المصباح المضيء

“إن للتاريخ دورات تجري في قوالب ثوابت، وعلى منطق أبدي، ولكنها لا تقف بالوجود عن التجدد. والتجدد الباقي ليس في التبدل المادي الطارئ في نوعيات تتخالف، ولكن في التقدم النفسي للإنسان؛ فهو الحقيقة الأزلية الباقية، وصور الحضارة المادية تتبدل وتذهب، وكلها أعراض تمضي مع زمانها، واللغة هي المصباح المضيء الباقي، حين يستحق البقاء، للتاريخ الإنساني وللتقدم الحقيقي له. وثروة اللغات لا تقاس بعدد الألفاظ الدالة على المعلومات الطارئة والمتبدلة -فهذه لابد ذاهبة بذهاب مدلولاتها، مهما كثرت- ولكن بالبواقي من الألفاظ المطلقات على البواقي الأبدية الثابتة في النفوس المتنقلة على أكتاف الأجيال”ØŒ

نجيب محمد البهبيتي (1412=1992).

Related posts

Leave a Comment