يعد العلامة Ù…Øمود شاكر من أكبر رموز الثقاÙØ© العربية المعاصرة التي تق٠شامخة ÙÙŠ وجه التشويه الثقاÙÙŠ. والضع٠الذي أصاب الÙكر العربي بالعطب والتبعية. إنه تØمل الأعباء الجسام ÙÙŠ سبيل قضية التأصيل، والمØاÙظة على هوية اللسان العربي. والÙكر العربي، وكان إيمانه الراسخ أن اللغة هي ثقاÙØ© الأمة، وأن رأس كل ثقاÙØ© هو الدين. وقد توج Øياته الÙكرية والثقاÙية، وجهاده المتواصل ÙÙŠ ميدان الكلمة النقية التي تخلصت من العجمة، والغربة والاستلاب، توج هذه الرØلة المباركة بكتابه الصعب الذي أسماه «نمط صعب ونمط مخيÙ»(1). وهو تØليل موسوعي شامل لإØدى عيون الشعر العربي.. وهي قصيدة ابن أخت تأبط شرا التي يقول ÙÙŠ مطلعها: إن بالشعب الذي دون سلع لقتيلاً دمه ما ÙŠÙطلÙÙ‘ وهو بهذا الكتاب الÙريد يلقن جيلنا المعاصر، والأجيال القادمة الدرس العميق، والرؤية الجادة، ÙÙŠ تØليل الإبداع العربي، ÙˆÙÙ‚ منظور عربي، خالص من الشوائب والترجمات الهزيلة..ØŒ والتهجين الثقاÙÙŠ. * إنه تØليل يرتكز على إظهار عبقرية اللغة العربية، وجمالياتها الصوتية، والاشتقاقية، والبلاغيةÙÙŠ خضم هذا الجمال العبقري، لا يغÙÙ„ عبقرية المكان، ولا تضيع Ù…Ù„Ø§Ù…Ø Ø§Ù„Ø¨ÙŠØ¦Ø© الممتزجة بالمÙردة اللغوية، والتراكيب وخصائصها المائزة. إنه ÙÙŠ هذا الكتاب عاشق جسور للغتنا الجميلة ÙÙŠ أبهى عصورها وأقواها. * وأصالته تكمن ÙÙŠ إيمانه العميق بسموق الÙكر العربي، وتÙوق التراث العربي.. لغة وإبداعا.. ومنجزات Øضارية وتاريخية وعلمية.. كونت هذه الأمة وجعلت منها ÙÙŠ عصورها الأولى: خير أمة أخرجت للناس. وينطلق Ù…Øمود شاكر ÙÙŠ كتاباته من منهج متكامل ÙÙŠ مواجهة النص الإبداعي والÙكري وذلك ÙˆÙÙ‚ منظور عربي خالص، مؤمن بÙاعلية الØضارة العربية والإسلامية، ودورها الرائد ÙÙŠ Øضارة الإنسان، والرقي بمداركه وأخلاقياته. وهذه الرؤية الشمولية النزعة للتجديد والتأصيل، وعدم الاستكانة للمألو٠والمتوارث، تتصادم مع السائد ÙÙŠ الأعرا٠والتقاليد الأدبية وخاصة «المناهج الØديثة» التي ألÙها جمهور النقاد والأدباء ÙÙŠ تØليل النص.. وهي لا تخÙÙ‰ على من له أدنى صلة بالØياة الأدبية المعاصرة. هذه المناهج ÙÙŠ تØليل النص، ÙˆÙÙŠ دراسة الأدب لم ÙŠØددها الشيخ Ù…Øمود شاكر، ولم يهاجم منهجا خاصا، ولم ينتصر لمنهج على آخر، شأن الكثيرين من كبار أدبائنا ونقادنا، ولكنه أعلن رÙضه Ø§Ù„ØµØ±ÙŠØ Ù„ÙƒÙ„ المناهج الأدبية السائدة ويقول وهو ÙŠØØ« على ضرورة المنهج التطبيقي ÙÙŠ تØليل النص بعد توثيق المادة وتمØيصها: «إن شطر التطبيق هو الميدان الÙØ³ÙŠØ Ø§Ù„Ø°ÙŠ تصطرع Ùيه العقول، وتتناص الØجج. أي أن تأخذ الØجة بناصية الØجة ÙƒÙعل المتصارعين، والذي تسمع Ùيه صليل الألسنة جهرة أو Ø®Ùية، ÙˆÙÙŠ Øومته تتصادم الأÙكار بالرÙÙ‚ مرة وبالعن٠أخرى، وتختل٠Ùيه الأنظار إختلاÙاً ساطعاً تارة، وخابياً تارة أخرى وتÙترق Ùيه الدروب والطرق أو تتشابك أو تلتقي، هذه طبيعة هذا الميدان، وطبيعة النازليه من العلماء والأدباء والمÙكرين، وعندئذ يمكن أن ينشأ ما يسمى «المناهج (2) والمذاهب». وهذا النص «الوثيقة» ÙŠÙسر قناعة «مØمود شاكر» بتعدد المناهج، وتسليمه بذلك، ويجعله بمنأى عن رÙض الآخر، والانغلاق على الذات، ولكنه يرى أن لكل أمة منهجا وهوية وطريقة ÙÙŠ تÙكيرها وتØليلها واستنباطها، يقول Ù…Ùسرا التناقض الظاهر بين إيمانه بتعددية المناهج وبين رÙضه للسائد منها، وربطها بÙساد الØياة الأدبية. «أعلم أن Øديثي هنا هو الذي يسمى “المنهج الأدبي” على وجه التØديد أي : عن المنهج الذي يتناول الشعر والأدب بجميع أنواعه، والتاريخ وعلم الدين بÙروعه المختلÙØ© ØŒ والÙلسÙØ© بمذاهبها المتضاربة، وكل ما هو صادر عن الإنسان إبانة عن Ù†Ùسه وعن جماعته.. ووعاء ذلك ومستقره هو «اللغة واللسان لا غير»(3). وما تØدث به الشيخ هو الإطار العام للمنهج.. أما لب المنهج ووسائله الÙاعلة المتشكلة من ثقاÙØ© أمتنا العربية والإسلامية،، Ùتتجلى ÙÙŠ تØديده لها Øيث يقول : إن الإØساس القديم المبهم المتصاعد بÙساد الØياة الأدبية. قد Ø£Ùضى بي إلى إعادة قراءة الشعر العربي كله أولا.ثم قراءة ما يقع تØت يدي من هذا الإرث العظيم الضخم المتنوع من تÙسير ÙˆØديث ÙˆÙقه، وأصول Ùقه، وأصول دين «هو علم الكلام» وملل ونØÙ„ «إلى بØر زاخر من الأدب والنقد والبلاغة والنØÙˆ واللغة، Øتى قرأت الÙلسÙØ© القديمة والØساب القديم والجغراÙية القديمة، وكتب النجوم، وصور الكواكب، والطب القديم، ومÙردات الأدوية، ÙˆØتى قرأت البيزرة والبيطرة والÙراسة. بل كل ما استطعت أن أق٠عليه بØمد الله سبØانه، قرأت ما تيسر لي منه، لا للتمكن من هذه العلوم المختلÙØ©ØŒ بل لكي ألاØظ وأتبين ÙˆØ£Ø²ÙŠØ Ø§Ù„Ø«Ø±Ù‰ عن الخبء المدÙون»(4). إن هذه الرؤية الشاملة لثقاÙØ© الناقد الأدبي، ولكل من يواجه النص مواجهة تنطلق من الدراية وليس الرواية، تتكئ على الملاØظة والتدقيق، واستكشا٠عناصر الإبداع ÙÙŠ النص الأدبي، وجمالياته وأسسه وخصائصه الÙنية ÙˆÙÙ‚ منظور عربي، لا يتصادم مع هوية الأمة ولا خصائصها وتسلمنا هذه الرؤية المنهجية إلى معالم المنهج الذي اختطه “Ù…Øمود شاكر” ÙÙŠ مواجهة النص وتØليله.(5) وهي مواجهة عميقة ÙاØصة متسلØØ© بالمعرÙØ© المتآلÙØ© مع الØس الإبداعي المرهÙØŒ والوهج الشعوري، والØدس الÙني المدرك لما تØمله المÙردة الشعرية من طاقات Ø¥Øيائية، وما ØªØ¨ÙˆØ Ø¨Ù‡ التراكيب اللغوية من أسرار ومضامين ورموز، ÙˆØقائق وأØاسيس، تتراءى للشيخ كائنات Øية متجسدة تبرهن عليها عبقرية اللغة وخبرة الناقد بأسرار العربية، ومعرÙته المØيطة ببيئات الشعر، وأماكنه، وتاريخه، وتطوره، والÙروق الدقيقة بين شاعر وشاعر، وقصيدة وقصيدة، وقد تجلت معالم المنهج التØليلي التذوقي لدى الشيخ ÙÙŠ معرض مواجهته لقصيدة ابن أخت تأبط شرا. ويØدد معالم هذا المنهج الصعب.. والطريق المخيÙ.. إذ يقول: وأظنه صار بينا أو شبيهاً بالبين. «أن مدارسة قصيدة من القصائد (وقديم الشعر ÙˆØديثه ÙÙŠ ذلك سواء) تØتاج أول كل شيء إلى تمثل القصيدة جملة. وتمثل أجزائها تÙصيلا، تمثلا صØÙŠØا أو مقاربا بدلالة جمهور ألÙاظها على بنائها ومعناها. ثم تØتاج إلى تØديد معاني الألÙاظ ÙÙŠ موقعها من الكلام. ثم إلى ضبط الدلالات التي تدل عليها الألÙاظ والتراكيب جميعا. ثم إلى تخليص ألÙاظها وتراكيبها من شوائب الخطأ الذي يتورط Ùيه Ø§Ù„Ø´Ø±Ø§Ø ÙˆØ§Ù„Ù†Ù‚Ø§Ø¯. ثم إلى إزالة “الإيهام» الذي مرده إلى التهاون ÙÙŠ تمييز Ùروق المعاني المشتركة بين الشعراء، إلى الغÙلة ÙÙŠ Øذق الشعراء ÙÙŠ استخدام الإسباغ والتعرية والتشعيث ÙÙŠ الألÙاظ والتراكيب».(6) وهذه الØيثيات الدقيقة ÙÙŠ مدارسة النص.. هي البدايات Øتى لا يضل الدارس الطريق الصØÙŠØ Ø¥Ù„Ù‰ Ùهم النص.. ثم تبدأ المواجهة بشواهدها المؤثرة ومنها : أولاً: ضرورة الوقو٠على Øقيقة قائل النص والتعر٠على بيئته ومكونات ثقاÙته وينابيع هذه الثقاÙØ©ØŒ ومراميها القريبة والبعيدة.. ولأن الشيخ ينتصر للنقد التطبيقي القائم على تناص الØجج.. رأيناه يطبق هذا الشاهد من شواهد المنهج ÙÙŠ جدية وتمØيص، Øين خال٠السائد الذي ينسب إلى تأبط شرا القصيدة التي Øللها ÙÙŠ كتابه “نمط صعب” Ùيناقش هذه النسبة ÙÙŠ بدايات كتابه من ص 33-62ØŒ والمنهج التاريخي التوثيقي هو المسيطر ÙÙŠ هذا المضمار، وهو أسلم المناهج ÙÙŠ الوصول إلى ما يأمل الباØØ« من Øقائق ÙÙŠ مثل هذه القضايا. وقد رتب الشيخ رواة القصيدة Ù€ كلها أو بعضاً منها Ù€ مع تباين نسبتها وعددهم خمسة عشر راويا.. بداية من ابن هشام المتوÙÙ‰ سنة 218 هـ إلى البغدادي المتوÙÙ‰ 1093هـ، وقسم هؤلاء الرواة إلى خمسة أقسام، ÙÙŠ نسبتهم القصيدة إلى قائلها.. ÙˆÙÙŠ القسم الثاني Øدد الرواة الذين نسبوها إلى “ابن أخت تأبط شرا” وهم «الجاØظ ÙÙŠ الØيوان، وابن عبد ربه الأندلسي ÙÙŠ العقد، والبكري الأندلسي ÙÙŠ معجم ما استعجم، والتبريزي ÙÙŠ Ø´Ø±Ø Ø§Ù„Øماسة، وهؤلاء لم ÙŠØددوا اسمه. وابن هشام ÙÙŠ كتاب التيجان نسبها إلى أبن اخت تأبط شراً، وزعم أنه الهجال بن امرئ القيس الباهلي، وزعم البكري الأندلسي أنه “Ø®Ùا٠بن نضلة” ÙÙŠ كتابه اللآلئ. وابن دريد، وابن بري، والبغدادي نسبوها إلى “الشنÙرى» وزعموا أنه ابن أخت تأبط شراً. ويقول الشيخ.. مبينا أهمية هذا المعلم من معالم المنهج. وأول مشكلة معقدة تعرض : هي مشكلة نسبتها إلى صاØبها الذي هو صاØبها. ثم ينبه إلى أن الاستهانة بأمر نسبة الشعر إلى صاØبه مضر، لأنه يدخل الخلط والÙساد ÙÙŠ تمييز شاعر من شاعر، ÙˆÙÙŠ الكش٠عن خصائص بنية كل شاعر ÙÙŠ شعره، ثم يقول “ولتØقيق النسبة خطر عظيم ÙÙŠ أمر الشعراء المقلين، ÙˆÙÙŠ أمر الشعراء أصØاب المÙردات من القصائد ØŒ لأن عبيد الشعر لهم مناهج غير مناهج الذين لم يقولوا الشعر إلا ÙÙŠ مواق٠بعينها، أثارتهم Ùانطلقوا يتغنون به، وغير مناهج المقلين أصØاب القصائد ذوات العدد”. وتطبيقا لهذا المنهج ÙÙŠ مواجهة النص.. ينعى Ù…Øمود شاكر على “لويس عوض” عدم Ø¥Øاطته بشخصية أبي العلاء وهو ÙŠØلل نصوصه. وقد وقع ÙÙŠ ضلال كبير نتيجة لسوء الÙهم.. وقلة التعمق ÙÙŠ إدراك مرامي Ùكر أبي العلاء. وعدم تقصي مصادر ثقاÙته، والمؤثرات الØقيقية ÙÙŠ أدبه. يقول أبوÙهر «Ùالدارس ينبغي أن يكون قد ملك الأسباب التي تجعله أهلا لمعاناة المنهج” وهذا شيء ÙŠØسن ضرب المثل عليه لتوضيØÙ‡. Ùإذا اتخذنا شيخ المعرة مثلا موضØا. Ùدارسه ينبغي أن يكون مطبقا لقراءة نصوصه جميعا من نثر وشعر، لا من Øيث هما Ù„Ùظان مبهمان غامضان : نثر أو شعر، بل من Øيث تضمنها ألÙاظا دالة على المعاني، وألÙاظا قد اختزنت على مر الدهور ÙÙŠ استعمالها وتطورها قدرا كبيرا من نبض اللغة ونمائها الأدبي والÙكري والعقلي، إلى كثير من الدلالات التي يعرÙها الدارسون، ثم من Øيث هي ألÙاظ قد Øملت سمات مميزة من ضمير قائلها بالضرورة الملزمة، لأنه إنسان مبين عن Ù†Ùسه ÙÙŠ هذه اللغة بما يسمى”شعرا” أو بما يسمى “نثراً”(7). وهناك دلائل متعددة Ùطن إليها “Ù…Øمود شاكر” للتعر٠على قائل النص، وقد أعمل خاطره وكد ذهنه. ومن هذه الدلائل: * الاعتماد على نسيج الشاعر وطريقته ÙÙŠ صوغ الشعر، وقد مال إلى ØªØ±Ø¬ÙŠØ Ø£Ù† تكون القصيدة المنسوبة لتأبط شرا ليست له، اتكاء على الإدراك الواعي لنسيج الشاعر وطريقته ÙÙŠ صوغ الأسلوب، Øيث يقول: “ووجه آخر هو أني أجد نسبتها إلى تأبط شرا أمرا صعبا، لأن نسجها يخال٠كل المخالÙØ©ØŒ ما وصل إلينا من شعره وهذا أمر دقيق(8). * والمكان له دور ÙÙŠ تØديد قائل النص، Øين تتعمق خبرة الناقد المعرÙية بجغراÙية المكان، وأماكن القبائل، وتØركاتها.. وقد نعى”Ù…Øمود شاكر” على “ابن هشام”ØŒ نسبة القصيدة إلى «الهجال بن امرئ القيس الباهلي” [ابن أخت تأبط شراً] ÙÙŠ خبر طويل جداً ÙÙŠ كتابه «التيجان» وقال Ù…Øمود شاكر: إن هذا الخبر Ùيه خلط كثير، وليس ÙÙŠ كتب الثقات ما يؤيده، ثم يقوم Ø¨ØªØ¬Ø±ÙŠØ Ø±ÙˆØ§ÙŠØ© “ابن هشام” Ùيقول: إنه كان قليل العلم بالشعر، ويناقش مسألة نسب ابن أخت تأبط شراً وهو الهجال ÙÙŠ زعم ابن هشام ويقول: نعم كان «تأبط شراً من بني Ùهم بن عمرو بن قيس عيلان ابن مضر و«باهلة» التي ينسب إليها “الهجال بن امرئ القيس هم«بنو مالك بن أعصر بن سعد بن قيس عيلان بن مضر” ولكني أستبعد أن يكون “الهجال” هو “ابن أخت تأبط شرا” لأن ديار باهلة عند الإسلام باليمامة ÙÙŠ شرقي نجد، وديار بني Ùهم “رهط تأبط شراً” كانت بالØجاز غربي نجد، ويا بعد ما بينهما. ولم أجد ÙÙŠ شيء من مراجعي ذكرا لأØد يقال له الهجال بن امرئ القيس الباهلي. ثانياً: العناية الÙنية والعلمية بالترتيب الصØÙŠØ Ù„Ø£Ø¨ÙŠØ§Øª النص، ومناقشة الروايات المختلÙØ© للنص مع ضبطه ÙÙŠ Ø¥Øكام وضرورة التØقق من ذلك. وقد أشاد Ù…Øمود شاكر بهذا المعلم من معالم منهجه صراØØ© ÙÙŠ القسم الثالث من كتابه “نمط صعب” وأكد على أنه ينبغي ألا يدع المرء جهداً يبذل ÙÙŠ تØري أمور أربعة، واستقصائها بكل وجه متيسر، وهي : استقصاء المصادر التي روت القصيدة تامة، أو روت قدرا صالØا منها، مع التزام الترتيب التاريخي لمن أسندت إليه الرواية Ùيها، ثم Ø¥ÙŠØ¶Ø§Ø Ø§Ø®ØªÙ„Ø§Ù Ø¹Ø¯Ø¯ أبيات القصيدة ÙÙŠ كل رواية، ورصد الÙروق بين رواية الرواة عن شيخ واØد من شيوخ الرواية، ثم اختلا٠هذا الترتيب إن كان ÙÙŠ رواية غيره من الشيوخ. ثم استقصاء كل اختلا٠يقع ÙÙŠ بعض ألÙاظ الأبيات ÙÙŠ هذه المصادر، ثم ÙÙŠ سائر مصادر اللغة والنØÙˆ والأدب والتاريخ. ثم يؤكد الشيخ على أن الترتيب التاريخي ÙÙŠ كل ذلك أمر لا ينبغي إغÙاله أو التهاون Ùيه،(9) وهذه الصرامة ÙÙŠ تطبيق المنهج ليست Ùرضيات يطرØها أبوÙهر، وليست تنظيرا يعوزه التطبيق، ولكنه قام بتطبيق هذه الأمور الأربعة ÙÙŠ دقة علمية، وهو ÙŠØلل قصيدة ابن أخت تأبط شراً، وهو بهذا المنØÙ‰ التطبيقي قد سلم من الآÙØ© التي تصيب كثيرا من الداعين إلى المناهج. Øيث يقدمون قواعد جاÙØ© لا تصمد أمام وهج التطبيق، وتظل عاجزة عن تقديم الثمار الناÙعة لشداة الأدب، وأرباب البيان، ÙˆÙرسان النقد. ثالثاً: الإيقاع العروضي وصلته بالتجربة : إن النص الشعري تتعدد أبعاده الجمالية، والبØØ« عن أسرار هذا الجمال ربما يكمن ÙÙŠ البناء بالموسيقى، وربما يكمن ÙÙŠ التشكيل بالصورة، وربما يكمن ÙÙŠ البنية اللغوية والإØساس بالزمن، وكل الأبعاد السابقة تنبثق من الطاقة الشعورية المتدÙقة من كيان النص، وهو بدون هذه الطاقة يعد نهرا جاÙا، ÙˆØديقة يابسة، وأÙقاً منطÙئ النجوم.(10) وهذه الطاقة الشعورية الموارة ÙÙŠ وجدان الشاعر تظل بين التوهج والانطÙاء من ناقد لآخر.. وهي ÙÙŠ أكثر Øالاتها خامدة، لأن الناقد يتعامل مع النص ÙÙŠ وعي وعقلانية وأناة، ومعه أدواته النقدية وخبرته. ولكن الأمر مختل٠جدا مع شيخنا “Ù…Øمود شاكر” Ùهو يواجه النص وهو -ربما- أكثر انÙعالا وتوهجا، والتØاما بالتجربة من منشئ النص Ù†Ùسه، وربما تعد هذه الØالة النقدية من المشاهد النقدية النادرة ÙÙŠ تØليل النص ومواجهته – وهي تمثل منهجا يقوم على التذوق الجمالي للنص، مصØوبا بØالة من الوجد والصدق الشعوري ÙÙŠ استكشا٠جماليات االنص، ويؤكد الشيخ هذا المنهج Øينما يصور قراءته للشعر بأنها “قراءة متأنية، طويلة الأناة، عند كل Ù„Ùظ وكل معنى، ثم يقول” كأني أقلبهما بعقلي، وأروزهما (أي : أزنهما مختبراً) بقلبي، وأØبسهما Øبسا ببصري وببيدتي، وكأني أريد أن أتØسسهما بيدي، وأستنشئ (أي أشم) ما ÙŠÙÙˆØ Ù…Ù†Ù‡Ù…Ø§ بأنÙÙŠØŒ وأسمع دبيب الØياة Ùيهما بأذني، ثم أتذوقهما تذوقا بعقلي وقلبي، وبصيرتي وأناملي، وأنÙÙŠ وسمعي ولساني، كأني أطلب Ùيهما خبيئا قد أخÙاه الشاعر الماكر بÙنه وبراعته، وأندس إلى دÙين قد سقط من الشاعر عÙوا، أو سهوا، تØت نظم كلماته ومعانيه، دون قصد منه أو تعمد أو إرادة(11). إن هذا الÙناء الكلي ÙÙŠ النص ÙÙŠ سبيل الكش٠عن الكنوز الخبيئة، هو نمط صعب ونمط Øبيب وغير مخي٠لدى عاشقي الشعر ومن Ùطرهم الله على النقد والتØليل. وانطلاقا من هذا المنهج Øلل “Ù…Øمود شاكر” البنية الإيقاعية “ÙÙŠ قصيدة ابن أخت تأبط شرا واØتشد لهذا التØليل، كالعهد به دائما اØتشاد المØارب العاشق المداÙع عن عرينه، وقد بالغ وأسهب ÙÙŠ دراسة “الأطر العروضية” والأوزان، والدوائر، ومما ينبئ عن تغلغل القيمة النغمية والعروضية للنص ÙÙŠ منهجه أنه بدأ مواجهة القصيدة بدراسة ظاهرة “التÙعيل” ثم ظاهرة “التجريد” وهي Øركات وسكنات التÙاعيل، ثم عرض ÙÙŠ إيجاز للدوائر العروضية(12). وهذا المهاد النظري العروضي، عاد إليه الشيخ مرة أخرى وأسهب ÙÙŠ تقديم القواعد العروضية من ص(85-116)ØŒ وهو يعد ذلك تأسيسا لأØكامه النقدية الرابطة بين الإيقاعات العروضية، وبين تجربة الشاعر، وتصوير هذه التجربة ÙÙŠ إطار من النغم المتدÙÙ‚ØŒ وكان بإمكان شيخنا التركيز على بØر “المديد” وزØاÙاته وعلله، وتشكيلاته العروضية.. لأن القصيدة ØªØ³Ø¨Ø Ø£Ù†ØºØ§Ù…Ù‡Ø§ ÙÙŠ أمواج هذا البØر، الذي Ø£Ùاض الشيخ ÙÙŠ تباين خصائصه النغمية.. وعلاقة إيقاعه بالتصوير البياني، عن طريق التشبيه المÙرد وليس المركب وكذلك نغم المديد بتشكيل الصورة الإيØائية، القائمة على الإيجاز والاقتصاد اللÙظي، وكذلك علاقة هذا النغم بالكلمة الØية الموجزة المقتصدة. ولا شك أن هذه قضايا شائكة لم تأخذ صÙØ© القاعدة، وإنما بنيت على التذوق، والاجتهاد النابع من سياق النص. ومكونات التجربة ومناخها، وتكوينها الأسلوبي، وأصالة المنهج تنبع من أن Ø£Øكام الشيخ وكشوÙاته النغمية لا تنÙصل عن جذور هويتنا الثقاÙية العربية والإسلامية، وليست متكئة على مصطلØات أجنبية مثقلة. يقول معقبا على تØليله لظاهرة النغم ÙÙŠ النص: “الآن Ùرغت من هذا الغناء” الÙخم” وكنت مستطيعا أن أهزل باسم الغناء والنغم، Ùأستولج ÙÙŠ كلامي ألÙاظا للتغرير والإثارة، Ùأقول “السمÙني” Ùˆ”الهرمني” وكروبا وراء ذلك كثيراً!!! ولكني آثرت أن أدع الأمر Øيث هو من القرب، والبعد أيضا، لأن Øديث النغم كان يقتضي أن أعود إلى ماقلته ÙÙŠ بناء الغناء العربي كله على ماهدانا إليه الخليل رØمه الله، وسماه “الأسباب والأوتاد” وأن أعود أيضا إلى ما استظهرته من أن الأوتاد وهي الثوابت التي لا يدخلها زØاÙØŒ لها ÙÙŠ كل بØر منازل لا تÙارقها، ومن Øولها تدور الأسباب مزاØÙØ© وغير مزاØÙØ©ØŒ وأن أبين أيضا أن الزØا٠ليس ضرورة كما يتوهم، بل هو أصل ÙÙŠ تنوع النغم، يعطيه شيئا جديدا، ويكسبه معاني جمة، لا تكاد تØصر، وكل العمل ÙÙŠ الغناء والترنيم هو لمهارة “زمن النÙس” الذي يتولى القصيدة ÙÙŠ إلØاق هذه المعاني بالنغم، بنسب مضبوطة Ù…Øكمة مقدرة، صادرة عن Øركة الأسباب وزØÙها على الأوتاد والتقائها بها، لا ÙÙŠ البيت الواØد، بل ÙÙŠ جملة الغناء من أول بيت إلى آخر بيت”(13) ويÙيض الشيخ شاكر ÙÙŠ تØليل إيقاع بØر «المديد» ويØلل قول العروضيين القدامى الذين وصÙوا موسيقاه بالثقل، أو الصعوبة والعسر. كما وصÙÙ‡ د.عبدالله الطيب(14)ØŒ ويصل بعد تØليل للأسباب والأوتاد وعلاقتهما بالنغم إلى أن الأمر ليس ثقلا.. ولكنه نزاع Ø®ÙÙŠ بين «الØادي والمجيب» وبين الترÙيل، وما أوجب عليك نزاعهما من توق٠وتردد وإØجام، ومن استÙزاز مسرع بك إلى الانطلاق، ثم Øدوث ذلك كله ÙÙŠ زمن متقارب، وهذا التØليل منبعه الذائقة الÙنية، والØدس، وهو كما يقول الغزالي” Ù…ÙØªØ§Ø Ø£ÙƒØ«Ø± العلوم”ØŒ وتذوق النغم والتأني ÙÙŠ التذوق، هما الÙيصل ÙÙŠ إدراك Øقيقة هذه الصÙØ©ØŒ أو هذا المنزع ÙÙŠ إدراك العلاقة بين البنية الإيقاعية والتجربة الشعرية. ويقول الشيخ “وأجهل الناس من يظن أن جمال الأنغام المتسربة من ألÙاظ الشعر وألØانه المركبة، دانية القطو٠لكل كاتب أو ناقد” ولا يغÙÙ„ “Ù…Øمود شاكر” شطر التطبيق ÙÙŠ المنهج، Ùهو يصهر النغم وتشكيل الصورة والبناء اللغوي ÙÙŠ بوتقة Ùنية واØدة، ويعلق على تصوير الشاعر لكرم خاله وشجاعته Øيث يقول : شامس ÙÙŠ القÙرÙÙ‘ØŒ Øتى إذا ما ذكت الشعرى، Ùبرد وظلÙÙ‘ يابس الجنبين من غير بؤس ونَدÙيْ الكÙÙّين، شهم، مدلÙÙ‘ يقول بعد الغوص وراء موجات الألÙاظ وتØليلها مثل شامس، ويابس الجنبين، وندي الكÙين وشهم، ومدل، وكأنه ÙŠØيي هذه الألÙاظ ويعود بها للØياة من جديد ÙÙŠ سياق هذا النص الجاهلي بناء على Ùهمه الدقيق لأسرار لغتنا الشاعرة كما وصÙها العقاد. ويعيب على كبار علماء اللغة والرواة ÙˆØ§Ù„Ø´Ø±Ø§Ø Ùهمهم القاصر لمدلولات الألÙاظ ÙÙŠ سياق النص المذكور، Ùيعلق على تÙسير الÙراء لكلمة «شهم» بأنه تÙسير قاصر جدا، ثم يقول «ولا يغررك كلام الÙراء ÙتØمل عليه هذا الشعر الذي Ù†ØÙ† Ùيه، Ùإذا هو زاهق، قد أدرج ÙÙŠ ÙƒÙÙ† اللغة “وينعى على المرزوقي ÙÙŠ تÙسيره لكلمة «مدل» بأنه الواثق بنÙسه وآلاته وعدته وسلاØÙ‡”. وقال متهكما.. هذا تÙسير ÙŠØ°Ø¨Ø Ø§Ù„Ø´Ø¹Ø± بغير سكين”. يقول الشيخ شاكر مصورا دور الإيقاع الشعري ÙÙŠ إثراء التجربة والالتØام بواقع الشاعر “وتمام المقابلة بين يابس الجنبين”ØŒ Ùˆ”ندي الكÙين” “زاد Øركة” التنغش ÙÙŠ الصورة كلها، بيد أن شاعرنا لن يك٠مقتصرا على ما Ø£Øدث من تنغش الØياة، Ùإنه قد عزم أن يجمع مهارته وسطوته إلى مهارة بØر المديد وسطوته Ùيجعل الصورة ÙÙŠ الأبيات الثلاثة جميعا، تتØرك Øية، مكتملة الØياة والØركة، Ùسكت سكتة لطيÙØ© بعد أن انتهى إلى “وندي الكÙين” Ùقطع ما كان Ùيه، وأعرض عن عط٠صÙØ© على صÙØ© بشيء من Øرو٠العطÙØŒ انبعث يرمي على “أنغام بØر المديد بلÙظين طليقين موجزين، Ùاهتزت الصورة كلها Øية بما دب Ùيها من Øياة جديدة “شهم مدل”. ثم يتابع رصده لعنصر الإيقاع قائلا: “كان ÙÙŠ هذين اللÙظين : “شهم، مدل” من وجيب الØركة ونبضها، ومن ØØ«Øثتها واندÙاقها، ومن تلهبها ومضائها، قدر لايدانيه شيء مما تدل عليه ألÙاظ هذه الأبيات الثلاثة، ومجيئها بعد تنغش الØركة ÙÙŠ ثلثي البيت الثالث Ø£ØªØ§Ø Ù„Ù‡Ù…Ø§ أن يسكبا ÙÙŠ ألÙاظ الأبيات قبلهما Øركة داÙقة، هزت ما كان ساكنا يترقرق من معانيها”(15). وهذا المنØÙ‰ ÙÙŠ تØليل الإيقاع الشعري ÙŠØاول من خلاله الناقد أن يتسمع إلى الإيقاع الباطن وأن يشاهده، وأن يشم رائØته، وأن يقبض عليه.. إنه إيقاع تØسه ولا تراه، تدركه ولا تستطيع أن تقبض عليه، ويكمن ÙÙŠ تعادل النغم عن طريق مدات الØرو٠Øينا، وعن طريق تكرارها Øينا، وعن طريق استعمال Øرو٠مهموسة أو مجهورة تتساوى مع الإطار العام للقصيدة”(16). وغير خاÙ٠على شيخنا أبي Ùهر، وعلى متذوقي الشعر، ومØبي الشعراء أن الشاعر لا يتعمد، وربما لا يعلم عن هذه الجماليات الإيقاعية والأسلوبية شيئا. وإنما مرده إلى السليقة اللغوية، والموهبة الشعرية التي خص بها قوم دون آخرين، ولذلك أجدني مترددا ÙÙŠ قبول هذه العبارة على سبيل اليقين، Øيث يقول “أبوÙهر” بيد أن شاعرنا لن يك٠مقتصرا على ما Ø£Øدث من تنغش الØياة، Ùإنه قد عزم على أن يجمع مهارته وسطوته إلى مهارة بØر المديد وسطوته”….إلخ. وإنما الأمر أن الشاعر قال وعلينا أن نتأول، والمتنبي صاØب شيخنا الأثير ألم يقل : أنام ملء جÙوني عن شواردها ويسهر الخلق جراها ويختصم؟!! ومن اكتمال. زمن التغني “كما يقول أبو Ùهر” أو ظاهرة الإيقاع ÙÙŠ النص الشعري أن نرصد القيم الصوتية التي تبرز موسيقية الØرو٠ÙÙŠ اللغة العربية. ÙˆÙÙŠ بيت واØد ينوه “Ù…Øمود شاكر” بخصائص الØرو٠وقيمتها ÙÙŠ Ø¥Øداث الإيقاع الشعري – أو كما يقول «الغناء» – ويربط بين Øركة الإيقاع وبين النÙسية للشاعر Øيث يجد المستمع من هذا النغم نشوة كنشوة هذا الشاعر ÙÙŠ تذكره خاله، معجبا به، Ù…Ùتونا بأخلاقه وشمائله. والبيت يأتي تاليا للأبيات السابقة، ÙÙŠ سياق رصد صÙات وسلوكيات المتوجه له بالرثاء. ظاعن بالØزم، Øتى إذا ما ØÙ„ÙŽÙ‘ .. Øلّ الØزم Øيث ÙŠÙŽØلّ ويوازن أبو Ùهر بين ما Ø£Øدثه Øر٠الØاء من نغم ÙÙŠ هذا البيت وبين ما Ø£Øدثه الØر٠نÙسه من تناÙر ÙÙŠ قول أبي تمام: كريم متى أمدØÙ‡ أمدØÙ‡ والورى معي واذا مالÙمته لمتÙÙ‡ ÙˆØدْي Øيث يرجع التناÙر ÙÙŠ هذا البيت “لهاتين الØاءين المقترنتين بالهاء، ثم تكرارهما ÙÙŠ Ù„Ùظين متجاورين، يقول: “ولكن شاعرنا أتى بسبع Øاءات ÙÙŠ سبع كلمات متتابعات، Ùما ساغ لأØد أن يعده ÙÙŠ تناÙر الكلمات، والذي Ø£Ùسد على أبي تمام كلامه، مجيء الØاء الساكنة بعدها هاء متØركة، والهاء مخرجها من أقصى الØلق، والØاء مخرجها من وسط الØلق، Ùهما متدانيان، وسكون الØاء زادها دنوا من مخرج الهاء التي تليها، Ùثقل النطق بهما ثقلا شديدا، Ùلما كرر اللÙظ مرة أخرى أطبق الثقل، ونÙرت منه طبائع النطق، أما شاعرنا Ùجاء بسبع Øاءات ÙÙŠ سبع كلمات متتابعات، ولما كانت الØاء المتØركة أقوى من الساكنة، كان النطق بها أخÙØŒ وكان النطق بها Ù…ÙتوØØ© يستوجب شيئا من الأناة والتوقÙØŒ Ùطابق ما يستوجبه النطق بها، طبيعة “بØر المديد” من أناة وبطء،.. Ùالنغم يبدأ سريعا متØدراً ” شهم، مدل، ظاعن بالØزم”: ثم يستقبل الØاء المتØركة” Øتى إذا ما ØÙ„” Ùيبطئ شيئا ما، ثم يزداد “بطئا وأناة، Øتى توشك أن تق٠وقÙØ© لطيÙØ© عند مخرج كل Øاء” ØÙ„ الØزم Øيث ÙŠØÙ„” Ùكان هذا التقسيم المتدرج ÙÙŠ النغم ÙˆÙÙŠ تØدره، راØØ© تعين على اجتلاء Ù…Ù„Ø§Ù…Ø Ø§Ù„ØµÙˆØ±Ø© المتمثلة ÙÙŠ هذه الأبيات، Ùتزداد وضوØا وصÙاء، ويجد المستمع معها نشوة كنشوة هذا الشاعر مع تذكره خاله، معجبا به، Ù…Ùتونا بأخلاقه وشمائله(17). رابعاً: استقلالية الرؤية ÙÙŠ استقبال الآراء التراثية وآراء المØدثين: وهذا المعلم من معالم منهج «مØمود شاكر» يؤكد أصالة منهجه، ونزعته التجديدية ÙÙŠ قراءة التراث، Ùهو لا يكتÙÙŠ بإقامة الشواهد التراثية برهانا على صدق ما يقول، ولكنه ÙŠØاور كبار علماء اللغة. ويستدرك عليهم كثيرا من الآراء ومن التÙسيرات اللغوية لبعض الكلمات، ولا يتÙÙ‚ مع هؤلاء العلماء ÙÙŠ شرØهم لبعض الكلمات أو التراكيب أو الأبيات، Ùهو يناقش ÙÙŠ أصالة وجدة وابتكار أبا العلاء المعري والتبريزي، وابن هشام، وابن عبد ربه، والمرزوقي، ولا يكتÙÙŠ بذلك بل يدعو إلى أن نزيد على نص اللغة مستدلين بأصل مادة اللغة، وذلك ÙÙŠ سياق شرØÙ‡ لقول الشاعر : “خبر ما، نابنا، مصمئل جل Øتى دق Ùيه الأجلÙÙ‘ يقول : وأصØاب اللغة يقولون “المصمئل” المنتÙØ® من الغضب Ùˆ”المصمئل”ØŒ الشديد، Ùلو اقتصرت على نص اللغة هنا ÙÙŠ تÙسير هذا اللÙظ، Ù„Ùقد الشعر معناه وانما ÙØوى مراد الشاعر أن يدلك على أنه كلما زاد الخبر تأملاً، زاد تÙاقماً وتعاظماً، وأطبق عليه إطباقاً، وأØاط به Ø¥Øاطة لا تدع له من إطباقه عليه مخرجا، Ùأولى أن يقال إنه من قولهم «اصمأل النبات» إذا «الت٠وعزم وأطبق بعضه على بعض من كثاÙته»، وأصل هذه المادة ÙÙŠ اللغة، صمل يصمل، صمولاً» إذا صلب واشتد واكتنز،، يوص٠بذلك الجمل، والجبل، والرجل وما أشبه ذلك، «Ùأنت ÙÙŠ مثل هذا الموضوع Ù…Øتاج ÙÙŠ البيان أن تزيد على نص اللغة مستدلاً بأصل مادة اللغة» (18) ÙˆÙÙŠ البيت العاشر من القصيدة Ù†Ùسها ينعى «مØمود شاكر» على علماء اللغة ÙˆØ´Ø±Ø§Ø Ø§Ù„Ø´Ø¹Ø± تÙسيرهم لقول الشاعر: غيث مزن، غامـرٌ Øيث يجدي وإذا يسطو Ùليث أَبَلÙÙ‘ يقول: «وأما يجدي Ùقد ذهب المرزوقي وسائر Ø§Ù„Ø´Ø±Ø§Ø Ø¥Ù„Ù‰ أنه من الجدوى» وهي العطية وهذا لغو ÙˆÙساد، لأن هذا التÙسير اللغوي يجعل هذا البيت أشبه بأن يكون تكرارا للمعنى الذي سل٠ÙÙŠ البيت الثامن وهذا خطل شديد، كما يقول «أبو Ùهر» لم يرتكب الشاعر مثله Ùيما مضى، ولا Ùيما يستقبل، ولا يقع ÙÙŠ مثله إلا من لا ÙŠØترز من خسيس الكلام. ويرى أبو Ùهر أنه ينبغي أن يقال: أجدى من «الجدا» وهو المطر و«أجدى» بمعنى أمطر. كما قالوا من «المطر» وهو اشتقاق صØÙŠØ Ù„Ø§ Ù‚Ø§Ø¯Ø Ùيه، وهذا البناء بهذا المعنى، لم تذكره كتب اللغة.. «ولكنه ينبغي أن يقيد ويزاد عليها، وشاهده من كلام العرب هذا البيت»0(19) ÙˆØدة أبي Ùهر وسخريته ÙÙŠ النقاش والØوار لم تÙارقه وهو يستدرك على «التبريزي» طريقة قراءته لهذا البيت: «Øلت الخمر، وكانت Øراما وبلأي ما ألمت تØل» Ùهو يرى أن «قراءة البيت أضرت به إضرارا شديداً Ùالمرزوقي وأبو العلاء المعري والتبريزي قرؤوه «وبلأي. ما ألمت» ثم قال المرزوقي شارØا هذ التركيب «قوله: «ما ألمت» يجوز أن تكون «ما» صلة «أي زائدة»، ويجوز أن يكون مع الÙعل بعده ÙÙŠ تقدير المصدر، يريد «وبلأي ألمت Øلالا».. ويعلق أبو Ùهر ÙÙŠ سخرية وتهكم «وهذا كلام بارد غث سقيم، Ùاختلسه التبريزي ÙÙŠ شرØه، Ùلم ÙŠØس بشيء من برده، لأنه نشأ بتبريز، من إقليم أذربيجان، وهو إقليم بارد جداً (20) وهذا التعليق ينأى بشخينا عن الموضوعية والØيدة العلمية، وأعتقد أنه من باب التÙكه والتندر، وهما من طبيعة أبي Ùهر ÙÙŠ مثل هذه المواقÙ» (21) يقول بعد ذلك ÙÙŠ يقين وثقة «والصØÙŠØ ÙÙŠ قراءة البيت ما أثبته: «وبلأي ما، ألمت» بينهما سكتة لطيÙØ© «وما» Øشو يأتي ليدل على الإعراض عن وص٠الشيء بما ينبغي له من الصÙات، وهذا الØشو يلزمك بعده سكتة عند إنشاده والترنم، ومجيء هذا الØشو، أسلوب ÙÙŠ اختصار اللÙظ ÙŠÙضي إلى اتساع المعنى» (22) ويÙيض «أبو Ùهر ÙÙŠ Ù…Øاورة الرواة وعلماء اللغة وشارØÙŠ الشعر الجاهلي، ÙÙŠ مواضع كثيرة ويكاد يق٠عند كل بيت من قصيدة «ابن أخت تأبط شراًَ» ويدلل على رأيه ÙˆÙهمه الجديد بأدلة نابعة من رؤيته الثاقبة لتراثنا الشعري الÙريد، ومتكئة على وعيه الÙØ° بأساليب العربية ودقائقها وطرائقها ÙÙŠ التعبير، ومن هذه المواق٠التقويمية لآراء Ø´Ø±Ø§Ø Ø§Ù„Ø´Ø¹Ø± ما ورد من تعليق على Ø´Ø±Ø Ø§Ù„Ø¹Ù„Ù…Ø§Ø¡ لهذا البيت: Ù…ÙÙسْبل ÙÙŠ الØيّ، Ø£Øوى، رÙÙÙŽÙ„ÙÙ‘ وإذا يعْدو، Ùَسمعٌ أزلÙÙ‘ يقول: Â«ÙˆØ´Ø±Ø Ø£Ø¨ÙŠ العلاء والتبريزي، يجعل الشطر الأول متضمنا Øلية ÙÙŠ لباس صاØبه، أو ÙÙŠ شعره أو ÙÙŠ لون Ø´Ùتيه، وهذا لغو لا «شعر»(23) ويرى «مØمود شاكر» أن الشاعر مثل صاØبه ÙÙŠ الشطر الأول، وهو ÙÙŠ الØÙŠ Ùرسا Ø£Øوى من الجياد العتاق، ذيالا يرÙÙ„ من خيلائه وزهوه، ومثله ÙÙŠ الشطر الثاني، إذا Ùارق ØÙيّه ÙÙŠ غاراته سمعاً أزل سريع الخطÙØ©ØŒ لا تÙلت Ùرائسه، Ùقابل بما ÙÙŠ الشطر الثاني، ما مضى ÙÙŠ الشطر الأول، على سواء واستقامة، لم يذكر ÙÙŠ الآخر منهما Øلية لصلة به ÙÙŠ بدن ولا لباس، Ùوجب ألا تكون ÙÙŠ أولهما Øلية له ÙÙŠ بدن ولا لباس. وهذا الاستواء ظاهر ÙÙŠ الأبيات التي قبله كلها، Ùمن غير المعقول أن يخل بذلك ÙÙŠ هذا البيت الÙرد. والمتأمل ÙÙŠ هذا التØليل الÙني يرى أن التذوق الصØÙŠØ Ø§Ù„Ù‚Ø§Ø¦Ù… على الخبرة والدربة Ù€ كما قال ابن سلام Ù€ هو المنهج الذي ارتضاه «مØمود شاكر» ÙÙŠ تØليله للنصوص، بل ÙÙŠ مواجهته للنص، وهي مواجهة جادة عميقة متسلØØ© بأدوات معرÙية شاملة، تستوعب علوم العربية كلها، وتتجاوز تخوم المعرÙØ© الباردة Øيث تقتØÙ… المدارات الجديدة، وتكتش٠العناصر الإبداعية ÙÙŠ أصالة منهجية، وتوهج شعوري، وغيرة على Øمى هذه اللغة من إغارات المغيرين، ÙˆØيل المخادعين، ÙˆØماقات الغاÙلين، من مدعي الØÙاظ على لغة الأمة، وهم يشوهونها ÙÙŠ غيبة منهم عن إدراك أسرارها، والجهل المردي بالشعاب المؤدية إلى استكناه تلك الأسرار. يقول أبو Ùهر ÙÙŠ الإبانة عن منهجه ÙÙŠ مواجهة «النص» وذلك ÙÙŠ مقدمته لكتاب «المتنبي»: «كانت سيرتي ÙÙŠ كل هذا الذي أقرؤه، هي سيرتي التي اخترتها Ù€ آنÙاً Ù€ ÙÙŠ شأن «الشعر الجاهلي» وهي «تذوق الكلام»! تذوق الألÙاظ والجمل، وتذوق دلالتها على معاني أصØابها، وكي٠يصوغ كل صاØب Ùكر Ùكره ÙÙŠ كلمات؟ وكي٠يخطئ؟ وكي٠يصيب؟ وكي٠يستقيم على المعنى طلبا للØÙ‚ØŒ وكي٠يلتوي طلباً للمغالطة أو الزهو أو الظهور على الخصم» (24). وهذا المنهج التذوقي قاد الشيخ إلى Ø¢Ùاق جمالية، ومناطق جديدة ÙÙŠ التعر٠على أسرار النص الشعري، التي يعز على الكثيرين من أهل الاختصاص إدراكها..ØŒ يقول: «إن تذوق الجمال، والاستغراق ÙÙŠ مجاله، والإØساس الشامل بالØÙŠ من نبضاته، والنÙاذ الخÙÙŠ إلى أسراره العميقة المتشابكة المشتبهة، بلذة وأريØية واهتزاز، شيء مختل٠عن معاناة الإبانة عن ذلك الذي تجد باللÙظ المكتوب». وأجهل الناس Ù€ ÙÙŠ منهج «مØمود شاكر» و«رؤيته الجمالية» Ù€ من يظن أن جمال الأنغام المتسربة من ألÙاظ الشعر وألØانه المركبة، دانية القطو٠لكل كاتب أو ناقد. ويعلل هذا الØكم بأن «اللغة هي قمة البراعات الإنسانية وأشرÙها، وهي أبعد منالاً مما يتصوره المرء بأول خاطر، Ùما ظنك إذا كانت اللغة عندئذ لغة «شعر» أو «كلام مبين»! عندئذ تعي الألسنة عن الإبانة عن مكنون أسرارها، وتقصر همم النقاد Ø£Øياناً كثيرة عن بلوغ ذراها المشمخرة» (25) وبـعــد: Ùقد ألقيت بنÙسي ÙÙŠ المØيط الشاكري. وأظنني لست بناجÙØŒ Ùشراعي لا يصمد أمام Ø±ÙŠØ§Ø Ø§Ù„Ø´ÙŠØ® المضمخة بنسائم الأجداد، وعبق التاريخ، ومخايل القوة، والمØيط مازالت كنوزه خبيئة ÙÙŠ قراره الصاÙÙŠ البعيد. والقضايا التي أثارها شيخنا ÙÙŠ مواجهة النص مازالت تتØدى.. وتعلن «تناص الØجج» ومنها قضية «الأزمنة والتجربة» وهي من مبتكرات الشيخ ومنها «زمن التغني، وزمن النÙس، وزمن الأØداث»، وقضية «تشعيث الأزمنة، وأين مداخلها إلى مدائن النص». وقضية «التشكيل المكاني» أو «الصورة الأدبية» ولماذا لم تظهر بجلاء ساÙرة ÙÙŠ «نمطه الصعب»؟. وقضية «النظم» التي لبست أكثر من قناع ÙÙŠ وقÙات شيخنا وتجلياته لأسرار التراكيب، لماذا جعلها تمشي على استØياء بين كلماته الناÙذة إلى أعماق النص؟ وتبقى قامة الشيخ ممتدة شامخة، وتقصر هممنا عن بلوغ ذراها المشمخرة رØمه الله، وهيأ للعربية من بعده من يواصل رسالته الجليلة ÙÙŠ الدÙاع عن Øمى العروبة والإسلام، ÙÙŠ قوة واقتدار ÙˆØمية لله ولرسوله. إننا مازلنا Ù†ØÙظ قوله ونراه كائنا أمامنا يوقظ Øواسنا الغاÙية، Øتى نظل ÙÙŠ رباط إلى يوم القيامة نعد ما استطعنا من قوة للمتربصين بهذه الأمة. يقول العلامة «مØمود شاكر» رØمه الله: «وأنا لم أزل أشهد Ù€ منذ عشرات السنين Ù€ طلائع التخطيط المدبر، تنقض على أمتي وبلادي من كل ناØية، ويتم لها كل ما تريد، أو بعض ما تريد، يوماً بعد يوم، وعاماً بعد عام، ومن أجل ذلك لم Ø£Øمل القلم منذ Øملته، إلا وأنا مؤمن أوثق إيمان بأني Ø£Øمل أمانة، إما أن أؤديها على وجهها، وإما أن Ø£Øطم هذا القلم تØت قدمي بلا جزع عليه ولا على Ù†Ùسي. وأبيت منذ عقلت أمري أن أجعله وسيلة إلى طلب الصيت ÙÙŠ الناس أو ابتغاء الشهرة عندهم». رØمك الله يا أبا Ùهر…ØŒ وجزاك عن العربية والإسلام خير الجزاء، Ùأنت Ù€ كما قال شاعرك المجيد Ù€ ونعم ما قال…
شامس ÙÙŠ القÙرًّ، Øتى إذا ما ذكت الشÙّعرى Ùبردٌ وظلÙÙ‘
يابس الجنبين من غير بؤس وندي الكÙين، شهم مدلÙÙ‘
ظاعن بالØزم، Øتى إذا ما Øلّ، Øلّ الØزم Øيث ÙŠØÙ„ÙÙ‘
ــــــــــــــــ هوامش:
(1) نشر هذا الكتاب ÙÙŠ سبع مقالات بمجلة «المجلة» عامي 1969 Ù€ 1970Ù… ونشرته دار المدني بجدة 1416هـ Ù€ 1996Ù…. (2) المتنبي، ص 22/Ø£. Ù…Øمود شاكر. دار المدني بجدة Ù€ مكتبة الخانجي بمصر 1407هـ/1987Ù…. (3) المتنبي. ص 23 Ù€ 24ØŒ Ø£. Ù…Øمود شاكر. مصدر سابق (4) المصدر السابق، ص 23 Ù€ 24. (5) ÙÙŠ كتاب «أباطيل وأسمار» Ùصّل الشيخ القول ÙÙŠ أوجه المخالÙØ© بينه وبين د. طه Øسين ÙÙŠ Ù…Ùهوم المنهج وآلياته التطبيقية، وهو يخوض الجولة الأولى ÙÙŠ صراعه مع «لويس عوض» وقد ØµØ±Ø ÙÙŠ كتاب «المتنبي» بأن صراع المناهج يشبه ÙÙŠ Øدته Ùعل المتصارعين على Øلبة المصارعة يقول: إن شطر التطبيق: هو الميدان الÙØ³ÙŠØ Ø§Ù„Ø°ÙŠ تصطرع Ùيه العقول وتتناص الØجج، أي تأخذ الØجة بناصية الØجة ÙƒÙعل المتصارعين. ص 22. المتنبي. مصدر سابق. وقد نبه إلى ذلك ÙÙŠ كتابه المتنبي ص 21ØŒ هامش (1) إذ يقول: «بل الÙصل كله، بل الكتاب كله، مشتمل على بيان لما يسمى «منهجا» ومتصل بما أقوله هنا اتصالاً لا انÙكاك له «ص 21 المتنبي. مصدر سابق. (6) انظر: نمط صعب ونمط مخيÙØŒ ص 203 مصدر سابق. (7) أباطيل وأسمار ص 9 Ù€ Ù…Øمود شاكر. (8) نمط صعب ونمط مخيÙØŒ ص 54ØŒ مصدر سابق. (9) نمط صعب ونمط مخيÙØŒ 121 Ù€ 122 مصدر سابق وانظر ص 43ØŒ 24ØŒ Øيث نبه المؤل٠إلى قضية عيوب الرواية وجهل النساخ. (10) انظر: موسيقى الشعر العربي بين الثبات والتطور لكاتب الدراسة، ص 25ØŒ مكتبة الخانجي بالقاهرة 1413هـ/1993Ù…. (11) انظر: رسالة ÙÙŠ الطريق إلى ثقاÙتنا، ص 6ØŒ مطبوعة مع كتاب المتنبي، مصدر سابق. (12) انظر، نمط صعب، ونمط مخيÙØŒ 6 Ù€ 9. مصدر سابق. (13) انظر: نمط صعب، ونمط مخيÙØŒ ص 278. مصدر سابق. ونلاØظ أن هذه التغيرات التي تطرأ على التÙعيلات داخل النسق الإيقاعي للبØر الشعري تتنوع من تغير Øركي، إلى تغير بØذ٠بعض الØروÙØŒ إلى تغيير بزيادة بعض الØروÙØŒ إلى تغيير مزدوج باجتماع زØاÙين ÙÙŠ تÙعيلة واØدة، ÙˆØرو٠الكلمات التي تقابل Øرو٠التÙعيلات تختل٠بعضها مع بعض، مابين Øرو٠ساكنة ÙˆØرو٠طويلة ÙˆØرو٠لينة، وهذا الاختلا٠الصوتي Ù€ كما يقول د. Ù…Øمد غنيمي هلال «ينوع الموسيقى، وينوع معاني الإيØاء الموسيقي ÙÙŠ الوزن الواØد [انظر: النقد الأدبي الØديث، د. Ù…Øمد غنيمي هلال Ù€ دار الثقاÙØ© Ù€ بيروت. ويرى د. Ù…Øمد مندور: أن الزØاÙات والعلل لا تؤدي إلى تغيير النسق الموسيقي العام للبيت الشعري،وقد يكون بعضها مما لاتكاد تدركه الأذن، وإنما يكتش٠بالتقطيع لا بالترجيع، وبعضها الآخر يستدرج بعمليات تعويض عند إنشاء الشعر «الأدب ÙˆÙنونه، د. Ù…Øمد مندور، ص 34ØŒ 37ØŒ دار النهضة مصر للطبع والنشر Ø·. 2. (14) أطلق د. عبدالله الطيب «نمط صعب» على «المديد التام». انظر: الÙصل الثاني، من الجزء الأول، كتاب: المرشد إلى Ùهم أشعار العرب وصناعتها، من ص 137 Ù€ 142ØŒ د. عبدالله الطيب. دار الÙكر Ø·. 2 1970Ù… (15) انظر: نمط صعب، ونمط مخيÙØŒ ص 181 Ù€ 183 مصدر سابق (16) انظر: التجديد الموسيقي ÙÙŠ الشعر العربي ص 14ØŒ د. رجاء عيد منشأة دار المعار٠بالإسكندرية 1987Ù… وانظر: موسيقى الشعر العربي بين الثبات والتطور لكاتب الدراسة، ص 27. مصدر سابق. (17) انظر: ÙÙŠ هذا المعلم من معالم المنهج، نمط صعب،ونمط مخيÙØŒ الصÙØات الآتية على التوالي، 113 Ù€ 168 Ù€ 176 Ù€ 180 Ù€189ØŒ 276ØŒ 278. ومن النقاد البارزين الذين عنوا بإبراز هذا الجانب الصوتي ÙÙŠ التجربة الشعرية الدكتور عبده بدوي ÙÙŠ كتابه القيم «دراسات ÙÙŠ النص الشعري Ù€ العصر العباسي». دار الرÙاعي للنشر والطباعة بالرياض Ø·. 2 1405هـ Ù€ 1984Ù…. وكتب شيخنا «أبو Ùهر» ÙÙŠ مجلة «المقتطÙ» عام 1940 Ù… Øول هذه القضية تØت عنوان «علم معاني أسرار الØروÙ: سر من أسرار العربية». (18) انظر: نمط صعب، ونمط مخيÙØŒ ص 145 Ù€ 146 مصدر سابق. (19) السابق، ص 191. (20) السابق، ص 259. (21) ÙŠÙسر الأستاذ ÙتØÙŠ رضوان ÙÙŠ مقاله «الأسلوب والرجل» Øدة شيخنا وسخريته من مخالÙيه الذين يجهلون التراث أو يخطئون ÙÙŠ تÙسيره قائلا «إن الشعر الجاهلي عند Ù…Øمود شاكر، هو عرض Øقاً، لقد وجد Ùيه Ù†Ùسه، ورأى ÙÙŠ مرآته أمته العربية من أبعد آمادها على Ùطرتها الأولى، قبل أن تÙسدها الأيام وتعبث بها، وتضي٠إليها، وتغير Ùيها صرو٠الزمان. ورأى أن العدوان على الشعر الجاهلي: إنما هو بداية الكيد لهذه اللغة كلها ص 414. دراسات عربية وإسلامية. مكتبة الخانجي بالقاهرة 1982Ù…. (22) انظر: نمط صعب، ونمط مخي٠ص 259 ØŒ 260 مصدر سابق، وانظر ص 143ØŒ 144 من الكتاب Ù†Ùسه. (23) انظر النماذج المتعددة لاستدراكات الشيخ شاكر وتصØÙŠØÙ‡ لآراء علماء اللغة والرواة ÙˆØ´Ø±Ø§Ø Ø§Ù„Ø´Ø¹Ø± ÙÙŠ الصÙØات الآتية على التوالي من كتاب «نمط صعب، ونمط مخيÙ» 162 Ù€ 164 Ù€ 177 Ù€ 182 Ù€ 191 Ù€ 209 Ù€213 Ù€ 224 Ù€ 225. (24) انظر المتنبي، Ù…Øمود شاكر، ص 36ØŒ 37 مصدر سابق (25) انظر: نمط صعب، ونمط مخيÙØŒ ص 169 مصدر سابق، وانظر أباطيل وأسمار ،مكتبة دار العروبة بالقاهرة 1385هـ، ص 147ØŒ 152ØŒ والمتنبي»، ص 11. مصدر سابق.
نشر ÙÙŠ مجلة (الأدب الإسلامي)عدد(16)بتاريخ (1418هـ)
ÙÙŠ أمسية بأدبي المدينة المنورة..
د.عبدالدايم: Øياة شاكر تكش٠عن منهج أصيل.. وقلم مناضل عن اللغة العربية
http://www.alriyadh.com/743711
وص٠الدكتور صابر عبدالدايم ÙÙŠ أمسية بنادي المدينة الأدبي الثقاÙÙŠ أقيمت بعنوان “Ù…Øمود شاكر ÙÙŠ مواجهة النص” ما تمثله المدارس والمناهج النقدية من الكثرة والتوسع.. مشيرا إلى أنه بات لدينا كل عشر سنوات منهج نقدي جديد يلغى المنهج الذي قبله، وأن Øياة العلامة Ù…Øمود شاكر تكش٠عن جهاده المتواصل ومنهجه الأصيل ÙÙŠ ميدان الكلمة النقية، التي تتخلص من العجمة والغربة والاستلاب.. جاء ذلك خلال Øديثه ÙÙŠ الأمسية التي أدارها الدكتور عبدالرØيم عسيلان.
ومضى المØاضر مستعرضا عددا من معارك شاكر مع كل من طه Øسين والكاتب لويس عوض مشيرا إلى كتابة المهم المعنون بنمط صعب ونمط مخيÙØŒ متناولا بتØليل شامل لقصيدة تعد من عيون الشعر العربي والتي ذهب عدد واسع من النقاد إلى أنها تنسب للشاعر تأبط شرا Ùيما خلص شاكر بعد دراسة مستÙيضة أنها لابنة أخت الشاعر تأبط شرا.
وقال د.عبدالدايم: إن العلامة شاكر قدم دارسة كاملة عن هذه القصيدة تلقن أجيالنا المعاصرة والقادمة الدرس العميق والرؤية الجادة ÙÙŠ كيÙية تØليل الإبداع العربي ÙˆÙÙ‚ منظور خالص من الشوائب، ÙÙŠ وقت غزتنا Ùيه المناهج الأجنبية Øيث بتنا نلوك كلام الأجانب الذي Ùيه الضار والناÙع القليل الذي يهزمنا من داخلنا.. مشيرا إلى أن الإعلام اهتم بالعلامة Ù…Øمود شاكر ÙÙŠ Ùترة متأخرة Øيث كان يجهله، وكان البعض يخا٠منه خو٠الهيبة بسبب ثرائه المعرÙÙŠ مشيرا إلى أن الØاجة باتت ملØØ© اليوم لكتابة سيرته بطريقة شاملة.. مستعرضا ÙÙŠ Øديثه ما تتميز به شخصية شاكر من أبعاد إبداعية، Øيث خرج ديوانه بعد ÙˆÙاته، إلى جانب البعد الأسلوبي ÙÙŠ ÙÙ† المقالة.. مشيرا إلى كتابه(أباطيل وأسمار) الذي رد Ùيه على الكاتب لويس عوض الذي كان ملء السمع والبصر، واستطاع – بØسب تعبيره – أن يضع لويس عوض ÙÙŠ Øجمه الØقيقي.. لما انطلق منه شاكر من رؤية شمولية لا تستكين للمتوارث وهي تتصادم مع المناهج الØديثة ÙÙŠ تØليل النص التي من بينها المنهج النÙسي والتاريخي والاجتماعي ثم البنيوي والتÙكيكي والسيميائي، مضيÙا أننا أصبØنا ÙÙŠ الجامعات لا نعر٠ماذا نتبع Øيث بات لدينا كل عشر سنوات منهج جديد مناهض لما سبقه.
وأشار المØاضر إلى أن الصراع الذي Øصل بين العلامة Ù…Øمود شاكر وبين طه Øسين ÙÙŠ Ùترة مبكرة Øين شكك الأخير ÙÙŠ الشعر الجاهلي، بأنه يكاد كله أن يكون منØولا مقلدا بذلك المستشرقين، Øيث تصدى له شاكر رغم صغر سنه Øينها إلا أن طه Øسين تعالى عليه ÙانسØب من الجامعة والØياة الأدبية ولازم منزله عشر سنوات يقرأ ويØلل ويتأمل ÙÙŠ هذه النظريات.. Øيث شهدت المØاضرة عدداً من المداخلات بينها مداخلة لرئيس نادي الاØساء ظاÙر الشهري الذي أشار إلى أن المØاضر لم يتطرق لما دار بين Ù…Øمود شاكر وبين علماء العراق والشام عندما Øقق كتاب (طبقات ÙØول الشعراء) وأضا٠شاكر كلمة (ÙØول) ÙÙŠ العنوان التي لم تكن موجودة، Ùاختل٠معه كثير من العلماء مثل جواد الطاهر وقالوا إن شاكر أضا٠شيئاً لم يكن بالمخطوط وما كان من شاكر Øينها إلى أن ألØÙ‚ ÙÙŠ طبعته الثانية ردا عليهم اسماه (برنامج طبقات ÙØول الشعراء) يكش٠عن قدرته الÙائقة ÙÙŠ الغوص ÙÙŠ دقائق النصوص.
من جانبه ذهب د.عسيلان إلى أن Ù…Øمود شاكر جمع بين أمرين لا يجتمعان عند غيره Ùهو باØØ« مدقق وبأنه صاØب قلم مبدع Ùيما كتبه عن المتبني، إلى جانب ما قدمه من Ù…Øققات نوعية ÙÙŠ تراثنا العربي (طبقات ÙØول الشعراء) وأجزاء عديدة من (تÙسير الطبري) وكتاب الإمتاع للمقريزي.