فلسفة الحرب، في 25 أبريل 2016، (مجديات أخي الحبيب الراحل المقدم مجدي صقر، رحمه الله، وطيب ثراه)!

الحسد هو تمني زوال النعمة عن الآخرين. والبغضاء هي تمني إلحاق الأذى والضر بالآخرين. والعداء هو العمل على إلحاق الأذى والضر بالآخرين. والحرب هي أكبر وأوضح مظاهر العداء، ولها دافعان اثنان:

1) الاستيلاء على ما لدى الآخرين من ثروات ومنافع (الحرب الهجومية).
2) منع الأعداء (الآخرين) من الاستيلاء على ما لدينا (نحن) من ثروات ومنافع (الحرب الدفاعيّة).
والناس بعضهم لبعض عدو، والأعداء إمّا ظاهرون أو مختفون، وإمّا مباشرون أو محتملون.
نظرية المؤامرة
يظن بعضنا أن الغرب يعادينا ويسعي لتدميرنا نحن خاصة، وهذا خطأ
لأنّهم يكرهون الجميع حتى أنفسهم، ويدمّرون الجميع حتى مجتمعاتهم.
يعملون ذلك لاعتناقهم عقيدة المنفعة والمصلحة المطلقة (البراجماتيّة)، التي تجعل معتقديها لا يعبؤون إلا بتحقيق منافعهم ومصالحهم الشخصية الآنيّة، ويعلنون ذلك، ولا يخجلون منه! والحرب مثل السوق الكبيرة، والتجارة فيها الرابح والخاسر، والمنتصر (الرابح) هو من زاد ما خرج به من الحرب على ما دخل به، والمنهزم (الخاسر) عكس ذلك، وأكبر الخاسرين من خسر نفسه وماله حياته ورزقه.
إن الله هو الهازم الأعظم، لأنه يزهق الأرواح ويرث الأموال، ولا يسلبه أحد شيئًا. ويأبي الله أن يخسر جنده ومن حارب له بصدق وإخلاص؛ فيعطي الشهيد حياة لا تنتهي ورزقًا لا ينفد. والحقيقة التي تفرض نفسها أنّه إذا كان عقل يحارب عقلًا فإنّ الكفّتين متساويتان مهما اختلفت الإمكانيات؛ يقول الله: “ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار”. في هذه الآية يعلّم الله المؤمنين أفضل ما يمكنهم أن يدعوه به، وهو حسنة الدنيا وحسنة الآخرة. وحسنة الدنيا هي الأمن والسكينة والطمأنينة، ولا تكون الطمأنينة في الدنيا إلا لمن رُزق التوفيق، ولا يكون التوفيق إلا لمن علم الطريق وأحسن اختيار الطريقة، أي عرف الله وعبده كما يريد وانخلع من هوى نفسه كما ينخلع الثوب من البدن، واقتصّ لغيره منه، واستبرأ لدينه وعرضه. أمّا حسنة الآخرة فهي السلام بدخول المؤمن دار السلام، والله أعلم!

Related posts

Leave a Comment