سخف أسخف

“نبتت عندنا نابتة من الرجال كأن حشو نفوسهم طيش، على ما فيهم من بعض الفضائل؛ فتولوا الدعوة إلى كتابة العربية بالأحرف الأعجمية اللاتينية؛ فكان من سخرية الدهر بالعرب المحدثين الذين لم يطيقوا حمل الأمانة التي حملهم إياها مجد آبائهم، أن قام قاضٍ حُمِلَ من كرسي القضاء إلى دار مجمع اللغة العربية، فتولى كِبْرَ الدعوة إلى كتابة العربية بالأحرف اللاتينية! ولا أظنه كان في السخف أسخف من هذه المهزلة التي يغضي عنها المرء من صحفي طياش، ولكنه لا يستطيع إلا أن يشمئز حين يرى مُمثِّلَها قاضيا كان مؤتمنا على القضاء بين الناس بالعقل والعدل، ومؤتمنا على اللغة بالانتساب إليها ثم بإكرامه حين وضع في المكان الذي يظن الناس به أنه مؤتمن على هذه اللغة! والخيانة هنا ليست خيانة للغة في الحقيقة، ولكنها خيانة للعقل الذي وضعه الله في الرؤوس للتفكير المستقيم، لا للخلط والعبث والتخبط والكذب”ØŒ

محمود محمد شاكر (1418=1997).

Related posts

Leave a Comment