الناس، معاوية الرواحي

هذي الحياةُ الناسُ والأرواحُ
ناسوتُ من حجرٍ به أشباحُ
ملهى عتيقُ به المقابر زينةٌ
رملٌ قديمٌ ساكنٌ ورياحُ
طوفانُ من ماء الوجود وصخرةٌ
من غابر الأمس القديم تُزاحُ
نهرٌ من الأيام في زمنٍ سدى
نارٌ وظِل خيالها لوَّاحُ
والناس فيها خاسرٌ ومقامرٌ
أو سافلٌ ومداهنٌ مدّاحُ
أو غادرٌ أو خائرٌ أو سائرٌ
نحو الظلام ونورُه وضّاح
أو راجع نحو البصيرة تائبٌ
أو غائبٌ ومسافرٌ ملاحُ
أو ساكنٌ في ظلّه فوجودُه
رهن المعامع والنفوس تُباحُ
من عاش فيها سيداً فرجاله
جند المظالم عدلُها ذبّاحُ
أو عاش فيها جائعا أو طائعا
كان الجنودَ فخسرُه أرباحُ
للناس أسئلة الجماد وربّها
في عالمِ العلياء لا يرتاحُ
أما سؤال الله فهو قصيدة
أخرى وأخرى همّها ينزاحُ
لا حبرَ يشكو للقصائدِ همَّه
ما الشعرُ إلا دمعةٌ وصياحُ
أما طريق الناس فهو مهالكٌ
أفراحُه الخسرانُ والأتراحُ
أتراحه الأدران في طياتها
درعُ لأصحاب الردى وسلاحُ
من عاش في الدنيا الدنية ساعةً
أشقاه دهرٌ غاضبٌ مقداحُ
إن عاش يوماً ضاع في جمراتِه
أو عاش دهراً فالحياةُ رواحُ
سدمٌ وللغيّاب عذر واحدٌ
أما الحياةُ فعذرُها الأفراحُ

Related posts

Leave a Comment