علي الفارسي

كان شديد الفخر بِصُور (محط أنظار المتطلعين إلى محافظة الشرقية العمانية)؛ فهي العَفيّة -صفة صاغها أهلها من العافية عامّيةً مطلقةً- أول مشارق الشمس العربية، المتخلقة بأخلاق البحر طيبا وذكاء. لم يبخل بدرجته الثانوية العالية على قسم اللغة العربية وآدابها بكلية الآداب والعلوم الاجتماعية من جامعة السلطان قابوس- ولا بإخلاصه المستمر، حتى إذا ما تخرج فيه ولم يوظف به استعاض بمحاولة الماجستير فيه، وكيف وهو المبتلى بمحبة أحد تلامذة محمود محمد شاكر -رحمه الله، وطيب ثراه!- الذي حُرم محبتَه هو وتلميذه من كان يخوض فيهما بمحاضراته؛ فأفسد محاولته؛ فلجأ إلى قسم اللغة العربية بكلية الآداب من جامعة الملك سعود، فاحتفى به أهله طلابا وأساتذة احتفاء كبيرا، وكأنما يوفونه هو وحده حق عمان كلها! ثم آب منه بالماجستير إلى جامعة السلطان قابوس وقد خلا له وجه القسم، فدرس عليَّ بعض مقررات الدكتوراة، ثم أنجزها بإشرافي، ثم حَظِيَتْ به كلية الآداب من جامعة الشرقية! نعم؛ فلم يكفَّ منذ عمل بها -ولاسيما بعد تأسيسه قسم اللغة العربية ورئاسته إياه- عن استحداث البرامج والمقررات التي أَجْدَتْ كثيرًا على الطلاب والأساتذة والكلية والجامعة، تلميذي النجيب الدكتور علي بن حمد الفارسي.

Related posts

Leave a Comment