الذات، لمعاوية الرواحي

آخيت نفسي، لم أكن لي صاحبا،
ومضيت في الدنيا أقاتلُ في الفراغ
صرعتُ أشباح الصدى، وذهبت للطوفان
مرتبكا، معي الأصنامُ، والعمر الفقيدُ،
معي العقارب، والصحاب الخائبون،
شربتُ من سمِّي، وأرهقني المسارُ.

وعندما أيقنت أن الأرض ليست جنةً
للخاسرين، ذهبت للبركان مشتعلاً
وبي النيرانُ، والزلزال، والحزنُ/ السعيرُ
ومن تضاريس الغواية فِضتُ كالنهرِ الأخير
وغيبت نفسي النهايةَ،
حجةُ المشتاق، آلامٌ
وذكرى تورث القلب التعاسة
والدمار.

ونجوت من نفسي، أخذت طريقها
من داخلي المدفونِ في عمق المخافةِ.
خفتُ من شر المسافة بين نيراني
الصديقة والدخان مع العواصف
في سماء الذهنِ، والجرح الشعوري العميق.
أنا الطريقُ، وحجتي هدفي، ورمزي بسمتي
ويدي، وأحرف راهبٍ، وصدى المعاركِ
والخسارات الأليمة، والجنون.
هربتُ من ذاتي الكسيرة كي أعيشَ.
وعشتُ في حزني، لأهربَ
من غواياتِ الدوار.

Related posts

Leave a Comment