إيهاب النجدي

صغيرين شغفهما الشعر العربي دون أن يشغلهما عن الدراسة، ثم متفوقين لفتتهما بأبهتها كليةُ الإعلام! أما شريف شافعي فلما رأى كتب الأدب بين أيدي زملائه من كلية دار العلوم بجامعة القاهرة، ثار به شغفه -وكان قد أصدر كتابه الشعري الأول طالبا بالمدرسة الثانوية- فاطرح عنه كلية الإعلام إلى كلية دار العلوم، ولكنه وسوس إليه شيطانه: هل تضمن أن تصير بها أستاذا؛ فارتد إلى كلية الإعلام! وأما هو فحدا بي شغفه إلى حضور حفل تخرجنا أواخر عام 1987، الذي حضرتُ إليه من مقر جُنديَّتي تحت راية لواء المشاة الميكانيكيين 120 من الفرقة الثانية بالجيش الميداني الثاني، فخطبت عن الخريجين الخطبة التي فاجأت أستاذنا الحبيب الدكتور رجاء عبد المنعم جبر -رحمه الله، وطيب ثراه!- وأستاذنا الحبيب الدكتور محمد فتوح أحمد -حفظه الله، ورعاه!- وأحرجت رئيس اتحاد الطلاب -عفا الله عنه!- ثم صارت في كفة تعييننا معيدين، وفيها خلطت أنواعا من الشعر بأنواع من النثر، على نحو لا عهد لمثل هذا الموقف به، ثم قعدت منكفئا من الحرج على نفسي؛ فانفجر تصفيقا شعب مدرج علي مبارك باشا خريجين وطلابا وضيفانا وموظفين وأساتذة، حتى ظننت أن لن يكف! ثم ضرب الدهر ضربانه، وفرغت من مدة الجندية لأتسلم المعيدية وأشارك في أعمال جماعة الشعر، وإذا هو أحد شعراء طلاب الكلية كريما لطيفا وديعا طموحا يجتهد ويفوق غيرَه شعرًا ودراسةً! وعلى رغم أنه لم يُوظف معيدا تمسك مع الشعر بالعلم حتى حصل من قسم الأدب بالكلية على الدكتوراة، ثم حاضَر بأحد المعاهد الليبية العليا، ثم شارك في أعمال مؤسسة جائزة البابطين، لتحظى به منذ عام ٢٠٠٣ الجامعة العربية المفتوحة بالكويت، فلا يكف منذئذ عن إدهاشنا بإنتاجيه الفني والعلمي اللذين كُرِّم ببعضهما داخليا وخارجيا، ليقول لي بعد زمان طويل: لقد كانت كلمتك تلك في حفل الخريجين هي الفيصل الذي قطعتُ به تَذُبذبي بين الكليتين! وبها دون غيرها لا يزال يدعوني أستاذه، تَبسُّطًا وتَحَبُّبًا، صديقي الحبيب الدكتور إيهاب النجدي.

Related posts

One Thought to “إيهاب النجدي”

  1. تعليق الدكتور إيهاب النجدي:
    https://m.facebook.com/story.php?story_fbid=10220910563330508&id=1133021235
    “محمد جمال صقر
    أستاذي أستاذ العلم والفن والجمال..
    الجامعة “الجمالية الصقرية” التي تتحرك بقدمي ثقة أصالة وحداثة..
    لي الآن أن أستفتح سعادة العيد, وأن أرى كوة الآمال تكبر هنالك كأفق رضي رغيد,
    وكيف لا يكون؟! ولي في هذه اللوحة القلمية الرائقة, نصيب واف, وأي نصيب!
    وقد خرجت لتوّها من مشكاة الإبداع المتفرد, بأحلى ما تكون, وآنق ما تكون,
    ولتنضم إلى أخوات لها سخيات طيبات, من اللوحات التي يرسمها اليراع المبارك, تحت عنوان ساطع: “دراعم”.
    أشكرك شكر الزهر للقطر..
    وأحمد الله تعالى على بدء اللقيا وجناها الوفي النضيد..”.

Leave a Comment