فلسفة الخوف، في 25 أبريل 2016، (مجديات أخي الحبيب الراحل المقدم مجدي صقر، رحمه الله، وطيب ثراه)!

الحمد لله رب العالمين!

الخوف هو شعور مفاده توقع حدوث الضرّ. كل خلق الله خائف، وذلك لأسباب مختلفة، وليست المشكلة في الإحساس بالخوف، ولكن في الانفعال الذي ينتج عنه؛ فهو إما جبن أو حذر!
1) الجبن هروب من مواجهة المشكلة؛ فهذا نهانا الله عنه، يقول الله لموسى عندما شاهد العصا تحولت ثعبانًا عظيمًا، فولى هاربا ولم يعقب: “يا موسى لا تخف إنّه لا يخاف لديّ المرسلون”!
2) الحذر تخطيط جيد لمواجهة الأزمة المحتملة؛ فذلك ما أمرنا الله به، فعندما علم النبي بتجمع الأعداء لمحاربته قال الله له: “وإمّا تخافن من قوم خيانة” – أي تتوقعها- “فانبذ إليهم على سواء” -أي قم بهجوم شامل يقضى على مصدر الخوف قضاء مبرما- “ولا يحسبن الذين كفروا سبقوا” -أي تشجّع، ولا تخف من إمكانيات عدوّك الكبيرة وتفوقهم عليك!- “إنّهم لا يعجزون”ØŒ أي إنّه بمعيتي لك يا محمد أضيفت قوتي إلى قوتك، وهم ليسوا أقوياء أمامي، أي لا تخف ما دام الله معك!
الأمن هو اتخاذ ما يمكن من التدابير والإجراءات لمنع حدوث الضرر المتوقع أو حصره في أقل قدر ممكن؛ فمن يخاف هجمات اللصوص يحصن بيته. ويوم القيامة هو يوم الخوف؛ وذلك لاحتمال دخول أي فرد النار، ويستثنى من ذلك الخوف جماعة من الناس قال الله عنهم: “أولئك لهم الأمن”ØŒ أي أولئك الذين يدخلون في ظل الله فيحتمون من حر يوم القيامة؛ وبذلك يزيد أملهم في أن يكونوا من أصحاب الجنة وتطمئن نفوسهم. قيل إنّ الله لا يجمع على عبد خوفين أو أمنين؛ فمن خاف الله في الدنيا أمنّه في الآخرة، وأما من تجرأ على الله في الدنيا وأمَّنه أخافه الله يوم الفزع الأكبر، والله أعلم!
السلام هو عدم احتمال حدوث الضر بالمطلق، ولا يكون أبدًا على الأرض؛ فأوله الجنة، ولذلك أسماها الله دار السلام، فأهلها أمنوا بالمطلق من مكر الله وعذابه، فلن يصيبهم فيها أي ضر:
“وما هم منها بمخرجين”Ø›
صدق الله العظيم!

Related posts

Leave a Comment