رحلة البحث عن أجزاء قلبي، لفاطمة اللواتية تلميذتي العمانية النجيبة

فتحت عيني على إشراقة الشمسِ
فذهبت لأحيي “
قصر العلمِ
ورحت أمشي على “
الكورنيش” اتأمل البحر الغامض الذي ضم تراث أجدادي
شدني التاريخ فانحنيت إجلالا للزمانِ
وفي أثناء انحنائي تقطع عقد قلبي
فتناثرت عشر أجزاء
وبقي واحد على الصخر، كُتب عليه: “
مسقط حبي
فجلت بحر عمان حتى وصلت إلى “
الشرقية من الجنوبِ
ورسوت في “
صور” ونظرت إلى بعض السفنِ
ورحت أبحث في سفينة قديمة عن جزء ضاع من أجزائي
وبين تفاصيل الخشب القديم
وفي داخل مندوسٍ وجدت ضالتي
فخرجت مسرعة إلى “
الشمال” إلى “وادي بني خالدٍ
فرأيت الوادي يجري
وجرت معه قطعة من قلبي
حاولت الإمساك بها
لكن حب أرض عمان شدها إلى العمقِ
فراحت تجري مع الرمل
إلى قلب عمان إلى الداخلِ
وفي “
الداخلية” سرت صعودا حتى تفتحت لي وردة في “الجبل الأخضرِ
تفتحت فرأيت داخلها جزءا كان قد ضاع مني
وأخذتها وسرت أرى الرمان وشدني جدا طعم العسلِ
نزلت من الجبل بشغف آسر حتى كدت أنسى الجزء الذي ضاع مني في
 ÙˆØ§Ø¯ÙŠ بني خالد”
فمضيت أبحث عنه في “
قلعة نزوى” وما أعظمها من قلعة
فصرت أتجول بمهابة حتى وجدتها أخيرا في الساحة،
فأتتني نحلة من أقصى جبلٍ فصرت أتبعها حتى أخذتني إلى مقبرة بات “
بالظاهرة
وكأنها تقول لي هذه المقابر بنيت على شكل بيتي
وأحسست أن الموت عند عمانٍ تجلٍّ للحياة الأخرى… وخير مبتدأ
ورحت أمضي إلى “
حصن السليف” ووجدت ضالتي في “برج الريح”
ومع ريح الهوى طرت إلى “
جنوب الباطنة
وتبعت رائحة زكية أخذتني إلى “
بركاء” بتلذذ
فتناولت الحلوى حتى أحسست بحلاوتها تجري في دمي
وفي وسط الحلوى رأيت جزءا مختبئا من قلبي
أخذته في جيبي ورحت إلى “
الشمال
إلى “
صحار” أرض النحاس
وصرت أجول في المدينة ذاكرة تفاصيل عبق الزمان
وعلى كورنيشها وجدت الجزء السابع من أجزائي
قطعت البر حتى وصلت إلى “
محافظة البريمي
تجولت ورأيت الطيب في أعين الناس
ورحت إلى حصن الحلة فأحسست بأنه بعض مني
وقلت لعلني أجد بعض قلبي في الحصن
وذهبت إليه واكتملت ثمانية أجزاء من قلبي
ورحت إلى “
مسندم
آه مسندم كم أوقعني شطك في الغرامِ
فرحت أعبر الجبال وطرت مع السحاب حتى
نزلت على الشط
ولم أجد أي جزء من الأجزاء
تعجبت كيف يمكن لقلبي أن ينسى
مكانا كمسندم ؟!
أخذني اليأس إلى قارب الرحيل
وقبل رحيله شدني صياد كان بشبكه يصطاد قلبي
يوقع شباكه مرة ويرميها أخرى
حتى امتلأت المياه بحبي
رماها ثالثة فأخرج لؤلؤة فأعطانيها في يدي
وفي بطن اللؤلؤة كان يختبئ جزء
كتبه عليه: “مسندم عشقي”
فركبت القارب الخشبي من أقصى شمال إلى أقصى جنوب
إلى أرض “
ظفار” أرض اللبان والطيب
وقد أسر جمالها نبض قلبي
وما جرى “
دربات” إلا من حبي
وما نبعت عين “
أرزات” إلا من فرط ما أكبرتها عيني
فتحت حبة جوز هند
ومن بياضها تطاير حمام السلام ليعم بلادي
لمحت قطعة من أجزائي سقطت من داخل جوز الهند على العشب
حملتها وذهبت مسرعة أركض وراء سرب الحمام
إلى “
دقم” المستقبل أخذني
إلى “
الوسطى” التي توسطت قلبي
وكأن الحمام كان يخبرني بأن المستقبل في عمان يبعث على الأمل
وفي “
دقم” وجدت القطعة الأخيرة نقش عليها: “مستقبل الأمل”
وعبر بحر الخليج عدت إلى “
مسقط” بشغف
فصنعت من المحافظات عقدا لآلئه من قلبي
وعدت إلى “
قصر العلم” محيية ووقفت شامخة كالنخل
ورأيت العلم مرفوعا بتاريخ الزمان وعمود المجد
فحييت وطني وحبيبتي عمان بكل عز وفخر.

Related posts

Leave a Comment