اصطدام بمرآة، لمعصومة العجمية تلميذتي العمانية النجيبة

لمْ يَقطِفوا الأوْراقَ

إذْ يبِستْ علَى الأشْجارِ

حينَ تمرَّدتْ أغصانُها !

نَسِيتْ جنونَ الرّيحِ ،

كانتْ أختَها

والعابرونَ كأنّهم إخوانُها

لَم يُزهِرِ النّسرينُ

عادَت نحلةٌ

للبيتِ ؛

إنّ رحيقَها: أحزانُها !

هوَ هكَذا العمْرُ:

انهيارُ مَدينةٍ

لمّا يَخونُ تُرابَها سُكّانُها

تاهتْ علَى هذي السّواحلِ:

طفلةٌ

سهوًا ، ولم تَحفلْ بِها شُطآنُها

هيَ جرّةٌ فِي البيتِ ،

قَهوةُ أمّها

مِن سَطوةِ الهِيلِ

انتشَى فنجَانُها !

أيّامُها في الحقلِ ،

كَانتْ وجهَهُ الشّتويَّ

كَانتْ حَفْلَه ألوانُها

تلكَ الفَراشاتُ التي

دارتْ علَى

الرّيحانِ مِن أزهارِه قُمصَانُها ..

عادَ القطارُ ولَم تَعدْ

أحْلامُها

لن تَستريحَ وهذهِ أوطَانُها !

ماذا تَبقّى؟

طفلةٌ مِن جُرْحِها

انْعتقَ الكَلامُ ،

ولم يَزَلْ فقدانُها

لم تُصغِ للإيقاعِ

ظلّتْ خارجَ المَعنى

ومُشْتبِكًا بِها فُسْتانُها

في قَلبِها

هَذي الصّحاري ،

لم يَمرَّ

المَاءُ

فاختنقَتْ بِها كثْبانُها

لا تَعْرفُ الإنسانَ ،

والأيّامُ حِينَ

مشَتْ لهَا لم تَنفتحْ بِيبانُها

السّاعةُ انكسَرَتْ

لتَخْلعَ يَومَها

وكأنّما هِيَ كِذْبةٌ: أغصَانُها

نامَتْ ولم تَصْحُ

الغِيابُ أمَاتَها

مِن غَمضَةٍ ،

وسَريرُها: جثْمانُها !!

Related posts

Leave a Comment