لو كانت الأرزاق على مقادير الاستØقاق لكان مكان Ù…Øمود Ù…Øمّد شاكر ÙÙŠ جيل أبي عثمان الجاØظ وأضرابه، وإنّي كلّما ØَدَتْنÙÙŠ الرّغبة إلى الكتابة عنه، Ùأستجمع Ù†Ùسي للØديث؛ أجدÙني، من هيبة الموقÙØŒ ملÙÙŽÙ‘Ùاً بØيرة٠زائغةÙØŒ تتشعّب٠بي أطراÙÙها Øتَّى تقذÙني ÙÙŠ مثل قطع٠من اللّيل مظلم، أبØØ« Ùيه عن موضع٠أثبت٠Ùيه قدمي لبلوغ الغرض ونيل المأرب، وأنا أبرأ إلى الله من التّعصÙّب قائلًا: إنَّ العلّامة أبا Ùهر Ù…Øمود Ù…Øمّد شاكر أوعب٠من عرÙتÙهم أصولاً، وأجداهم Ù…Øصولاً، ولـمّا قرأت٠جميع كتبه مستÙيداً من سعة علمه وغزارته، ومستمتعاً ببلاغة أسلوبه ÙˆÙصاØته، ظÙرت٠بالمنى، وبما Ùوق المنى.
لـمّا Ø£Ùضى العلّامة الجليل أبو Ùهر إلى ربّه الكريم، تاركاً وراءه هذه الØياة الدّنيا، خل٠آثاراً من العلم، قد ÙŠÙقبل عليها من ÙŠÙقبل Ù…ØتÙلًا، أو ÙŠÙعرض عنها من ÙŠÙعرض كارهًا؛ وهو غير واجد٠Ùيها إلّا صورة شاعر٠ماهر٠أجاد Ùنَّه، ÙˆÙارس٠جسور٠ناÙØ Ø¹Ù† أمَّته بالقلم، ومØقّق٠بارع٠خط٠التّراث من يد الÙناء إلى Øومة البقاء، وناقد٠Ùريد٠استولى من صنعته على الأمد، وكاتب٠أديب٠Øرس العربيّة، وذاد عن Øماها، وخبÙر تاريخها، ودرس رجالَها، ولم يصدر Ùيما صنع إلّا عن همÙÙ‘ واØد٠لا يخالطه شيءٌ، هو الهمÙÙ‘ المسهÙّد٠المستبدÙÙ‘ بأمّته العربيّة والإسلاميّة، Ùقرأ المكتبة العربيّة كلّها، واستوعب الثّقاÙØ© الضّخمة التي أدّاها الأوّلون إلى الآخرين، وأبقاه السّالÙون للّاØقين من الأبناء والأØÙاد.
والمقبل على قراءة مؤلّÙات Ù…Øمود Ù…Øمّد شاكر لا يخلو من Øالتين اثنتين: إمَّا أن يكون متخصّصاً ÙÙŠ الأدب، متّصلاً بالنّقد، وإمّا أن يكون متخصّصًا ÙÙŠ غيرهما من Ùروع العربيّة والشّريعة، وأمر الØالة الثّانية أهون وأسهلÙØ› إذ يكÙÙŠ صاØبها من كتب الأستاذ أبي Ùهر أن يقرأ على التّرتيب: (رسالة ÙÙŠ الطّريق إلى ثقاÙتنا)ØŒ ثمَّ (أباطيل وأسمار)ØŒ ثمَّ كتاب (جمهرة مقالات الأستاذ Ù…Øمود Ù…Øمّد شاكر) الذي عÙني به تلميذه البارÙÙ‘ النّجيب الأستاذ الدّكتور عادل سليمان جمال. وهذه المقالات، ÙÙŠ مجموعها، لا تخلو من آراء أبي Ùهر المبثوثة ÙÙŠ الأدب والنّقد والتّØقيق، ولكنّها تتضمّن قضايا متشعّبةً ÙÙŠ الاجتماع، والسّياسية، والدّين، والØضارة، والتّاريخ. وإذا كان القارئ متخصّصاً Ùيما يتّصل بعلوم القرآن، ÙليÙض٠إلى الكتب الثّلاثة المذكورة كتابه الÙذّ الجليل: (مداخل إعجاز القرآن)ØŒ ثمّ له أن يتوقّ٠إن شاء.
![](https://www.aljazeera.net/wp-content/uploads/2020/05/3fa262f6-94c9-4ad2-ae81-60b776664161.jpeg)
أمَّا المتخصّص ÙÙŠ الأدب والنّقد، ÙأستØسن٠أن يقرأ كلَّ ما كتبه أبو Ùهر Ù…Øمود Ù…Øمّد شاكر، ويطالع كلَّ ما Øقّقه، ويتلو جميع تقديماته ما استطاع إلى ذلك سبيلاً؛ Ùإنَّ له آراء Ù†Ùيسةً نادرةً Ù… تَØْوÙهَا كتبه المشهورة المتداولة بين النّاس، ولا يكتشÙها القارئ إلّا ÙÙŠ طوايا تØقيقاته العظيمة.
إنَّ سبيل المهتمّ بالأدب والنّقد إلى الاطّلاع الدّقيق على مؤلّÙات أبي Ùهر؛ هي أن ينطلق من (رسالة ÙÙŠ الطّريق إلى ثقاÙتنا)ØŒ ثمّ (أباطيل وأسمار)ØŒ ثمَّ (جمهرة مقالات الأستاذ Ù…Øمود Ù…Øمّد شاكر)Ø› وسبب تقديمي لهذه الثّلاثة، وبهذا التّرتيب المستوي ÙÙŠ نظري؛ هو أنْ يأل٠أسلوب الأستاذ أبي Ùهر، ويعر٠طريقته ÙÙŠ الكلام، ويدرك مواقÙÙ‡ المختلÙØ© من أكثر من قضيّة، ÙˆÙÙŠ أكثر من مجالÙØŒ ثمّ يقرأ كتابه الإمام (المتنبّي)ØŒ ثمَّ (قضيّة الشّعر الجاهليّ ÙÙŠ كتاب ابن سلّام)ØŒ ثمّ (برنامج طبقات ÙØول الشّعراء)ØŒ ثمَّ (نمط صعب ونمط مخيÙ)Ø› وعلَّة تÙضيلي لهذا التّرتيب، هي أنَّ المتخّصص بعد Ø¥ÙلْÙÙÙ‡ واعتيادÙÙ‡ أسلوبَ الأستاذ ومنهجَه، سيطّلع على أوّل عمل٠متكامل٠له ÙÙŠ النّقد، وهو كتاب (المتنبّي)ØŒ ثمَّ ÙŠÙثنّيه بكتابيْه الدّائريْن Øول كتاب طبقات ÙØول الشّعراء ابن سلّام الجمØيّ؛ لأنّهما أخÙÙÙ‘ على الÙهم، وأسهل ÙÙŠ التّناول، وهما للقارئ بمنزلة Ù…Øطّة استجمام٠وارتياØÙØŒ ثمَّ يستجمع قواه لقراءة كتابه العسير الهضم، الذي Øوى من نظراته النّقديّة ما Øوى، وهو (نمط صعب ونمط مخيÙ)ØŒ وله أن يقرأ (مداخل إعجاز القرآن) متى شاء، ولكن لا بدّ له من قراءة هذا الكتاب؛ لأنَّ الشّعر الجاهليّ وإعجاز القرآن يمثّلان قضيّة واØدةً أرّقت أبا Ùهر منذ أقبل على العربيّة، واشتغل بعلومها Øتّى ÙˆÙاته الكريمة.
أمَّا شعرÙÙ‡ الجيّد الرّائع Ùيمثّله ديوان٠(اعصÙÙŠ يا رياØ)ØŒ ثمَّ ديوان (الØجازيّات)ØŒ ثمَّ (القوس العذراء). والقوس العذراء قصيدةٌ مطوَّلةٌ (ملØمة) استنطق Ùيها أبو Ùهر قصيدةَ الشّمّاخ بن ضرار٠الذّبيانيّ، واعتنى بها ÙÙŠ Øياته، Ùقدّم لها بكلام٠رائق٠لا ÙŠÙملَّ، وقد وق٠عليها النّقّاد أقلامهم وأÙهامهم، كلٌّ Øسب ما رأى وعلم؛ والرّأي عندي ÙÙŠ الطّريقة الهادية إلى كش٠مكنون شعره المتÙرّق ÙÙŠ ثلاثة مواضع مختلÙØ© أن يقرأ الباØØ« ديوان (اعصÙÙŠ يا رياØ)ØŒ مع مقدّمته النّقديّة الجليلة التي جادت بها قريØة٠الأستاذ الدّكتور عادل سليمان جمال، ثمّ يطالع (القوس العذراء)ØŒ وإذا قدر على أن يضي٠إلى قراءته لهذه القصيدة دراسة هؤلاء النÙّقاد الثّلاثة لها، وهم: Ø¥Øسان عبّاس، ومØمّد مصطÙÙ‰ هدّارة، ومØمّد أبو موسى، Ùقد Ø£Øسن وأجاد؛ وتوجد دراسة النّاقدين الأوّلين ÙÙŠ كتاب (دراسات عربيّة وإسلاميّة مهداة إلى أديب العربيّة الكبير أبي Ùهر Ù…Øمود Ù…Øمّد شاكر)ØŒ ودراسة Ù…Øمّد أبو موسى متوÙّرة ÙÙŠ كتاب٠مستقلّ بعنوان: (القوس العذراء وقراءة التّراث)ØŒ وقد Ù†Ùشر أوّل ما Ù†Ùشر عام 1983Ù….
ثمَّ للقارئ بعدئذ٠أن يقرأ ديوانه المسمّى (الØجازيّات)ØŒ والذي Øقّقه الأستاذ الدّكتور عبد الله بن عبد الرّØيم عسيلان، وليÙضÙÙÙ’ إلى قراءته له النّقدَ الجيّدَ الذي وجَّهه٠عبد الØميد Ù…Øمّد العمريّ إلى تØقيق هذا الدّيوان، وقد نشره ÙÙŠ مجلّة الرّبيئة عام 2017Ù…ØŒ بعنوان: (نقد تØقيق الØجازيّات). وينبغي أن نعلم أنَّ معرÙØ© تراث الأستاذ Ù…Øمود Ù…Øمّد شاكر معرÙةً ثابتةً متغلغلة ÙÙŠ Øقائقه ودقائقه وتÙاصيله، لا تتمÙÙ‘ بقراءة مؤلّÙاته ÙØسب، وإن كانت هي المعالم والصّوى للتّهدّي إليه، ولكن لا معدى للباØØ« والمطالع عن قراءة تØقيقاته، وقراءة الدّراسات الدّائرة Øول أعماله، ولن أذكر تØقيقاته ÙÙŠ هذا المقام؛ لأنّها معروÙØ© ÙÙŠ مظانّها، ولكن سأذكر تلك الدّراسات المتعلّقة بأدبه ونقده، وهي كثيرةٌ متضاÙرةٌ، وإن كانت جهوده الأدبيّة والنّقديّة ما زالت تØتاج إلى مزيد٠من الدّراسة والبØØ«.
Ùمن أهمّ تلك الدّراسات ما يأتي
1. دراساتٌ عربيّةٌ وإسلاميّةٌ مهداةٌ إلى أديب العربيّة الكبير أبي Ùهر Ù…Øمود Ù…Øمّد شاكر، وهو كتابٌ اشترك ÙÙŠ تأليÙÙ‡ عدد من طلّابه وأصدقائه وهو على قيد الØياة، وكان ذلك سنة 1397هـ/1979Ù….
2. شيخ العربيّة ÙˆØامل لوائها: أبو Ùهر Ù…Øمود Ù…Øمّد شاكر بين الدّرس الأدبيّ والتّØقيق لمØمود إبراهيم الرّضوانيّ.
3. Ù…Øمود Ù…Øمّد شاكر: الرّجل والمنهج لعمر Øسن القيّام.
4. Ù…Øمود Ù…Øمّد شاكر: سيرته الأدبيّة ومنهجة النّقديّ لإبراهيم الكوÙØيّ.
5. Ù…Øمود Ù…Øمّد شاكر ومنهج التّذوّق ÙÙŠ نقد التّراث الأدبيّ: التّأصيل والممارسة لباسم بلام.
6. إشكاليّة الذّوق الÙنّيّ عند Ù…Øمود شاكر لخليÙØ© بن عربيّ.
7. المدخل إلى منهج التّذوّق عند Ù…Øمود Ù…Øمّد شاكر لعبد الØميد Ù…Øمّد العمريّ.
8. آراء Ù…Øمود شاكر وجهود اللّغويّة لمØاسن Ø£Øمد قربان.
9. Ù…Øمود Ù…Øمّد شاعرًا لأماني Øاتم بسيسو.
10. الصّورة الÙنّيّة ÙÙŠ شعر Ù…Øمود Ù…Øمّد شاكر لعبد الله بن خميس بن سنكر.
أكتÙÙŠ بهذه العشرة الكاملة؛ مخاÙØ© الإطالة، ÙˆØذرَ الإسهاب، ولكن Øريٌّ بي أن أزيد عليها كتابين لا مهرب من ذكرهما، ولا مناص من الإشادة بهما، وهما لم يجريا على نهج البØØ« العلميّ الذي سلكتْه٠الدّراسات السّابقة، ولكنّهما مهمّان جدًّا لمن أراد الوقو٠على جوانبَ Ø®Ùيّة٠من Øياة الأستاذ Ù…Øمود Ù…Øمّد شاكر، وهما: (قصّة قلم) لعايدة الشّري٠التي كانت عضوًا دائمًا ÙÙŠ ندوة الأستاذ Ù…Øمود Ù…Øمّد شاكر منذ عادت مع أسرته الشّاكريّة من الØجّ عام 1972Ù…Ø› Ùˆ(ظلّ النّديم) لوجدان العليّ، ÙˆÙيه أوراقٌ وأسمار لمØمود Ù…Øمّد شاكر لم تكن منشورةً قبل تأليÙÙ‡.
هذا هو المنهج الصّØÙŠØ Ø§Ù„Ù…Ù†Ø§Ø³Ø¨ لقراءة٠منتجة٠لÙهم مؤلّÙات أبي Ùهر Ùهمًا صØÙŠØًا متناغمًا، وهو منّي مبنيٌّ على التّجربة، وقائمٌ على المشاÙهة، ومنبثقٌ من الدّلالة التي تأكّدت من Ù†Ùعها وصØّتها؛ وتبقى كلمةٌ لا بدَّ من ذكرها خاتمةً لهذا الكلام، وهي أنّني لم أرد بالعدد المذكور Ø¥Øصاء كلّ الدّراسات التي تناولت جهود Ù…Øمود Ù…Øمّد شاكر؛ Ùهناك دراسات أغلÙتها لعدم اتّساع المقام لذكرها، كما أنّ ثمّة دراسات بلغتني عناوينها ولم أق٠عليها لمانع من الموانع؛ ويجب أن نعلم أيضًا أنَّ التّرتيب بين الكتب ÙÙŠ القراءة أمرٌ نسبيٌّ غالباً، ولكنَّه Ù…ÙتاØÙŒ مرنٌ Ù„ÙØªØ Ù…ØºØ§Ù„ÙŠÙ‚Ù‡Ø§ إن كان مصنوعاً من التّجربة والمراس، وهذا ما ÙعلتÙØ› Ùقد قرأت٠جميع مؤلَّÙات الأستاذ أبي Ùهر أكثر من مرّةÙØŒ وطالعت٠كثيرًا من تØقيقاته، كما قرأت أغلب الرّسائل والدّراسات التي اعتنتْ بتراثه، والله المستعان على طلب العلم والÙهم.