صهيل في زفاف الموت، لمحمد العوفي تلميذي العماني النجيب

وَمَضَيْتُ وَحْدِيَ

لَا أَرَى إِلَّايَ وَالْقَمَرَ الْمُسَافِرَ

فِي عُيُونِ الْخَائِفِينَ

هُنَا سَتَبْتَدِئُ النِّهَايَةُ

فَارْحَلِي لِلْمَوْتِ أيَّتُهَا النَّوَارِسُ

وَاصْعَدِي لِلَّازَوَرْدِ

فَلَيْسَ يُولَدُ هَاهُنَا إِلَّا الغَوَايَةُ

وَالْعَنَاكِبُ

وَانْتِفَاضَاتُ القُبُورْ

لَا ظِلَّ لِلْبَحْرِ الَّذِي رَاوَدْتُهُ زَمَنًا

فَكَيْفَ أَعُودُ لِلْمِيلَادِ

كَيْفَ تَمُرُّ بَيْنَ قِيَامَتِي وَالطِّينِ

حُمَّى الضَّوْءِ

تَخْتَصِرُ الْمَسَافَةَ بَيْنَ أَحْلامِ الْقَرَابِينِ

الدَّفِينَةِ تَحْتَ أَكْوَامِ الْخَطِيئَةِ

سَوْأَةٌ تَجْتَثُّ مِنْ رَحِمِ الْغَمَامِ

طُفُولَةَ الْمَاءِ الْبَرَاءَةَ

تَحْتَ أَنْظَارِ الظَّلَامْ

مَنْ أَنْتَ

هَذَا الَّلَيْلُ يَسْأَلُنِي

أَنَا نَايٌ أَذُوبُ كَمَا الصَّدَى

أَسْتَلُّ أَفْئِدَةَ الْغِيَابِ

وَأَرْتَوِي مِنْ نَخْبِهَا

جُرْحٌ مِنَ الْمِلْحِ الَمُعَتَّقِ وَاجِمٌ

فِي حَضْرَةِ الْعَرَّافِ

أَرْكُضُ خَائِفًا كَالرِّيحِ

أَسْعَى كَالْفَرَاشَاتِ الْخَجَولَةِ

صَوْبَ أَشْبَاحٍ تَغَطَّتْ بِالنَّهَارِ

وَأَرْتَمِي فِي حِضْنِ عَاشِقَتِي الْحَقِيقَةِ

مِثْلَ طِفْلٍ يَشْتَهِي قُبُلَاتِ أُمٍّ

حِينَ تَرْتَجِفُ التَّمَائِمُ

كَالْخَلَاخِلِ

كَارْتِعَاشَةِ نَاسِكٍ وَقْتَ السَّحَرْ

أَنَا ذَلِكَ الْفَجْرُ الْمُشَرَّدُ

فَوْقَ أَرْصِفَةِ الْخَرَابِ

كَخُنْفُسَاءَ تَغُوصُ فِي وَحَلِ الْمَتَاهَةِ

خَلَّفَتْ غَدِيَ الثُّمَالَةُ مُقْعَدًا

مَلَّتْنِيَ الْمِرْآةُ حُلْمِي بَائِسٌ

وَعَلَى تَراِتيلِ السَّرَابِ

أَقُومُ مُتَّكِئًا عَلَى عُكَّازِيَ الْخَشَبِيِّ

أُشْعِلُ ذِكْرَيَاتِي

ثُمَّ أَنْثُرُهَا رَمَادًا فَوْقَ وَجْهِي

وَالْخُرَافَةُ تَقْرَأُ الْأَمَلَ الْمُسَجَّى

فَوْقَ أَكْتَافِ الْحَنِينْ

يَا أَيُّهَا الْوَجَعُ الْمُغَامِرُ فِي دَمِي

كُنْ نَخْلَةً شَمْطَاءَ يَوْمَ زِفَافِهَا

كُنْ صَامِتًا

كَضَفَائِرِ الْغَافَاتِ فِي صَحْرَائِهَا

أَوْ كُنْ صَهِيلًا فِي الْمَدَى

كُنْ مُومِيَاءَ

بِسَاعَةِ الْمَوْتِ الْأَخِيرَةِ

وَانْتَفِضْ

وَاخْلَعْ سَوَادَكَ بَاسِمًا

لَا تَلْتَفِتْ لِلرِّيحِ

وَانْصِبْ خَيْمَةً لِلتَّوْأَمَيْنِ أَنَا وَأَنْتَ

وَدَعْ طَوَابِيرَ الْأمَانِي

وَالرِّوَايَاتِ الْقَدِيِمَةَ

وَالنَّوَارِسَ

يَرْحَلُونَ

لِلَا وَطَنْ

Related posts

Leave a Comment