معاوية الرواحي

إذا جاز أن أوصف بالمصري العماني، فإنني أصفه بالعماني المصري! نعم؛ فقد نشأ في مصر على عين أبيه الدبلوماسي، يدرس مع المصريين في مدارسهم، ويتقدّمُهم، ثم يؤوب إلى عمان أوائل القرن الميلادي الحادي والعشرين، شاعرا شابا جسيما قسيما وسيما، متحدر الشَّعر على الجبين، مفتون الشِّعر بنزار قباني وأمل دنقل ومحمود درويش وأدونيس- فيغريه بكلية الطب تقدّمُه، ويحمله إليَّ بقسم اللغة العربية وآدابها من كلية الآداب والعلوم الاجتماعية، شِعرُه! لم نكد نرتاح إلى لقاءات دورية حتى رحلتُ عن عمان فجأة -وإن لم تنقطع صلتي بها ولا به- لأُدعى بعدئذ إلى جامعة طيبة من المدينة المنورة، فأجيب مصليا مسلما! وهناك أصادف له مقالا جريئا، يظهر لي فجأة، فيشغلني عن عملي، يقصر فيه ريادة أنشطة طلاب جامعة السلطان قابوس، على أربعة أساتذة عمانيين، كنتُ أحدهم -!- فأطلب شكره، فيستعفيني منه بأنه حقي عليه وعلى إخوانه. ولعله إنما حمله على ذلك افتقاده من يصدقه ويدلّه، وانخداعه بمن يكذبه ويضلّه، حتى إذا ما افتضح له ذلك اتخذ السخرية منه جزاءه، ثم صارت ديدنه حتى عرَّضَته للمتربّصين، فَطَوَتْ من زهرة شبابه سنواتٍ عاناها سجينا مرة وطريدا مرة، حتى فرج الله عنه كربته، ورد غربته، وجمع شمله، وأنعم باله، فخلصَت له نفسُه وعيًا وصلاحًا، فأَخلَص أهلَه وبلدَه التوعيةَ والإصلاحَ، تلميذي النجيب معاوية بن سالم الرواحي.

Related posts

Leave a Comment