عبد الفتاح فتحي

عام 1984، لم أتجاوز عن فرقتي الأولى من كلية دار العلوم بجامعة القاهرة، مرتبة الجيد جدا، أما هو فبلغ عن فرقته الرابعة الأخيرة مرتبة الممتاز الشرفية الأولى، اسمين لم يجمع بيننا غير دليل الطلاب! ولكنني حظيت في جُنديّتي عام 1987، بصحبة الأستاذ أحمد جنيدي، جاره النبيل، فذكر لي عنه أنه صار من الاجتهاد عندئذ في طلب العلم بحيث يقرأ في اليوم الواحد المجلد الكبير! ثم حظيت في كلية الآداب والعلوم الاجتماعية من جامعة السلطان قابوس عام 1997، بصحبة الأستاذ الدكتور ماجد نجم (رئيس جامعة حلوان الآن)، زميل مدرسته الثانوية، فذكر لي أنه كان الأول على المدرسة! ثم جمعت بيننا بعدئذ إدارة اختبارات كلية دار العلوم بجامعة القاهرة، فشكوت إليه مرة ضجري بتأليف الكتب التعليمية التي يحاصرنا بطلبها الطلاب، ولا يستغنون بذخائر المكتبات القيمة الكثيرة المتاحة مجانا؛ فكفكف من ضجري، ثم قال لي: أصلح للأمر نيتك، واجعله من أبواب جِهادك! هذا أحد من تيَّمهم العلم؛ فخلَصوا له وأَخلصوا، ثُم خلَصوا وأَخلصوا، ثُمَّتَ خلَصوا وأَخلصوا؛ فيئست منهم الدنيا، وانكسرت لهم، وخضعت؛ فأتته برئاسة قسم التاريخ والحضارة، تجرِّر أذيالها، أخي الحبيب الدكتور عبد الفتاح فتحي.

Related posts

Leave a Comment