تمشي وحدك*، لعبد السلام البسيوني


إلى المقاتل الصلب د. حلمي القاعود.. متع الله به؛ لبلوغه السبعين من عمره المديد في الطاعة
عنوان حب في الله وحده
مدريد 7/10/2015

(1)
كأبي ذر: تمشي وحدك
تهدرُ وحدك
تلعنُ أمَّ الباطلِ وحدك
تجبه ُكالأسد الضاري عارَ الطاغوت
وتواجه بالصدرٍ العاري.. فرعونَ، سِهامَ الجبروت
وتُجندلُ يا قولةَ حقٍّ
أصنامَ الكهنةِ والكهنوت
وفتاوى الأكَلةِ في قصْعات قوارينِ العصر
والرقّاصين على إيقاع هوامينِ القصر
تلقَفُ بالكلمات التامّاتِ أفاعي السحرةِ.. وتدوسُ السحر
تجلد أقفيةُ الظلمِ وصلفُ الظالمِ نعلَك
من ذا يحذو حذوك
من ذا يفعلُ فعلك
يا صنديدًا منذ النشأةِ حتى اللحظةِ تَشرعُ رمحك
تَشهرُ سيفَك
تُنكي في العادين وفي الطاغين وتمحو إفكَ الأفاكين
يا قلمًا هو أفصحُ ما يتكلم
يا سيفًا أبدًا حادًّا لا يتثلم
يا سوطًا يلُهبُ جسدَ الباغي الأظلم
(2)
تعتصب عُصابتَك الحمراءَ.. وتخطو للميدان وئيدا
وتجدِّل يا أسدَ الأجمةِ أعداك وحيدا
فتطير وطاويطُ الباطلِ.. تنزاح فلولُ الغربان
ويقول الصامتُ قبل الناطقِ
إنك نبرةُ حقٍّ في زمن الكتّابِ الخصيان
يا فتوى رفضِ القهرِ بزمن المفتين العميان
يا شوكة إحقاقِ الحق بحلقِ مخانيثِ السلطان
أنت الأقومُ في زمن حقائقَ ملوية
وصراطك أهدى في زمنِ السبلِ العِمِّية
أنت الفاصلُ.. أنت القاطع.. أنت الماضي.. أنت الحاكمُ.. أنت القاضي
يا صرخة َحقِّ في عصر المملوكِ الجائر
يا قطرةَ طهرٍ في بحر الإعلام الداعر
حقًّا صِدقًا أنت الظاهرُ.. أنت الجاهرُ.. أنت الثائر
منك المجدُ غدَا يتعلم
(3)
نيرونُ الأحمقُ يحرق روما بيديه
والدبُّ الأخرقُ بالدبابات يمزقُ لحمَ بنيه.. يدوسُ مآثرَ أبويه
والقاضي.. الكاهنُ والجنديُّ وباقي العسسِ القناصةِ
والحاشية الفاجرة الرقاصة.. خدامون لديه
يبوسون بذلٍّ قدميه
ويلٌ للنور من الظلمة إذ تتمكن
ويل للجسم من العقل إذا يتعفن
ويل للباطل إذ يغسل سوأته بالدم
ويل للإنسان إذا قرِم لطعم اللحم
ويل للويل إذا ارتكس الإنسانُ إلى ما دون الإنسان
ويل للويل من العربان!
ويل للحق إذا يصلب فوق صليبِ شنوده
ويل للأمة إذا تغدو خُدّامَ زنيمٍ وعبيده
ويل للغافل لو نام بحضن الثعبان الأرقم
(4)
هل أنصفَ يا قلبَ الثورةِ من أسماك القاعود؟!
أنت الهمة.. أنت العزمة.. أنت الفورةُ.. ترتيلُ البارود
أنت القارعةُ تزلزل أذناب الصهيونية
وتعري أحفاد يهود
أنت الفاضحُ مَأجورًا يستعبدُنا بأباطيلِ التلمود
أنت الساعي كي تخرجَ أمتَنا من موتٍ وهمود
أنت الناطقُ حقًّا في زمن الحق الأبكم
(5)
يا قلمًا منضودًا من سجيل
يا لغةً لا تعرف للمَينِ سبيل
يا جيشَ رجومٍ من طيرٍ ينقضُّ أبابيل
ابق الصادحَ.. وابق الجامح
وابق الصائحَ بالحق بوجه الجرذان الساسة
ابق الماسة في (زمنٍ أدمنَ ذلًّا وخساسة)
ابق الطهرَ بزمن الكتّاب الغرقى في بِئرِ نجاسة
ابق الخيرَ بوجه الإعلام العاني لعبيد رئاسة
يا رجل الحق المر
يا قلم الرأي الحر
يا حقًّا يسعى.. يتكلم

* أو القصيدة الصاروخية كما سمتها الشاعرة الكبيرة أ. ثريا نبوي

Related posts

Leave a Comment