مدير المشروعات ÙÙŠ دار المخطوطات بإسطنبول، مدير معهد المخطوطات العربية بالقاهرة (سابقًا)ØŒ مدير معهد البØوث والدراسات العربية بالقاهرة (سابقًا).
https://mugtama.com/more/flags-and-celebrities/item/135364-2022-01-04-09-58-35.html
التراث العربي الإسلامي ØاÙÙ„ÙŒ بأسماء عظيمة، سواء ÙÙŠ الأزمان الغابرة، أم ÙÙŠ الأعصر الØديثة. ولقد التقيت كثيرًا من المØدثين ÙƒÙاØًا، Ùبلغت مع بعضهم Øدود المعرÙØ© أو كدت، ولم أجاوز مع بعضهم Øدود الخطÙØŒ على أن المعرÙØ© والخط٠ÙÙŠ بابة التأثير ليسا مرتهنين بتكرار ولا طول زمن؛ Ùقد يكون للقيا مرة ما ليس للقى تعدَّدت، ولا للقى امتدت ورØبت، ورØÙ… الله الشاعر القديم الذي وصل إلى غاية المدى، Ùقدَّم الأذن على العين “والأذن تعشق قبل العين Ø£Øيانًا”.وأنا مع الشيخ Ù…Øمود شاكر -برَّد الله ضريØه، وجعله ÙÙŠ أعلى عليين- لست ابن بÙرْد البصير، الذي Ø£Øبَّ بأذنيه، ولم ير بعينيه، Ùقد رأيته بعيني، وسمعته بأذني. ليست “الشين” ÙÙŠ اسمه، ÙˆÙÙŠ “الشامخ” هي التي جعلتني أربط بينهما ÙÙŠ العنوان، وإن رأيت ÙÙŠ ذلك جمالًا استØسنته، بيد أنَّ الأمر أعمق من ذلك وأخطر؛ إنَّه ÙÙŠ تلك العلاقة الوثيقة التي لا تنÙÙƒ ولا تقبل الانÙكاك بينه وبين الشموخ؛ Ùأنا لا أعر٠-وأØسب أنَّ كثيرين معي- Ø£Øدًا ÙÙŠ القرن الماضي يتمثَّل Ùيه شموخ العربية وشموخ التراث، والانتماء لهما، كما تمثَّل Ùيه. الشيخ Ù…Øمود شاكر ÙˆØده هو الذي وصل بالاعتزاز بالعربية والتراث إلى أبعد مدى، ودÙع وداÙع عنهما، كما لم يدÙع ويداÙع عنهما Ø£Øد ÙÙŠ قرنه على الأقل.لن أدَّعي -كما ÙŠÙعل كثيرون- أنّÙÙŠ تلمذت له، ولن أقول: إنّÙÙŠ كنت جليسه، وأدلّÙÙ„ على هذا وذاك بنشر صورة لي معه، ومع مريديه؛ لتأكيد الدعوى؛ Ùأنا لم ألقه سوى ثلاث مرات: مرة ÙÙŠ أوائل ثمانينيات القرن الماضي بمقَرّ٠معهد المخطوطات العربية ÙÙŠ الكويت، وكنت يومها ÙÙŠ مطالع عشرينيات عمري، ومرة ÙÙŠ منتص٠التسعينيات، ÙÙŠ بيته العامر بمصر الجديدة، برÙقة الدكتور عدنان درويش مدير إدارة التراث القديم ÙÙŠ وزارة الثقاÙØ© السورية ومØقّÙÙ‚ كليات الكÙوي، وتاريخ ابن قاضي شهبة وغيرهما. ومرة ÙÙŠ جامعة الدول العربية قبيل ÙˆÙاته، المرتان الأوليان كان Ùيهما بعض كلام، والأخيرة كانت رؤية صامتة.وأØسب أن ظلال هذه اللقى المعدودة السريعة -إضاÙØ© إلى قيمة الرجل ÙÙŠ ذاته ÙˆÙيما قدَّمه من خدمات جليلة للتراث- بما تØيل عليه من تقصير مني، وشعور -ربما- بالتأنيب، وراء رغبتي ÙÙŠ كتابة هذه الكليمات؛ لعلّÙÙŠ أكÙÙ‘Ùر عمَّا Ùات من جهة، وأتلذَّذ باÙتراض تلمذة ونØÙ† نعيش اليوم عصر العالم الاÙتراضي من جهة أخرى.يسكن شاكر قلوب الكثيرين ممن رأوه، وممَّن لم يروه أصلاً، ممَّن ÙŠØبونه وينتمون مثله إلى التراث، وممَّن يبغضونه، ويخالÙونه ÙÙŠ الرؤية والمذهب والطريقة، لكنَّهم لا يملكون إلَّا أن يعترÙوا له ويدينوا بالأستاذية والعلم وإن ألبسوا ولبّسوا الØÙ‚ بالباطل، وضمَّنوا Ø§Ù„Ù…Ø¯ÙŠØ Ø§Ù„Ø¸Ø§Ù‡Ø± غمزًا باطنًا وطعنًا Ø®Ùيًّا.بين الرغبة والرهبةÙÙŠ الكويت Øيث اللقاء الأول سيطر هاجس الهيبة. شاب ÙÙŠ أوائل العشرين ممتلئ قلبه Øبًّا للغته ولتراثه ولرموزهما، غير أن الشيخ Ø´Ùهر ÙÙŠ الوقت Ù†Ùسه بقسوة لسان، ولذلك تذبذب الشاب بين الرغب والرهب، ثم إن الرغب غلب Ùسلّم، وما مكث إلا قليلاً خوÙًا من جهل معلومة أو خطأ لغة.كان مدير المعهد يومها د. خالد عبد الكريم جمعة -رØمه الله- وهو من تلاميذه، ويØسب الشاب أنَّه قد دعاه لزيارة المعهد الذي كان ÙÙŠ أول المرØلة التي استضاÙته Ùيها الكويت، ولقد بقي الشيخ ÙÙŠ المعهد Ù†ØÙˆ أسبوع، يجلس على Ø£Øد الكراسي ÙÙŠ غرÙØ© المدير وبين يديه كتاب أو أوراق يقلّÙبها. وما زال الشاب يذكر أنَّ المدير طلب منه -وكان أمين المكتبة ومسؤولًا عن مجلة المعهد المØكَّمة- أن يأتي بالبØوث التي تقرَّر أن تنشر ÙÙŠ العدد المقبل، ويعرضها على الشيخ، Ùوجد Ù†Ùسه مرة أخرى ÙÙŠ مأزق الرغب والرهب، وبعد تردّÙد ما كان أمامه من سبيل سوى Øمل البØوث والنزول بها من الدور الخامس إلى الرابع Øيث الشيخ، طرق الباب ودخل وهو يسترق النظر إلى الشيخ، كانت خشيته منه أكبر من خشيته من المدير. ورآه ينظر ÙÙŠ البØوث، Ùإمَّا رضي عن بØØ« -وقليلًا ما يكون- وضعه على جنب، وإمَّا غضب عليه -وكثيرًا ما يكون- ألقى به، وقد تميَّز من الغيظ، وكأنَّه يرميه. رسخت هذه الصورة ÙÙŠ عقله ÙˆÙÙŠ قلبه لم تÙارقه، وكأنَّها كانت أمس.ÙÙŠ اللقاء الثاني (مصر) كان السيد الرغبة، وإن لم تخل٠الرغبة من الرهبة القديمة، على الرغم من أن بين اللقاءين عقدًا من الزمان، والØÙ‚ أن Øضوره كان Øضور الشاهد، الØوار والØديث ÙÙŠ جÙلّÙÙ‡ بين الشيخ وعدنان درويش، غير أن الصورة التي لم تغادره Øتى اليوم، صورة الوداع Ùقد خرج الشيخ لوداعنا، ÙˆÙÙŠ Ù„Øظة العناق كان السقوط، يومها شعر بأنَّ رØيل الرجل قد اقترب.أما ÙÙŠ اللقاء الثالث (مصر أيضًا) Ùلم يكن إلا النظر من بعيد والمصاÙØØ©ØŒ ذلك أنَّ المØÙÙ„ كان عامًّا، لا يتسع لأكثر من السلام، ولا مجال Ùيه Ù„Øديث.ما وراء اللقىهي ثلاث Ù„Ùقى، يمكن وصÙها بأنَّها ظاهرية وقشرية، غير أن الخير كله كان ÙÙŠ ما وراءها، Ùقد اقتربت منه، بل عرÙته ÙÙŠ مقدمة كتاب المتنبي الخالدة “رسالة ÙÙŠ الطريق إلى ثقاÙتنا”ØŒ ÙˆÙÙŠ “نمط صعب ونمط مخئ، ÙˆÙÙŠ “أباطيل وأسمار” ÙˆÙÙŠ مقالاته التي Ù†ÙØ´Ùرت ÙÙŠ مجلة الرسالة وغيرها، والتي جمعها ÙÙŠ ما بعد عادل سليمان جمال ÙÙŠ “جمهرة مقالات Ù…Øمود شاكر” كما خبرت علو كعبه ÙÙŠ الدقة والضبط ÙÙŠ تØقيقه “جامع البيان ÙÙŠ تأويل القرآن” للطبري، ÙˆÙÙŠ “طبقات ÙØول الشعراء” لابن سلام الجمØÙŠØŒ وغيرهما، كما عرÙته ÙÙŠ تلاميذه، وعاينت مكانته العظيمة ÙÙŠ قلوبهم وعقولهم، ومنهم عبد الله يوس٠الغنيم، وعبد الله Ù…Øارب (الكويت) ومØمود الطناØÙŠØŒ وعبد الØميد بسيوني، ومØمد جمال صقر (مصر)ØŒ وعبد الله عسيلان (السعودية)… وغيرهم.رَØÙ„ الشيخ عن عالمنا عام 1997 من القرن الماضي؛ Ùكان Ùقده ÙƒÙقد قيس بن عاصم المنقري الذي قيل Ùيه البيت الذائع:Ùما كان قيس Ù‡ÙلْكÙÙ‡ Ù‡Ùلْك٠واØد *** ولكنه بنيان قوم تهدَّمابيد أنَّ الÙجيعة ÙÙŠ قيس كانت Ùجيعة ÙÙŠ خسارة السيادة والعقل والجود والØÙلْم والØكمة، أمَّا الÙجيعة ÙÙŠ شاكر Ùهي أعظم، إذ هي متصلة بتراث الأمة، وأصالة Ùكرها، ÙˆØراسة Øدودها، وهويتها الØضارية، Øتى إني لأزعم، غير مبالغ ولا شاط أنَّ Ø£Øدًا ÙÙŠ القرن العشرين لم يترك أثرًا كذاك الذي تركه شاكر، وأنا أقصد -بالطبع- ÙÙŠ بابة التراث تØديدًا.Ùهل يجود علينا الزمان بشاكر آخر ÙÙŠ القرن الØادي والعشرين؟ ليس ذلك على الله تعالى بعزيز.
الله الله ( ليست ” الشين”ÙÙŠ اسمه ÙˆÙÙŠ “الشامخ” هي التي جعلتني أربط بينهما ÙÙŠ العنوان .