فلسفة الحكم الرشيد، في 5 يونيو 2013 (مجديات أخي الحبيب الراحل المقدم مجدي صقر، رحمه الله، وطيب ثراه)!

الدولة هي إقليم يعيش عليه مجموعه من البشر، يترابطون برابط اجتماعي أو ثقافي أو تاريخي أو اقتصادي، اتفقوا فيما بينهم على أن يتنازل كل فرد أو مجموعة عن جزء من ماله وحريته، للمحافظة على ما تبقى له من حرية ومال. إن كل المقومات اللازمة لنشأة الدول عبر التاريخ الانساني، متوفرة في إقليم مصر وبين أهلها. وتلزم أمور اخرى لبقاء الدولة وبقاء المواطن معها.


الحكم هو وضع الحكمة موضع التطبيق، ولو كان قسرا جبرا. الحكمة هي معرفة الخير. الخير هو الجمال. الجمال هو الكمال. الكمال هو وضع الأمور في مكانها وزمانها وحجمها وقدرها وغايتها ومناسبتها. الفارق بين الذكاء والحكمة هو المدى الزمني المستهدف. الذكاء السياسي وضع خطة جيدة لسنة أو عدة سنوات. الحكمة السياسية هي وضع خطة محكمة تراعي كل التطورات من الآن حتى الوقوف بين يدي الله، سبحانه وتعالى! ويمكن القول إن العلماني ذكي لكني لا أعتقد أنه حكيم. حكمة الله مطلقة. حكمة الرسول مقيدة. حكمة العلماء من الناس تحتمل الصواب والخطأ.
مقومات وأسس الحكم الرشيد
أولا مقومات اقتصادية:
يجب على الحاكم وهيئة حكمه (الحكومة)، تحقيق وفرة اقتصادية للشعب (مصادر دخل)، توفر لهم القوت والسكن والصحة المناسبة لأحلام وتطلعات أفراده، تشعرهم بالرضا عن الحاكم و هيئة حكمه. إذا نجح الحاكم في تحقيق الوفرة الاقتصادية للشعب فإنه يضمن استقرار حكمه بنسبه 50%!
ثانيا مقومات الأمن والنظام العام، و تتمثل في الاّتي:
1) جيش قوي مدرب متطور يحمي البلاد
2) نظام قانوني و تشريعي يحقق السلام الاجتماعي
3) قضاء عادل ونزيه ومستقل يطمئنُّ المواطن إلى حكمه وعدله
4) شرطة قوية ومسيطرة ومدربة وعلى كفاية عالية
5) دولاب عمل حكومي جيد ينظم حياة الناس وعلاقتهم بعضهم ببعض وبأجهزة الحكم
إذا نجح الحاكم في تحقيق الأمن بمفهومه العام والشامل للشعب، فإنه يضمن استقرار حكمه بنسبه 30%!
ثالثا مقومات معنوية، و تتمثل في الآتي:
1) الاستقرار الديني والعقائدي، بأن يكون للشعب دين يسمو به وبروحه ويقوي ارتباطه بالقيم الأخلاقية العليا، ويحقق الترابط والتعاون والمحبة بين أفراد الشعب
2) خطاب السياسي قادر على تعزيز الترابط بين الحاكم والشعب وخلق قناعة لدى أفراد الشعب بكفاية الحاكم ورضاهم عن حسن اختيارهم واستمرار تأييدهم له
3) خطاب إعلامي قادر على تأليف قلوب الشعب على محبة الوطن والتفاني في العمل لأجله والتعاون مع الحاكم وهيئة حكمة على تحقيق طموحاتهم وتطلعاته، ويحقق الترابط بين قوى وفئات الشعب وقت الأزمات
إذا نجح الحاكم في إثراء الجانب المعنوي للشعب، فإنه يضمن استقرار حكمه بنسبه 20%!
مقومات الحاكم الشخصية
قال رسول الله -صلى الله عليه، وسلم!-: يا أبا ذر، إنها أمانة، وإنها يوم القيامه خزي وندامة. يقول كونفوشيوس: لست أبالي مطلقا إذا لم أشغل منصبا كبيرا، وإنما الذي أُعنَى به أن أجعل نفسي خليقا بذلك المنصب الكبير.
يلزم المرشح لرئاسة الجمهورية، لكي تترسخ قناعة الشعب بكفايته وأهليته في الحكم، أن تتوفر فيه بعض الصفات والمقومات، ومنها الآتي:
1) على دراية جيدة بالقانون (الشريعة)
2) من أقدر أفراد الشعب على تطبيق القانون على نفسه وعلى الناس وعلى مستوى عال من حسن الخلق وطهارة اليد (شخصية قوية، وقدوة حسنة)
3) لديه الكفاية والمعرفة والدراية العالية التي تدعمها الخبرة السابقة على إدارة قطاعات الدولة ومؤسساتها المختلفة
4) لديه الفهم الجيد للسياسة الخارجية والمخاطر التي تهدد الدولة في الداخل المحلي والخارج الإقليمي والدولي
5) له طموحه وتطلعه الخاص لمستقبل أفضل للوطن، وعلى فهم جيد لتطلعات الشعب (برنامج انتخابي جيد)
6) لديه القدرة والكفاية والعلم والمعرفة التي تدعمها الخبرة بالإمكانيات المتاحة للدولة بشرية ومادية ومعنوية، وكيفية استخدامها لتحقيق هذه التطلعات
7) استيفاء الشروط القانونية والصحية والنفسية
8) النجاح في اختيار مستشارين مخلصين وعلى كفاية عالية، والقدرة على العمل معهم كفريق -يقول أوكونور: “إن القيادة الحقة تعتمد على المعرفة والخبرة الواسعة، ومهما كانت عظمة صفات القائد، فلن يتمكن من الاستفادة منها واستخدامها ما لم يكن ملما بالتفاصيل الفنية”- وكذلك تعرُّف مرؤوسيه ومعرفة وظائفهم وصفاتهم وأشخاصهم
من أهم أسباب التطور الحضاري في المجتمعات:
1) المهارة الفردية لدى أبناء الشعب، ومدى قدرتهم على التحصيل العلمي والابتكار
2) إصرار القيادة السياسية على إحداث النقلات الحضارية
3) قدرة المؤسسات التنفيذية على وضع وتفعيل خطط ناجحة لتحقيق الأهداف المخططة، مع التأكيد على استمرار الإشراف والرقابة والمحاسبة الدائمة والدقيقة
4) تقوية المجتمع لمواجهه أعدائه الطبيعيين والمحتملين في الداخل والخارج

Related posts

Leave a Comment