السعيد بدوي

كان أستاذي الحبيب الدكتور محمد حماسة عبد اللطيف المشرف على رسالتي للدكتوراة قد عزم على أن يدعو إلى مناقشتها عام 1996 بقسم النحو والصرف والعروض من كلية دار العلوم بجامعة القاهرة، أحد اثنين يجمعان في مصر بين النقد والشعر: أحمد عبد المعطي حجازي وفاروق شوشة، ثم عاقته دون دعوتهما كليهما عوائق الإدارة، فلجأ إلى أحد من انتدبوا من الكلية إلى الجامعة الأمريكية واستقر انتدابهم واستمر، بعد أن كان وُصلتَه إليه أستاذُنا الحبيب الدكتور محمود الربيعي الذي لم يكف قط عن الثناء عليه ثم صار إلى صحبته فيها. تحبب إليه قائلا: أرجو ألا يكون من أصحاب “رأَى البحثُ”! قال: وهل يقولها تلامذة محمود محمد شاكر! فأقلقه؛ إذ لم ينس كلمة شديدة قالها فيه بعقب نشره كتابه “مستويات العربية المعاصرة في مصر”ØŒ وبقي منه ومن تلامذته على حذر! ثم ترك له مشرفي عند المناقشة رئاسة لجنتها، فتوجست، ولكنه كان كأنه القائل: “وَإِنِّي إِذَا أَوْعَدتُّهُ أَوْ وَعَدتُّهُ لَمُخْلِفُ إِيعَادِي وَمُنْجِزُ مَوْعِدِي”ØŒ حرصًا عليّ وتلطفا بي وملاطفة لأهلي وضيفاني! ثم ضرب الدهر ضربانه، وشاركت في مؤتمر دولي رأس فيه لجنتي، وأُغري فيها بالتضييق عليّ؛ فأَكمَد من أغراه، وأوسع لي من الوقت، أستاذي الدكتور السعيد بدوي، رحمه الله، وطيب ثراه!

Related posts

Leave a Comment