قال معاوية: والله ما Øملني على الخلاÙØ© إلا قول رسول الله -صلى الله عليه، وسلم!-: يا معاوية اÙÙ† ملكت ÙØ£Øسن!
تولى معاوية بن أبي سÙيان إمارة المسلمين وكان من أكثر من ولي أمور المسلمين دراية وكÙاية ودهاء وقدرة على إدارة شؤون الدولة، وكان عاشقا للسياسة والرياسة والملك. ولقد أصبØت Ùيما بعد “شعرة معاوية”ØŒ من مأثورات التراث الÙكري والسياسي الإنساني، والتي يقول Ùيها معاوية: لو كانت بيني وبين الناس شعرة ما انقطعت؛ Ùإذا شدوا أرخيت، وإذا أرخوا شددت! وقال أيضا لأØد عماله: إنه ينبغي ألا يسوس الناس سياسة واØدة، لا باللين ÙيمرØوا، ولا بالشدّة ÙÙŠØمل الناس على المهالك، ولكن كن أنت للشدة والÙظاظة والغلظة، وأنا للين والألÙØ© والرØمة، Øتى إذا خا٠خائ٠وجد بابا يدخل Ùيه. لكن Ø¢ÙØ© توريث الملك قد تÙشّت ÙÙŠ الدولة الإسلامية، وأخذ آل البيت بالدعوة إلى الØÙ‚ المقدس ÙÙŠ تولي إمارة المسلمين وتقديس أئمة آل البيت، Øتى تعدى التقديس ÙÙŠ دولة الإسلام إلى أن ضم أيضا القيادات الدينية وشيوخ الطرق الصوÙية، وذلك بالمخالÙØ© الصريØØ© للإسلام عقيدة وقيما وأØكاما. دعا معاوية الناس إلي البيعة لولده يزيد، ليكون ولي عهده من بعده، Ùبايع له الناس ÙÙŠ سائر الأقطار، إلا عبد الرØمن بن أبي بكر وعبد الله بن عباس. كان معاوية لما ØµØ§Ù„Ø Ø§Ù„Øسن بن علي قد عهد له بالأمر من بعده، Ùلمّا مات الØسن قوي أمر يزيد عند معاوية، ورأى لذلك أنه أهل لولاية الأمر من بعده. وسريعا ما مضت الأيام، وجاءت سكرة الموت بالØÙ‚ØŒ ÙˆØضرت معاوية الوÙاة، وكان يزيد ولده ÙÙŠ الصيد، Ùأمر من Øوله أن يبلّغوه بالوصية الآتية: أن يستوصي بأهل الØجاز خيرا، إذا سأله أهل العراق ÙÙŠ كل يوم أن يعزل عنهم عاملا ويولي آخر ÙليÙعل، Ùعزل واØد Ø£Øب من أن يسل عليك مئة أل٠سيÙØŒ وأن يستوصي بأهل الشام، وأن يجعلهم أنصاره، وأن يعر٠لهم Øقهم. قال معاوية لولده يزيد: لست أخا٠عليك من قريش إلا ثلاثة: الØسين بن علي، وعبد الله بن عمر، وعبد الله بن الزبير. أما ابن عمر Ùقد وقذته العبادة. وأما الØسين Ùرجل ضعيÙØŒ Ùˆ أرجو أن يكÙيكه الله تعالي بمن قتل أباه وخذل أخاه، وإنّ له رØما ماسة ÙˆØقا عظيما وقرابة من Ù…Øمد -صلى الله عليه، وسلم!- ولا أظن أهل العراق تاركيه Øتى يخرجوه، Ùإن قدرت عليه ÙاصÙØ Ø¹Ù†Ù‡ØŒ Ùإنّي لو صاØبته عÙوت عنه. وأما ابن الزبير Ùإنّه خبّ ضب، Ùإن شخص لك Ùانبذ إليه إلا أن يلتمس صلØا، Ùإن Ùعل Ùاقبل، واصÙØ Ø¹Ù† دماء قومك ما استطعت.
لقد أخطأ أمير المؤمنين معاوية بن أبي سÙيان خطأين كبيرين جدا قد يصلان إلى Øد الجريمة ÙÙŠ ØÙ‚ الدولة الإسلامية:
الأول أنه عاند أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، واستغلّ قضية مقتل أمير المؤمنين عثمان بن عÙان ÙÙŠ تØريض المؤمنين على قتال بعضهم بعضًا. وهذا الأمر لا يعلم جزاءه إلا الله الذي لا تخÙÙ‰ عنه خاÙية.
الثاني أنه رسّخ مبدأ توريث الØكم ÙÙŠ التاريخ الإسلامي (إقرار نظام الØكم الملكي)ØŒ وذلك بعمله الدؤوب على توريث الملك لابنه يزيد بن معاوية، ÙØوّل اختيار الØاكم ÙÙŠ الدولة الإسلامية القائم على مبدأ الشوري وانتقاء الأكÙÙ‰ والأقوى لإدارة شؤون الدولة، إلى ملكية وراثية، كما Øوّل المال العام إلى غنيمة بيد الأمير يديرها كي٠يشاء -ولا Øول ولا قوه إلا بالله- لكن ما لا يمكن أن نتغاÙÙ„ عنه، أن أمير المؤمنين معاوية بن أبي سÙيان كان داهية ÙÙŠ السياسة والإدارة والØكم، ÙˆÙ†Ø¬Ø ÙÙŠ تطوير الدولة الإسلامية بما Øقق لها زيادة ÙÙŠ الرقعة، كما Ù†Ø¬Ø ÙÙŠ تØقيق الاستقرار والسلام داخليا، رØÙ… الله أمير المؤمنين معاوية بن أبي سÙيان!
لم يكن ليزيد بن معاوية همّة منذ ولّي إلا بيعة من أَبَوْا على معاوية البيعة له، وكثرت الرسائل للإمام الØسين بن علي من أهل العراق يدعونه للقدوم إليهم ليبايعوه. أرسل الØسين ابن عمه مسلم بن عقيل إلى العراق ليكش٠له Øقيقه الأمر، Ùخانه أهل العراق، وأسلموه لعبيد الله بن زياد والي يزيد بن معاوية على العراق Ùقتله. أرسل مسلم بن عقيل إلى الØسين قبل أن يموت أن لا يأتي العراق، وكذلك أشار على الØسين ناس كثيرون ألا يخرج إلى العراق، لكن الإمام الØسين -رضي الله عنه!- أصرّ على الخروج، وقال إني رأيت رسول الله أمرني بأمر وأنا ماض له. وذهب الإمام الØسين إلى العراق، Ùخذله أهلها، وأمره عبيد الله بن زياد بأن يبايع يزيد بن معاوية، Ùأبى إعطاء البيعة، Ùقتله ابن زياد، وبعث برأسه إلى يزيد! لقد أخطأ أمير المؤمنين يزيد بن معاوية ÙÙŠ أمرين قد يصلان إلى Øد الجريمة ÙÙŠ ØÙ‚ الدولة الإسلامية:
الأول أنه أخذ البيعة كملك عضوض متوارث، لا خلاÙØ© إسلاميّة، تختار الأÙضل ÙˆØ§Ù„Ø£ØµÙ„Ø Ù„Ù‚ÙŠØ§Ø¯Ø© الأمّة، يتشاور Ùيها أهل الØÙ„ والعقد وكبار رجال الأمة.
الثاني أنه قتل الإمام الØسين بن علي سيد شباب أهل الجنة، ولم يكت٠بØبسه أو عزله لاØتواء الموقÙØŒ كما أساء إلى المدينة المنوّرة وأهلها إساءة لن تنسى ولن تمØÙ‰.
ولقد أخطأ الإمام الØسين بن علي -رضي الله عنهما!- ÙÙŠ أنه اÙترض لنÙسه Øقا مقدسا ÙÙŠ تولي خلاÙØ© المسلمين، وهو أيضا اتخذ قراره بالمسير إلى العراق بناء على رؤيا منامية؛ Ùهو كيزيد بن معاوية، ولى Ù†Ùسه دون إجماع أهل الرأي وأصØاب الشورى ÙÙŠ الأمة. وترتب على هذا الخطأ أن هناك آخرين اÙترضوا لأنÙسهم هذا الØÙ‚ ÙÙŠ الخلاÙØ©ØŒ وتÙتّت الأمة وانقسمت، ولاØول ولا قوه إلا بالله!
لم يلبث يزيد بن معاوية كثيرا بعد مقتل الØسين بن علي، أن Ù„ØÙ‚ إلي جوار ربه، ليقضي الله بينه وبين خصومه Ùيما كانوا Ùيه يختلÙون! ثم ولي أمر المسلمين بعده ابنه معاوية بن يزيد بن معاوية بن أبي سÙيان، وصعد المنبر، وقال: أيها الناس، إنّي قد وليّت أمركم وأنا ضعي٠عنه، Ùإن Ø£Øببتم تركتها لرجل قوي كما تركها الصدّيق لعمر، وإن شئتم تركتها شورى كما تركها عمر بن الخطاب، وليس Ùيكم من هو ØµØ§Ù„Ø Ù„Ø°Ù„ÙƒØŒ وقد تركت لكم أمركم Ùولّوا عليكم من ÙŠØµÙ„Ø Ù„ÙƒÙ…! ثم نزل، Ùدخل بيته، Ùلم يخرج منه Øتى مات! ولما دÙÙ† معاوية بن يزيد بن معاوية بن أبي سÙيان، Øضر مروان بن الØكم بن أمية، Ùقال للناس: أتدرون من دÙنتم؟ قالوا: نعم، معاوية بن يزيد، Ùقال مروان: هو أبو ليلى الذي قيل Ùيه:
إنّي أرى Ùتنة تغلي مراجلها والملك بعد أبي ليلى لمن غلبا
استقل عبد الله بن الزبير بن العوام بالØجاز، Ùˆ بايعه أهل العراق ومصر Ùيما عدا الشام ÙÙيها بنو أمية، وعلى الكوÙØ© رجل يدعى المختار بن عبيد الله، يدعو إلى إمامة المهدي Ù…Øمد بن الØÙ†Ùية، ابن علي بن أبي طالب. استولى مروان بن الØكم على مصر، ثم جهّز جيشين Ø£Øدهما إلى المدينة، والآخر إلى العراق. ثم توÙّي مروان، وتولى الأمر من بعده عبد الملك بن مروان بن الØكم، وكانت بيده الشام ومصر. استغل الروم الاقتتال الداخلي ÙÙŠ الدولة الإسلامية، Ùهاجموا الشام، ÙصالØهم عبد الملك بن مروان على أن يدÙع لهم ÙÙŠ كل جمعة أل٠دينار، خوÙا منهم على الشام، ثم سار ÙÙŠ جيش كبير لاستعادة العراق، وكان عليها مصعب بن الزبير.
روي أن عبد الملك بن عمير قال: دخلت القصر بالكوÙØ© (قصر الإمارة)ØŒ Ùإذا برأس الØسين بن علي -رضي الله عنهما!- على ترس بين يدي عبيد الله بن زياد وعبيد الله على السرير، ثم دخلت القصر بعد ذلك Ùرأيت رأس عبيد الله بن زياد على ترس بين يدي المختار والمختار علي السرير، ثم دخلت القصر بعد ذلك Ùرأيت رأس المختار على ترس بين يدي مصعب بن الزبير ومصعب على السرير، ثم دخلت القصر بعد Øين Ùرأيت رأس مصعب بن الزبير على ترس بين يدي عبد الملك بن مروان وعبد الملك بن مروان على السرير! ولا Øول ولا قوة إلا بالله! قال رجل صالØ: إنّ الهلكة كل الهلكة أن تعمل السيئات ÙÙŠ زمان البلاء؛ Ùاللهم، اجعلنا سعداء بما جاء به نبيّك، واجعل Ù…Øمدًا -صلى الله عليه، وسلم!- شهيدا علينا بالإيمان، وقد سبقت لنا منك الØسنى، غير متطاول علينا الأمد، ولا قاسية قلوبنا، ولا قائلين ما ليس لنا بØÙ‚ØŒ ولا سائلين ما ليس لنا بعلم، اللّهم، آمين! قال رسول الله -صلى الله عليه، وسلم!-: إنّ الرجل ليدÙع عن باب الجنة بعد أن ينظر إليها على Ù…Øجمة من دم يريقه بغير Øقه. قيل: ما أوتي Ø£Øد Ø£Ùضل من العقل، وعقول الناس على قدر زمانهم! أرسل عبد الملك بن مروان الØجّاج بن يوس٠الثقÙÙŠ لإمارة العراق والبصرة والكوÙØ©ØŒ Ùلمّا تولى دخل الكوÙØ© على Øين غÙلة من أهلها يوم جمعة، Ùصعد المنبر، وأمسك عن الكلام طويلا، Ùتناول بعض الناس الØصى ليقذÙوه، Ùكان أوّل ما تكلّم به، قال: يا أهل العراق، يا أهل الشقاق والنÙاق ومساوي الأخلاق، والله، إن أمركم ليهمّني قبل أن آتي إليكم، ولقد كنت أدعو الله أن يبتليكم بي، ولقد سقط مني البارØØ© سوطي الذي أؤدبكم به، Ùاتّخذت هذا مكانه -وأشار إلى سيÙÙ‡- والله لآخذنّ صغيركم بكبيركم ÙˆØرّكم بعبدكم، ثم لأرصعنّكم رصع الØداد الØديدة والخباز العجينة! Ùلمّا سمعوا كلامه جعل الØصى يتساقط من أيديهم! وقال عن Ù†Ùسه:
أنا ابن جلا وطلّاع الثنايا متى أضع العمامة تعرÙوني
أزال عبد الملك بن مروان خصمه اللّدود عبد الله بن الزبير عن مكة، واستقر ملكه على دولة الإسلام، وانطلق مسلمة بن عبد الملك ليÙØªØ Ù…Ø§ بقي من بلاد الروم، وتولى موسى بن نصير غزو بلاد المغرب جميعها، وانطلق قتيبة بن مسلم Ù„ÙØªØ Ø®Ø±Ø§Ø³Ø§Ù† Ùˆ بلاد الترك، “وجاءت سكرة الموت بالØÙ‚ ذلك ماكنت منه تØيد”ØŒ ÙˆØانت ساعة ÙˆÙاة أمير المؤمنين عبد الملك بن مروان. قيل إنّه لما اØتضر عبد الملك بن مروان سمع غسّالا يغسل الثياب، قال: ما هذا؟ Ùقالوا: غسّال، Ùقال: يا ليتني كنت غسّالا أكسب ما أعيش به يوما بيوم ولم أل الخلاÙØ©Ø› إنّ الملك عقيم! Ùلمّا بلغ ذلك سعيد بن المسيب -رضي الله عنه!- قال: الØمد لله الذي جعلهم عند موتهم ÙŠÙرّون إلينا ولا Ù†Ùرّ إليهم! قال عبد العزيز بن مروان: عجبا لمؤمن يؤمن أن الله يرزقه ويخل٠عليه، كي٠يØبس مالا عن عظيم أجر ÙˆØسن ثناء!
Øكم الأمويّون الأمة الإسلامية بشرعية الخلاÙØ© الإسلاميّة العربيّة القرشيّة الأمويّة، وانتقلت العاصمة إلى دمشق. اعتمد الخلÙاء الأمويّون على العنصر العربي ÙÙŠ الجيش ودواوين الØكومة؛ Ùقد كان العنصر العربيّ مقتنعا بكÙاية وقدرة الأموييّن على Øكم الدولة الإسلاميّة، وكانت سوق الإسلام رائجة، وانتشر الإسلام ÙÙŠ Ø¢Ùاق الدنيا، واتّسعت دولته. لم يرتض آل البيت بهذه الشرعيّة، وظلوا ينادون سرًّا بالرضا من آل علي، ويتوارثون الخلاÙØ© بينهم. بعد ÙˆÙاة عبد الملك بن مروان بويع ابنه الوليد بن عبد الملك أميرا للمؤمنين، وولى ابن عمه وزوج أخته عمر بن عبد العزيز إمارة المدينة المنورة، Ùعمل على إكرام أهلها، وتنÙيذ خطة الوليد بن عبد الملك ÙÙŠ توسعة المسجد النبوي. وانطلق أخوه مسلمه بن عبد الملك بن مروان Ù„ÙØªØ Ø¨Ù„Ø§Ø¯ الروم، واÙØªØªØ Øصونا كثيرة، كما انطلق قتيبة بن مسلم Ù„ÙØªØ Ø¨Ù„Ø§Ø¯ الترك، Ùˆ اÙØªØªØ Ù…Ø¯ÙŠÙ†Ø© بخارى وسمرقند وكاشغر من أرض الصين، كما انطلق موسى بن نصير Ù„ÙØªØ Ø¨Ù„Ø§Ø¯ المغرب، وبعد ÙتØها انطلق طارق بن زياد مولى موسى بن نصير Ù„ÙØªØ Ø§Ù„Ø£Ù†Ø¯Ù„Ø³. كان الوليد بن عبد الملك بن مروان من Ø£Ùضل خلÙاء الدولة الأموية، بنى المسجد الأموي بدمشق، Ùلم يكن له نظير ÙÙŠ الدنيا، وبنى صخرة بيت المقدس، وعقد عليها القبّة، وبنى مسجد النبي -صلى الله عليه، وسلم!- وأعطى الزمنى والمجذومين، وأعطى الÙقراء وأمرهم ألا يسألوا الناس، Ùˆ أعطى كل Ù…Ùقعد خادما وكل ضرير قائدا، وكان يرسل بنيه ÙÙŠ كل غزو إلي بلاد الروم، ÙØªØ Ø§Ù„Ù„Ù‡ به الهند والسند والأندلس، Øتى دخلت جيوش المسلمين بلاد الصين. رØÙ… الله الوليد بن عبد الملك؛ Ùقد كان من Ø£Ùضل ملوك الاسلام وأنÙعهم لدولته، والله أعلم!
قيل: الناس على دين ملوكهم. كانت همّة الوليد بن عبد الملك ÙÙŠ البناء، وكان الناس كذلك؛ Ùكان الرجل يسأل الرجل: ماذا بنيت؟ ماذا عمّرت؟ وكانت همّة سليمان بن عبد الملك ÙÙŠ النساء، وكان الناس كذلك؛ Ùكان الرجل يسأل الرجل: كم تزوّجت؟ ماذا عندك من السراري؟ وكانت همّة عمر بن عبد العزيز ÙÙŠ قراءة القرآن ÙˆÙÙŠ الصلاة والعبادة، وكان الناس كذلك؛ Ùكان الرجل يسأل الرجل: كم وردك ØŸ كم تقرأ من القرآن كل يوم؟ ماذا صلّيت البارØة؟ الناس على دين ملوكهم !
بعد ÙˆÙاة الوليد بن عبد الملك بويع أخوه سليمان بن عبد الملك أميرا للمؤمنين، وجهز سليمان بن عبد الملك أخاه مسلمة بن عبد الملك لغزو القسطنطينية، ولم يتمكنوا من ذلك، وأجهدوا جهدا شديدا، “وجاءت سكرة الموت بالØÙ‚ ذلك ما كنت منه تØيد”ØŒ ومات أمير المؤمنين سليمان بن عبد الملك عن خمس وأربعين سنة، واستخل٠من بعده ابن عمه الرجل Ø§Ù„ØµØ§Ù„Ø Ø¹Ù…Ø± بن عبد العزيز بن مروان بن الØكم، ومما قال الأمير سليمان بن عبد الملك ÙÙŠ الØكمة: العاقل Ø£Øرص على إقامة لسانه منه على طلب معاشه. وسمع مرة الغناء ÙÙŠ معسكره، Ùقال: إنّ الÙرس ليصهل Ùتستودق له الرمكة، وإنّ الجمل ليهدر Ùتضّبع له الناقة، وإنّ التيس لينبّ Ùتستخذي له العنز، وإنّ الرجل ليغني Ùتشتاق له المرأة. ثم سأل عن أصل الغناء، Ùقيل له المدينة؛ Ùكتب إلي عامله أن يخصي بها من عنده من المغنيّن المخنّثين! رØÙ… الله أمير المؤمنين سليمان بن عبد الملك!
Ùما إن ولي عمر بن عبد العزيز الإمارة، Øتى عزل واليه على خراسان لأنه كان يأخذ الجزية ممن أسلم من الكÙار وكان يقول لهم إنّما دخلتم الإسلام Ùرارا منها، Ùكتب إليه عمر: إنّ الله إنّما بعث Ù…Øمد بن عبد الله -صلى الله عليه، وسلم!-داعيا، ولم يبعثه جابيا (أي جامع ضرائب)! لقد كان عمر بن عبد العزيز رجلا صالØا زاهدا، وكان يوسّع على عماله ÙÙŠ النÙقة، Øتى يتÙرغوا لأشغال المسلمين. ظهرت ÙÙŠ خلاÙته بذور دعوة بني العباس بعد أن ادّعى العباسيّون أن الخلاÙØ© والولاية (السريّة)ØŒ انتقلت من الإمام عبد الله بن Ù…Øمد بن الØÙ†Ùية بن علي بن أبي طالب أخي الإمامين الØسن والØسين من غير Ùاطمه بنت Ù…Øمد رسول الله، إلى الإمام Ù…Øمد بن علي بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب، وأنّ Ù…Øمد بن عبد الله بن عباس بعث من جهته رجلا يقال له ميسره إلى العراق، Ùˆ أرسل طائÙØ© أخرى إلى خراسان، وأمرهم بالدعاء له ولأهل بيته، “وجاءت سكرة الموت بالØÙ‚ ذلك ما كنت منه تØيد”ØŒ مرض أمير المؤمنين عمر بن عبد العزيز، ومات. ومما قال الأمير عمر بن عبد العزير ÙÙŠ الØكمة: من علم أن كلامه من عمله قل كلامه إلا Ùيما يعنيه وينÙعه! من أكثر ذكر الموت اجتزأ من الدنيا باليسير! من لم يَعÙدّ كلامه من عمله كثرت خطاياه! إذا استوت سريرة العبد وعلانيته قال الله هذا عبدي Øقا! من عبد الله بغير علم كان ما ÙŠÙسده أكثر مما يصلØÙ‡ ! لمّا مات الØجاج بن يوس٠الثقÙÙŠ قال عنه عمر بن عبد العزيز: لم Ø£Øسد الØجاج إلا علي اثنتين: الأولى أنّه كان يعطي ØÙظة القرآن، والثانية أنّه Øين Øضرته الوÙاة قال اللّهم اغÙر لي؛ Ùإنّهم -أي أهل العراق- يقولون إنك لا تÙعل! اللّهم رضّني بقضائك، وبارك لي ÙÙŠ قدرك Øتى لا Ø£Øب تعجيل ما أخّرت ولا تأخير ما عجّلت! رØÙ… الله أمير المؤمنين عمر بن عبد العزيز!
تولى أمير المؤمنين يزيد بن عبد الملك بن مروان إمارة الدولة الإسلامية خلÙا لأمير المؤمنين عمر بن عبد العزيز، وما لبث أن توÙÙŠ. تولى أمير المؤمنين هشام بن عبد الملك بن مروان إمارة الدولة الإسلامية خلÙا لأخيه يزيد بن عبد الملك، ÙˆÙÙŠ إمارته ÙتØت مدينة Ùرغانةه وأرض الخزر واللّان ومدينة الصقالبة وقيسارية من بلاد الروم، وتوÙّي ÙÙŠ عهده أخوه مسلمة بن عبد الملك، الذي قيل عنه إنه كان نظير خالد بن الوليد ÙÙŠ أيامه! كان أمير المؤمنين هشام بن عبد الملك أشدّ بني أميه نظرًا ومتابعة لأصØابه ÙˆÙØصا ÙÙŠ دواوينه، “وجاءت سكرة الموت بالØÙ‚ ذلك ما كنت منه تØيد”ØŒ مات أمير المؤمنين هشام بن عبد الملك، ومات معه ملك بني أمية! بويع من بعده الوليد بن يزيد بن عبد الملك، وكان رجلا مجاهرا بالÙواØØ´ØŒ ورماه بنو هاشم بالكÙر والزندقة، Ùاجتمع الناس على خلعه أو قتله؛ Ùقتل! بويع يزيد بن الوليد بن عبد الملك خلÙا للوليد بن يزيد بن عبد الملك، وكان يلقب بيزيد الناقص، لأنه نقص الناس ÙÙŠ أعطياتهم، وثارت Ùتن كثيرة تطالب بدم الوليد بن يزيد، ومات يزيد بن الوليد، وكانت مدة ولايته ستة أشهر، وخلÙÙ‡ من بعده أخوه إبراهيم بن الوليد بن عبد الملك، وخرج عليه مروان (الØمار)ØŒ وقتله، وانتهت على يد مروان الØمار دولة بني أمية!
لم يستطع بنو أمية إيجاد آلية لانتقال السلطة السياسية بين Øاكم وآخر تضمن اختيار الأكÙØ£ ÙˆØ§Ù„Ø£ØµÙ„Ø Ù„Øكم الدولة، لكنّهم اكتÙوا بالتوريث كشرعية لانتقال السلطة، والتي تعثّرت ببعض الØكّام الÙاسقين الÙاسدين الذي أنهوا بأيديهم دولتهم قبل أن تنتهي على أيدي أعدائهم، لكن يمكننا القول بأنه كانت سوق الجهاد قائمة ÙÙŠ دولة بني أمية، ليس لهم شغل إلا ذلك، Øتى علت كلمة الإسلام، واتسعت دولته ÙÙŠ مشارق الأرض ومغاربها، وبقي الإسلام عقيدة وشريعة على Ù†Ùس النقاء الذي كان عليه أيام رسول الله -صلى الله عليه، وسلم!-وخلÙائه الراشدين من بعده.