اللغة٠بÙذرة٠الهÙوية، والدين جÙذرÙها؛ Ùلا Ù‡Ùوية دون لغة، ولا ديمومة لهÙوية٠دون دين!!
والهÙوية العربية- كغيرها من الهÙويات- لم تنشأ بشكل عÙوي أو ارتجالي؛ بل تكونت عبر عملية معقدة ومتشابكة تÙاعلت Ùيها مكونات روØية ومادية خاصة، مَثلت اللغة٠العربية Ùيها بذرة أولية أساسية Øملت داخلها الجينات الأولى للثقاÙØ© والأدب العربيين، كما كانت الوعاء الأول الذي قدم الإسلام للعرب ÙÙŠ البداية، ثم طبعها الإسلام بطابعه الخاص ليقدمها بعد ذلك للعالم أجمع ÙÙŠ صورة ثقاÙØ© روØية ومادية رائدة أسهمت ÙÙŠ تمايز الهÙوية العربية الإسلامية عن غيرها ضمن المÙهوم العام للهÙوية، ÙˆØملت تصورات الأمة عن ذاتها ومكنوناتها الثقاÙية والØضارية؛ Øتى ارتبط إدراك الثقاÙØ© بمعناها التكاملي بÙهم اللغة والإØاطة بأسرارها وأساليبها التي تجمعت وتشابكت على مر القرون البعيدة؛ Ùصارت ألÙاظها وتراكيبها الموروثة والمستخدمة تØمل من كل زمان مضى وكل جيل سبق Ù†ÙØØ© من Ù†ÙØات البيان الإنساني بخصائصه المعقدة والمكتَّمة أو خصائصه السمØØ© والمÙستَعلنة.
وعند البØØ« المقارن ÙÙŠ تاريخ اللغات سنجد أن العربية الÙصيØØ© كان لها أكبر نصيب عرÙته لغة ÙÙŠ سعة الانتشار ÙÙŠ العالم منذ Ùجر التاريخ Øتى عصر النهضة الأوروبية الØديثة؛ ÙÙÙŠ عصور ازدهار الØضارة الإسلامية ومنذ أن تألقت تلك الØضارة Ùغدت درة ÙÙŠ Ù…Ùرق الزمان؛ استوعبت تلك الØضارة ÙÙŠ هذه الÙترة كل ما سبقها من Øضارات
وعند البØØ« المقارن ÙÙŠ تاريخ اللغات سنجد أن العربية الÙصيØØ© كان لها أكبر نصيب عرÙته لغة ÙÙŠ سعة الانتشار ÙÙŠ العالم منذ Ùجر التاريخ Øتى عصر النهضة الأوروبية الØديثة؛ ÙÙÙŠ عصور ازدهار الØضارة الإسلامية ومنذ أن تألقت تلك الØضارة Ùغدت درة ÙÙŠ Ù…Ùرق الزمان؛ استوعبت تلك الØضارة ÙÙŠ هذه الÙترة كل ما سبقها من Øضارات Ùانصهرت ÙÙŠ بوتقتها Øضارات الشرق كلها؛ كالØضارة الÙارسية والهندية والصينية، ÙˆØضارات الغرب كلها؛ كالØضارة اليونانية والبيزنطية والرومانية الغربية، وامتد مع هذا السلطان الØضاري السلطان اللغوي Ùسادت اللغة العربية أغلب بقاع العالم القديم وبرزت لغة عملاقة تضاءلت أمامها كل لغات الأمم خلال Ùترة لا تقل عن خمسة قرون، ÙˆÙÙŠ هذه الÙترة ترجمت إليها خلاصات الÙكر اليوناني والÙارسي والهندي Ùاستوعبتها جميعاً وأبرت بها.
ولا يعود ذلك للÙرضية المشهورة عن تغلب لغة الغالب على لغة المغلوب؛ ولكنه يعود لخصوصية٠وقوة٠انÙردت بها هذه اللغة ÙÙŠ تاريخها وبنيتها وسعة Ù…Ùرداتها واشتقاقاتها عما سواها من لغات العالم. وقد كانت خصوصية هذه اللغة عاملاً مهماً ÙÙŠ خصوصية الØضارة والثقاÙØ© العربيتين؛ Øيث صبغتهما بخصائصها وطبعتهما بطابعها، وأمدتهما بمدد من روØها الØية المتجددة التي لم تق٠عاجزة ÙÙŠ مرØلة من مراØÙ„ تطورها عن مواكبتهما وإمدادهما بما ÙŠØتاجان من مصطلØات علمية ÙˆÙكرية شكلت بنية الثقاÙØ© العربية ÙˆØ±ÙˆØ Øضارتها.
وقد يسر الله- بÙضله وكرمه- كتابة هذه المقالات المتتابعة عن اللغة العربية وخصائصها ومØوريتها ÙÙŠ الØضارة العربية الإسلامية؛ Ùجاءت على النØÙˆ التالي:
أولاً:
مقدمةٌ ÙÙŠ تمايز الهÙويات الØضارية ومشتركاتها: تم الØديث Ùيها عن تداخل الØضارات وأثر بعضها ÙÙŠ بعض، وتنقلها ÙÙŠ أقاليم الأرض، وتمايز الهÙويات ومشتركاتها، وخصوصية الØضارات وعموميتها؛ وعوامل إقبالها وإدبارها؛ مما ينÙÙŠ وجود الØضارة الخالصة لأصØابها أو وجود أجناس عليا وأجناس دÙنيا.
ثانياً:
تÙاعل الثقاÙات ÙÙŠ الØضارة العربية الإسلامية: من خلال إلقاء الضوء على بعض جوانب العصر العباسي بما له من زخم Øضاري كبير مَثَّل قمة الهرم ÙÙŠ مسيرة الØضارة العربية الإسلامية، وكان مثالاً رائعاً ÙÙŠ تمازج الثقاÙات المختلÙØ© وتÙاعلها ÙÙŠ بوتقة واØدة دون Ù†Ùي٠أو إقصاء٠غالباً؛ مما كان له أعظم الأثر ÙÙŠ تجذر الإسلام والعربية ÙÙŠ Ù†Ùوس ÙˆØ£Ø±ÙˆØ§Ø Ø£ØµØاب الثقاÙات الأخرى.
ثالثاً:
خصائص اللغة العربية الشاعرة: وذلك من خلال الØديث عن مسيرة اللغة العربية وأطوارها المختلÙØ© ÙÙŠ العلو والصعود Øتى نزول القرآن الكريم Ù„ØÙظها Øين وصلت إلى القمة ÙÙŠ البلاغة والÙصاØØ© والبيان؛ ذاكرين بعض خصائصها التي تمايزت بها عن غيرها من اللغات.
رابعاً:
منهج التذوق، خصائصه وإجراءاته: وقد مهدنا له بتمهيد عن طبيعة العمل الأدبي ووظيÙØ© النقد لإثبات أن هذا المنهج الذي يقوم على تذوق الكلمة ÙÙŠ الجملة وتذوق الجملة ÙÙŠ السياق هو ألصق المناهج بمصاÙØØ© العمل الأدبي وسبر أغواره، مبينين أهميته شكلاً ومضموناً، ذاكرين بعض إجراءاته النقدية التطبيقية.
خامساً:
أطوار منهج التذوق وتطبيقاته: من خلال إلقاء الضوء على بدايات نشأة هذا المنهج ثم أطواره المختلÙØ© وعلاماته المÙصلية ÙÙŠ المدونات العربية النقدية القديمة، مثل: كتابات ابن سلام، وابن قتيبة، والآمدي، والقاضي الجرجاني، وعبد القاهر الجرجاني، وصولاً إلى العصر الØديث Øين عاد هذا المنهج على يد رواد التأصيل الأوائل من أمثال: الشيخ Øسين المرصÙÙŠØŒ ومصطÙÙ‰ صادق الراÙعي، ومØمود شاكر.
سادساً:
اللغة العربية من الخمول إلى اليقظة: وقد تناول هذا المقال Øال اللغة العربية ÙÙŠ بدايات القرن التاسع عشر الميلادي، ومظاهر قلق الرواد الأوائل على ما صل إليه الشعر والنثر من جمود وسطØية وجÙاÙØŒ ورصد بعض الدعوات التي نادت بالعودة إلى الأمثلة العليا للبلاغة والبيان، وأثر هذه الدعوات ÙÙŠ Ø¥Øداث يقظة لغوية- شعراً ونثراً- كان لها أبلغ الأثر ÙÙŠ استعادة اللغة العربية نشاطها مرة أخرى على يد شعراء وأدباء كبار، مثل: البارودي، ومØمد عبده، وشوقي، والمنÙلوطي، والمويلØÙŠØŒ ومطران.
سابعاً:
الØرب على اللغة العربية وآدابها: من خلال إلقاء الضوء على مظاهر وأسباب وأساليب الاØتلال الغربي ÙÙŠ تجÙي٠منابع اللغة العربية والØرب عليها، والتشكيك ÙÙŠ القرآن الكريم والشعر الجاهلي، والدعوة إلى العامية واستخدام الخط اللاتيني ÙÙŠ الكتابة، والدعوة إلى الأدب القومي المناطقي، وإبعاد ومØاربة اللغة ÙÙŠ مناهج التعليم.. وغيرها من الدعوات التي راÙقت الاØتلال الغربي للأمة العربية والإسلامية.
ثامناً:
ظهور التيار التأصيلي ÙÙŠ أوائل القرن العشرين: من خلال رصد إرهاصات هذا التيار وبدايات ظهوره كعامل مقاوم لمØاولات التغريب التي راÙقت الاØتلالين: الانجليزي والÙرنسي للعالم العربي؛ متخذاً (الراÙعي وشاكر) نموذجين تأصيليين لإلقاء الضوء على التأصيل الثقاÙÙŠ والأدبي اللذين اشتÙهرا به، ÙˆÙ…Ù„Ø§Ù…Ø Ù‡Ø°Ø§ التأصيل ÙÙŠ منطلقيهما وأسلوبيهما.
وإنني إذ أكتب هذه المقالات عن هذه الموضوعات لا أدعي أني قد Ø£Øطت بجوانب موضوعاتها علماً ÙˆØصراً؛ بل كان الأمر أشبه بالوقو٠على شاطئ بØر٠لÙجيÙÙ‘ لم أدرك منه سوى غÙرÙَة٠بيدي- والغÙرÙÙŽØ© كثيرةٌ أيضاً- ولعل الله ÙŠÙيسر لغيري من الباØثين إلقاء الضوء على جوانب أخرى قصرت٠ÙÙŠ النظر إليها أو الØديث عنها.. والكمال لله ÙˆØده.. والله من وراء القصد.