أستاذ علم اللغة، والدراسات السامية والشرقية، المساعد،
جامعة القاهرة، وجامعة السلطان قابوس.
سبق أن ذكرنا أن العربية من Ø£Øدث اللغات السامية من الناØية التاريخية، ولا يتأخر عنها غير اللغة الØبشية، وذلك بناء على اعتماد المستشرقين ÙÙŠ تصني٠اللغات السامية وتØديد تاريخها من الآثار والØÙريات والنقوش. ولم يكن للعربية Øظ كبير ÙÙŠ العثور على آثار ملموسة أقدم من الأكدية أو الكنعانية أو الآرامية؛ ما جعل المستشرقين يصنÙونها على أنها Ø£Øدث تاريخا من أخواتها الساميات (عدا الØبشية).
لكن المÙارقة العلمية أن العربية اشتملت على ظواهر لغوية (صوتية وصرÙية ونØوية ودلالية) يظن أغلب المستشرقين أنها من سمات اللغة السامية الأم، وأن تلك الظواهر أو أغلبها يمثل الأصل السامي القديم، وأن العربية بتلك الظواهر أقرب اللغات السامية إلى اللغة السامية الأم المÙترضة. والمÙارقة هي: كي٠تشتمل لغة Ø£Øدث على سمات لغوية أقدم؟ ودÙعا لهذا التناقض Ù†Øكم بعدم دقة رأي المستشرقين ÙÙŠ Øداثة العربية لعدم دقة مقياس الآثار والØÙريات والنقوش القديمة؛ ولقد سَألني المشرÙ٠على رسالتي للدكتوراه ÙÙŠ أثناء مناقشتها الأخيرة صراØةً أمام لجنة المناقشة، قائلا: Ù…ÙÙ† أَينَ جاءَ Ù…ØمدÙكم بالإعراب الذي ÙÙŠ القرآن، والإعراب كان قد تقلص من العربية قبل التاريخ الميلادي؟ وهكذا كان سؤاله باللغة الألمانية، لغة المناقشة (ÙÙŠ جامعة روبريشت كارلس، بمدينة هايدلبرج بألمانيا)ØŒ Ùكان ردي عليه: “إن العرب تناقلوا اللغة وتوارثوها Ø´Ùاهة لعدة قرون قبل التاريخ المعرو٠لها، وظلوا يتناقلونها من دون تدوين ثابت ضد تقلبات الظواهر الطبيعية، ثم وجَّهْت٠سؤالا إلى اللجنة، التي يؤمن أعضاؤها بالكتاب المقدس، بعهديه القديم والجديد، وقلت: ومن أين جاءت اللغة العبرية التي ÙƒÙتÙبَ بها الكتاب المقدس، على الرغم من أن العبرية لم تكن لغة متØدثة من القرن الرابع إلى القرن الثاني قبل الميلاد، وهو الوقت الذي قيل إن التوراة ÙˆÙروعها (ما يعر٠بالعهد القديم)ÙƒÙتÙبَتْ Ùيه على Ø£Ø±Ø¬Ø Ø§Ù„Ø£Ù‚ÙˆØ§Ù„ العلمية، ÙˆÙÙŠ ذاك الوقت كانت اللغة الآرامية، هي اللغة المتØدثة ÙÙŠ أغلب مناطق الشرق الأدنى القديم، إلى درجة أن الشعب إذا سمع شيئا منسوبا إلى الكتاب المقدس باللغة العبرية – ÙÙŠ ذاك الوقت – ما كان ليÙهمه إلا إذا تÙرْجÙÙ…ÙŽ له إلى الآرامية؟ Ùنظر بعضهم إلى بعض، ولم يجبني أي Ø£Øد منهم، ثم أعدت، على سبيل التوكيد: كانت اللغة العربية متØدثة بإعرابها Ø´Ùاهة، ولم يدونها أصØابها، أو ضاع أغلب ما دونوه لطبيعة المواد الصØراوية التي لا تبقى كثيرا أمام وسائل التعرية، وقÙدَم٠الظواهر اللغوية ÙÙŠ العربية ÙŠÙØ´Ùير٠إلى أن تاريخها الØقيقي أقدم من آثارها المعروÙØ©. كان ردي السابق ذكره مبنيا على رÙض Ùكرة سقوط الإعراب من العربية، أما ما لم أقله Øينها، Ùهو: Ø¥Ùنْ سلمنا – جدلا – أن الإعراب قد سقط من العربية قبل التاريخ الميلادي بقليل – كما يزعمون – ألا يدل ذلك على أن القرآن ليس من كلام Ù…Øمد صلى الله عليه وسلم.