طالبَ العلم .. Ø£ÙسÙØ Ù„ØºØ§ÙŠØªÙƒ
http://saaid.net/Doat/mishari/7.htm
بسم الله الرØمن الرØيم
من Ù…ØÙÙّزات الطالب للتØصيل العلمي والاستزادة منه امتلاكÙÙ‡ للسؤالات والإشكالات المستÙَزَّة، وكلما كانت أرض٠تØصيله ØاÙلةً بالسؤالات كانت أقبَلَ لمياه العلم، بَيْدَ أن الأمر ليس مقصورًا على وجود ما هو “سؤالٌ” ÙØسب، بل المقصود أن يكون السؤال مما يبØØ« غايات العلم ومقاصده، غير أنَّا إذا طالعنا ÙÙŠ السؤالات الÙاعلة ÙÙŠ الميدان العلمي المعاصر وجدنا سؤالات٠كثير٠من الطلبة خارجَ إطار البØوث٠الغائÙيَّة، ولو استقرأنا سيل السؤالات الموجَّهة إلى أهل العلم من لدن طلاب العلم ÙÙŠ الآونة الأخيرة وجدنا كثيرًا منها يصبÙÙ‘ ÙÙŠ وسائل العلم لا غاياته، واللاÙت للنظر أن السؤال ÙÙŠ هذا الباب لا يَخلَق٠على كثرة الردÙÙ‘ØŒ ولا يقنع الطالب Øتى يتØصَّل على جواب٠خاصÙÙ‘ بسؤاله، ولو كان سؤاله مجابًا عنه موجَّهًا من طالب٠يشترك معه طولًا وعرضًا وعمقًا!
وليتَ أن الأمر يقتصر على الØصول على جواب وينتهي الأمر عند ذلك، وليتَ أن الأمر يقع ÙÙŠ هامش البرنامج العلمي للطالب، وليت أن الأمر ينطوي على إشكال٠جادÙÙ‘ يجعل من ØÙ„Ùّه ÙتØًا مبينًا للطالب.
ليتَ أن الأمر كان كذلك، ولكنَّ الواقع يدلÙّنا على أن الأمر ليس مقصورًا على تØصيل جواب، بل أضØÙ‰ هواية علمية للطالب يقضي بها وقته، ويدير بها مجالسه، ويباØØ« بها أقرانه، ويكاÙØ Ø¨Ù‡Ø§ من يلقاه من الأشياخ، Øتى صار خبيرًا بطرائق الناس ÙÙŠ الإجابة عن تلك الإشكالات الوسيليَّة، ينثر لك الخلا٠Ùيها ويرجÙÙ‘Ø ØºØ§Ù„Ø¨Ù‹Ø§ ترجيØًا تجريديًّا لم تÙنضÙجه الخبرة ولم تÙسعÙÙÙ‡ التجرÙبة.
والواقع يدلÙّنا على أن الأمر يمثÙّل جوهر برنامج كثير من الطلاب، وصار النظر ÙÙŠ متين العلم هو الواقعَ ÙÙŠ هوامش التØصيل، ودليل ذلك أنك ترى مغناطيس قراءاته ليس تلك العناوينَ التي تعالج صلب العلم وتبØØ« مقاصده، بل مغناطيسه تلك الألÙاظ٠الرنَّانة٠الباØثة٠ÙÙŠ طرائق التØصيل وتقنيات التلقÙّي.
والواقع يدلÙّنا على أن الأمر لا ينطوي على إشكال٠جادÙÙ‘ØŒ وإلا Ùلو كان كذلك لأعقب الجواب عنه عملٌ بموجَبه، ولكنَّ الواقع بخلاÙه، Ùزيدٌ السائل٠عن المÙاضلة بين ألÙيتَي العراقي والسيوطي ÙÙŠ علوم الØديث مرَّت عليه سنونٌ دون أن ÙŠØÙظ واØدةً منهما، وزيدٌ المقابÙل٠بين تÙسيرَي الجلالين والبيضاوي مرَّت عليه سنونٌ دون أن ينهيَ Ø£Øدهما، وزيدٌ المردÙّد٠النظرَ بين مسارَي الØÙظ والÙهم مرَّت عليه سنونٌ وهو ما زال يقط٠أوراق وردة التردد، وهلمَّ جرًّا.
تأمَّلت ÙÙŠ باعث وجود هذا الÙصيل٠الوسيليÙÙ‘ من الطلبة، وكي٠صار لتعاطيهم مع العلم منهجٌ تØصيليٌّ وخطابٌ خاصٌّ، ولماذا استوطن مشروعهÙÙ… Øمى العلم دون أن يرتعوا Ùيه = Ùبان لي أنَّ لهذا الاهتمام بوسائل العلم دون غاياته بواعثَ عدَّة، على رأسها باعثان امتزجا ÙØ£Ùرزا هذا الÙصيل، وهما: Øب العلم والرغبة ÙÙŠ تØصيله، صعوبة العلم ÙˆÙتور العزم عن مكابدته .. ÙØب العلم هو الذي جعل اهتمام هذا الÙصيل يتØرَّك ÙÙŠ ميدانه، ومهابة العلم وتØاشي مشاقÙّه هو الذي أخَّر تلك الاهتمامات عن صلب العلم وقذ٠بها ÙÙŠ معترك الوسائل تسليةً للنÙس وتزجيةً للوقت.
*****
ومن اللاÙت للنظر أن غالب المتصدرين للØديث عن وسائل تØصيل العلم ليسوا من أولي التØقيق Ùيه، وهذا ÙŠÙ‚Ø¯Ø Ø´Ø±Ø§Ø±Ø© التأمÙّل عند من ÙÙتÙÙ† بمثل هذه المداولات، وإذا تأمَّلتَ خطاب المØققين ÙÙŠ العلم وجدته ÙŠÙعنى بالـمÙØÙƒÙŽÙ… من الوسائل، وما عداه ÙŠÙشار إليه إشارةً معقولةَ الوزن، ولست٠أعني من هذا اللَّÙت٠نَبْذَ الØديث عن وسائل التØصيل ظÙهريًّا، لكن لا بد أن نعلم دنوَّ رتبته عن البØØ« ÙÙŠ غايات العلم.
وغالب المقارنات الواقعة بين التقنيات التØصيلية والمتون التعليمية قائمٌ بين Ùاضل ومÙضول، وتØديد٠ما هو Ùاضلٌ وما هو Ù…Ùضولٌ خاضعٌ لاعتبارات عدة تجعل منه أمرًا نسبيًّا يتÙاوت بتÙاوت الأشخاص والبيئات، وتقصÙّي ما بين الÙاضل والمÙضول من نسبة النÙع وقطع٠الزمن بذلك ترÙÙŒ مذمومٌ، Ùلا Øاجة بنا إلى مدÙÙ‘ الØديث عنه مدًّا يعود بالضرر على النظر ÙÙŠ Øقيقة العلم ومقاصده.
ثم إنَّ طلاب العلم ليسوا على شاكلة واØدة من Øيث٠التهيؤ٠النÙسيÙÙ‘ والاستعداد٠الذهنيÙÙ‘ØŒ والنظر ÙÙŠ الوسائل لا بد أن يكون مراعيًا لذلك، وهذا يجعل لكلÙÙ‘ طالب٠شيئًا من الاجتهاد ÙÙŠ تØديد وسائل تØصيله، ويÙصَيÙّر من النماذج الوسيلية السابØØ© ÙÙŠ الÙضاء العلمي مجرَّدَ مقترØات٠ونماذجَ للتØصيل، وعليه Ùمن الغلط٠على العلم ÙˆØ¹Ø¯Ù…Ù Ø§Ù„Ù†ØµØ Ù„Ø·Ù„Ø§Ø¨Ù‡ استخدام٠(Ø£Ùعل) التÙضيل دون سبقها بـ (من) Øين الØديث عن مقترØات التØصيل ونماذجه.
ØÙظ٠العلم وضبطÙه، والترقÙّي ÙÙŠ تØصيله، والتلقÙّي عن أشياخه العارÙين به، واستشراØ٠ومدارسة٠المتون والكتب المعتمدة عند أهل كل ÙÙ† … هذه ونØوها هي Ù…Øكمات الوسائل.
أمَّا:
– هل ÙŠØÙظ الطالب قطر الندى أم ألÙية ابن مالك؟هل يقدÙّم النظر ÙÙŠ النØÙˆ أم الصرÙØŸ
– هل يعتمد زاد المستقنع أم دليل الطالب؟ كتاب التوØيد أم سلَّم الوصول؟ تدريب الراوي أم مقدمة ابن الصلاØØŸ
– هل يدرس علمًا على وجه الاستقلال ثم ينتقل إلى غيره أم يجمع بين علمين ÙÙŠ وقت واØد؟
– هل ÙŠØÙظ المتن قبل استشراØÙ‡ أم بعده؟
– هل ÙŠØÙظ نثرًا أم نظمًا؟
ونØوها من السؤالات Ùلا ينبغي أن تÙجاوÙزَ قدرَها من اهتمامات طالب العلم، ولا أن تأخذ من عمره شهورًا، وقد أخذتْ – وللأس٠– من عمر كثيرين سنينًا!
ÙÙتÙنت٠كما ÙÙتÙÙ† لداتي بالإغراق ÙÙŠ سؤال الوسائل، ومع قناعتي بأني أهدرت جزءًا كبيرًا من وقتي ÙÙŠ الإجابة عنه إلا أني لم أستطع Øتى ساعتي هذه أن أتخلَّص من تبعات ذلك الإغراق، Ùقد أضØÙ‰ جزءًا من تكويني ما زلت٠أداÙعه .. أذكر أني جلست شهرًا معطلًا عن التØصيل والقراءة من أجل Ø¥Øكام خطة علمية تمتد ثلاث سنين، ÙˆÙعلًا، كتبت٠وجدولتÙØŒ ثم Ø·Ùت بمساجد الأشياخ لأعرضها عليهم، وكلٌّ يدلي بدلوه، Øتى تلقَّÙني شيخٌ وقلب الأوراق بين عينيَّ وكأنما كان يقتل ابنًا لي، وكتب على ظهرها عنوان كتاب وعنوان دروس مسجلة، وقال: اشتغل بهذين ÙÙŠ البداية!
كانت صاعقة لي، خرجت٠من عنده وكÙÙ„Ùّي أسًى أن هذا الشيخ لم ÙŠÙعنَ بما كتبته، ولم يعر٠لهمَّتي قدرًا .. مضت الشهور Ùلا أنا بالذي بدأت ÙÙŠ إنجاز خطتي، ولا أنا بالذي طبقت نصيØØ© ذلك الشيخ، والآن مرَّت ثماني سنين لم أقم بشيء من ذلك، وذلك أن الخطَّة التي رسمتها لم تكن خطةً عاقلةً، ووصية الشيخ لم تمرَّ عبر مشرØØ© الإسرا٠البØثي ÙÙŠ الإجابة عن سؤال الوسائل الذي سيطر تمامًا على تÙكيري.
******
طالبَ العلم .. التكوين العلمي الراشد ليس Ù…Øتاجًا لإجابات Ù…Ùصلة جاهزة عن سؤال الوسائل، وهو يتأبَّى على أن تÙكتَبَ نهاياته ÙÙŠ خطة علمية يرسمها مبتدئ ÙÙŠ العلم أو يوصي بها متقدÙّمٌ Ùيه، Ùإن الØوائج العلمية لطالب العلم تتجدَّد كلَّما ترقى ÙÙŠ سلم التØصيل، مع ملاØظة ما بين الطلاب من الÙروق الظرÙيَّة والطَّبَعيَّة وتÙاوت القدرات، ومن هنا ينبغي على الطالب أن يطمس من قاموس سؤالاته كلَّ سؤال يتعدَّى مرØلته الراهنة، لأن السبيل ستستبين له مع كل ترقÙÙ‘ØŒ Ùليست الخطة العلمية مما ÙŠÙكتب بمداد الØبر بل إنَّما تتخلَّق بعَرَق الإنجاز.
طالبَ العلم .. من أشدÙÙ‘ ما يقطع عليك طريق تØصيلك الإيغال ÙÙŠ البØØ« عن إجابة لسؤال الوسائل، Ùإياك وإياه، وغالب من رأيتÙهم من طلاب العلم المتميزين ساروا ÙÙŠ طلبهم بلا منهج ÙÙŠ الترقي على Ù†ØÙˆ ما تØويه الخطط المنهجية التي ازدØمت بها كتب المعاصرين والمواقع الشَّبَكيَّة .. وإنما لم أقل (كل من رأيت) تخÙÙŠÙًا للدهشة!
وليس معنى ذلك أنهم ساروا متخبÙّطين، لكنهم لم يسيروا ÙˆÙŽÙÙ‚ÙŽ برنامج مغلَّ٠مقدَّم من غيرهم، بل نظروا ÙÙŠ Øقيقة العلم وسخَّروا وسائلهم Øسب ظروÙهم وطباعهم وقدراتهم لنوال ثمرته.
طالبَ العلم .. Ø£ÙسÙØ Ù„ØºØ§ÙŠØªÙƒ