فلسفة التشيّع (مأساة الدولة الإسلامية)، في 24 أبريل 2016 (مجديات أخي الحبيب الراحل المقدم مجدي صقر، رحمه الله، وطيب ثراه)!

الحمد لله رب العالمين!

قال الله -تعالى!-: “لتجدنّ أشّد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا”. قديما هاجم نبوخذ نصّر ملك بابل العراق أرض فلسطين التي كانت بها آن ذاك مملكة لليهود، فدمر بيت المقدس، وقتل ثلث الشعب اليهودي، وأسر الثلث الآخر فيما سمّي لاحقًا السبي البابلي، وترك الثلث الباقي أحياء يبكون على أطلال بيت المقدس. وأثناء وجود اليهود أسرى في العراق هاجم الملك قورش الأكبر ملك فارس (إيران) جارته العراق (بابل)ØŒ واستولى عليها، ومن بعدها أصبحت العراق جزءا من الإمبراطورية الفارسية، وبها عاصمتها المدائن. تمكّن اليهود الأسرى في العراق من تطوير وتحسين علاقتهم بالإمبراطور الفارسي، فسمح لهم بالعودة إلى فلسطين، ومن ساعتها نشأت علاقة مودة تاريخية بين اليهود والفرس (إيران).
هاجم الأحباش (الإثيوبيّون) المسيحيّون أرض اليمن، واحتلوها، وقضوا على الملك الحميري بها سنة 531م، فخرج الأمير العربي سيف بن ذي يزن، يبحث عن معونة ومدد من الإمبراطورية الرومانيّة لتحرير بلاده وطرد الأحباش من اليمن، لكنّ الإمبراطور الروماني المسيحي رفض نصرة العرب الوثنيّين، على الأحباش المسيحيّين، فتوجه سيف بن ذي يزن إلى كسرى ملك فارس الذي وافق على معونته، وطرد الأحباش من اليمن، وأصبح سيف بن ذي يزن والي كسرى على اليمن، وأصبحت اليمن إحدى الأقاليم التابعة للإمبراطورية الفارسية، وبها حامية فارسية. ساعد الوجود الفارسي في اليمن اليهود على الهرب إليها من الاضطهاد الروماني المسيحي، الذي كان يصب ويلاته على اليهود باعتبارهم قتلة المسيح!
أرسل النبي محمد إلى كسرى رسالة يدعوه فيها إلى الإسلام، فشعر كسرى بالإهانة، وأرسل إلى واليه على اليمن بأن يأتيه بمحمد، فلمّا حضر رسول كسرى إلى المدينة أخبره النبيّ أن ملكهم قد مات! عقب وفاة رسول الله -صلى الله عليه، وسلم!- أقبل المسلمون في المدينة يختارون خليفه له، فحاول ذلك الأنصار، لكن جموع المسلمين اتفقوا على تولية أبي بكر الصديق صاحب النبي. ولما توفّي الصدّيق أبو بكر استخلف من بعده صاحبه عمر بن الخطاب، فاستقرت بولايته الشرعية القرشية أساسًا للحكم في الدولة الإسلامية.
ظهر الفكر الشيعي (التشيّع السياسي)، ابتداءً، أثناء خلافة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب؛ إذ سعى بعض الناس إلى تحريض الإمام علي بن أبي طالب على الخروج على أمير المؤمنين عمر بن الخطاب، ولكنّ الإمام عليًا أبى عليهم؛ فسيرة الأمير عمر وأمانته وعدالته جعلت منه أقوى الملوك في تاريخ الدولة الإسلامية بعد أبي بكر، ولا سند للخروج عليه. ثم كان انتخاب أمير المؤمنين عثمان بن عفان لخلافه أمير المؤمنين عمر بن الخطاب قاصمة الظهر للمتشيّعين؛ فلم يجد السادة من آل البيت دعما كافيا من العرب أو اعترافا بحقهم (المقدس) في الملك وخلافة النبيّ.
عندما انتشرت الدعوة الإسلاميّة حتى فتحت فارس كلها، حنق الفرس أن هاجمهم الأعراب واستوعبوا حضارتهم وديارهم، وما أن ظهرت الفتنة بين معاوية بن أبي سفيان والإمام علي -كرم الله وجهه!- حتى تلقّفوها محاولين استعادة الإمبراطورية الفارسيّة في ثوب الخلافة الإسلاميّة.
ظهر باليمن رجل يهودي الأصل (عبد الله بن سبأ)، شهر إسلامه، وأظهر للناس ورعا وتقوى وعلما وفقها وتديّنا، وأخذ يدعو إلى تقديس الإمام علي -وربما تأليهه- وتكفير كل رجال الاسلام ورموزه الآخرين، وإلي هذا الرجل (ابن سبأ)، يرجع المؤرخون بداية ظهور التشيّع فكرا دينيا وعقديا.
يرى الكاتب الأمريكي وول ديورانت أنّ التشّيع من حيث الفكرة والنشأة يشبه البروتستانتيّة؛ إذ إن ملك الإنجليز لمّا أراد أن يستقل عن السلطة السياسية للكنيسة الكاثوليكية، أحدث استقلالا دينيا، ليمهد للاستقلال السياسي، وتعاون هو وراهب منشق عنها (لوثر)، وأنشأ كنيسة جديدة، وجعل نفسه رئيسها وكاهنها الأكبر.
نجح أهل العراق في إقناع الإمام علي -كرم الله وجهه!- بالهجرة إليهم، لأنّه لم يجد التأييد الكافي لخلافته من المسلمين الأوائل مهاجرين وأنصارًا في كل من مكة والمدينة، محاولين استنساخ الهجرة النبوية الشريفة. ثم ما لبثوا أن خرجوا عليه وقتلوه ونصبّوا أئمّة خلفاء له! استمرّت سرا الدعوة إلى الخلافة الإسلامية العربية القرشية العلوية الفاطمية، و(الرضا من آل علي)، واستطاع عبيد الله المهديّ -وهو رجل يدّعي أنّه من أبناء علي بن أبي طالب و فاطمة بنت رسول الله- أن ينشئ الدولة الفاطمية في المغرب العربي، التي اتّسعت فيما بعد لتشمل المغرب العربي وشمال إفريقية ومصر والسودان والشام والحجاز، وكانت عاصمتها قيروان تونس، ثم انتقلت إلى قاهرة مصر. عمل الخلفاء القرشيون العلويون الفاطميّون، على تغيير الدين الإسلامي ونشر العقيدة والفكر الشيعي، بما يقضي بتقديس الإمام علي وتكفير صحابة رسول الله إلا من آمن بأحقية الإمام علي في خلافة رسول الله -صلي الله عليه، وسلم!- وذلك لتكفير خصومهم العباسييّن في بغداد والأموييّن في الأندلس وخلق الدافع العقدي لدى جنودهم بقداسة الحرب ضد إخوانهم من المسلمين، وانتهى بهم الأمر إلى تأليه الخلفاء الفاطمييّن أنفسهم، فانتشرت ملل الكفر والزندقة، كالدرزية والعلوية والإسماعيلية والبهرة! نجح الأمير بدر الدّين الجمالي ومن بعده صلاح الديّن الأيوبي في القضاء على الدولة الفاطمية؛ فهرب كثير من رموز الفكر الشيعي إلى جبل لبنان حيث حماية الاحتلال الصليبي، أو اختفوا داخل الطرق الصوفية المصرية باجتياح المغول لدولة الاسلام، عمل الفرس على استقلال دولتهم عن جسد الأمة الإسلامية الكبير، ولم تعد لفكرة الإمامة المقدسة ضرورة؛ فأدخلوا الإمام المهدي السرداب (البدروم)، فلا خلافة ولا ولاية، ويتجمّد الوضع السياسي في الدولة، وما الحاكم إلا نائب عن المهدي المنتظر وصوله في أي لحظة، وتظل عودته المزعومة فكرة تحمي العقيدة المستقلّة من الانهيار أو أن تذوب في خضم الاختلاط بجموع المسلمين!
كانت إيران (فارس) جزءا من الدولة الإسلامية، تدين بالإسلام على المذهب السني، لكن حدث عقب تتويج إسماعيل الصفوي ملكا على إيران، أن أعلن المذهب الشيعي الاثنا عشري مذهبا رسميا للدولة، واستحضر علماء التشيّع من جبل لبنان، محاولا إيجاد دين جديد وشرعيّة جديدة للحكم الجديد، لأنه في العادة يسبق الاستقلال السياسي استقلال ثقافيّ، فعدل الأذان أحد شعائر الاسلام، بإضافة جملة “أشهد أن عليا ولي الله”ØŒ وعملت مجالس العزاء في عاشوراء وما اسموه بالشعائر الحسينيّة، كما أمر بسب الخلفاء أبي بكر وعمر وعثمان، وأمر بقتل علماء السنّة، وجعل مدينه قم مدينة شيعية مقدّسة، وأمر بتطوير المراقد المقدّسة للأئمة وجعلها مزارات يقصدها الناس ويحجّون إليها! وحكم الصفويون إيران بشرعيّة الخلافة الإسلاميّة القرشيّة العلويّة الفاطميّة الفارسيّة. وبدخول آخر الأئمة الاثني عشر السرداب وغيابه عن ممارسة مهام الخلافة وعدم اختيار خليفة له من بين نسل الإمام علي، يحكم البلاد حكام قوميون، من خلال كونهم نوابا عن الخليفة الغائب المهدي المنتظر خروجه من البدروم (السرداب)ØŒ لا بديلا عنه. ربما حاول ملك إيران الأخير الشاه محمد رضا بهلوي إعادة الشعب الإيراني إلى المذهب السني والابتعاد به عن هرطقات وخرافات العصور الوسطى ولاسيما بعد زواجه من الأميرة المصرية السنية. ربما أدرك الأمريكان واليهود خطورة ذلك ولاسيما بعد تقاربه هو ومصر السنية ودعمه لها في حربها ضد اليهود سنة 1973Ù…ØŒ فساعدوا شيوخ الضلال والفتنة على تثبيت إيران على منهجها المعادي للإسلام، ودعموا قيام الثورة الإيرانيّة (الخامنئيّة) سنة 1980ØŒ التي تجددت بها شرعية الخلافة الإسلاميّة القرشيّة العلويّة الفاطميّة الفارسيّة بقيادة مرشد الثورة نائبا عن الإمام المهدي الغائب في السرداب. ربما كانت الحرب العراقية الإيرانية هي هدية الغرب المعادي للإسلام للثورة الإيرانيّة؛ إذ إنّ انهماك واشتغال الشعب الإيراني بالحرب ضد العراق يضعف من قوة الأصوات المعادية للخوميني وأتباعه في الداخل الإيراني.
صور مخالفة العقيدة الشيعيّة للعقيدة الإسلاميّة
لقد أضاف الفرس إلى العقيدة الإسلاميّة إضافات جعلت التشيّع دينًا موازيًا أو مغايرًا أو معاديًا للإسلام، وذلك بالآتي:
1) أضاف الشيعة إلى العقيدة الإسلاميّة ضرورة الإيمان بأحقيّة الإمام علي -كرم الله وجهه!- في خلافه النبي، صلى الله عليه، وسلم! إنّ العقيدة الإسلامية موجزة في كلمتين: “لا إله إلا الله”ØŒ “محمد رسول الله”ØŒ ولقد زاد الشيعة عليهما: “عليّ وليّ الله”ØŒ ومن لم يؤمن بوجوب ولاية الإمام علي -كرّم الله وجهه!- فليس عندهم بمسلم. يؤسسون لأحقية الإمام علي في خلافة الرسول -صلي الله عليه، وسلم!- لكن أحقيّة الولاية لأي شخص أمر حكميّ، أي أنّ الناس يصيبون فيه أو يخطئون، وعلى مواقفهم يحاسبون، وليس أمرًا من أسس العقيدة في شيء، وما فعله الإيرانيّون إفساد للعقيدة الإسلاميّة، والله أعلم!
2) قدّس الشيعة غير مقدّس. التقديس رتبة يمنحها الله وحده، لا غيره. إنّ مقدسات الإسلام: أماكن (مكة والمدينة وبيت المقدس)، وكتب (القرآن الكريم والكتب السماوية الأخرى)، وناس (محمّد رسول الله وأنبياء الله ورسله)، لكن الشيعة قدّسوا مدينتي قم و النجف وقبور الأئمة، كما قدّسوا بعض الأئمة المحترمين بغير إجازة سماوية، وادّعوا لهم العصمة، كما ذكروا كتابا يسمّى قرآن فاطمة!
3) أضاف الشيعة إلى شعائر الإسلام ما ليس فيها: الحسينيّات والشعائر الحسينيّة وهي من أمور الهرطقة والزندقة وإفساد الدين وشق صف المسلمين وليست من الله ولا الإسلام في شيء، كما غيّروا أذان رسول الله الذي ظل عليه هو وأتباعه من بعده، وأضافوا إليه ما ليس فيه، في جرأة منقطعة النظير، ناهيك عن الاختلافات الأخرى في تفسير بعض آيات القرآن وإسناد الحديث والآراء الفقهيّة. ومن عجائب أهل البغي هؤلاء أنهم يحتفلون بيوم مقتل الإمام الحسين -رضي الله عنه!- عاشوراء، احتفالات كبيرة، يظهرون فيها من الأفعال التي تثير تعجّب العقلاء وتأسّف المؤمنين، ثم هم أولاء يتجاهلون ذكرى الهجرة النبويّة الشريفة، لأن فيها ذكر الصدّيق أبي بكر صاحب النبي الأثير الذي يعدونه -رضي الله عنه!- عدّوهم من المسلمين،
ولا حول ولا قوّه إلا بالله العلي العظيم!
مما تقدّم يتضح لنا أن التشيّع أصبح دينا موازيا للإسلام، وأخشى أن يكون أتباعه على غير ملة رسول الله محمد بن عبد الله، صلى الله عليه، وسلم!
يريد الشيعة (إيران) أن يؤسّسوا للآتي:
1) أن خلافة الإمام علي -كرم الله وجهه!- من أسس العقيدة، من أنكرها فقد كفر!
2) أن عظماء الإسلام وصحابة رسول إلا الإمام عليًّا -كرم الله وجهه!- هم إما كفار أو منافقون أو مرتدّون بعد وفاة النبي -صلى الله عليه، وسلم!- يجب على المسلمين ألا يثقوا بهم!
3) أنّ عليّا -كرّم الله وجهه!- هاجر إليهم وهم أنصاره وهم أولى به وبخلافته، كما كان الأنصار بالمدينة المنوّرة أولى برسول الله وبخلافته من بعده؛ وهم لذلك يلعنون المهاجرين أن استبدوا بالأمر بعد رسول الله ولم يشركوا فيه الأنصار!
4) أنّهم بهذه المكانة أولى بإمامة وقيادة الأمة الإسلاميّة!
وبذلك ينتقمون من العرب والإسلام الذي أطاح بالإمبراطوريّة الفارسيّة والديانة المجوسيّة التي مازالت نارها تشتعل في قلوب كثير منهم إلى الآن! وقد وجدوا أنفسهم الآن في مأزق؛ إذ إنهم محتاجون لدعم الأمة الإسلاميّة الرافضة في الوقت نفسه للفكرة الشيعيّة جملة وتفصيلا، التي بنيت أساسا لتعميق الانفصال والاستقلال عن الدولة الإسلامية الكبرى.
السؤال الآن: لماذا بعد أن ماتت قضيّة الخلاف بين الإمام علي ومعاوية، وبعد أن مات كل أبطالها وضحاياها والمنتفعين بها من ورائها، لماذا يكرر الفرس مشاهد المأساة الإنسانيّة العربيّة الإسلاميّة؟ لماذا يحرص الفرس على إظهار أنفسهم دون غيرهم أنصار الإمامين علي والحسين؟ هل يريد الفرس الادعاء زورا و بهتانا أنّهم أصحاب القضيّة وأولياء الدم وأنهم ورثة عرش الخلافة الإسلاميّة العربيّة القرشيّة!
تكمن خطورة انتشار الفكر الشيعي في البلاد الإسلامية بخلاف فساد العقيدة أن انتماء وولاء أتباع الفكر الشيعي إنما هو إلى أئمتهم وقادتهم ومرشدهم في اٍيران، لا لبلادهم وأوطانهم، كما هو حال أتباع حسن البنا في مصر. لقد كان البحث عن الشرعيّة الدينيّة المقدّسة لاعتلاء الحكم في الدولة الإسلامية همّ الطامعين والطامحين إليه على طول تاريخ الحكم في الدولة الإسلاميّة، وإنّه بالبحث في تاريخ الفاطمييّن وكل الفرق الفاسدة التي خرجت من عباءتهم يتضح لنا أن لليهود الدور الأساس في إنشائها، وذلك بهدف تدمير الدولة الإسلاميّة من الداخل؛ فحسبنا الله، ونعم الوكيل!
ستبقي خيانة الإمام علي وذريته من بعده لعنة تصيب فاعليها ومؤيّديها والمنتفعين من ورائها إلي يوم القيامة، يضربون صدورهم ووجوههم، ولن تطفأ لهم نار حرب، والله أعلم!
التصّوف
لقد ابتلي الإسلام عقيدة وثقافة ودولة، بما ابتليت به الأمم والديانات السابقة، وكان من أبرز مظاهر هذا البلاء التصوّف الذي انتشر في الدولة الإسلاميّة، نتيجة الأسباب الآتية:
1) الاحتكاك غير الرشيد لبعض العلماء ومثقفي الدولة الإسلامية الناشئة بثقافات الهند وفارس واليونان؛ فانتقلت إلى المسلمين ثقافة التصوّف.
2) المنحى السياسي الذي اتّبعه بنو أميّة والعباسيون من بعدهم، فحوّل الدولة الإسلامية (الديمقراطيّة الاشتراكيّة التعاونيّة التشاوريّة)، إلى ملكيّة خاصة.
3) لم يجد النوابغ والعلماء لأنفسهم مكانًا إلا في الهامش أو مبتذلين ومتملّقين في بلاط الملوك والأمراء.
4) ضعف الثورات وعجزها أن تحدث تغييرا حقيقيّا يعيد قيم الإسلام وأخلاقه إلى النظم الحاكمة في الدولة الإسلامية.
انتقل التصوف إلى الدولة الإسلامية للهروب من الواقع المؤلم إلى الغيب المرجو المأمول، والانكفاء على النفس وتقديسها بحجة أن المتصوفة هم الأقرب إلى الله، وراقت فكرة التصوف للأنظمة الاستعمارية والدكتاتورية؛ فعملوا على نشرها وتقويتها لأنها دين لا شوكة له، حتى لا يكون للمسلمين مكان في ركب الدنيا ولا مكانة في ركب الدين، و الله أعلم!

Related posts

Leave a Comment