سي٠البØر المجاور لبلاد Ùارس ÙÙŠ أيام الملك الإمام المستنصر بالله، وذلك ÙÙŠ سنة ثمان وعشرين وستمائة، ÙØملها أصØابهما معهم وأظهروا للناس أكلها، Ùاشتهرت بالعراق ووصل خبرها إلى أهل الشام ومصر والروم Ùاستعملوهاâ€.†قالâ€:†وÙÙŠ هذه السنة ظهرت الدراهم ببغداد، وكان الناس ينÙقون القراضة. وقد نَسَب إظهارَ الØشيشة إلى الشيخ Øيدر الأديب٠مØمد بن عليّ بن الأعمى الدمشقيّ ÙÙŠ أبيات، وهيâ€:â€
دع الخمر واشرب من Ù…Ùدَامة Øيدر * معنبرةً خضراء مثل الزبرجدÙ
يعاطيكها ظبيٌ من الترك أغيدٌ * يميس على غصن٠من البان أملد٠ÙÙ†Øسبها ÙÙŠ ÙƒÙÙ‡ إذ ÙŠÙديرها * كرَقْم عذار٠Ùوق خدÙÙ‘ مورَّدÙ
يرنّØها أدنى نسيم تنسَّمتْ * ÙتهÙÙˆ إلى برد النسيم المردÙّدÙ
وتشدو على أغصانها الوÙرْق٠ÙÙŠ الضØÙ‰ * ÙÙŠÙطْرÙبها سَجْع٠الØمام٠المغرÙّدÙ
ÙˆÙيها معان٠ليس ÙÙŠ الخمر٠مثلها * Ùلا تستمع Ùيها مقال Ù…ÙÙ†ÙّدÙ
هي البÙكْر٠لم تÙنْكَØÙ’ بماء٠سØابة٠* ولا عÙصÙرَتْ يومًا برجْل٠ولا يدÙ
ولا نصّ ÙÙŠ تØريمها عند مالك٠* ولا Øدّ عند الشاÙعيّ وأØمدÙ
ولا أثبت النعمان٠تنجيسَ عينها * Ùخذها بØدÙÙ‘ المشرÙيّ المهندÙ
وكÙÙÙŽÙ‘ Ø£ÙŽÙƒÙÙÙŽÙ‘ الهمّ بالكÙÙ‘ واسترØÙŽ * ولا تَطَّرÙØÙ’ يومَ السرور٠إلى غدÙ
وكذلك نَسَب إظهارَها إلى الشيخ Øيدر الأديب٠أØمد بن Ù…Øمد بن الرسَّام الØلبيّ Ùقالâ€:â€
ومهÙÙ‡Ù٠بادي النÙÙ‘Ùَار عَهÙدْتÙÙ‡Ù * لا ألتقيه قطÙÙ‘ غيرَ معبّسÙ
Ùرأيته بعض٠الليالي ضاØكًا * سهلَ العريكة٠ريÙّضًا ÙÙŠ المجلسÙ
Ùقضيت٠منه مآربي وشكرتÙÙ‡Ù * إذ صارَ من بعد التناÙر٠مؤنسي
Ùأجابني: لا تشكرنَّ خلائقي * واشكر Ø´Ùيعَكَ، Ùهو خمر المÙلسÙ
ÙØشيشَة٠الأÙراØ٠تشÙع٠عندنا * للعاشقينَ ببسْطها للأنÙÙسÙ
وإذا هممتَ بصيد ظبي٠ناÙر٠* Ùاجهدْ بأن يرعى Øشيشَ القنبÙسÙ
واشكر عصابة Øيدر٠إذ أظهروا * لذوي الخلاعة٠مذهبَ المتخمÙّسÙ
ودع المعطÙّل للسرور٠وخَلÙّني * من Øسن٠ظنÙÙ‘ الناس٠بالمتنمّسٔ
وعلى هذا Ùالأبيات التى استشهد بها الØسين الطباخ على Ùوائد الØشيش Ù…Øاولا أن يغرى بدير بشربه هى أبيات سابقة كثيرا على عصرها، إذ لم تقل إلا بعدما عÙرÙ٠الØشيش على نطاق واسع وشاع وذاع واستهتر الناس بشربه، وهى الأبيات التى تبتدئ بقول الشاعر:
دع الخمر واشرب من Ù…Ùدَامة Øيدر٠* معتَّقَةً خضراء لون الزبرجدÙ
وهى جزء من الأبيات التى مرت بنا قبل قليل.
ÙˆÙÙ‰ الصÙØØ© التسعين بعد المائتين نجد أنÙسنا بإزاء تÙاوت مشابه مضØك، Ùالبيتان الجميلان اللذان كانت الجارية المغنية ØªØµØ¯Ø Ø¨Ù‡Ù…Ø§ ÙÙ‰ مجلس المأمون هما للشاعر العباسى الخبز أرزى، الذى مات بعد ÙˆÙاة المأمون بمائة عام على الأقل، إذ توÙÙ‰ عام 317 هـ على أبكر تقدير، على Øين مات المأمون عام 218هـ. ومع هذا Ùإن مؤلÙتنا لا تجد Øرجا أى Øرج ÙÙ‰ أن يكون ذانك البيتان موجودين ومشهورين Øتى لتتغنى بهما المغنيات ÙÙ‰ مجلس الخليÙØ© قبل الهنا بسنة، بل بعقود. والسبب ÙÙ‰ هذا هو لامبالاة الكاتبة واقتØامها ميدان الرواية التاريخية، بل الرواية بوجه عام، قبل أن تأخذ عدتها لتلك المهمة الجليلة. وهذه هى المقطوعة كاملة، ويأتى البيتان المذكوران على رأسها:
يا ليل، دÙÙ… لي. لا Ø£Ùريد صباØا ØَسْبÙÙŠ بوجه Ù…Ùعانقي مصباØا
Øسبي به بدرًا، ÙˆØسبي ريقÙÙ‡ خمرًا، ÙˆØسبي خدÙّه تÙÙّاØا
Øسبي بمضØكه إذا غازلتÙÙ‡ مستغنيًا عن كل نجم٠لاØا
ألبستÙÙ‡ طوقَ Ø§Ù„ÙˆØ´Ø§Ø Ø¨Ø³Ø§Ø¹Ø¯ÙŠ وجعلت ÙƒÙÙŠ للÙّثام وشاØا
هذا هو الÙضل العظيم، ÙخلÙّنا متعانقَيْنÙØŒ Ùما نريد براØا
لو كان ÙÙŠ Øرم الإله عناقÙنا ولثامÙنا ما كان ذاك جÙنَاØا
لو شاء ربّي أن ÙŠÙعÙÙÙŽÙ‘ عبادÙÙ‡ ما كان يخلق ÙÙŠ الأنام Ù…ÙلاَØا
(انظر ديوان الخبزرزى، وكتاب “الليل والنهار” لابن Ùارس بتØقيق Øامد الخÙا٠مجلة “تراثنا”/ عدد 14/ ص288ØŒ وكتاب “المØب والمØبوب والمشموم والمشروب” للسري الرÙاء).
ويمكن أن نلØÙ‚ بهذه القائمة ما Ù„Øظته من ضع٠معرÙØ© الكاتبة بدينها، إذ هى مثلا تقول عن بدير ÙÙ‰ الصÙØØ© الخامسة والخمسين بعد الثلاثمائة إنه صلى Ø§Ù„ØªØ±Ø§ÙˆÙŠØ Ø¨Ø¹Ø¯ العشاء، رغم أننا لم نكن وقتئذ ÙÙ‰ رمضان بدليل أنه كان يأكل ويشرب مما يقدمه له الناس من Øوله بالنهار، وليس هناك أى ذكر لرمضان بتاتا. ومعنى ذلك أنها لا تعر٠أن Ø§Ù„ØªØ±Ø§ÙˆÙŠØ Ø¥Ù†Ù…Ø§ تصلى ÙÙ‰ رمضان Ùقط وليس ÙÙ‰ أى وقت، مثلما لا تعر٠كيÙية التيمم، مع أنها بكل يقين قد درسته ÙÙ‰ المدرسة. ذلك أنها تظنه مثل الوضوء، وكل ما هنالك أننا نستعمل Ùيه التراب بدلا من الماء. ÙˆÙاتها أننا ÙÙ‰ التيمم لا Ù†Ù…Ø³Ø Ø£Ù‚Ø¯Ø§Ù…Ù†Ø§ مثلا ولا نتمضمض أو نستنشق. على أى Øال هذه هى عبارة الكاتبة كما كتبتْها بالنص: “Ø¬Ù„Ø³ØªÙ Ù„Ø£Ø³ØªØ±ÙŠØ Ù‚Ù„ÙŠÙ„Ø§ وتيممت متهيئا لصلاة المغرب، ÙمسØت يدى بالرمال الطاهرة وكأننى أغسلها، ثم مسØت وجهى وساعدىّ وقدمىّ، ÙˆÙعلت Ùعل الوضوء بغير ماء Øتى أتطهر وأستعدّ للصلاة” (ص360- 361).
وهناك خطأ ÙÙ‰ آيتين قرآنيتين يمكن القول Ùيهما إن الكاتبة قد اعتمدت على ذاكرتها Ùخانتها الذاكرة. لكن من الصعب تماما أن نتجاوز عن إيرادها المثل التالى: “كذب الممنجمون ولو صدقوا” على أنه آية قرآنية (ص336). ذلك أن الأمر يخرج هنا من باب النسيان ليدخل ÙÙ‰ باب العبث واللامبالاة. هل يعقل أن تقدم كاتبة على تألي٠رواية عن الإسلام وتاريخه وأهم Ùترة من Ùترات Øضارته وهى تجهل القرآن إلى هذا الØد المخزى؟ ألا تعر٠الكاتبة أن هناك شيئا اسمه المصØ٠يستطيع الواØد منا أن يرجع إليه كى يتØقق من أن ما يقوله هو قرآن Ùعلا؟ ألم يدر ÙÙ‰ خَلَدها على الأقل أن تسأل Ø£Øدا ممن ÙŠØÙظون القرآن عن قرآنية المثل المذكور؟
أذكر بهذه المناسبة ما كان قد Øكاه لى Ø£Øد أصدقائى المقربين ونØÙ† طلاب بالجامعة عن أخيه الصغير الذى كان وقتئذ ÙÙ‰ المرØلة الابتدائية والذى صار بعد ذلك مستشارا قضائيا ملء هدومه من أنه عاد من المدرسة ذات يوم Ùسألوه: ما الذى ØÙظتموه اليوم ÙÙ‰ الÙصل؟ Ùأجاب ÙÙ‰ اÙتخار وشعور بالأهمية: لقد ØÙظنا سورة “الهÙرّة”. Ùسألوه: طيب! سمّعنا سورة “الهرة”. Ùشرع يرتل وهو يتمايل على عادة التلاميذ الصغار Øين يقرأون القرآن: “بسم الله الرØمن الرØيم. دخلت امرأةٌ النار ÙÙ‰ هرة Øبستها، Ùلا هى أطعمتها ولا هى تركتها تأكل من خَشَاش الأرض. صدق الله العظيم”. ولم يبق من سلوى بكر إلا أن تقول هى أيضا لنا: لقد ØÙظنا ÙÙ‰ الÙصل اليوم سورة “المنجّمون”. لكن هذا مقبول من “دÙيدÙÙ‰” كما كانت Ø¥Øدى أخواته تناديه Ùيغتاظ من الاسم، أما ممن ليست بـ”ديدى” Ùهو غير مقبول البتة. Ùديدى كان Ø·Ùلا غرا ساذجا لا يعر٠كÙوعَه من بÙوعÙه، كما أنه لم يكن يضع ÙÙ‰ Øسبانه أن يكون كاتبا ولا أديبا، وكاتبتنا امرأة ناضجة قيل عنها إنها واØدة من أكثر الروائيين وكتاب القصة القصيرة المصريين اØتراما: “one of Egypt’s most respected novelists and short story writers”ØŒ وإن أعمالها قوبلت من النقاد بترØاب شديد: “her work has been met with much critical acclaim” (www.arabworldbooks.com)ØŒ وترجمت إلى تسع لغات: “Her work has been translated into nine languages” (www.internationalpubmarket.com)ØŒ Ùضلا عن أنها من أصØاب الجوائز: ” Salwa Bakr is a prize-winning short story author and novelist” (goliath.ecnext.com).
وأما بالنسبة إلى لغة الرواية ÙÙيها أخطاء كثيرة لا أدرى كي٠سقطت Ùيها الكاتبة، نظرا لبدائيتها الشديدة، وهو ما جعلنى أتساءل: أهناك من صØØ Ù„Ù‡Ø§ لغة الراوية، لكنْ لم يلتÙت إلى مثل تلك الأخطاء التى لا تمثل، كما أشرت، صعوبة تذكر؟ أم إن هذا هو مستواها الØقيقى؟ Ùعلى سبيل التمثيل كي٠تقع الكاتبة ÙÙ‰ مثل قولها: “أديت مطانيات ثلاث” (ص93) دون أن تنصب “ثلاث” على الوصÙية للمÙعول به؟ أتراها، لما لم تمدّ تاء “مطانيات” بالأل٠لعدم انتصابها بÙتØتين بل بكسرتين لأنها جمع مؤنث سالم، جرت على ذلك دون أن تدرى مع النعت Ùلم تمده هو أيضا؟ ممكن جدا. لكن هل ÙŠØµØ Ø£Ù† تقع كاتبة أديبة ÙÙ‰ مثل هذا؟ سيقول القائلون: وهل هى ÙˆØدها التى ترتكب مثل هذا الخطإ؟ إن هناك من مشاهير الكتاب الذين يملؤون الدنيا ضجة مصمة وتنشغل الناس بهم Øتى ليخيل إلى من لا يعر٠أنهم أدباء كبار، وما هم ÙÙ‰ الØقيقة بأدباء لا كبار ولا صغار، لكنها Ø£Øوالنا المقلوبة رأسا على عقب أو عقبا على رأس، هناك من مشاهير الكتاب من ÙŠÙعَدّ مثل ذلك الخطإ بالقياس إلى ما يجترØونه من بلايا ورزايا لغوية دلالا جميلا لا خطأ رذيلا. وجوابى أننى لا أنكر ولا أجهل أن هناك هذا وأÙظع من هذا، بيد أننى لا Ø£Øب أن أيأس وأسلّم بأخطاء المنتسبين إلى دنيا الأدب والتألي٠تسليم المØبط المغلوب على أمره مهما توÙرت دواعى اليأس والإØباط، بل Ø£Øب أن أظل راÙعا الراية كمراقب الخط اليقظ ÙÙ‰ مباريات كرة القدم لا ألقيها من يدى أبدا إلى أن يخترمنى هادم اللذات ومنتزع الرايات.
ومن هذه الأخطاء أيضا ما أسميه بـ”الواو اللعينة”ØŒ وهى الواو التى تتوسط بين النعت ومنعوته كقول الكاتبة مثلا: “بلاط البيعة والذى هو…” (ص10)ØŒ “التوابيت والتى يدخرونها” (ص16)ØŒ “يقرأ على الجميع والذين كانوا…” (ص60)ØŒ “مازوت من موازيت (أى عÙمَد) القرى والذين كانوا…” (ص92). والمÙروض أن يقال: “بلاط البيعة الذى هو…” “التوابيت التى يدخرونها…”ØŒ “يقرأ على الجميع الذين كانوا…”ØŒ “موازيت القرى الذين…”ØŒ إذ ما من قاعدة Ù†Øوية ØªØ¨ÙŠØ Ø§Ù„Ùصل بين النعت والمنعوت بهذه الطريقة. ومن الأخطاء اللغوية قول الكاتبة: “هواها قلبى” (ص30ØŒ أى تعلق بها. والصواب: “Ù‡ÙŽÙˆÙيَها”ØŒ لأن الÙعل على وزن “ÙَعÙÙ„ÙŽ” لا “Ùَعَلَ”). ومنها العبارة التالية على لسان Ø£Øد شخصين: “التØمنا ببعضنا بعضا” (ص32. وصوابه: “التØمنا/ تلاØمنا”). والملاØظ أن تعبير “بعضهم بعضا” وما يتÙرع عنه من أشكال مختلÙØ© هو مما يرتبك Ùيه الكتاب المØدثون كثيرا، ولا أدرى لماذا. ولكن السبب الأصيل هو جهل كثير من هؤلاء الكتاب بلغتهم، Ùترى الواØد منهم يظن أنه يمكن أن يبلغ ÙÙ‰ الأدب شأوا دون أن يتعب Ù†Ùسه ÙÙ‰ إتقان أداة تعبيره، جاهلا أن إتقان اللغة هو السبيل الأكيد إلى البراعة ÙÙ‰ ميدان الكتابة والأدب. ولقد كان الكتاب والأدباء والشعراء ÙÙ‰ العصور القديمة يتقنون لغتهم على Ù†ØÙˆ عجيب، بخلا٠أدباء العصر الØديث، الذين لا يبالى كثير منهم بذلك. وهى بلوى نعوذ بالله منها، وإن كانت تصب ÙÙ‰ المجرى العام الذى تصب Ùيه أعمال الأمة جميعا، ألا وهو مجرى الكسل واللامبالاة والرضا بالدون وعدم Ø§Ù„Ø·Ù…ÙˆØ Ø¥Ù„Ù‰ المعالى والاÙتقار إلى الإØساس السليم بالأشياء والقيم.
ومما Ù„Ùت نظرى من تلك الأخطاء قول الكاتبة: “وصوصة عصاÙير” (ص32)ØŒ تقصد زقزقتها، ظنا منها، Ùيما يبدو، أنها الاستعمال الÙØµÙŠØ Ù„ÙƒÙ„Ù…Ø© “صوصوة” العامية. لكن “الوصوصة” ÙÙ‰ الواقع هى ضرب من النظر لا نوع من الأصوات كما تظن الكاتبة. أما ÙÙ‰ ص224 Ùنجد “صوصوات النوارس”. Ùهل هناك “صوصوة” ÙÙ‰ العربية الÙصØى؟ وبالمناسبة Ùكثيرا ما وص٠سيد قطب ÙÙ‰ تÙسيره للقرآن تلألؤ النجوم من بعيد بالوصوصة، وكأنها تنظر من عليائها إلى البشر تشاغلهم بعيونها. وبعد هذا بصÙØتين نرى الكاتبة تتØدث عن ابتلاع الأعشاب، والأعشاب لا تÙبْتَلع، بل Ùتْمَضغ مضغا. وهذا لون من الÙقر التعبيرى مثل استعمالها “الوصوصة” تعبيرا عن زقزقة العصاÙير سواء بسواء. ومثل ذلك عدم توÙيقها ÙÙ‰ قولها (ص36): “نعقد العÙرْس” بدلا من “نعقد الزواج أو Ø§Ù„Ù†ÙƒØ§Ø Ø£Ùˆ القÙران” مثلا، إذ العرس إنما هو الاØتÙال بالزواج، والعقد ÙÙ‰ اللغة العربية لا يقع على الاØتÙال بالقÙرَان بل على القÙرَان ذاته. وهناك “رقايا” (ص45) بدلا من “رÙقًى”ØŒ وهو ما لا Ø£Ùهمه، ولا أعر٠من أى واد أتت المؤلÙØ© بتلك الصيغة الجمعية التى لا علاقة لها بـ”الرقية”. ÙˆÙÙ‰ Ù†Ùس الصÙØØ© يقابلنا قول رجل لامرأة: “أرنى الØجاب” (ص49) بدلا من “أرينى الØجاب”ØŒ وكأن الخطاب موجه إلى رجل مثله. ومن ذلك كذلك: “هجست أقول له:…” (ص50). Ùهل الهجس كلام؟ إنه مجرد خاطر يطو٠بالذهن لا كلام ينطلق به اللسان. Ùكي٠تقع الكاتبة ÙÙ‰ مثل ذلك الخطإ الأبلق الذى ليس لمن يقترÙÙ‡ أى عذر؟ ومن ذلك أيضا ÙÙ‰ ذات الصÙØØ©: “مَبْلÙيًّا”ØŒ والصواب “مَبْلÙوًّا” لأن الÙعل واوىٌّ لا يائىٌّ. لقد سارت الكاتبة ÙÙ‰ استعمال الÙعل بالياء على طريقة العَوَامّ. لكن أين كاتبة مثلها من لغة العَوَامّ واستعمالاتها التى كثيرا ما تنأى عن المعيار اللغوى الÙصيØØŸ ومثلها: “بلادنا مبتلية بـ…”ØŒ وهواستعمال عامى أيضا (ص93. وصØتها: “مبتلاة”).
وهناك كذلك هذا الخطأ اللغوى المضØÙƒ: “تمييز هؤلاء عن تلكم” (ص55)ØŒ تقصد: “تمييز هؤلاء عن أولئك”ØŒ إلا أنها ظنت أن “ÙƒÙمْ” الملØقة بـ”تلك” تدل على جمع المشار إليه. وهذا خطأ Ù…Øض، إذ إن هذه العلامة إنما تدل على جمع المخاطَبين لا على جمع المشار إليه. وعلى هذا ÙÙ€”تلكم” لا تعنى أكثر مما تعنيه “تلك”ØŒ لكنها تعنى أن الكلام موجه إلى جماعة من البشر لا إلى شخص واØد كما هو الØال ÙÙ‰ “تلك”. أما “تلكَ المرأة” Ùلا تختل٠عن “تلك٠المرأة” ولا عن “تÙلْكÙما المرأة” أو “تÙلْكÙÙ… المرأة” أو “تÙلْكÙنّ المرأة” إلا بأن المخاطَب الذى يتجه إليه الكلام يختل٠من صيغة إلى أخرى طبقا لاختلا٠الكا٠الملØقة باسم الإشارة. وبالمناسبة Ùكثير من كتاب عصرنا يرتكبون ذلك الخطأ بمنتهى السهولة. وهم يجرون ÙÙ‰ هذا على مبدإ “كله عند العرب صابون” مع أن العرب كانوا دقيقين دقة عجيبة ÙÙ‰ استعمالهم للغتهم العبقرية مما يدركه كل من درس تاريخهم وأدبهم ولغتهم.
وثم تركيبٌ عامىٌّ جرت عليه الكاتبة ÙÙ‰ قولها (ص62): “ولولا أكمل سÙنّة الختان ما كتب اليهود اسمه ÙÙ‰ منظرة الكهنة” بدلا من “ولولا أنه أكمل…”. كما أن ثمة خطأ Ù†Øويا ÙÙ‰ العبارة التالية: “نعتقد أن Ø§Ù„Ù…Ø³ÙŠØ Ù„Ù‡ طبيعة واØدة من طبيعتين وأقنوما واØدا من أقنومين” (ص63)ØŒ Øيث نصبت الكاتبة “أقنوما”ØŒ ÙˆØقها الرÙع عطÙًا على “طبيعة”ØŒ التى هى مبتدأ. كذلك هناك “إشÙاء المرض” (ص65)ØŒ وصوابه: “Ø´Ùاء المرض” بدون همزة. ÙˆÙÙ‰ “تØولت برابى بأكملها” كان ينبغى أن تÙØْذَ٠الياء من آخر “البرابى” لأنه اسم منقوص ÙÙ‰ Øالة رÙع، Ùيقال: “بَرَابٔ. وهى جمع “بربا” أو “برباة”ØŒ ومعناها المعبد أو الهيكل. وقد كتبتْها سلوى بكر مرة: “برْبَة” (ص67). ÙˆÙÙ‰ “النجوم الزاهرة” لابن تغرى بردى مثلا نقرأ عن دلوكة المصرية أنها “بَنَتْ عÙدّة برابٔ بØذ٠الياء كما نبهتÙ. وقد ورد ÙÙ‰ “معجم البلدان” لياقوت الØموى أن هذه الكلمة قبطية.
ومما لاØظتÙÙ‡ أيضا ÙÙ‰ هذا السياق جمع كاتبتنا “رسم” على “رسومات” مرارا بدلا من الاكتÙاء بجمعها على “رسوم”ØŒ وقولها: “الØÙ€Ùمّة” بدلا من “الـØÙمَّى” على أسلوب العوام ÙÙ‰ نطق أمثال هذه الكلمة. أما ÙÙ‰ “كانت البلاد شراقيا” Ùكان ينبغى Øذ٠الأل٠لأن الكلمة، Ùيما أتصور، “شراقÙÙ‰”ØŒ جمع “شَرْقَى” أى عَطْشَى، وهذه صيغة منتهى الجموع ÙÙŠØذ٠تنوينها وتنصب بÙتØØ© واØدة إذن. قلت: “Ùيما أتصور” لأن “المعجم الوسيط” يقول إن الصÙØ© من “شَرÙقَت الأرض” (أى جَÙَّتْ وعطÙشت) هى “شَرÙÙ‚ÙŽØ©”. إلا أننا ÙÙ‰ مصر نقول: “شَرَاقÙÙ‰” على صيغة “ÙَعَالÙÙ‰”ØŒ وهذه الصيغة لا ØªØµÙ„Ø Ø£Ù† تكون جمعا لـ”شَرÙقة” بل أقرب أن تكون جمعا لـ”شَرْقَى”ØŒ التى لا يذكرها المعجم المذكور رغم هذا.
ÙˆÙÙ‰ الصÙØØ© الثالثة عشرة بعد المائة تقابلنا الجملة التالية: “هذان الطاجنان ÙŠØاكيان جناØا الدجاجة”ØŒ وهو خطأ ÙˆØ§Ø¶Ø ØªØµÙˆÙŠØ¨Ù‡: “جناØَى٠الدجاجة” نصبا على المÙعولية، وعلامة نصبه الياء لأنه مثنى. وهناك استعمال الكاتبة الÙعل “أستØيل” ÙÙ‰ معنًى لا يخطر أبدا على البال، وذلك Øين تقول: “أستØيلها بالنسبة إليك” (ص120) بدلا من “أراها مستØيلة” مثلا. ذلك أن معنى هذا الÙعل هو أن يتØول الشىء إلى وضع آخر، أو يصير متعذر الوقوع. وهو ÙÙ‰ الØالتين Ùعل لازم، على عكسه ÙÙ‰ عبارة الكاتبة Øيث يرد متعديا. وهو استعمالٌ جÙدÙÙ‘ غريب٠لا أذكر أن كاتبا أو أديبا بالغًا ما بلغ مستواه من الضع٠اللغوى قد أقدم عليه. ÙˆÙÙ‰ الصÙØØ© رقم 126 تقابلنا عبارة “Ù…ÙØÙيدا بالØديث” بمعنى متØولا به إلى موضوع آخر، من “Ø£Øاد” Ùيما هو واضØ. لكن هذه الصيغة صيغة متعدية، ومن ثم لا ØªØµÙ„Ø Ù‡Ù†Ø§ØŒ بل التى ØªØµÙ„Ø Ù‡Ù‰ صيغة “Øاد، Ùهو Øائد”. وبعد ذلك بصÙØتين نجد الكاتبة تقول: “دون اÙتقاد إلى…”ØŒ تقصد “دون اÙتقار إلى…”ØŒ وهو خلط يبعث على الاستغراب. لكن لا بد من المسارعة إلى أن هذا هو مستوى كثير ممن ÙŠÙسَمَّوْن: “كتابا وكاتبات” ÙÙ‰ مصرنا العزيزة الآن، وتقتصر الجوائز ÙÙ‰ كثير من الأØيان عليهم وعليهن. وهى معرّة لا تصØÙ‘ أبدا.
ÙˆÙÙ‰ ص 145 نسمع مينا بن بقيرة المتمرد البشمورى، بعد أن ينتهى من قراءة رسالة الأب يوساب له، وهى الرسالة التى ÙŠÙÙْتَرَض أنه أرسلها له كى يخلع عنه رداء العصيان والخروج على الدولة ويخلد إلى الطاعة والهدوء، ينخرط ÙÙ‰ خطبة عصماء مزلزلة باللهجة البشمورية التى يتØدثها الناس ÙÙ‰ منطقته ينسب Ùيها إلى المسلمين من المظالم والمÙاظع ما يخطر وما لا يخطر على البال Ù…Øددا أسماء البلاد المتمردة وقائد كل تمرد كأنه يطالع ÙÙ‰ يده كتابا من كتب التاريخ المÙصلة، لنÙاجأ به يشير إلى عبد الملك بن الØباب واصÙا إياه بـ”متولى الخراء الذى يسمونه: الخراج”. وهذا، كما يلاØظ القارئ، تلاعب Ù„Ùظى لا يمكن أن يتم ÙÙ‰ هاتبن الكلمتين إلا ÙÙ‰ اللغة العربية لأنها هى اللغة التى تشتمل على الكلمتين، أما البشمورية Ùلا تعر٠هاتين الكلمتين العربيتين بطبيعة الØال. وهى سقطة Ùنية لا تغتÙر.
وبالمثل نقرأ ÙÙ‰ صÙØØ© 148 استعمالا للÙعل “خالط” غير سديد، إذ تقول الكاتبة على لسان بدير الراوى: “وقد قال من Øكى لى طرÙا من أخبار البشمورى إنه ظل زمنا طويلا ÙÙ‰ الضلال يخلط العلم بالدين، وإنه كان قد تخبط وخالَط أكثر من مرة بسب كثرة قراءاته ونظره ÙÙ‰ الكتب”. وصواب الاستعمال أن نقول: “خلَّطَ” أو “Ø®ÙولÙØ·ÙŽ ÙÙ‰ عقله” مثلا. أما “خالط” Ùمعناها “اختلط بـ…”ØŒ وليس هذا ما تقصده الكاتبة. ويذكرنى صنيع الكاتبة هنا بما أجده ÙÙ‰ كراسات إجابات كثير من الطلاب من Øومانهم Øول الكلمة المرادة دون أن يصيبوها كما Ùعلت الكاتبة هنا. وأنا أرجع هذا إلى قلة القراءة، مما يترتب عليه أن المÙردات والتعبيرات والتراكيب لا تنطبع جيدا ÙÙ‰ ذهن الشخص. ويمكن التغلب على هذا العيب ÙÙ‰ المدى العاجل بÙØªØ Ø§Ù„Ù…Ø¹Ø§Ø¬Ù…. ولكن لا سبيل إلى التخلص منه إلا بكثرة القراءة والاهتمام الكاÙÙ‰ بالصØØ© اللغوية. أما الاكتÙاء بالأصداء البعيدة للاستعمالات اللغوية ÙÙ‰ الذهن والرضا بالمقاربة دون التØقيق Ùلا يليق، وبخاصة ممن يتخذ من الكتابة ØرÙØ©.
وتستخدم الكاتبة “الامتنان” بمعنى شعور الشخص بالجميل تجاه من أولاه معروÙا (ص164ØŒ 272 مثلا)ØŒ وهو استعمال شائع ÙÙ‰ عصرنا رغم أن اللÙظ إنما يعنى “الإنعام أو التذكير به” Ùيقال: “امتن Ùلانٌ علىَّ بكذا”ØŒ أى تÙضل علىَّ بكذا، أو ذكّرنى به. كذلك نجد الكاتبة تقول: “بكÙلْتَىْ يديها” (ص165)ØŒ وصوابها: “بكلتا يديها” بالأل٠دائما: رÙعا ونصبا وخÙضا لأنها مضاÙØ© إلى اسم ظاهر، أما إعرابها بالياء Ùلا يكون إلا إذا Ù†ÙصÙبَتْ أو جÙرَّتْ وأÙضÙÙŠÙَتْ إلى ضمير لا إلى اسم ظاهر، Ùنقول Øينئذ: “ÙƒÙلْتَيْهما”. كما نجدها (ص168) تستخدم “أهوام” بدلا من: “هوامّ”ØŒ Ùˆ”عÙيَلاً” بدلا من “عائلات”ØŒ وكلا الاستعمالين خطأ. ودعنا من أن بعض اللغويين يرى أن “عائلة” بمعنى “أسرة” هو استعمال خاطئ. وثم قولها أيضا: “إذا لم يسكت ويكÙّون…” (ص170) برÙع “ÙŠÙŽÙƒÙÙّون”ØŒ والصواب جزمها عطÙا على “يسكت”ØŒ Ùنقول: “ويكÙّوا” بØذ٠النون. ÙˆÙÙ‰ ص178 يقابلنا التركيب التالى: “ما إن هممتم إلا سمعتم”ØŒ وصوابها: “ما إن هممت بكذا Øتى سمعت…”. أما الاستثناء هنا Ùلا أدرى له وجها سوى أنه ثمرة لعدم الدقة التى تØدثنا عنها قبل قليل. ومثلها قول الكاتبة: “Ùما لبثنا إلا وكان الليل…” (ص215. وقد تكرر هذا التركيب ص296).
أما “المØوششة” ÙÙ‰ قول الكاتبة (177): “دواب الأرض المØوششة” Ùلا أدرى ماذا تقصد بها، بل لا أدرى من أى أرض استقدمتها، أو من أى سماء استنزلتها. ÙˆÙÙ‰ الÙعل: “ولْنَلÙوذ” (ص182) لا تلتÙت كاتبتنا إلى أن اللام التى ÙÙ‰ أول الÙعل هى لام الأمر الجازمة، Ùكان ØÙ‚ الÙعل أن تÙØْذَ٠واوه الوسطى تمهيدا لتسكين الذال بعدها (هكذا: “ولْنَلÙذْ”). ÙˆÙÙ‰ ص196 نرى “آوَيْتٔ، بمعنى “لجأت”ØŒ وصوابها: “أَوَيْت” بدون همزة تعدية لأن الÙعل هنا لازم. وقد سبق أن لاØظت ÙÙ‰ دراسة لى عن رواية طه Øسين: “دعاء الكروان” أنه يستخدم ذات الصيغة ÙÙ‰ Ù†Ùس المعنى، Ùانبرى بعض الأساتذة يعترضون، عنادا منهم، علىَّ بأنه قد Ùاتنى أن القرآن يقول على لسان ابن نوØ: “سآوÙÙ‰ إلى جبل يعصمنى من الماء”ØŒ وعلى لسان لوط عليه السلام: “أو آوÙÙ‰ إلى ركن شديد”ØŒ جاهلين أن الÙعل هنا مضارع لا ماض، وأن الهمزة التى خيل إليهم ÙÙ‰ أول الÙعل أنها هى ذاتها الهمزة التى ÙÙ‰ الماضى ليست للتعدية بل هى همزة المضارعة. وما كتبوه موجود عندى بأخطائه الÙاØشة التى تؤكد ما يقوله المثل الشائع على سبيل المجاز من أن العناد يولد الكÙر.
كذلك نرى الكاتبة (ص211) تستخدم كلمة “عمارة” بمعنى سÙينة. Ùهل “العَمَارة” سÙينة كما هى ÙÙ‰ استعمال الكاتبة؟ أم هل هى أسطول كامل؟ الواقع أنه لا وجود لهذه الكلمة ÙÙ‰ المعاجم القديمة كـ”لسان العرب” Ùˆ”تاج العروس”. بل إنها لا توجد ÙÙ‰ معجم المستشرق البريطانى إدوارد وليم لين المسمى: “مَدّ القاموس”ØŒ بل ولا ÙÙ‰ “المعجم الوسيط”. أما ÙÙ‰ “Ù…Øيط المØيط” لبطرس البستانى، وهو من أهل القرن التاسع عشر، Ùنجد نصًّا على أنها ÙÙ‰ استعمالها ÙÙ‰ مجال السÙÙ† (وهذه عبارته ØرÙيا: “الطائÙØ© من السÙÙ† الØربية”) هى من كلام المولدين، وهو ما يعنى أن هذه الكلمة لم يكن لها وجود ÙÙ‰ زمن الرواية بهذا المعنى، Ùضلا عن أن الكاتبة قد ضيقت معناها جدا Ùأطلقته على السÙينة الواØدة، على Øين أنها تعنى أسطولا (Øربيا) لا سÙينة واØدة. ولذلك نجد بين معانيها ÙÙ‰ معجم “Verb Ace Pro” الألكترونى مثلا: “squadron, fleet”ØŒ ÙˆÙÙ‰ معجم هانز Ùير العربى الإنجليزى: “fleet (naval)”. ومن الÙقر المعجمى استخدام الكاتبة Ù„Ùظ “التنادÙÙ…” (ص213) بمعنى “الصداقة”ØŒ وهو خطأ لأن المنادمة والتنادم إنما يكونان على الشراب ولا يدلان على مطلق الصداقة أو المصاØبة. ثم بعد هذا بصÙØØ© نجدها تقول: “تعرَّقَتْ جلودهم” بدلا من “عَرÙقَتْ”. أما “تعرَّق” Ùمعناها “أكل ما على العظم من Ù„ØÙ…” أو “مزج الخمر ببعض الماء”. وكما يرى القارئ: ليس ثم صلة بين هذا وذاك.
وإلى جانب ما مر نجد أنه قد تكرر استخدام الكاتبة للÙظة “البرق” بمعنى تطيير الخبر بوساطة الØمام الزاجل. لكن هل كانت تلك اللÙظة بهذا المعنى معروÙØ© ÙÙ‰ ذلك الوقت؟ لقد بØثت عنها ÙÙ‰ “تاج العروس”ØŒ وهو من نتاج القرن الثامن عشر، وكذلك ÙÙ‰ “Ù…Øيط المØيط”ØŒ الذى صدر ÙÙ‰ القرن التاسع عشر، Ùلم أجدها، وهو ما ÙŠÙيد أنها لم تستعمل بهذا المعنى ÙÙ‰ العصر العباسى، وأن الكاتبة لا تستطيع أن تÙØْكÙÙ… Ùنها، بل تكتب بعÙوية ÙÙ‰ مجال لا ØªØµØ Ùيه العÙوية، ولا بد له من الاستعداد والاØتشاد والقراءة الواسعة العميقة والتنبه لمثل تلك الدقائق. أما ÙÙ‰ “المعجم الوسيط” Ùتقابلنا: “أبرق” بمعنى “أرسل برقية”ØŒ مع النص على أنها “Ù…ÙØْدَثة”. والمقصود بـ”البرقية” ما يسمى ÙÙ‰ العامية المصرية بـ”التلغرأ. وإذا كان الشىء بالشىء يذكر كما يقال Ùقد قرأت ÙÙ‰ مقال للعقاد، طيب الله ثراه، يتناول Ùيه بالتØليل كتاب “على هامش السيرة”ØŒ انتقاده لاستعمال طه Øسين كلمة “الخيال” على لسان الخادمة ناصعة Ùيما نستعملها له الآن من معنى، وهو المعنى الذى يعبرون عنه ÙÙ‰ الإنجليزية والÙرنسية بالـ”imagination”. وكانت Øجته، وهى Øجة صلبة غاية الصلابة، أن هذا المعنى لم يكن معروÙا ÙÙ‰ ذلك الزمن الذى تدور Ùيه وقائع السيرة النيوية (انظر العقاد/ ساعات بين الكتب/ Ø·3/ مطبعة السعادة/ 1950Ù…/ 509). ومرجع هذا الانتقاد أنه ينبغى للقصاص الØرص على “مشاكلة الواقع”.
ومما يضØÙƒ من أغلاط لغة الرواية أن نرى كلمة “الآذان” مستعملة ÙÙ‰ موضع “الأذان” (ص223). وكثيرا ما ألاØظ كتابتها بهذه الطريقة الخاطئة على شاشة المرناء عند التنبيه إلى أن موعد “أذان” الصلاة الÙلانية قد Øان، ÙأضØÙƒ Ù…Øاولا تصور الظهر مثلا أو العصر وقد صارت له آذان. ثم أنثنى Ùأقول: هذه هى الثمار المرة لأوضاعنا المتبلدة. لا Ø£Øد يهتم، لا Ø£Øد يلاØظ، لا Ø£Øد يراجع، لا Ø£Øد يشعر بأى Ùرق. ولعله ÙŠØµØ Ø£Ù† أذكر هنا ما كتبه المرØوم يوس٠السباعى ذات مرة من أنه دارت يوما مناقشة بينه وبين عديله النØوى الشهير الأستاذ عباس Øسن صاØب “النØÙˆ الواÙÙ‰” Øول الأخطاء النØوية التى يقترÙها الأستاذ السباعى ÙÙ‰ قصصه ورواياته، Ùكانت Øجة الأستاذ السباعى أنه ما دام القراء ÙŠÙهمون ما يريد قوله لهم Ùلا مشكلة، إذ اللغة ليست سوى وسيلة لبلوغ غاية معينة. Ùإذا بلغنا الغاية المرادة Ùلا داعى لأن نشغل أنÙسنا بالوسيلة إذن. أما تعليقى Ùهو أن اللغة ليست وسيلة إلى الإÙهام Ùقط، بل هى كذلك وسيلة إلى الإمتاع. وإلا Ùلو قصرنا الوسائل الØياتية على المنÙعة Ùقط لكان علينا مثلا أن نسكن الأخصاص أو غصون الشجر، ونلبس الخيش، ونأكل بأيدينا الطعام مدلوقا على الأرض دون أطباق أو موائد أو ملاعق وسكاكين، ونشرب بأكÙنا من القنوات والأØواض، وننام على الØصير، ونكتب على الأØجار… إلخ. Ùهل هناك من يقول بذلك؟ قد يجوز هذا بالنسبة إلى الØيوان الأعجم (أقول: “قد”ØŒ لأن الØيوانات ÙÙ‰ بعض بلاد الأرض تعامَل Ø£Ùضل مما يعامَل به البشر ÙÙ‰ بلاد أخرى)ØŒ أما بالنسبة إلى البشر، وبالذات البشر المتØضرون، Ùلا. ثم من قال إن الÙهم الدقيق يمكن أن يتم دون Ù†ØÙˆ صØÙŠØØŸ لا، بل إن بعض الكلام لا يمكن Ùهمه أصلا ما لم يكن Ù…Øصَّنًا بالصØØ© النØوية والصرÙية.
ويزيد الطينَ بÙلّة أن المؤلÙØ© (ص226) تتØدث عن “البرق الشامى” وكأنه تلغرا٠أتى أهل أنطاكية بخبر وصول السÙÙ† بالأسرى، غير دارية٠أن “البرق الشامى” هو كتاب ألÙÙ‡ العماد الأصÙهانى عن ØµÙ„Ø§Ø Ø§Ù„Ø¯ÙŠÙ† وجهاده وعمله عنده، أو هو البرق يسطع من جهة الشام، وهذا كل ما هناك. ÙˆÙÙ‰ ص228 نجدها تقول: “يتقصى عن Ø£Øوال…” مستعملة الÙعل متعديا رغم أنه لازم، ومن ثم Ùلا موضع هنا Ù„Øر٠الجر. ÙˆÙÙ‰ قولها (ص234): “سماء مصر المرصعة بالنجمات” نراها تستخدم جمع الأل٠والتاء الدال عادةً على القلة بدلا من جمع الكثرة: “النجوم”ØŒ وهو المراد هنا، إذ هى تريد الإشارة إلى أن سماء مصر Ù…Ùعمة بالنجوم كما هو ÙˆØ§Ø¶Ø Ù„Ø§ أن Ùيها بضع نجمات ÙØسب. ولعلها متأثرة بأغنية شادية: “غاب القمر يا ابن عمى”ØŒ التى تقول Ùيها: “ضØÙƒ الهوا Øواليك وتمايلت النجمات”. لكن وقع الكلمة ÙÙ‰ أغنية مجدى نجيب شىء آخر تماما. وقد أنزلت الأغنية الآن وأنا أسطر هذه الكلمات، وهأنذا Ø£Ø³Ø¨Ø Ù…Ø¹Ù‡Ø§ ÙÙ‰ الÙضاء العالى منتشيا بسكون الليل الذى تصÙÙ‡ الأغنية الساØرة ÙÙ‰ أخريات ليالى الصي٠المطلولة بين الØقول. وبودى لو أشركت القراء كلهم معى ÙÙ‰ هذه النعمة الكريمة. وهناك قول المؤلÙØ© (ص243): “وعلى الرغم من كذا… إلا أننى…”ØŒ وهو أيضا استعمال شائع ÙÙ‰ عصرنا رغم خطئه، إذ لا موضع هنا للاستثناء، وإلا Ùهو استثناء من ماذا؟ وبعدها بصÙØØ©: “كنت خَدÙرًا ضَعْÙَانًا”ØŒ وهى أول مرة أسمع Ùيها صيغة “ضعÙان” هذه، علاوة على أن هذه الصيغة لا تنوَّن، وهو ما يذكرنى بما أسمعه من القاهريين من قولهم عمن تناول Ùطوره: “Ùَطْران”ØŒ وكذلك ما سمعته من Ø¥Øدى الطالبات بقسم اللغة الÙرنسية ÙÙ‰ منتص٠سبعينات القرن الماضى تصÙنى بأننى “طَوْلان”ØŒ أى طويل (بالنسبة إليها). ثم بعدها بصÙØØ© نقرأ: “همس لى قيÙّمٌ شابٌّ… أن أنتبه من الأب ميخائيل”ØŒ أى آخذ Øذرى منه. وهو استعمال لا تعرÙÙ‡ Øتى العامية Ùيما يخيل لى، إذ نقول مثلا ÙÙ‰ تلك الØالة: “خذ بالك منه”ØŒ أما “انتبهْ منه” Ùلا أظن. ثم بعد هذا بصÙØتين أخريين: “المائة قانون وقانونين الذين Ø´ÙرÙّعوا…” باستعمال “الذين” صÙØ© للقوانين بدلا من “التى” كما ينبغى أن يكون الأمر، إذ تستعمل العربية لجمع غير العاقل صيغ المÙردة المؤنثة لا صيغ جمع الذكور العقلاء، علاوة على أنه كان ينبغى أن تقول الكاتبة: “المائة قانون والقانونين” بعط٠معرَّ٠على معرَّ٠اØتراما لمبدإ الاتساق. ومن استعمالها أيضا صيغة جمع الذكور العقلاء لغير العقلاء قولها: “ويÙوقÙد عليهم (أى على الآثار المقدسة) قنديلا ÙÙ‰ كل ليلة” (ص369). أما إضاÙØ© “المائة” المعرÙØ© بـ”أل” إلى كلمة “قانون” المنكَّرة Ùلن أتوق٠عندها Øتى لا أكون ثقيل الوطأة. صØÙŠØ Ø£Ù†Ù†Ù‰ من الذين لا يجدون Ùيها ÙÙ‰ Øد ذاتها معابة، لكن هل كان هذا التركيب معروÙا ÙÙ‰ ذلك الوقت؟ ثم بعد ثلاث صÙØات تلقانا كلمة “الشمسنة” بمعنى وظيÙØ© الشمّاس ÙÙ‰ الكنيسة، ولا وجود لها ÙÙ‰ المعاجم. وكل ما عثرت عليه ÙÙ‰ “Ù…Øيط المØيط” هو “الشمّاسيّة” وكذلك “الشÙّمÙوسيّة”ØŒ التى وجدتها أيضا ÙÙ‰ معجم “الرائد” لجبران مسعود. والمعجمان لبنانيان ألÙهما نصرانيان.
ثم هل ÙŠØµØ Ø£Ù† نؤكد Ù„Ùظة “النساء” بـ”أجمعين”ØŸ إن النساء جمع مؤنث، وتأكيده إنما يكون بـ”جمعاوات” لا بـ”أجمعين” الذكورية. وليس ÙÙ‰ هذا اÙتئات على النص٠الØلو، ولا ÙŠØµÙ„Ø Ø±ÙŽÙ…Ù’ÙŠÙنا من ثم بالذكورية، Ùالرجال رجال، والنساء نساء، ولا ينبغى الخلط بينهما، Ùلكل Øدوده وخصائصه ومخصصاته. وعلى هذا كان ينبغى أن تقول المؤلÙØ©: “خرجت نساء عين جارة جمعاوات” لا “أجمعين” كما قالت (ص262). أما ÙÙ‰ العبارة التالية: “خَلÙّينا نَصÙÙ„ وننهى مهمتنا بسلام” ÙإضاÙةً إلى أن التركيب عامى، وهو ما لا أق٠عنده من هذه الجهة بل من جهة أخرى سو٠آتى إليها للتو، نجد الكاتبة قد أثبتت الياء ÙÙ‰ آخر الÙعل: “خَلÙّى”ØŒ والمÙروض ØØ°Ùها طبقا للقاعدة المتبعة مع Ùعل الأمر الناقص على ما هو معلوم للجميع. أما وجه اعتراضى على “خَلÙّنا Ù†Ùعل كذا” Ùهو أن هذا التركيب لم يكن له وجود ÙÙ‰ زمن الرواية، وإلا Ùأنا Ù†Ùسى كثيرا ما أستخدمه الآن رغم أصله العامى لأن من الممكن استخدامه ÙÙ‰ الÙصØÙ‰ دون أى جهد. ترى أهو أقل شأنا من قولنا: “دعنا Ù†Ùعل كذا”ØŸ
ولنلاØظ أيضا الركاكة والغرابة ÙÙ‰ قول المؤلÙØ©: “وقد توضعت مجموعة من بيوت النار إلى جوار بعضها” (ص270) بدلا من “قامت طائÙØ© من بيوت النار متجاورة” مثلا. وبالمثل يتسم قولها: “الجندى الذى أنا تبعيته” (ص271) بالركاكة والغرابة معا. أما “شكلانىّ” (ص272) Ùلم يكن لها ÙÙ‰ ذلك الوقت أى وجود، ومن ثم كان على مؤلÙتنا ألا تستخدمها. كذلك تكررت كلمة “الوقايد” (المواقد والمشاعل؟)ØŒ ولم أجدها ÙÙ‰ مئات الكتب التى تشتمل عليها الموسوعتان الشعريتان الإماراتيان. ÙˆÙÙ‰ الصÙØØ© التى تلى ذلك تقابلنا عبارة “ØÙŽØ°ÙÙ‚ÙŽ ÙÙ‰ هذا الكار”ØŒ ÙˆÙيها مسألتان: ÙالÙعل “Øذق” Ùعل متعد لا ÙŠØتاج إلى Øر٠جر، كما أن كلمة “كار” (غير العربية) لم تكن مستعملة ÙÙ‰ كتابات ذلك الوقت Ùيما يخيل لى، إذ Øاولت العثور عليها ÙÙ‰ مئات الكتب القديمة Ùلم أوÙÙ‚. ودعك من انطباعى الناشئ من معايشة التراث منذ عشرات السنين بأنها لم تكن مستعملة أوانئذ.
وهناك صيغة غريبة من مادة “Ùهم” كلما قابلتنى ÙÙ‰ الرواية، وكثيرا ما قابلتنى، لم أتمالك Ù†Ùسى من الضØÙƒ. ألا وهى الÙعل: “اÙْتَهَمَ” بدلا من “ÙÙŽÙ‡ÙÙ…ÙŽ” (انظر مثلا ص276ØŒ 278ØŒ 301). ترى ما الذى دÙع كاتبتنا إلى استعمال هذه الكلمة؟ هل وجدتْها مثلا ÙÙ‰ كتاب نصرانى قديم مكتوب بالعربية مثلما هو الØال ÙÙ‰ لغة ساويرس بن المقÙع المضعضعة المÙعمة بالأخطاء؟ لكن هل هى متأكدة أنها كانت معروÙØ© ÙÙ‰ ذلك العصر على وجه التØديد؟ ÙˆÙÙ‰ ص296 نراها تقول عن شخصين اثنين: “Ùأنزليهم”ØŒ وصوابها: “Ùأنزليهما”. وبعدها بصÙØØ© نقرأ: “أشم Ø±ÙˆØ§Ø¦Ø Ø°ÙƒÙŠØ©” بالذال، على Øين أنها “زكية” بالزاى. ثم هل كانت كلمة اللاتينى (ص303) معروÙØ© ÙÙ‰ ذلك الوقت عند المسلمين؟ أما Ùيما يخصنى Ùهأنذا أعلن أننى لم أجدها ÙÙ‰ أى من الموسوعتين الشعريتين المذكورتين. ÙˆÙÙ‰ الصÙØØ© Ù†Ùسها تقابلنا “كلوة الكٔ وهى كلمة عامية معروÙØ© بيننا الآن، لكن العرب كانوا يقولون: “الأَلْيَة” كما ÙÙ‰ “الإÙØµØ§Ø ÙÙ‰ Ùقه اللغة”ØŒ الذى Ùسرها بأنها هى “اللØمة التى ÙÙ‰ أصل الإبهام”. ÙˆÙÙ‰ ص 305 تجعل الÙعل: “يَكْسÙÙˆ” يائيا لا واويا Ùتقول: “يَكْسÙÙ‰”. كذلك تكرر استعمال الراوى لكلمة “الجريك”ØŒ التى كان عوام المصريين يقولون إلى وقت قريب ÙÙ‰ الصÙØ© منها: “إجريجى”. وعلى كل Øال Ùالعرب لم يكونوا يعرÙون هذه الكلمة، بل “الإغريق” Ùˆ”يونان”. ومن الأخطاء أيضا: “راØوا يسوطوه بشدة” (ص337) بدلا من “يسوطونه”ØŒ أى يضربونه بالسوط، Ùˆ”عشرين درهم” (ص338)ØŒ وصØتها: “عشرين درهما” نصبا على التمييز، وكذلك “ÙŠÙصْعَد إليها بعدة دÙرÙج” (ص339)ØŒ وتصويبها: “درجات”ØŒ Ùˆ”رهبان ظÙرَا٠أكياس” (ص243)ØŒ وتصØÙŠØها: “ظÙرَأ بكسر الظاء لا بضمها. ومن شواهد استعمال القدماء ÙÙ‰ ذلك الوقت لتلك الكلمة قول الشاعر العباسى مطيع بن إياس، ذلك الشيطان الظريÙØŒ ÙÙ‰ قينة جميلة اسمها جوهر كان ÙŠØبها ويØب Øديثها ومجالستها، Ùأقبل يوما إلى بيتها Ùقيل له إن هناك Ùتى آخر معها هو ابن الصØّاÙØŒ Ùرجع ونظم تلك الأبيات اللعينة التى Øَوَّرْت٠كتابة ما تØويه من كلمات عارية Øتى لا أصدم الذوق السليم:
“كان” وَالله٠جَوْهَرَ الصَØّاÙÙ * وَعَلَيْها قَميصÙها الأَÙواÙÙ
شامَ Ùيها “رأيا” لَه٠إضْلاعٌ * Ù„ÙŽÙ… ÙŠÙŽØ®Ùنْه٠نَقصٌ وَلا Ø¥ÙخْطاÙÙ
زَعَموها قالَت وَقَد غابَ Ùيها * قائÙمًا ÙÙŠ Ù‚ÙيامÙه٠اسْتÙØْصَاÙÙ:
بَعْضَ هذا! مَهلاً! تَرََÙَّقْ قَليلاً * ما كَذا يا Ùَتَى “تÙكَان” الظÙراÙÙ
وقد جرّأنى على إيراد تلك الأبيات التى لم يكن يدور ÙÙ‰ خيالى ولا Øتى ÙÙ‰ المنام أن أوردها ÙÙ‰ شىء من كتاباتى أننى ألÙيت الكاتبة صÙØØ© 326 من الرواية تورد كلاما Ù…Ùصلا عن عملية الجماع وأØسن الأوقات التى ينبغى أن تتم Ùيها والأساليب المختلÙØ© لممارستها…. إلخ مما Øشرته ÙÙ‰ الرواية Øشرا على دَيْدَنها ÙÙ‰ خلق المناسبات خلقا لتسوق ما تريد سوقه نقلا من الكتب Øتى لو يكن السياق يتطلبه ÙÙ‰ شىء. ومن ذلك أيضا وصÙها للجماع الذى وقع بين دلوكة الأستاذة وثاونا تلميذها الÙَتَى Øين بدا لتلك المرأة الموقرة المØترمة الØكيمة الØاذقة (طبقا لما وصÙتها به الرواية) أن تدخل السعادة والØبور على قلب تلميذها المسكين الذى كان Øاله يصعب على الكاÙر. والØمد لله لقد كانت كاÙرة، ÙصَعÙبَ Øاله عليها، إذ رأت ÙÙ‰ عينيه نداء الØرمان Ùرَقَّ قلبها الرهي٠له ذات يوم ونادته أن يتبعها إلى مكان خال Øيث ضمته إلى Øضنها الأموى الداÙئ الØنون ثم مدت يدها الرؤوم Ùخلعت له ملابسه ثم أتبعتها بخلع ملابسها أيضا واهبة Ù†Ùسها للولد المØروم ابتغاء عمل الخير وكَسْب الثواب. Ùˆ”مَنْ قدّم شيئا بيداه التقاه”! وليسامØنى Ù†Øاتنا الأÙاضل على الإبقاء على الأل٠هنا ÙÙ‰ المثنى المرÙوع اتباعا للهجة بعض القبائل العربية القديمة Øتى لا Ø£Ùسد المثل الظريÙ. وكل شىء ÙÙ‰ يومنا هذا المبارك ظريÙØŒ وأى ظراÙØ©! وقد عملت دلوكة الÙيلسوÙØ© العالمة الطبيبة المشرÙÙ‘ØØ© ذلك كله من Ùرط Øكمتها وتقواها! اللهم زَكÙّها، أنت خير من زكّاها! ترى لو لم تكن Ùاضلة موقرة Ù…Øترمة Øكيمة Øاذقة Ùماذا كانت بنت الÙاعلة هذه Ùاعلة؟ ويجد القارئ وص٠هذا العمل Ø§Ù„ØµØ§Ù„Ø Øµ121 وما يليها، وهو وص٠شاعرى يغرى بالÙجور. وثم تقليد الآن ينتشر بين عدد كبير من الروائيين والروائيات العرب لا يمكن Ø£Øدا منهم أو منهن أن يهمله، ألا وهو توبلة أعمالهم بÙÙلْÙÙÙ„ الجنس وكمّونه وشَطّته Øتى ØªØµØ¨Ø ØÙرÙّيÙةً غاية الØَرَاÙØ©. وإلا Ùكي٠تكون أديبا طليعيا تقدميا تنويريا؟
وهذه الØكاية المضØكة تذكرنى بÙلم Ùرنسى شاهدته ÙÙ‰ التلÙاز البريطانى وأنا ÙÙ‰ أكسÙورد أواخر سبعينات القرن المنصرم جامعتْ Ùيه الأم ابنها الصبى الصغير المدلل ÙÙ‰ غرÙØ© النوم بالدور الأعلى ÙÙ‰ الوقت الذى كان Ùيه الأب مع ضيو٠الأسرة ÙÙ‰ الطابق الأرضى، ثم بعدما انتهى المشهد الدنس طلبت الأم من ابنها أن يعاهدها على أن ÙŠØتÙظا بذكرى تلك “الليلة المباركة” ÙÙ‰ قلبيهما ÙˆØدهما لا يطلعان عليها Ø£Øدا. أرأيتم إلى تلك الرومانسية الرقيقة؟ الأبيات الشعرية إذن مناسبة للرواية، التى لم يكن يدور ÙÙ‰ بالى Øتى ولا ÙÙ‰ الأØلام أنها سو٠تبØر بى ÙÙ‰ تلك المياه البعيدة الأغوار! ولكنه قضائى وقدرى المكتوب على جبينى منذ كنت Ùكرة ÙÙ‰ ضمير الكون، Ùلا Ùَكَاك لى إذن منه. أليس المكتوب على الجبين لابد أن تراه العين؟ Ùهأنذا قد رأيته!
وإذا كان لنا أن نتØدث عن التناصّ ÙÙ‰ شخصية دلوكة هنا Ùينبغى أن نعر٠أن هذا الاسم معرو٠عند العرب لشخصية تاريخية، إذ يقول بعض المؤرخين المسلمين إنه اسم امرأة كانت معاصرة Ù„Ùرعون موسى ثم تولت الملك من بعده. أما كونها عالمة ÙيلسوÙØ© Ùهو مما يذكرنا بهيباتيا، مثلما تذكرنا نهايتها بنهاية هيباتيا، إذ قتلها النصارى ÙÙ‰ الرواية مثلما قتلوا هيباتيا لنÙس السبب، وهو أنها كانت وثنية. ÙˆÙوق ذلك كانت دلوكة ÙÙ‰ الرواية جميلة كما كانت هيباتيا جميلة.
وعودةً إلى الملاØظات اللغوية على أسلوب الرواية أقول: لقد لاØظت٠أن الكاتبة تكرر ÙÙ‰ الرواية كلمة “النّقْٔ بمعنى “عكاز أو غصن شجرة ÙŠÙسْتَعْمَل عصا”. إلا أن “النقٔ ÙÙ‰ المعاجم اللغوية كـ”لسان العرب” Ùˆ”Ù…Øيط المØيط” هو “الÙرخ”ØŒ لأنه ينق٠البيضة، أى يكسر قشرتها ويخرج منها… إلخ. وأخيرا Ùأرجو أن يتنبه القارئ إلى أن مهمة الناقد قد تكون أسهل من الكاتب، Ùالذى على الشط عوام كما نقول. لكن هذا لا يعنى أن يسكت النقاد Ùلا ينتقدوا الأدباء، وإلا Ùسدت الأمور، إذ الØياة تقوم على الإنجاز من ناØية، وعلى تقويم ذلك الإنجاز أولا بأول من ناØية أخرى Øتى يأتى ÙÙ‰ المرة القادمة Ø£Ùضل وأÙضل… وهكذا.
وثم نقطة أخرى تتعلق بلغة الرواية على درجة عالية من الأهمية، ألا وهى كثرة الألÙاظ والتعبيرات العامية. Ùˆ”البشمورى” رواية تاريخية كما لا Ù†Øتاج أن نقول. وقد جرت التقاليد الأدبية بأن تصطنع الروايات التاريخية اللغة الÙصØÙ‰ ÙÙ‰ كل شىء: سردا ÙˆØوارا ووصÙا… إلخ. والمعرو٠أن بدير لم يكن يتØدث العربية قبل اعتناقه دين التوØيد وتعلمه لغة القرآن ÙÙ‰ أواخر الرواية. ومع هذا Ù†Ùاجأ بأنه Øريص منذ البداية على استعراض الألÙاظ والعبارات الموغلة ÙÙ‰ العامية المصرية والتى لم تكن قد ظهرت بعد، إذ كان المصريون المتعربون ÙÙ‰ ذلك الوقت Øديثى عهد بالعربية أصلا، Ùما بالك بالعامية، وبخاصة منها ذلك النوع المغرق ÙÙ‰ النكهة الشعبية الذى لا بد أن يكون قد أخذ وقتا طويلا قبل أن يظهر على ألسنة أجدادنا؟ وهذه بعض أمثلة مما قابلنى ÙÙ‰ الرواية من استعمالات عامية: “ÙÙ‰ الأول” (ÙÙ‰ البداية) ص8ØŒ Ùˆ”مَطْرَØÙ‰” (موضعى) ص8ØŒ 34ØŒ Ùˆ”بَلْوÙتÙÙ‰” (بلواى) ص9ØŒ Ùˆ”الطياشة” (الطيش) ص14ØŒ Ùˆ”القÙÙˆÙŽÙ†” (الأيقونات) ص10ØŒ 16ØŒ Ùˆ”الشمس وقيدة نار” ص23ØŒ Ùˆ”على الطÙّبْطاب” ص26ØŒ Ùˆ”براوة” (براÙÙˆ) ص95ØŒ Ùˆ”نخرج من نقرة Ùنقع ÙÙ‰ ØÙرة” ص110ØŒ Ùˆ”العنب البناتى” (عنب بدون بذر) ص112ØŒ Ùˆ”Ù…Øلّ الأدب” (المرØاض) ص128ØŒ Ùˆ”أَزَان” (إناء كبير للطبخ، وهو Ù„Ùظ تركى لم يكن قد عÙرÙ٠عندنا بعد لأنه كان بيننا وبين الØكم التركى لمصر عدة قرون) ص135ØŒ Ùˆ”كانت Ù…Øطوطة ÙÙ‰ جراب” (Ù…ØÙوظة) ص140ØŒ Ùˆ”اللباس الشيت” (نوع من الملابس الشعبية التى لم تعر٠إلا Øديثا) ص148ØŒ Ùˆ”بالكاد” (بشق الأنÙس) ص163ØŒ Ùˆ”تيتى تيتى زى ما رØتى زى ما جيتى” (عاد بخÙÙَّىْ ØÙنَيْن) ص170ØŒ Ùˆ”للبØر ÙˆÙŽØ´Ùيش وخÙØ®ÙØ©” ص211ØŒ Ùˆ”Øلاوة سَدّ الØنك” ص240ØŒ Ùˆ”ثرثرتا وبقبقتا” ص242ØŒ Ùˆ”دايÙرْ ما يْدÙور” (Ù…Øيطا بالمكان) ص267ØŒ 270ØŒ Ùˆ”الخبز الإÙرنجى” ص374ØŒ Ùˆ”سَرْمَØÙŽØ©” (تضييع الوقت بالسير ÙÙ‰ الشوارع ÙÙ‰ غير عمل ولا هدÙ) ص283ØŒ Ùˆ”لماذا لا تتزوج يا شاطر؟” (للتهكم وتقليل الشأن) ص284ØŒ Ùˆ”بÙقْجَة” (صÙرّة) ص292ØŒ Ùˆ”أَضÙيع بين الرÙّجْلÙين” (يضيع بين الأقدام المتزاØمة Ùلا يشعر به Ø£Øد لتÙاهة شأنه) ص320ØŒ Ùˆ”نداعبه ونهزّر معه” ص325ØŒ “ÙÙŽØªÙ’Ø Ø§Ù„Ø¨Ùوز” (الÙÙ…) ص352ØŒ Ùˆ”لَكْلَكَ (الكروان) بصوته الربانى الساØر” ص363.
أما قول بدير إن الØسين كبير الطباخين كان ينتقده على الإكثار من قوله: “إدÙّينى، وَدÙّينى، البتاع، البتوع” Ùهو واسع Øبتين، إذ إن الراوى لم ينطق قط ÙÙ‰ أى موضع من الرواية بأية كلمة من هذه الكلمات. إن الكاتبة إنما تريد أن تشير إلى بعض ما يميز العامية المصرية، والسلام. لكن Ùاتها أنها هى ذاتها قد قالت مرارا ÙÙ‰ روايتها إن بدير كان يتØدث القبطية. ستقول: ولكنه شرع يتØدث العربية ÙÙ‰ بغداد ÙÙ‰ قصر الخليÙØ©. وسنقول Ù†ØÙ†: ماشÙ. لكن هل كلمة “البتاع” مثلا من عامية أهل العراق؟ بل هل كان المصريون يستعملون تلك الكلمة ÙÙ‰ ذلك التاريخ؟ ولقد كنت أعر٠أن هناك قصيدة زجلية لأØمد Ùؤاد نجم عن “البتاع”ØŒ وإن لم أكن قد سمعتها أو قرأتها من قبل، Ùقلت ÙÙ‰ عقل بالى: ولم لا تهديها للكاتبة التى ÙتØت على لسان الØسين الطباخ موضوع “البتاع”ØŸ وها هى ذى زجلية نجم، التى لم أجدها رغم ذلك بالØلاوة والقوة التى توقعتها قبل قراءتها:
يا للي ÙتØت البتاع
ÙتْØÙƒ على مقÙول
لأن أصل البتاع
واصل على موصول
Ùأى شئ ÙÙŠ البتاع
الناس تشو٠على طول
والناس تموت ÙÙŠ البتاع
Ùيبقي مين مسؤول؟
وإزاي ØتÙØªØ Ø¨ØªØ§Ø¹
ÙÙŠ وسط ناس بتقول
بأن هذا البتاع
جاب الخراب مشمول؟
لأنه Øتة بتاع
جاهل
غبي
مخبول
أمر بÙØªØ Ø§Ù„Ø¨ØªØ§Ø¹
لأنه كان مسطول!
وبعد ÙØªØ Ø§Ù„Ø¨ØªØ§Ø¹
جابوا الهوا المنقول
نكس عشوش البتاع
وهَدّ كل أصول
ÙˆÙات ÙÙŠ غيط البتاع
قامْ سمÙّم المØصول
وخلاّ لون البتاع
أصÙر
Øزين
مهزول
وساد قانون البتاع
ولا علهْ ولا معلول
Ùالقاضي بتع البتاع
ÙالØÙ‚ ع المقتول
والجهل زاد ÙÙŠ البتاع
ولا مقري
ولا منقول
والخوÙ
Ø³Ø±Ø ÙÙŠ البتاع
خلا الديابه تصول
وبقي البتاع ÙÙŠ البتاع
والناس صايبها ذهول
ÙˆÙانْ Øَدّ قال: دا البتاع
يقولوا لهْ: مش معقول
وناس تعيش بالبتاع
وناس تموت بالÙول
وناس تنام ع البتاع
وناس تنام كشكول
آدي اللي جابه البتاع
جاب الخراب بالطول
لأنه Øتة بتاع
مخلب لراس الغول
باع البتاع بالبتاع
وعشان يعيش على طول
عين Øرس بالبتاع
وبرضه مات مقتول
والآن Ùإننا نتساءل: لماذا يا ترى تنكبت الكاتبة اللغة الÙصØÙ‰ ÙÙ‰ كثير من مواضع الرواية Ù„Øساب العامية، وبخاصة أن الاستعمالات العامية التى يستخدمها بدير لم تكن معروÙØ© بعد؟ والطري٠أن الرواية رغم ذلك كله قد ÙˆÙصÙÙَتْ (ÙÙ‰ موقع “the tanjara”ØŒ الذى سبقت الإشارة إليه) بأنها تستعمل مستويات مركبة من “الخطاب” (أى “مستويات متعددة من الكتابة” بلغة البسطاء الذين لا يعرÙون شيئا من هذه الرطانات): ” The text uses complex levels of discourse”. إن مثل هذا الكلام لا Ù…ØÙ„ له من الإعراب ÙÙ‰ روايتنا هذه، إذ إن استعمال العامية هو نقطة ضع٠شنيعة ÙÙ‰ عمل الكاتبة. Ùكي٠يقلب بعض الناس الØقائق، ويمجدون ما Øقه الانتقاد والتصويب؟
ومما يعيب الرواية أيضا كثرة ما Ùيها من عدم اتساق ÙÙ‰ كلام الأشخاص أو ÙÙ‰ سلوكهم أو ÙÙ‰ سرد الراوى للأØداث… إلخ. Ùعلى سبيل التمثيل نجد الراوى (ص20 وما بعدها) يذكر كراهية رجال البيعة لثاونا الراهب، الذى كان بينه وبين الراوى مودة خاصة، لكن دون أن يورد سببا واØدا لتلك الكراهية، مكتÙيا بالØديث عنها كأنها مسألة طبيعة لا تØتاج إلى تÙسير أو تعليل. وبعد ذلك بأربع صÙØات نسمع يقول له: “لماذا تظن أنهم يريدون التخلص منك؟” هكذا بضمير الغائبين كأنه يكلمه عن ناس سبق بينهما الØديث عنهم رغم أن ثاونا لم يقل له شيئا من ذلك قط ولا دار بينهما Øوار بهذا المعنى بتاتا.
ÙˆÙÙ‰ الصÙØØ© الØادية والثلاثين وما يليها يجد القارئ وصÙا ملتهبا لما كان بدير ÙŠØسه ÙÙ‰ جسده وهو صبى صغير Ù†ØÙˆ آمونة، التى كانت تشتغل ÙÙ‰ Øقلهم قبل أن يلتØÙ‚ بالكنيسة ويصير قيّما من قَوَمتها، وكذلك تقبيله لها وتجميشه إياها وتعريته لملابسها إلى أن انتهى الأمر كما ينتهى عادة ÙÙ‰ مثل تلك الØال إلى المواقعة الجنسية. ثم تكرر ذلك مرارا. وكل هذا Ù…Ùهوم، لكن الذى لا أستطيع Ùهمه هو أن يستمر الولد والبنت ÙÙ‰ ممارسة تلك اللعبة Ùترة غير قصيرة دون أن يشغلا ذهنيهما بأن من الممكن Øدوث Øمل. أمن المعقول ذلك؟ أنا لا أقصد مناقشة الأمر من زاوية الØلال والØرام، بل أقصد خوÙهما من انكشا٠أمرهما لأسرتيهما وانتشار الÙضيØØ©. هل Ùات هذا انتباه الكاتبة؟ غريبة! وهل هذا أمر يمكن تجاهله أو عدم التنبه إليه؟ وأغرب من ذلك أن أهلها لا يكتشÙون، إلا بعد أن انتØرت، أنها كانت Øاملا. ترى ألم يثر هذا الØمل ÙÙ‰ وقته الخو٠ÙÙ‰ قلبى الØبيبين الضالين؟ وأغرب من هذا وأغرب أن أهل بدير كانوا قد خطبوا البنت لأخيه، وتولى هو بنÙسه الاتÙاق مع الÙرقة الموسيقية التى ستØيى ØÙÙ„ العرس، وكأن البنت التى سيتزوجها أخوه ليست Øبلى منه. وأغرب من هذا وأغرب وأغرب أن أهله لم ÙŠÙهموا أنه كانت بينه وبين الÙتاة علاقة إلا بعد استخراجها من الماء والطين الذى أغرقت Ù†Ùسها Ùيه. كيÙØŸ هذا ما لا أدريه. من المÙهوم أن يكتش٠أهلها الأمر عند استخراج الجثة، أما أن يعر٠أهله هو بما Øدث قلا Ø£Ùهم كي٠يكون. هل من الممكن أن يطلعهم أهل البنت على ما اكتشÙوه من Øبلها؟ لكن لماذا؟ هل هم مصابون بداء المازوكية، Ùهم ÙŠØبون أن ÙŠÙضØوا أنÙسهم ويجلبوا على رؤوسهم ورأس بنتهم الميتة العار هكذا لله ÙÙ‰ لله؟ أيعقل هذا؟ إن هذه النقطة إنما تمثل Ù…Ùصلا من Ù…Ùاصل الرواية التى عندها تنعط٠الأØداث وتتغير مصائر الشخصيات، ومع هذا Ùما أضع٠هذا المÙصل! وهو ضع٠يسرى ÙÙ‰ ثنايا الرواية ويÙسد جوها ويوهى بناءها. ليس ذلك Ùقط، بل هناك صمت أسرة بدير جميعا بعد اختÙائه إثر انتØار آمونة، إذ لا يهتم الأب والأم والأخ بالبØØ« أو Øتى السؤال عنه. معقول؟ والله لو كان كلبا يربّونه ÙÙ‰ البيت لاهتموا به وسألوا عنه وظلوا يبØثون Øتى يجدوه.
ومن المÙاصل المهمة التى تØول عندها اتجاه الأØداث ومصير الشخصيات ÙÙ‰ الرواية خَطْ٠النسر لملابس الراوى الكهنوتية (ص178). Ùهل تخط٠النسور Ùعلا ملابس البشر؟ ولماذا؟ المعرو٠أن النسور تعيش عادة ÙÙ‰ الصØارى ÙˆÙوق الجبال ÙˆÙÙ‰ مناطق الساÙانا، ولا تأكل إلا الجيÙØŒ ولا تØمل إلى صغارها ÙÙ‰ الوÙكْنة شيئا من Ù„Øوم الØيوانات الناÙقة التى تأكل منها، بل تكتÙÙ‰ بأن تخرج لها من معدتها بعض ما كانت ازدردته من ذلك الطعام (انظر مادة “نسر” ÙÙ‰ “الويكيبيديا” العربية، ومادة “vulture” ÙÙ‰ الويكيبيديا الإنجليزية Ùˆ”الموسوعة البريطانية”ØŒ ومادة “vautour” ÙÙ‰ كل من موسوعة “الإنكارتا” Ùˆ”الموسوعة اليونيÙرسالية” الÙرنسية، وتØت عنوان “النسر المصرى” بمادة “الØيوان البرى ÙÙ‰ البلاد العربية” ÙÙ‰ “الموسوعة العربية العالمية”). لكن النسر ÙÙ‰ روايتنا قد ظهر ÙÙ‰ المستنقعات الموجودة ÙÙ‰ شمال الدلتا. Ùكي٠ذلك يا ترى؟ ومن الطري٠أن تقول الكاتبة على لسان الراوى إن النسور لم تكن تشاهَد ÙÙ‰ تلك النواØى، إذ هى من طيور الÙلاة، على عكس السÙّمَانَى واللقالق وأبى قردان مثلا (ص177). وهى ملاØظة صØÙŠØØ©ØŒ Ùلماذا إذن اخترع ذلك الراوى Ù†Ùسه Øكاية النسر؟ ولماذا قال إن النسر قد خط٠ملابسه؟ ترى هل كانت النسور يومامن أكلة الأقمشة؟ أم هل كانت صغارها تÙØ±Ø Ø¨Ù…Ù„Ø§Ø¨Ø³ الكهنوت الملونة المزخرÙØ©ØŒ Ùهو يخط٠ما يلقاه ÙÙ‰ طريقه منها ويÙلْبÙسهم إياه ليدخل البهجة على قلوبهم، ويوÙر لهم ÙÙ‰ ذات الوقت كسوة مجانية؟ Ø£ÙŽÙْهَم أن يكتب مؤلÙÙˆ “أل٠ليلة وليلة” شيئا من هذا القبيل، إذ “الØكايات العربية” (كما يسميها الأوربيون) هى قصص Ùلكلورية لا ينبغى أن Ù†Øاسبها بالمنطق، ومن ذلك مثلا ما نقرؤه Ùيها من Øكايات عن النسور التى تØمل البشر ÙÙ‰ الÙضاء إلى أماكن بعيدة، أو عن جبال Øجر الألماس التى لا يستطيع Ø£Øد بلوغها، والتى يعمل الجواهرية Øيلهم ÙÙ‰ الØصول على ما Ùيها من جواهر عظيمة Ùيأخذون الشاة من الغنم ويذبØونها ويسلخونها ويرشون Ù„Øمها ويرمونه من Ùوق تلك الجبال إلى أرض الوادي، Ùتنزل وهي طرية، Ùيلتصق بها شيء من هذه الØجارة، ثم يتركها التجار إلى نص٠النهار، Ùتنزل النسور والأرخاخ إلى ذلك اللØÙ… وتأخذه ÙÙŠ مخالبها وتصعد إلى أعلى الجبل، Ùيأتيها التجار ويصيØون عليها Ùتطير عن ذلك اللØÙ…ØŒ ويخلّصون هم الØجارة اللاصقة به تاركين اللØÙ… للطيور والوØوش، ثم ينصرÙون إلى بلادهم بما Øصلوا عليه من جواهر Ù†Ùيسة. نعم هذا مقبول من مؤلÙÙ‰ “أل٠ليلة وليلة”ØŒ أما أن تكتب قصّاصة ÙÙ‰ أواخر القرن العشرين ما كتبته عن ملابس الراهب التى خطÙها النسر Ùهذا أمر عجيب غير Ù…Ùهوم. Ùإذا أضÙنا إلى هذا أن هذه الØكاية كانت سببا لتØول الأØداث تØولا دراماتيكيا انتهى ببدير إلى الأَسْر ومغادرة مصر وخلع النصرانية واعتناق الإسلام تبين لنا كم تسىء هذه الØكاية إلى الرواية!
وللأس٠Ùإن الرواية، ÙÙ‰ جميع الÙترات الØاسمة منها، إنما تقوم على مثل هذه المصادÙات والاÙتعالات غير المنطقية. وملخص الØكاية هى أن بدير كان عائدا بصØبة ثاونا من لدن المتمرد البشمورى عندما قابلهم Ùجأة عساكر تابعة للخليÙØ© ÙÙ‰ طريقها لمØاربة ذلك الثائر، ÙخاÙا واختبآ، ولا أدرى لماذا ما داما ÙŠØملان رسالة من الأنبا يوساب تدعو البشمورى إلى إلقاء Ø§Ù„Ø³Ù„Ø§Ø ÙˆØ§Ù„Ø¥Ø®Ù„Ø§Ø¯ إلى السكينة وعدم المصادمة مع الدولة، مما يجعلهما بمنأى من الخوÙ. اللهم إلا إذا كان ÙÙ‰ الرسالة شىء آخر غير ما أعلنه لنا الراوى، وكانت على العكس مما قال تعبر عن التعاط٠معه وتØرضه على التمادى ÙÙ‰ العصيان كما كان خصوم الكنيسة الأرثوذكسية يقولون طبقا لما قاله الرواى ذاته (ص 169- 172)ØŒ وطبقا أيضا لمقال قرأته ÙÙ‰ Ø£Øد المواقع المشباكية يتهم يوساب بالنÙاق، إذ يبدو ÙÙ‰ العلن أنه مع الدولة ضد التمرد، على Øين يبعث ÙÙ‰ الخÙاء بالرسائل التى تشجع المتمردين وتستØثهم على الصمود والمضىّ ÙÙ‰ العصيان. المهم أن عساكر الجيش الخليÙÙ‰ استولَوْا على بغلى الرجلين، ثم تسببوا ÙÙ‰ اÙتراق الصاØبين أثناء الهرج والمرج الذى Øدث بينهم وبين المتمردين، وقضى بدير ليلته على شاطئ النهر ÙÙ‰ الأوØال رابطا Ù†Ùسه بالأعشاب الطويلة، ولا أدرى كيÙØŒ Øيث غلبه النوم ليقوم صباØا Ùيجد وجهه وملبسه الكهنوتى قد تلطخا بالطين مما اضطره لخلعه ليغسله وينشره، Ùيجىء النسر الأØمق Ùيسرقه ويطير به ÙÙ‰ الÙضاء العالى. ومن المضØÙƒ أن يقول الراوى إنه جرى وراء النسر، لكنه لم يستطع أن يلØÙ‚ به. أترى النسر كان يجرى على شاطئ النهر أمامه أم ماذا؟ إن النسر يا أخا الكنيسة يطير ولا يجرى! وهكذا يرى القارئ بنÙسه أننا هنا أمام Ùلم هندى آخر! ولقد انتهى الأمر بأسر الرجل وارتØاله إلى الشام Ùأنطاكية Ùبغداد… وهكذا تكون الكاتبة قد أعادت الرواية العربية عشرات الأعوام إلى الوراء Øين كانت تقتات على المصادÙات والغرائب التى “لا ÙŠÙصَدّكها عَكْل” كما كانت شويكار بنت طوب بن صقال تقول أيام انهيار السينما المصرية على يدها ويد زوجها المباركتين!
ونأتى إلى المÙÙْصَل الأخير، وهو Ù…ÙÙْصَل٠تØÙˆÙّل بدير إلى دين التوØيد (ص288). ومن الغريب أن يتم ذلك على يد الØسين بن ÙØ§Ù„Ø Ø·Ø¨Ø§Ø® قصر الخلاÙØ©: Øسين الØشاش القرارى الذى يغريه بالØشيش ويزينه له ويعرضه عليه ÙˆÙŠØ´Ø±Ø Ù„Ù‡ Ùضائله الموهومة! Øسين كاره الزواج ومرتاد بيوت الدعارة وباذل أقصى جهده لتعري٠بدير بتلك البيوت وتذوÙّق ما ÙÙ‰ سلتها من أية Ùاكهة تعجبه مما استÙز ضمير بدير Ùثار ÙÙ‰ وجهه معلنا أنه ÙÙ‰ الأساس رجل دين وأنه لا يمكن أن ينØØ· إلى تلك الدرجة من الØضيض (ص279- 280) رغم أنه قد مارس الزنا مرارا من قبل ولا يرى Ùتاة أو امرأة Øلوة إلا اشتهاها واشتعل جسده شبقا إليها، وهذا إن ØµØ Ø£Ù†Ù‡ كانت هناك بيوت دعارة ÙÙ‰ العالم الإسلامى ÙÙ‰ ذلك الوقت، ولا أدرى من أين أتت الكاتبة بهذه الشطØØ© الكرخانية! Øسين، الذى لا يذكر أمه إلا بÙشَرÙÙ‘ ولا يعر٠مَنْ أبوه ولا أين ولا هل هو ØÙ‰ أو ميت! Øسين الذى لا يصلى ولا ÙŠÙظْهÙر تدينا ويصÙÙ‡ الراوى ذاته بأنه يشبه الوثنيين المتوØشين (ص283)ØŒ وبأن إيمانه مزعزع، إذ يبدو وكأنه زنديق كاÙر أو إنسان ÙŠØªØ±Ø§ÙˆØ Ø¯ÙˆÙ…Ø§ بين الإيمان والكÙر، أو الرذيلة والطهر كما يصÙÙ‡ هو (ص284). ثم إن الراوى Ù†Ùسه قد Ø£ØµØ¨Ø Øشاشا. Ùمتى كان الØشاشون يهتمون بالتØول من دين إلى دين؟ ÙˆÙوق هذا Ùالكاتبة لم توÙر له الÙرصة كى يتعر٠على الإسلام تعرÙا يغريه باعتناقه، بل كانت تضعه دائما ÙÙ‰ ظرو٠لا يَظْهَر Ùيها إلا على أسوإ ما عند المسلمين، وآخرها أنهم أسروه وباعوه رقيقا وقَسَوْا عليه قسوة بالغة. ÙˆØين وصل أخيرا إلى قصر الخلاÙØ© لم يجد هنالك شيئا يدعوه إلى اتخاذ مثل هذه الخطوة، إذ لم ير ÙÙ‰ مجلس الخليÙØ© إلا الغناء والرقص، ولم يشاهد إلا سجود الناس للمأمون (ص291)ØŒ تلك التدليسة المتهاÙتة التى لا ندرى من أين أتت بها الكاتبة، ولم يسمع إلا عن التÙاوت الطبقى الÙاØØ´ بين قصر الخليÙØ© والرعية المدقعة الÙقر طبقا لما بثه ÙÙ‰ أذنه ابن ÙØ§Ù„Ø Ø§Ù„Ø·Ø¨Ø§Ø®. ثم هل يتØول إنسان من دين إلى دين هكذا Ùجأة، وبخاصة إذا كان رجلا من رجال الكنيسة؟ سيقول بدير إنه بدأ يقرأ وإن الØسين بن ÙØ§Ù„Ø ÙƒØ§Ù† ÙŠØ·Ø±Ø Ø¹Ù„ÙŠÙ‡ أسئلة تستدعى التÙكير ومراجعة المÙاهيم (ص285)ØŒ علاوة على ما تذكره Ùجأة من كلام ثاونا له منذ وقت طويل من أن ثمة إنجيلا لبرنابا يبشر بمجىء الرسول Ù…Øمد صلى الله عليه وسلم ويبين أنه هو المسيا المنتظر الذى أتى السيد Ø§Ù„Ù…Ø³ÙŠØ Ø¹Ù„ÙŠÙ‡ السلام ليمهد له الطريق (ص287). لكن أين كان هذا الكلام من قبل Ùلم يظهر إلا الآن؟ ومتى كان مثل الØسين ذلك الØشاش الداعر ÙŠÙكر ÙÙ‰ هذه القضايا ÙˆÙŠØ·Ø±Ø ØªÙ„Ùƒ الأسئلة التى تستÙز العقل والضمير؟ ثم لو أن ثاونا قد قال لبدير ذلك Ùعلا، Ùلماذا، Øين عاد إلى مصر وقابل ثاونا وعرض عليه الإسلام، لم يقبل ثاونا هذا العرض بل رÙضه رÙضا باتا؟ ليس هذا ÙØسب، بل كان Øزينا مغموما لأن بدير ترك النصرانية ودخل الإسلام. والعجيب أننا نسمعه رغم ذلك يقول إن الجميع: مسلمين ونصارى سو٠يدخلون الجنة وإن الله سو٠يرØÙ… البشر كلهم (ص367- 368). Ùلم الØزن والغم إذن؟ أليس هذا هو ما يسمونه: “سمك، لبن، تمر هندى”ØŸ ثم إنه بعد هذا كله (ص373) يشجع بدير على أن ÙŠØµØ§Ø±Ø Ø§Ù„Ù†Ø§Ø³ بما يشعر به بعد دخوله الإسلام من اطمئنان وراØØ© بال وسكينة Øتى لو آذَوْه. ولكن من الذين يمكن أن يؤذوه إذا كان يعيش ÙÙ‰ دولة مسلمة؟
كذلك Ùإن بدير، ÙÙ‰ الÙترة التى كان على مشار٠التØول إلى الإسلام، يؤكد أن جوهر الأديان واØد، وهو الهداية وبث الطمأنينة ÙÙ‰ النÙس والارتقاء بالبشر من Øالة الوØشية إلى Øالة تليق بالإنسانية. ترى لم تØول إلى الإسلام ما دامت الأديان واØدة، والرب هنا وهناك واØد لا اختلا٠ÙÙ‰ Ù…Ùهوم ألوهيته إذن؟ قد يقال إن الØسين بن ÙØ§Ù„Ø Ù‚Ø¯ أطلعه على أنه ينتمى إلى Ùرقة دينية تنادى بالعدل والمساواة بين البشر مما نادى به النبى الكريم عليه السلام وأصØابه الكرام، وإن هذا هو السبب الذى دÙعه إلى نبذ النصرانية والدخول ÙÙ‰ عقيدة الإسلام. لكن هذا يدخلنا ÙÙ‰ مشكلة معقدة، ألا وهى أن الإسلام ÙÙ‰ Øد ذاته كما تعرÙÙ‡ جماهير الأمة وعلمائها لا يجذب Ø£Øدا إليه، بخلا٠تلك الÙرقة القرمطية التى كان ينتمى إليها الØسين بن ÙالØØŒ Ùهى الكÙيلة بإØداث الجاذبية المÙقودة. Ùإذا عرÙنا أن القرامطة لم يكن لهم وجود بعد، بل كان أمامهم عقود قبل أن يظهروا على Ù…Ø³Ø±Ø Ø§Ù„ØªØ§Ø±ÙŠØ®ØŒ وأنهم ليسوا سوى Ùرقة ضالة مضلة منØرÙØ©ØŒ تبين لنا أن دخول بدير ÙÙ‰ الإسلام كان قائما على الوهم لا الØقيقة.
ثم ما الذى استجد ÙÙ‰ Øياته بعد اعتناقه الإسلام؟ أم هو Øدث يضا٠إلى Ø£Øداث الرواية، التى لا لزوم لكثير منها، والسلام؟ أما بالنسبة إلى الكتب التى شرع، بتوجيه الØسين الطباخ، يقرؤها ÙتدÙعه إلى التÙكير ÙÙ‰ تلك القضايا، Ùهل كان الطباخ رجلا مثقÙا كى يوجهه إلى كتب من شأنها تØريك عقله Ù†ØÙˆ اعتناق الإسلام؟ ثم ما هى تلك الكتب يا ترى؟ هل هى كتب المعتزلة مثلا؟ هل هى كتب الشيعة؟ هل هى كتب الباطنية؟ هل هى كتب الخوارج؟ لا ذكر لشىء من هذا بتاتا. إنما هو كلام عام عن “ÙƒÙتÙبٔ ÙØسب. Ùهل هذا يكÙى؟ والعجيب أن نرى بدير يشرب الخمر ÙÙ‰ عرس صديق له مجاراة للØاضرين (332) رغم أنه كان Øديث عهد بالإسلام، ومثله من المتØولين الجدد إلى الإسلام إنما ينÙر من هذا أيما Ù†Ùور جريا على الأقل على المثل القائل بأن “الـمÙنْخÙÙ„ الجديد له شدة”. أما أن يكون أول شىء ÙŠÙعله بعد إسلامه هو شرب أم الخبائث Ùمعناه أن أول القصيدة ÙƒÙر. أليس كذلك؟ والØمد لله أنه لم يستجب لدعوة الØسين بن ÙالØØŒ ولا أدرى لم سمته الكاتبة بـ”Ùالؔ، وليس بÙØ§Ù„Ø ÙˆÙ„Ø§ Ù…ÙÙ„Ø ÙˆÙ„Ø§ له من الÙÙ„Ø§Ø Ø£Ù‰ نصيب، إلى التردد معه على بيوت الدعارة، الموهومة مثل القرامطة سواء بسواء، وإلا لكانت الليلة من أولها إلى آخرها زÙتا وقَطÙرانا. وبالمناسبة Ùإن الرجل لم يستÙد من الإسلام ولم يستÙد منه الإسلام للأس٠الشديد، Ùضلا عن أنه انتهى ÙÙ‰ خاتمة المطا٠إلى رجل درويش يجوب الطرقات دون عمل أو هد٠متعرضا لمضايقات السابلة وأذاهم. أهذا هو الإسلام التى Øرصت الرواية على أن يعتنقه بطلها؟ يا للهول!
ومع هذا كله نرى رؤو٠مسعد النصرانى المتمركس ينتقد سلوى بكر على تØول بدير إلى الإسلام، وإن Ù†ÙÙ‰ أن يكون ذلك أو غيره راجعا إلى عوامل دينية، لا Ø³Ù…Ø Ø§Ù„Ù„Ù‡ (“Ù„Ø§Ø³Ù…Ø Ø§Ù„Ù„Ù‡” هذه من عندياتى أنا)ØŒ إذ قال عن مصرى نصرانى اسمه عوض الله ادعى عبد الØكيم قاسم ÙÙ‰ Ø¥Øدى رواياته أن الإخوان المسلمين أَغْرَوْه، على عكس رغبته، باعتناق الإسلام، لكنه قبل أن يصل إلى المسجد الذى كان عليه أن يعلن إسلامه Ùيه Ùاضت روØÙ‡ على بابه: “قبل أيام كتب الناقد جابر عصÙور مقالاً مهمًّا ÙÙŠ صØÙŠÙØ© “الØياة” تناول Ùيه رواية “المهدي” لعبد الØكيم قاسم، التي تØكي عن Ùترة الاختيارات الصعبة، إذ سلّط الضوء على شخصية المعلم عوض الله عوض الله، ذلك القبطي الÙقير الذي كان يعيش ÙÙŠ مدينة طنطا، وكي٠اضطره عسر الØال إلى مغادرة غرÙته الصغيرة هو وزوجته وأطÙاله والرØيل إلى القرى المجاورة واستقراره ÙÙŠ قرية Ù…Øلة الجياد، وتØت وطأة الØاجة المادية، ونتيجة لضغوط “الإخوان المسلمون” الذين أقنعوه بأن يؤل٠قلبه ويÙسْلÙÙ…ØŒ ويسمي Ù†Ùسه: المهدي. ÙˆÙÙŠ أثناء التطوا٠ÙÙŠ المدينة يتÙاقم عليه المرض وترتÙع عنده الØمى Ùيموت عند باب المسجد. والمÙارقة: تتسلل زوجه وسط هذه الØشود باكية لـتأخذ زوجها ÙÙŠ Øضنها وتصلي عليه “باسم الرب يسوع المسيؔ وترسم على صدرها علامة الصليب. لقد تناول عبد الØكيم قاسم هذا الموضوع، وهو غير مسيØÙŠØŒ ولكنه يعر٠المنطقة التي كتب عنها بشكل جيد، كما أنه يعر٠معاناة الأقباط جيدا. وهو Ù†Ùسه متØدّر من أسرة صوÙية. كما كتبت سلوى بكر رواية “البشموري”ØŒ ولكن الÙرق ÙˆØ§Ø¶Ø Ø¨ÙŠÙ† الروايتين. Ùعبد الØكيم قاسم أمات البطل القبطي قبل أن ينطق الشهادتين، ÙÙŠ Øين أن سلوى بكر تابعت البشموري وجعلته ÙÙŠ النهاية يؤمن بالإسلام، ويرتد عن المسيØية، ويرجع إلى مصر مسلمًا بعد أن Ø£Ùجبر على الهجرة ÙÙŠ عصر المأمون بسبب الثورة التي قام بها مسلمون ومسيØيون ÙÙŠ الدلتا نتيجة المظالم التي تعرضوا لها. لقد قمع المأمون هذه الثورة، ونÙÙ‰ الثوار، وشتتهم ÙÙŠ مختل٠أصقاع الإمبراطورية الإسلامية. سلوى بكر لم تستطع أن تبقي بطلها مسيØيا، وهذه مشكلة ÙÙŠ الرؤية. أي كي٠يرى الكاتب Ù†Ùسه ÙÙŠ التاريخ؟ وما هو موقÙÙ‡ من التاريخ؟ أنا ÙÙŠ “مزاج التماسيؔ أعتبر Ù†Ùسي مزيجًا من الثقاÙØ© الÙرعونية والقبطية والعربية، الجاهلية منها والإسلامية. ÙØينما أتØدث عن المشكلات التي يعاني منه الأقباط، Ùأنا أتØدث عن موق٠ثقاÙÙŠØŒ وليس عن موق٠ديني. وهنا يكمن الاختلا٠الكبير بيني وبين الآخرين الذين يتهمونني بالتعصب الديني. Ùكي٠أتعصب دينيًّا وأنا غير مؤمن؟ أنا Ù…Øصَّلة ثقاÙات مختلÙØ©ØŒ وعندما أتØدث عن الأقباط، Ùأنا أتØدث بØيادية تامة، مثلما أتØدث عن ØÙ‚ الأكراد ÙÙŠ الØياة الØرة الكريمة، مثلما أتØدث عن ØÙ‚ العراقيين المنÙيين وما إلى ذلك. أعتقد أن عبد الØكيم قاسم استطاع أن يقترب من رؤيتي ككاتب ومنظّر، ÙÙŠ Øين تخاذلت سلوى بكر ونكصت نتيجة للضغوط الخارجية القوية التي كانت تتعرض لها ÙÙŠ مجتمع متخلٔ (من Øوار له مع عدنان عدنان Øسين Ø£Øمد ÙÙ‰ موقع “الØوار المتمدن” عنوانه: “الروائي المصري رؤو٠مسعد لـ”الØوار المتمدن”: المكاشÙØ© تØتاج إلى شجاعة، والشجاعة لا تأتي دائما لأن لها مواسم”)ØŒ وهو ما يعنى أن سلوى بكر لا هى تعجب واØدا قبطيا ماركسيا Ù…ÙØªÙˆØ Ø§Ù„Ø°Ù‡Ù† ومÙØªÙˆØ ØºÙŠØ± الذهن، ولا واØدا متخلÙا مغلق العقل والقلب مثلى. بالله من أين تلقاها سلوى بكر؟ منى أم من رؤو٠مسعد؟ مسكينة الكاتبة. ومنا لله Ù†ØÙ† الاثنين، أو منى أنا على الأقل. لكن المضØÙƒ هى تأكيد رؤو٠مسعد أنه لا يستنكر ما Ùعلته سلوى بكر من منطلق التعصب الدينى. Ùمن أى منطلق إذن يا مسعد، أسعدك الله؟
ÙˆÙÙ‰ ص67 نجد كلاما كثيرا عن البرابى والهياكل والعقائد. ÙˆÙˆØ§Ø¶Ø Ø£Ù† المقصود هو تقديم الكاتبة للمعلومات التى قرأتها ÙÙ‰ مراجع الرواية، Ùهى تنتهز كل Ùرصة ولأدنى ملابسة لإÙراغ Ø´Øنتها من المعلومات، وكأن بدير الراوى مرشد سياØÙ‰ يعطى Ø§Ù„Ø³ÙˆØ§Ø Ù…Ø§ ÙŠØتاجونه من معلومات عما يزوره معهم من آثار. ذلك أن الراوى يزور بربا أتريب مع ثاونا أثناء رØلتهما من قصر الشمع إلى مستنقعات البشموريين Øاملين رسالة من أب الدير إلى المتمرد البشمورى ÙŠØاول Ùيها أن يرده إلى صوابه ونبذ تمرده على الدولة وتعريض الناس للمتاعب والمصاعب، Ùينتهز هذه الزيارة ليتØدث بشىء من الاستÙاضة عن الأعمدة والتيجان والنقوش والتصاوير والأشكال والهياكل ÙÙ‰ برابى برية أتريب وما يرتبط بها من عقائد، ولا يكاد يترك شيئا دون أن يصÙÙ‡ ويجسده لنا تجسيدا رغم أنه لا صلة بينه وبين عناصر الرواية الأخرى، إذ ما إن ندير ظهرنا له Øتى ننساه Ùلا نعود نتذكره.
ومثل ذلك ما نجده ÙÙ‰ صÙØØ© 229 من تÙاصيل كثيرة جدا عن الÙروق بين المذاهب النصرانية واختلا٠أسلوب قبول التوبة من العائدين إلى الكنيسة لا لزوم لها ÙÙ‰ الرواية، لكنها تدل على غرام الكاتبة بالØديث عن النصرانية وتقديمها للقارئ بكل سبيل مع أنها كلها زوائد تثقل Øركة الرواية وتضيع Øرارتها. ونÙس الشىء يقال عن التÙصيلات الخاصة بأسوار بغداد، تلك التÙصيلات التى لا تقدم ولا تؤخر ÙÙ‰ الرواية وتطورها، بل ولا يستطيع الذهن أن يتصورها (ص267)ØŒ وكذلك التÙصيلات المتعلقة بالمذاهب والديانات من معتزلة ومتصوÙØ© وشÙكّاك وثنوية وصابئة (ص307- 308).
إن الرواية هنا لتتØول إلى ما يشبه كتاب “علم الدين” لعلى مبارك، أى كتابا ÙŠØتوى على معلومات علمية مهمة يرى مؤلÙÙ‡ أن من واجبه Ø´Øنه بها كى يقرأها الجمهور ويلموا بها رغم أنها لا تقدم ولا تؤخر من الناØية الÙنية ÙÙ‰ الرواية ÙÙ‰ قليل أو كثير. وقد غبر زمن على الرواية العربية ÙÙ‰ بدايات عصر النهضة كان مؤلÙوها يهتمون أشد الاهتمام بتضمينها معلومات صØية وطبية وتاريخية وتوجيهات أخلاقية واجتماعية ودينية… ومن هنا انتشر ÙÙ‰ كتب تاريخ الرواية عندنا Ù…ØµØ·Ù„Ø “الرواية التعليمية”. وكان من النقاد من يثنون على هذا الضرب من الروايات أيما ثناء، إذ كان العنصر التعليمى هو الذى يشغلهم ÙÙ‰ المقام الأول (يمكن القارئ أن يراجع ÙÙ‰ هذه النقطة الÙصل الذى عنوانه: “موق٠الأدباء والنقاد من ÙÙ† القصة” ÙÙ‰ الباب الأول من كتابى: “نقد القصة ÙÙ‰ مصر: 1888- 1980Ù…”).
هذا، وقد تكررت ÙÙ‰ الرواية بعض المصطلØات الكنسية التى كان الراوى يوردها عادة دون Ø´Ø±Ø Ø£Ùˆ يشرØها شرØا موجزا لا ÙŠÙيد كثيرا، وهو ما أرى أنه بØاجة ماسة إلى ØªÙˆØ¶ÙŠØ Øتى ÙŠÙهم القارئ معانى تلك المصطلØات ولا يشعر بالضيق لجهله بها. وقد كان بمكنة المؤلÙØ© أن تØتال على شرØها بطريقة Ùنية كأن تقول مثلا ÙÙ‰ “المطانية”: “وأديت له مطانية Ùسجدت أمامه على سبيل الاØترام والخشوع” Øتى لا تÙضْطَرّ إلى إضاÙØ© هوامش لا تناسب العمل الروائى، بل يأتى Ø§Ù„Ø´Ø±Ø Ø·Ø¨ÙŠØ¹ÙŠØ§ ÙÙ‰ أثناء الكلام كأنه جزء منه Ùلا يشعر القارئ بشىء من الشذوذ أو التكل٠يÙسد عليه جو العمل الذى يعيش Ùيه ويتصوره عالما Øقيقيا. وبالمناسبة Ùلم ÙŠØدث قط أن طلب Ø§Ù„Ù…Ø³ÙŠØ Ø¹Ù„ÙŠÙ‡ السلام من تلاميذه ولا Ùكر Ø£Øد منهم من تلقاء Ù†Ùسه أن يسجد أو يركع له. والأناجيل موجودة لمن ÙŠØب أن يتقصى الأمر ويتØقق منه بنÙسه. والآن إلى ما تنبهت له من تلك الألÙاظ، التى اعتمدت ÙÙ‰ شرØها على “قاموس الكنيسة” الآن٠الذكر، مع إيراد ما ÙŠØتاجه القارئ Ùقط من كل مادة، إلى جانب التصØÙŠØ Ø§Ù„Ù„ØºÙˆÙ‰ لعبارة المØرر تجنبا لما Ùيها من ركاكة. وقد رتبتها ألÙبائيا: ÙÙ€”أَب٠الدير” هو رئيسه الذى يهتم بالرهبان، وقد تتم رسامته أسقÙا. Ùˆ”الأب الروØÙ‰” هو المرشد الذي يختاره الشخص بخلا٠أب الاعتراÙ. وقد يكون هو Ù†Ùسه أب الاعترا٠أيضا. ويهتم الأب الروØÙŠ بأولاده وتربيتهم. Ùˆ”الأجبية”: كلمة قبطية معناها ساعة زمنية، ويقصد بها الكتاب الذي ÙŠØوى صلوات السواعي: باكر والثالثة والسادسة والتاسعة والغروب والنوم والستار الخاصة بالرهبان ونص٠الليل. وهو عبارة عن مجموعة مختارة من مزامير داود النبى، ويسمى أيضا: كتاب الصلوات السبع. Ùˆ”الأرْخÙÙ†” (ج: أراخنة) هى كلمة يونانية معناها: “Øاكم، قائد، آمÙر، رئيس، رÙبَّان”ØŒ وانتقلت كما هي إلى اللغة القبطية. ÙˆÙÙŠ الليتورجية القبطية يسمى الملاك ميخائيل: “أرخن السمائيين”ØŒ أي “رئيس السمائييين”. وتÙسْتَخْدَم الكلمة ÙÙŠ Ø§Ù„Ù…ØµØ·Ù„Ø Ø§Ù„ÙƒÙ†Ø³ÙŠ Øاليا لتÙيد معنى الرجل العÙلماني المÙتقدّم بين شعب الكنيسة. Ùالأراخنة هم مقدّمو الشعب روØيا واجتماعيا. Ùˆ”الأرشيدياكون”: كلمة مكونة من مقطعين: أرش، ومعناها: رئيس. ودياكون، ومعناها: شماس. Ùالأرشيدياكون إذن هو رئيس الشمامسة. ويجلس عن يسار الأسق٠أو البطرك، ويناول الدم ويخدم الأيتام ويهتم بالمتعبدين ويبكت غير المتأدبين وينظم الأكليروس ويتلو الصلوات عند تجليس البطاركة والأساقÙØ©. ولا بد، إلى جانب علمه بالكتب المقدسة وإلمامه بطقوس الكنيسة، من تزكية الإكليروس والشعب له. Ùˆ”الإكليل”ØŒ والمقصود هنا إكليل الزواج بالذات، هو ما يضعه الكاهن على رأس العروسين أثناء تتميم سر الزواج. ويعده يوØنا الذهبى الÙÙ… رمزا لتتويج البتولية التى ØÙظها العروسان ÙÙ‰ Ù†Ùسيهما وجسديهما Øتى يوم الزواج. ولذلك لا تقام صلاة الإكليل إلا إذا كان العروسان بكرين، أو إذا كان Ø£Øدهما مترملا، والآخر بكرا. ويكون هذا الإكليل ÙÙ‰ الكنيسة القبطية على شكل منطقة نص٠دائرية مطلية بالذهب، ينتهى طرÙاها بخيطين من الØرير. وهو ÙÙ‰ الكنيسة اليونانية (الأروام) من الÙضة أو الذهب أو أى معدن آخر، وعلى شكل دائرى مثل تيجان الملوك. أما الآن ÙاستÙعÙيض عنه بإكليل من زهور صناعية ÙŠØÙظها العروسان بمنزلهما بعد انتهاء صلوات الإكليل.
Ùˆ”Ø£Ùوصنّا” أو “هوشعنا” كلمة دعائية معناها: “خَلÙّصْنا/ اØرسنا”. وهناك كلمة “أبرشية”ØŒ وهى كلمة يونانية معناها: مقاطعة أو مديرية أو ولاية الأسقÙØŒ وتطلق على المنطقة التي يرعي شعبها مطران أو أسقÙØŒ ويساعده الكهنة والشمامسة. Ùˆ”البرامون” هو اليوم السابق للعيد، وكان ÙŠÙصَام بدرجة تقشÙية أكبر كما يقول Ù…Øرر القاموس. Ùˆ”البصخة”: كلمة يونانية تقابل كلمة “ÙÙصْؔ العبرية، ومعناها: عبور. وتطلق ÙÙ‰ النصرانية على أسبوع الآلام، أما ÙÙ‰ اليهودية Ùتشير إلى عبور الملاك ÙÙ‰ مصر أيام موسى عليه السلام عن بيوت شعب إسرائيل ÙÙ‰ ضربة الأبكار. Ùˆ”البطرشيل”: رداء ÙŠÙعلَّق ÙÙ‰ العنق بÙتØØ© ÙÙ‰ أعلاه، ويتدلى بعرض الصَّدر ومن الأمام Øتى القدمين، ومن الخل٠بعض الشىء، ويزيَّن بالصلبان. وهو ÙŠÙسمى Øاليا: “الصدرة”. Ùˆ”التذاكية أو الثيؤطوكية”: أبيات موزونة غير مقÙاة تتضمن Ù…Ø¯ÙŠØ Ø§Ù„Ø¹Ø°Ø±Ø§Ø¡ وتمجيدها. ولكل يوم من أيام الأسبوع ثيؤكوطيته الخاصة به. Ùˆ”الدسقولية” هو الكتاب الذي ÙŠØوى تعاليم رسل Ø§Ù„Ù…Ø³ÙŠØ Ø¹Ù„ÙŠÙ‡ السلام. Ùˆ”الرشم”ØŒ ويطق على ما ÙŠÙعله الكاهن برشم علامة الصليب على Ù†Ùسه وعلى الشمامسة وعلى الشعب. كما يستخدم الصليب ÙÙŠ الرشم أثناء القداس الإلهي على الخبز والخمر… إلخ. والسنكسار (Synaxarium): كتاب كنسى ÙŠØوى سÙيَر الرسل والقديسين والشهداء وتذكارات الأعياد والأصوام مرتبًا Øسب أيام السنة عند النصارى.
Ùˆ”العلمانى” هو Ø£Øد Ø£Ùراد شعب الكنيسة، أي من خارج طغمة الإكليروس. وعلى العلمانيين مسؤولية نمو الكنيسة وانتشارها، لكنهم ÙÙ‰ ذات الوقت ممنوعون من ممارسة أي عمل من أعمال الكهنوت. Ùˆ”القÙدّاس”: كلمة سريانية عبرية معناها: التقديس، وجمعها: قداديس وقÙدَّاسات، أي الصلوات التي تقال أثناء تقديس الخبز والخمر، وكذلك القراءات والأسرار. وإلى جانب هذا يستخدم النصارى أيضا كلمة القداس ÙÙŠ غير تقدمة الإÙخارستيا، كما ÙÙ‰ قداس اللقان وقداس المعمودية وقداس الميرون. Ùˆ”القيÙّم”: Ù„Ùظة سريانية تطلق على الشخص الذي يقوم بعمل القربان. والمÙروض أن يتلو صلوات ومزامير معينة لدن قيامه بهذا الأمر. وكان بدير راوى “البشمورى” قيّمًا ÙÙ‰ كنيسة قصر الشمع بالÙسطاط. Ùˆ”القراءات الكنسية” (وبالسريانية: قربوني) هي Ùصول منتخبة من أسÙار الكتاب المقدس تتلي ÙÙŠ قداس الموعوظين. وقد اختارات الكنيسة Ùصولاً من الكتاب المقدس تقرأ ÙÙŠ القداسات سجلتها ÙÙŠ كتاب القطمارس. ويراعى ÙÙ‰ هذه القراءات أن تناسب الأعياد أو الأصوام الكنسية. Ùˆ”القلاّية” (ج: القلالي) هي Øجرة خاصة بالراهب ÙÙŠ الدير.
وكيرياليصون: عبارة مكونة من Ù„Ùظين هما: “كيري” من “كيريوس”ØŒ أى يا رب، Ùˆ”ليسون”ØŒ أى ارØÙ…. والمعنى الكلى: يارب، ارØÙ…. Ùˆ”المطران”: كلمة يونانية مكونة من مقطعين: “ميترو”ØŒ أى الأم، Ùˆ”بوليتيس”ØŒ أي المدينة، Ùيكون معناها صاØب المدينة الأم أو الكبيرة. Ùˆ”المنجلية”: منضدة خشبية يوضع عليها القطمارس. وغالبا ما تكون مطعمة بالعاج على شكل صلبان وآيات من الكتاب المقدس. Ùˆ”الميرون”: دهن ÙŠÙصْنَع من زيوت Ù…Ùعينة تÙخْلَط بالعطور التى Ø·ÙÙŠÙّب بها ÙƒÙÙ† السيد Ø§Ù„Ù…Ø³ÙŠØ Øسب اعتقاد النصارى. Ùˆ”الميطانية” (METANIA): كلمة يونانية تعني تغير الذهن والتوبة، وتستعمل ليتورجيًّا للإشارة عن الركعة والسجدة. ومن معانيها السجود الكامل إلى الأرض Øتى تلامس الجبهة التراب. Ùˆ”هرطقة”: صÙØ© الهرطوقي أو المهرطق (ج: الهراطقة)ØŒ أى المبتدع الذي يقول بتعليم يخال٠ما ÙƒÙتÙبَ ÙÙŠ الكتاب المقدس، ولا يخضع لتعاليم الكنيسة على لسان آبائها عبر القرون. وهذا المهرطق ÙŠØاكمه مجمع كنسي مسكوني أو Ù…Øلي. ويتدرج جزاء المهرطق إلى أن يصل إلى “عقاب الØـَرْم” أو “الØÙرْمان”ØŒ أي عدم قبوله بين المسيØيين لأنه يعكر سلام الكنيسة كما يقولون.
هذا، وقد استخدمت المؤلÙØ© على لسان بدير كلمة “الطَّمْث” مرات كثيرة كما ÙÙ‰ قوله مثلا: “والرÙّوم أتباع خلقدونية الطمث يتلمّظون على كنيستنا طوال الوقت” (ص29)ØŒ Ùˆ”الهرطقات الطمث” (ص80)ØŒ Ùˆ”كان الأب سرابيون صابرا عليه وعلى سماع أقواله الطمث Øتى يستجلى الأمر منه دÙعة واØدة” (ص60)… وهَلÙÙ…ÙŽÙ‘ جَرًّا. وتبدو الكلمة ÙÙ‰ هذه المواضع وكأن المقصود بها التعبير عن الدنس المعنوى. ومن معانيها ÙÙ‰ العربية Ùعلا الدنس والÙساد. لكن لماذا استخدمت المؤلÙØ© هذه الكلمة بالذات رغم أنها ليست معروÙØ© بهذا المعنى إلا ÙÙ‰ المعاجم وعلى استØياء، إذ “الطمث” ÙÙ‰ معناه الشائع هو الجماع أو الØيض، Ùضلا عن أن الراوى قد استخدمها عدة مرات٠صÙةً، لا مصدرًا كما هى ÙÙ‰ المعجم، كما أنه تستخدمها Ù…Ùردة مذكَّرة دائما Ùلا تأنيث ولا تثنية ولا جمع؟ أغلب الظن أن الكاتبة قد نقلتها عن كتاب “سير البطاركة” لساويرس بن المقÙع، الذى كنت Ø£Ùتش Ùيه ذات مرة عن بعض التÙاصيل، Ùإذا بى آتى على إشارة إلى البطرك ديمقرس، الذى Ø£Øرم لاون بطرك رومية، وأØرم كذلك “أقواله الطمثة” المملوءة ÙƒÙرا Øسبما هو مثبت ÙÙ‰ ذلك الكتاب (انظر ساويرس بن المقÙع/ سير الآباء البطاركة/ 2/ 281). ولكننى للأس٠لم أجد هذه الكلمة ÙÙ‰ “قاموس الكنيسة”ØŒ أما ÙÙ‰ “دائرة المعار٠الكتابية” Ùلم أجدها بهذا المعنى، بل بمعنى الØيض. وهذا نص المادة كاملا: “طمثت المرأة طمثًا: Øاضت، Ùهي طامث. وكانت المرأة الطامث تعتبر نجسة لمدة سبعة أيام (لا 12: 2ØŒ 15 :19)ØŒ وكل ما تضطجع عليه ÙÙŠ طمثها يكون نجسا، وكل من مس Ùراشها يكون نجسا (لا 15: 20- 23). وكانت الشريعة تنهى عن مضاجعة امرأة ÙÙŠ نجاسة طمثها (لا 18: 19ØŒ 20 :18). وعندما اضطجع داود مع امرأة أوريا الØثي كانت “مطهرة من طمثها” (2 صم 11: 4). ويقول Øزقيال ÙÙŠ وص٠الرجل البار: “Ùعل Øقًّا وعدلاً، لم يأكل على الجبال، ولم يرÙع عينيه إلى أصنام بيت إسرائيل، ولم ينجس امرأة قريبه ØŒ ولم يقرب امرأة طامثا” (Øز 18: 5- 9). كما يقول إن “بيت إسرائيل لما سكنوا أرضهم نجسوها بطريقهم وبأÙعالهم، كانت طريقهم أمامي كنجاسة الطامث” (Øز 36: 18). ويقول إشعياء النبي: “قد صرنا كلنا كنجس، وكثوب٠عÙدَّة٠(ثوب٠طامثÙ) ÙƒÙÙ„ÙÙ‘ أعمال٠بÙرّنا” (إش 64: 6)”.