ميمية جعفر بن جدار الغريبة

“وقد يأتي من الشعر ما هو خارج عن طبقة الشعراء، منفرد في غرائبه وبديع صنعته ولطيف تشبيهه، ÙƒÙ‚ول جعفر بن جدار كاتب ابن طولون:

ابن عبد ربه (328=940)،،،

كم بين باري وبين بَمَّا وبين بون إلى دِممّا

مِن رَشأٍ أبيضِ التراقي أَغْيَدَ ذي غُنّة أحمّا

وطَفلة رَخصة المرائي ليسَتْ تُحلّى ولا تُسمّى

إلا وسِلكٌ منَ اللآلي يُعجز مَن يُخرج المُعمّى

صغرى وكبرى إلى ثلاث مثلِ التّعاليل أو أتمّا

وكم ببمٍّ وأرض بمٍّ وكم برمٍّ وأرض رمَّا

من طفلة بضّة لَعوب تلقاك بالحسن مُستتمّا

منهنّ ريّا وكيف ريّا ريّا إذا لاقت المَشَمّا

لو شمّها طائرٌ بِدَوٍّ لَخَرَّ في التُّرْب أو لَهَمّا

تَسحَب ثوبين من خَلوق قد أَفْنَيَا زعفران قُمّا

كأنما جُلّيا عليها من طِيب ما باشَرَا وشَمّا

فأَلْفَيَا زَعفرانَ قُمٍّ فانغمسا فيه واستحمّا

فَهْيَ نظير اسمها المُعلّى يفوح لا مِرْطِها المُدمّى

هيهات يا أختَ أهل بَمٍّ غلِطتِ في الِاسم والمسمّى

لو كان هذا وقيل سَمٌّ مات إذن مَن يقول سَمّا

قد قلتُ إذْ أقبلَت تَهادى كطلعة البدر أو أَتمّا

تُومِي بأُسْروعةٍ وتُخفي بالبُرد مثلَ القِداح حُمّا

لو كنتُ ممّن لكنتِ ممّا لكنَّني قد كبرتُ عمّا

عاتبني الدهر في عِذاري بأحرفٍ فارعَوَيْتُ لمّا

قُوِّسَ ما كان مستقيمًا وابيضَّ ما كان مُدلَهِمّا

وكيف تَصْبو الدّمى إلى مَنْ كان أخًا ثم صار عمّا

لي عنك يا أختَ أهلِ بَمٍّ شُغْلٌ بما قد دنا مُهِمّا

فلستُ من وجهكِ المُفدّى ولستُ من قدّكِ المُحمّى

أذهلَني عنك خوفُ يومٍ يحيا له كلّ مَن ألمّا

ما كسبَتْهُ يداي وَهْنًا خيرًا وشرًّا أصبتُ ثَمّا

تُحشَر فيه الجنانُ زَقًّا وتُحشر النار فيه زَمّا

تقول هذي لطالبيها هيتَ وهذي لَهُمْ هَلُمّا

نفسيَ أولى بأن أَذُمّا مِن أمرها كلَّ ما استُذِمّا

يا نفس كم تُخدَعين عمّا بلُبسِ داجٍ وأكلِ لَمّا

رعيتِ من ذي الحُطام مَرعًى جمعتِ أكلًا له وذَمّا

ويحكِ فاستيقظي ليومٍ يحيا له كلُّ مَنْ أَرَمّا

ألم تريْ يُونُسَ بْنَ عبدِ الْأَعلى غدا صامتًا فصَمّا

في حُفرةٍ ما يُحيرُ حرفًا قد دُكّ مِن فوقِها وطُمّا

والمزنيَّ الذي إليه نَعشو إذا دهرُنا ادْلَهمّا

أَخفى فؤادي له عزائي لكنْ زَفيري عليهِ نَمّا

كأنما خُوِّفَا فخافا أو حُذِّرا غاشمًا فصَمَّا

أَقبلَ سهمٌ مِنَ الرَّزايا فخصَّ أعلامَنا وعَمّا

دَكْدَكَ منا ذُرا جِبالٍ شامخةً في السماء شُمّا

وخصَّنا دون مَن عليها وزادَ هَمًّا بنا وغَمّا

قد قربُ الموت يا ابنَ أُمّا فبادرَ الموتَ يا ابن أُمّا

واعلمْ بأنْ مَنْ عصاكَ جَهلًا مِنَ التُّقى لم يُطعْكَ هِمّا

هو الهُدى والرَّدى فإمّا أتيتَ آتِي الرّدى وإمّا

ها أنا ذا فاعتبِرْ بحالي في طَبقٍ مُوصَدٍ مُعمّى

قد أسكنتْني الذنوبُ بيتًا يَخاله الإلفُ مُستَحَمّا

فهل إلى توبةٍ سَبيلٌ تكون فيها الهمومُ هَمّا

فتشكرَ اللهَ لا سواه لعلّ نُعماه أن تَتِمّا

يا نفسُ جِدّي ولا تَميلي فأفضلُ البرّ ما استُتِمّا

أوِ ابحثي عنْ فُلِ ابْنِ فُلٍّ تَرَيْهِ تحت التراب رَمّا

لَبِئْسَ عبدٌ يروح بَغيًا معَ المساوي تَراهُ دَوْما

في غَمرة العيش لا يُبالي أَحْمَدَهُ الجارُ أم أَذَمّا

كم بين هذا وبين عبدٍ يغدو خَميصَ الحَشا هِضَمّا

يقطعُ آناءه صلاةً ودهرَه بالصلاح صَوْما

إنَّ بهذا الكلام نُصحًا إن لم يوافِ القلوبَ صُمّا

يا ربِّ لي ألفُ ألفِ ذنبٍ إن تعفُ يا ربِّ فاعفُ جَمّا

فابرِدْ بعفوٍ غليلَ قلبٍ كأنّ فيه رَسيسَ حُمّى

Related posts

Leave a Comment