أمير المؤمنين

“كان عُمر في أُخريات أيامه مِمَّا يضيق صدره بهذه الغربة التي غادره فيها تفرُّقُ أصحابه في الفتوح، وبما طُوِّق به من تكاليف إمارة المؤمنين، وبما صار هدفا لسؤال الناشئة عن أمور هذا الدين؛ فكان يجد من الحرج والضيق ما يحمله على أن يأخذ تبنة من الأرض، فيقول: ليتني كنت هذه التبنة، ليتني لم أخلق، ليت أمي لم تلدني، ليتني لم أكُ شيئا، ليتني كنت نِسيا منسيا! أو أن يبكي حتى تختلف أضلاعه، ثم يقول: وددت أني خرجت منها كَفافا لا عليَّ ولا لي! أو أن يقف يصلي بالناس الصبح، فيُسمع حنينه من وراء ثلاثة صفوف، أو أن يذكر الأخ من إخوانه بالليل، فيقول: يا طُولَها مِن ليلة! حتى إذا فرغ من صلاته غدا إليه، فإذا لقيه لزمه واعتنقه فرحا بلقائه وحمدا لله على وِجدانه حيًّا لم تَفُتْهُ به المَنيّةُ”ØŒ

محمود محمد شاكر (1418=1997).

Related posts

Leave a Comment