بسم الله الرØمن الرØيم
ريبال
كنت٠أريد متابعة الكتابة إليك بعد الورقة الأولى، لكني لم أنشط إلا بعد اطّلاعي على كلامك ببضعة أيام. ÙˆÙوجئت٠بشيء٠أعجبني وأدهشني، تطابق٠الÙكر، أو ما ÙŠÙسمى Ø£Øيانًا “تواردَ الخواطر”ØŒ قلت٠ÙÙŠ الورقة الأولى إن اللغة وسيلة إلى معرÙØ© الله، وإننا نتعلم علومَها لأجْل هذه الغاية الكÙبرى أو القÙصوى لا لمجرد التØصيل أو الإØاطة. وقلتَ أنت إنها وسيلة إلى Ùهم كلام الله وكلام خاتم رسله – صلى الله عليه وسلم- وإنه بموتها يموت الدين – لا قدّر الله- أي وبØياتها ÙŠØيا، مع اشتراك عواملَ أخرى بطبيعة الØال.
أعجبني أن الله هداك وعلّمك أن تمد بصرك إلى بعيد. أما الدهشة Ùلأني لم أكن Ø£Øسب أنك بلغت هذا المبلغَ ÙÙŠ الهدى.   وØمدت٠اللهَ على هذا كثيرًا. وأدعوه أن يزيدك بصرًا وتوÙيقًا.ثم أعود إلى ما كنت٠Ùيه من Øديث٠عن علوم العربية التي قلت٠إنه صار بعضَ مهمتك التي Ø®Ùلقتَ لها أن تعك٠على دَرْسها. ذكرت٠الصرÙÙŽ والنØÙˆÙŽ والمعاجمَ وعلمَ اللغة،  أو Ùقه اللغة، بÙروعه التي من أبرزها علم٠الأصوات، والإملاءÙØŒ والخط. أضÙÙ’ إليها العلمين الخاصين بالشعر: العروضَ والقاÙية. والعلومَ المتعلقة بالبيان، كالبلاغة والأدب والنقد الأدبي، وأض٠إليها علمًا أجنبيًا هو الأدب المقارن. هذه العلوم جميعًا إضاءاتٌ متعددةٌ لتلك الظاهرة٠المركبة٠من جوانبَ أو عناصرَ مختلÙة٠اتØدتْ – على اختلاÙها – لتصنع شيئًا Ù…Ùدْمجًا Ù…Ùعَيَّنًا هو المسمى باللغة على العموم، أو باللغة العربية   على الخصوص. تلك الظاهرة الÙذّة الغريبة العجيبة التي يشهد تأملها بأن العالم المسمى بالماديّ ليس هو كل شيء. إن معه أو وراءه عالما آخر، من جنس٠مختلÙ٠بتاتًا      عن جنس المادة. يشهد بأننا لسنا ÙˆØدنا ÙÙŠ هذا “العالم”. ولكن هذه الشهادة لا تتيسر لكل Ø£Øد. ليس سهلًا أن يتجلّى لكل Ø£Øد ما تدلÙÙ‘ عليه تلك الظاهرة المركبة المعقدة الÙذة الغريبة العجيبة. وليس سهلًا قبل٠أن تكش٠اللغة عن أسرارها لكل Ø£Øد. لكنْ Ù…ÙÙ† Ùضل الله على عباده أن هيَّأ Ùئةً لطلب تلك الغاية النبيلة، أقْدرهم على الÙØص والغوص استكشاÙًا لتلك الأسرار، لتØليل المدمج، لإضاءة الجوانب المتعددة من تلك الظاهرة التي تبدو شيئًا واØدًا لا تعدد Ùيه عند التعامل معها  أو استعمالها، Ù‡Ùمْ علماء٠اللغة. وهم الذين كشÙوا شيئًا Ùشيئًا عن علومها، وما يزال سعيهم متتابعًا . وسيبقى بلا ريب ما بقيت الØياة وما بقيت اللغة، لأن اللغة كائن Øيّ، معَرَّضٌ للمؤثرات المختلÙØ© ككل كائن ØÙŠ. وبعض٠وظيÙØ© علماء اللغة أن يتابعوا تلك الØياةَ المتجددة، أو يراقبوها، أن يتÙهموا ما يطرأ من مؤثرات٠Øتى لا ÙŠÙسيءَ إليها، ÙˆØتى تبقى مؤدية لوظيÙتها التي Ø®Ùلقتْ لأجْلها Ø£Øسنَ أداء٠ممكن. بَعض٠وظيÙتهم   أن يكونوا ØÙرّاسًا عليها، ØÙماةً Ù„ØÙماها. أدعو الله أن تكون يومًا ما Ø£Øد أولئك الØراس، ولÙÙ…ÙŽ لا ØŸ لقد بدأتَ، الطريقَ الطويلَ. نعمْ. لكنك بدأت الخطوة الأولى Ùيه،   دلّ على هذا كلامك عن الغاية من طلب اللغة، أو علومها، أو العلوم كلها على وجه العموم. أعانك الله وأتمَّ عليك هداه.ØÙŽÙَزَ العربَ إلى إنشاء النØÙˆ طروء٠“اللØÙ†” على ألسنة بعض عامّتهم، أي الخطأ.  قال رسول الله تعقيبًا على لاØنً Ù„ÙŽØÙŽÙ†ÙŽ “أرشدوا أخاكم، Ùقد ضلّ”. أي جهÙÙ„ÙŽ الصواب.    وانزعج عÙمر٠للØن٠آخر. بدأ اللØÙ† Øوادثَ Ùرديةً شاذة. لكنها كانت كاÙيةً Ù„ØÙز ولاة الأمر إلى تدارك ذلك الأمر الخطير. ÙˆÙجÙد اللØÙ†ÙØŒ ووÙجÙدَ التأذّي من اللØÙ†. وانبعثت همة٠الØراس للعمل. وبدأ أبو الأسود الدّؤلي، بتوجيه من عليÙÙ‘ بن أبي طالب، الخطوة الأولى، التي صارت بعد زمن غير طويل Øركةً علمية ضخمة، من أعلامها الخليلÙ       وسيبويه٠والكسائي والأخÙØ´ÙØŒ وغيرهم من العباقرة الأÙذاذ مصابيØ٠الهدى. واستمرت الجهود، هائلةً ضخمةً، ولكنها لم تÙÙ„Ø Ù…Ø¹ هذا ÙÙŠ وقْ٠عوامل الهدم. وبعد زمن    من الصراع بين اللغة ولØÙ† العامة شاع اللØÙ† Øتى استبدّ، ونشأت إلى جانب العربية الÙصØÙ‰ عربية أخرى صنعها الجهل٠والتهاون من ناØية، ودخول٠غير العرب         ÙÙŠ الإسلام Ø£Ùواجًا من ناØية أخرى. ولم تزل العاميةÙØŒ أو العامياتÙØŒ تقوى Øتى صارت العربية غريبةً ÙÙŠ ألسنة أهلها، وصرنا نتعلمها الآن كأنها لغة أجنبية، وصرنا Ùريقين   ÙÙŠ مواجهة الأزمة، بعضنا لا يبالي، وبعضنا يقاوم وسط Ø£Øوال اجتماعية غير مساعدة. ولا يزال الخَطْب٠مشتدًا، وسيزداد – أغلبَ الظن – شدةً مع الأيام مع انØطاط الأمة العامّ علميًا وأخلاقيًا واقتصاديًا وسياسيًا، ولله٠الأمر٠من قبل٠ومن بعد. الظلام كثيÙØŒ ولكنا مأمورون بالسعي والعمل، وكراهة العجز والÙشل. ولن يدÙع الظلام إلا رجال، رجالٌ خلقهم الله٠أصØابَ أنَÙَة٠وغَيْرة٠وصلابة. Ù…Ùثل٠هؤلاء لهم وجودٌ عندنا، صاروا قلةً، لكنهم موجودون، وهم كذلك موجودون عند غيرنا. أعني عند أعدائنا. الرجولة Ø®ÙÙ„ÙÙ‚ØŒ أما الدÙّين Ùشيء آخر، ÙŠÙضاÙ٠إليها أو لا ÙŠÙضاÙ. أدخلَ الإنجليز الأÙيون    إلى الصين أيام اØتلَالهم لها لإضعا٠أهلها وصرْÙهم عن العمل الجادّ المخوÙ. لكنْ ÙˆÙجÙد Ùيهم رجال كرهوا الضع٠والهوان، وعزموا على المقاومة. وبدأت الØرب بين الطرÙين. الإنجليز الطر٠القوي، والصينيون الطر٠الضعيÙ. ÙˆÙÙŠ أول معركة خاضوها بزعامة “صنْ يات صنْ” انهزموا. Ùانظرْ، وتأملْ ماذا كان ردÙÙ‘ الÙعل. قال الزعيم لأصØابه: “هذا ÙشلÙنا الأول”. الأول!! أي سيجيء Ùشل ثان٠وثالث، لكن الÙشل لو تتابع يجب أن لا يكسرَ عزائمنا. تلك طبيعة٠الØياة، وطبيعة الØرب، كرٌّ ÙˆÙرّ. إنْ أصابنا اليوم قَرØÙŒ Ùغدًا يصيب عدوَّنا قرØÙŒ مثله. هذا هو نوع الرجال المطلوبين لوقْ٠الطوÙان الذي ÙŠØ¬ØªØ§Ø Ù‡Ø°Ù‡ الأيامَ بلادَ العرب والمسلمين.ولهذا أنكرت٠رأيَك ÙÙŠ الرجل الذي تتربص الدنيا به هذه الأيام. وما تربصتْ به إلا لأنه أَبَى. أَبَى ÙˆÙÙŠ استطاعته أن لا يأبى. ÙÙŠ استطاعته أن يكون Ù…Ùثْلَ غيره. ما أسهل هذا.هكذا علّمنا المتنبي:مَنْ ÙŠÙŽÙ‡Ùنْ يسهل٠الهوان٠عليه؛ ما لجرØ٠بميّت٠إيلامÙدعوت٠الله أن يتمَّ عليك هداه. ومن تمام٠الهدى أن يكون المسلم٠ذا إباء، أن يكون رجلًا. تÙرعَ الØديث. إنه Øقًّا ذو شجون. Ùلنعدْ إلى الغرض الأصلي. وعسى أن يكون    ÙÙŠ تلك الشجون ما ÙŠÙيد.ذلك الذى تعاني منه، وترجو الخلاص منه، يرجع إلى سببين، ذكرتَ Ø£Øدَهما، وهو الخاصÙÙ‘ بك، أو بالÙترة العصيبة التي قدّر الله٠أن تتخبط Ùيها، وأن تتلعب بك الشياطين، ولكنْ هناك سببٌ آخر٠عام هو سوء التعليم. وسوء التعليم عندنا تاريخ طويل، نسجته عوامل متعددة، من أبرزها العوامل السياسية، وكيد العدوّ لنا Øتى نبقى متخلّÙين دائمًا عنه. Ùˆ Ù†Ø¬Ø Ø§Ù„Ø¹Ø¯ÙˆØŒ وبقينا متخلÙين Øتى الآن، بل إن التخل٠يزداد، وما زَعْم٠الزاعمين بغير هذا إلا لَغَطٌ ÙŠÙراد٠به التعمية٠علينا Øتى نظل مخدوعين بالقشور، مستسلمين لسوء الØال، ونØÙ† Ù†Øسب ÙÙŠ غÙلتنا أنا نتقدم لأنا نلتقط Ùتاتًا من موائد الØضارة الغربية المنتصرة. وقد بلغ بنا سوء الØال أن مناهج التعليم يقررها ÙÙŠ وزارة التربية مستشارون أجانب. كان يقررها قبل سبعين عامًا الإنجليزى “دنلوب”ØŒ عَلَنًا، ولكنْ يقَررها الآن أجانب   لا نعر٠أسماءهم، لأن الأمر يجري ÙÙŠ غير العَلَن. وسواء قررها أجانب٠أو غير أجانبَ Ùالنتيجة٠واØدة، هي ما يريده غيرÙنا لا ما نريده Ù†ØÙ†. وهل Ù†ØÙ† نريد ØŸ! إن الإرادةَ أمر صعب. لأنها تَقتضى الØرية والاستقلال، وقد Ùقدتهما الأمة منذ زمن بعيد.         أما نصوص الدساتير ÙØبر على ورقÙØŒ واأسÙا. ولله الأمر٠من قبل٠ومن بعد.من مظاهر سوء التعليم – Ùيما يتعلق بموضوعنا – أن اللغة العربية عÙوملت معاملة Ø¥Øدى المواد المقررة، ولم ÙŠÙنظرْ إليها كما كان الواجب أن ÙŠÙنظر إليها، على أنها علم٠العلوم، العلم الذي هو الطريق إلى كل علم سواه. ÙŠÙشْكَل كتاب٠النصوص، أو المطالعة، ولكنَّ كتبَ التاريخ والجغراÙيا والطبيعة والكيمياء وغير ذلك من المواد المقررة لا تÙشْكل. كأن هذه الكتب شيء مختل٠عن كتب “اللغة العربية” وهي – لو اختلÙت النظرة٠واستقامت – كتب٠لغة٠قبل كل شيء. اللغة٠واØدة، لا Ùرق بين أن ÙŠÙكتب بها شعرٌ لامرئ القيس ووصÙÙŒ للجهاز الهضمي وعَرْضٌ “لنظرية” “ذات الØدّين”.         والشكلÙ  جزء لا يتجزأ من طريقة كتابة العربية. ÙˆÙضÙع لغرضÙØŒ ولم ÙŠÙوضع ليÙهْمل. ÙˆÙضع لمساعدة العين على متابعة الكلام والتقاط المعنى تَوًّا. اللغة٠صوامتConsonants وصوائت أو متØركات VowelsØŒ وعلامات الشكل هي الدالة على الØركات،    أي على نص٠اللغة، بل على نصÙها الأهم. وقد كان الواجب، وقد Ø£Ùهملتْ إهمالًا عامًا، أن لا تشاركَ وزارات التربية والتعليم -وهي جهة٠اختصاص وظيÙتÙها أن تÙطن   إلى ما لا ÙŠÙطن إليه غيÙرها- ÙÙŠ ذلك الإهمال، ذلك الجÙرم٠الكبير. ومظهرٌ آخر،      قلة٠الوقت المخصص لدرس العربية ÙÙŠ المدارس. وقتٌ كوقت أي مادة. كان الواجب  أن يتضاع٠الوقت. يÙقال Ù…ÙÙ† أين نأتي بالوقت المضاعÙØŒ وهو قسمة بين موادَّ متعددة٠يجب الوÙاء بتدريسها جميعًا ÙÙŠ اليوم الدراسي؟ الجواب سهل. Ù…Ùنْ إزالة عيب٠Ùاش٠ÙÙŠ الكتب التعليمية كلها، باعترا٠وزراء التربية أنÙسهم، هو “الØشو”. يَعْنÙون به أن الكتب مليئة بما لا Øاجة إليه. ولو تخلصنا من الØشو أمكن إعادة توزيع الوقت بØيث يذهب الوقت الذي ÙŠÙÙ†ÙÙ‚ ÙÙŠ تØصيل الØشو إلى اللغة العربية للقيام بالمنهج الصØيؠ        ÙÙŠ تعليمها. والØشو٠هو كل معرÙØ© تÙعطى للطالب ÙÙŠ غير الوقت المناسب. وما أكثرَ هذه المعارÙÙŽ ÙÙŠ كتبنا. وشيوع هذه الآÙØ© ÙÙŠ كتبنا يدل على أنا نجهل أو نتجاهل الغاية الصØÙŠØØ© من التعليم. إن الغاية الصØÙŠØØ© من التعليم ليست إعطاء المتعلم “معارÙÙŽ” أو “معلومات”. ولكنها تهيئة عقله للعمل. أي للØركة المستقلة. أي للإبداع. ÙˆÙرقٌ ضخم بين أن ÙŠÙكتب الكتاب ليبتعث نشاط العقل أو بيْن أن ÙŠÙكتب ليكون رÙكامًا ÙŠÙنقل  من الكتاب إلى ذهن قارئ الكتاب. أي ÙŠÙنقل من مخزن٠إلى مخزن. لم يَخلق الله العقلَ ليكون مخزنًا، وإن كان التخزين من وظائÙه، ولكنْ خَلَقه للتÙكر. للتساؤل. للتعجب. للكش٠عن الجديد. لاستشرا٠المستقبل بعد Ø¥Øسان Ùهم الماضي. يتØدث الخبراء٠بين الØين والØين عن هذه الغاية الجليلة، ويَكذب٠بعضهم Ùيزعم أن الوزارة تتوخاها. ادّعاء ÙÙŠ ادّعاء. كلامٌ رأوْه ÙÙŠ كتب الأجانب، Ùأخذوا ÙÙŠ ترديده كالببغاوات. وهÙÙ… بين جاهل سيئ الÙهم، أو عارÙ٠سيئ النية. وقد عانت العربية كما عانى كلÙÙ‘ علم سواها من “الØشو” ومن “التخزين”ØŒ ومن Ùقدان الهد٠الأول من التعليم، أن يصبØÙŽ المتعلم٠يومًا ما قادرًا على أن يَعْلمَ بنÙسه.ومظهرٌ ثالث هو نتيجة لما سبق. أن العربية تÙدرس على أنها طائÙØ©ÙŒ من “المعارٔ أو “المعلومات”. (أذكر٠أن وزارة التربية والتعليم كان اسمها أيام الاØتلال الإنجليزى وزارة “المعارٔ، وأن الاسم تغيّر ÙÙŠ عهد “الثورة”. لكنه – واأسÙا– لم يتغيّر لإØلال غاية جديدة Ù…ØÙ„ الغاية التي ظÙÙ† أولَ الأمر أن “الثورة” عَرَÙَتْ خطأَها، بل ظل الأمر     على Øاله، بل ازداد سوءًا، وصارت الوزارة أَدْخَلَ ÙÙŠ “المعارÙية” أو “المعلوماتية” منها  ÙÙŠ “التربية”. أغلب٠الظن أنهم نظروا إلى “التربية” من الناØية الخلقية، لا من الناØية الأهم للتعليم وهي أنها تربية للعقل وإقدارٌ له على أن “يعرÙÙŽ” أو “يعلمَ” مستقلًا    عن المدرسة والمعلÙّم بعد سنوات التعليم .) متعلم٠العربية ÙÙŠ مدارسنا يتلقّى ركامًا      من معلومات متناثرة عن علوم العربية، مطلوبًا منه تØصليها واستظهارÙها وقت الامتØان، كما ÙŠÙعل ÙÙŠ كل مادة أخرى. تØصيلٌ للتÙريغ. كأنه زمبيل، ÙŠÙملأ ثم ÙŠÙÙرغ، ثم ÙŠÙملأ ثم ÙŠÙÙرغ. زمبيلٌ لا عقلٌ متØرك جيّاش مبدع. Ùرقٌ ضخم بين أن تÙعلَّم النØÙˆ معارÙÙŽ متÙرقةً متناثرة وأن تÙعلمه ليكون وسيلة متضاÙرةً مع وسائÙÙ„ÙŽ أخرى لإنطاق اللسان باللغة عÙوًا صØÙŠØةً Ù…ÙبÙينةً، وأØيانًا عند أصØاب المواهب “جميلةً”.لكل ما تقدّم وجدتَ Ù†Ùسك تعاني صعوبة ÙÙ‰ Ùهم لغتك. مع أنك Øاصلٌ على الدرجة النهائية ÙÙŠ النØÙˆ. لكل ما تقدّم – ولغيره، أقول إن الموضوع صعب ودقيق وواسع. وأنوي إن شاء الله، أدعوه العون عز وجل، عملَ كتاب Ùيه، يعالج المشكلة ÙÙŠ زواياها المختلÙØ©. والآن علينا أن نقطعَ هذا الاسترسالَ الذي قد يبدو بعيدًا عن صلب الموضوع، ولكنه لم يكن منه مناصٌ، Ùإن طبيعة الموضوع هي التي Ùرضته. أنت تريد “منهجًا متدرجًا” كما تقول للتغلب على بÙطء الÙهم، “وعدم المقدرة على جدولة ومنطقة الأÙكار بالسرعة المطلوبة” Øسب عبارتك. ولو أني عرضت٠اقتراØاتي لعلاج العيب بعيدًا عن بيئته أو مجاله، أو “الظاهرة” التي تكتنÙÙ‡[ انظر أول هذه الرسالة ] لما أقنَعْتك الإقناع المطلوب لمن كان ÙÙŠ مثل سنك. أنت الآن ÙÙŠ أيامك الأولى   من الرابعة والعشرين. رجلٌ كامل٠الرجولة. مرشØÙŒ لأن يكون صاØب شأن. تقول إنك انصرÙت عن Ùكرة الاشتغال٠سائقَ سيارة٠أجرة٠لأنك لم تخلق لهذا، “بل Ø®Ùلقتَ لما هو أجل”. وهذا كلام طيب جيد. وهو يرضيني. وهو ما كان أملًا لي عبَّرت٠عنه ÙÙŠ الأبيات التي قلتÙها لتÙنشد اØتÙالًا بيوم ميلادك العاشر، لتكون بديلًا للعبارة الإنجليزية التي جرتْ بها العادة٠– واأسÙا– ÙÙŠ بيوتنا ونوادينا. كانت بدايةَ تغيير٠أردته٠متدرجًا Øتى يأتيَ التغيير الأكبر وهو تَرْك٠الاØتÙال بتاتًا بما ÙŠÙسمى    “عيد الميلاد”. أنت الآن رجل أراد الله له – Øمدًا له عزَّ وجلَّ – أن ÙŠÙÙيقَ  من ضلاله ويعرÙÙŽ متعة Ø§Ù„ØµÙ„Ø§Ø ÙˆØ§Ù„Ø§Ø³ØªÙ‚Ø§Ù…Ø©ØŒ بعد أن زيّن له إبليس ما زيّن.    رجلٌ لا Ø·ÙÙ„ÙŒ. وطريقة٠تعليم الرجال غير٠طريقة تعليم الأطÙال. الأطÙال٠يÙعوّدون ويÙؤمرون ليÙعلوا Øسبَ العادة٠والأمر٠ما Ùيه صلاØÙهم، أو ما ÙŠÙرى أن Ùيه صلاØَهم. أمّا الكبار Ùقد صاروا بشرًا ذوي عقول اتسع إدراكها للأشياء وللدنيا بØكم السن. Ùهم يتساءلون عما ÙŠÙعلون أو ÙŠÙطلب منهم ÙعلÙÙ‡. لهذا وجدتÙ    من اللازم قبل أن أقول لك اÙعلْ أو لا تÙعلْ أن تعرÙÙŽ شيئًا عن السياق العام للمشكلة اللغوية ÙÙŠ بلادنا. أنْ تعرÙÙŽ أنَّ المشكلة ليست خاصةً بك، بل إنها مشكلة قومية. عسى أن يوÙقك الله يومًا – إذا صرت ذا شأن وصاØب قدرة٠لغوية- إلى عمل٠ناÙع للأمة كلها. المشكلة ليست خاصةً بك.           والمشكلة -بعدÙ- ليست جديدة. عَرَÙها- وعانى ما عانيتَه، لكنْ لأسباب٠تختل٠بعض الاختلاÙ- الشيخ٠مØمد عبده، رØمة الله عليه. عندما بلغ الرابعة عشرة كان قد ØÙظ القرآن الكريم، ØÙظه ÙÙŠ عامين، وعندما بلغ السابعة عشرة هَرَبَ      من بيت أبيه إلى بيت خاله ضÙيقًا بنظام التعليم ÙÙŠ الجامع الأØمدي بطنطا. كان أبوه Ù…Ùصرًا على أن يتعلم، وأصرَّ هو على أن لا يتعلَّم. وكان السبب٠الذي دÙعه إلى الهروب شبيهًا إلى Øدّ ما بما وجدتَه أنت الآن من صعوبة ÙÙŠ Ùهم العربية. وَجَدَ Ù†Ùسه لا ÙŠÙهم ما ÙŠÙلقى إليه . وجدَ Ù†Ùسَه بين أمرين : أن ÙŠØÙظ ØÙظًا ما لا ÙŠÙŽÙهم ليÙرغه يوم الامتØان، أو أن يَترك العلم والتعليم إلى عمل آخر لا يكلÙÙ‡ تلك المعاناة التي تشÙÙ‚ على ضمير Ù…Ùطور٠على الصدق مع النÙس. واختار الهروب. لكن الله كان مريدًا له غيرَ ما أراد لنÙسه. وقدَّر له أن يلتقي ÙÙŠ قرية خاله برجل متصوÙØŒ على شيء من العلْم باللغة والدين لم يزل به Øتى أزال من Ù†Ùسه الجÙوة، ويسَّر له Ùهْم ما لم يكن ÙŠÙهم، ÙˆÙØªØ Ø´Ù‡ÙŠØªÙ‡ للعلم Øتى عاد من تلقاء Ù†Ùسه     إلى الجامع الأØمدي لاستئنا٠الدرس. وانÙØªØ Ù„Ù‡ ما كان مغلقًا، وسار ÙÙŠ طريق النور Øتى صار Ø£Øد رجالات الإسلام البارزين ÙÙŠ العصر الØديث. سأل شيخَه المتصوÙÙŽ ما ÙˆÙرْدكم؟ Ùقال الشيخ: لا شيء إلا القرآن. نَقْرأ٠أربعة أرباع بعد كل صلاة٠مÙروضة٠قراءة Ùهم وتدبر. قال الÙتى: وأنَّى لي بÙهم القرآن؟ اÙنظرْ واعجبْ!! غلامٌ ØÙŽÙظ القرآن ÙÙŠ الرابعة عشرة، ÙˆÙÙŠ السابعة عشرة يجد Ù†Ùسه عاجزًا عن القراءة المتÙهمة المتدبرة للقرآن. ثم ÙŠØµØ¨Ø Ù‡Ø°Ø§ الÙتى الذي عَرَÙÙŽ ذلك العجز ÙÙŠ أول الشباب Ø£Øدَ Ù…ÙسÙّري القرآن بعد أن شاء الله أن ينضج. سبØان Ù…ÙŽÙ† بيده كل شيء !ÙÙŠ بداية هذه الرسالة قلت٠إن شكواك تÙطمئن. لأنها تدل على أنك تتثبت وتتوق٠طلبًا للمعنى. تلك صÙة٠أصØاب الرهاÙØ© الÙكرية. وقد كان Ø£Øدَهم”Ù…Øمد عبده “. وسيرته٠الدليل. وأدعو الله أن تكون أنت كذلك Ø£Øدَهم. وأن يطيل عمرك     ÙÙŠ عمل الخير Øتى تكون سيرتÙÙƒ دليلًا على موهبة٠الله لك؛ الرهاÙØ©ÙØ› الشعورÙ    بأن الÙكر أمانةٌ ووديعةٌ Ù†ØÙ† مسئولون عنها. كان ” Ù…Øمد عبده ” أَشَبَّ منك  عند Ø¥Øساسه بالمشكلة. وتأخرتَ أنت بضعةَ أعوام. أراد اللهÙ. لا بأس. لقد Øمدتَ اللهَ على ما أصابك. وهذا خير، بل هو أعظم الخير. ولكنْ انتبه. Øمد٠الله٠ليس شيئًا إذا لم يصاØبْه الصدق. والصدق٠ليس كلمة. الصدق عمَل. يجب بعد Øمد٠الله واستشعار المشكلة أن يكون عملك مصدّقًا لشعورك. أن يتوالى سعيÙÙƒ Ù†ØÙˆ “المعنى”. Ù†ØÙˆ ” المعرÙØ© “. المعرÙØ© الصØÙŠØØ©. Ù†ØÙˆ ” الله “.والآن Ø£Ù‚ØªØ±Ø Ø¹Ù„ÙŠÙƒ ما يلي :1 – انتÙعْ بالسَّØَر. وبما يشْبهه؛ أعني بأوقاتك بعد النوم ÙÙŠ ليل أو نهار. الÙكر٠جÙهد. وجÙهد صعب. يتطلب٠أن ÙŠÙقدم عليه المرء موÙور العاÙية. والعاÙية٠هنا عاÙية العَصَب قبل عاÙية العَضَل. Ùإذا كان الجهاز٠العصبي مستريØًا مستجمًا أقْبل العقل٠على عمله ÙÙŠ نشاط وانبساط ÙˆØَسÙÙ†ÙŽ تØصيلÙÙ‡. يَعمل العقل ÙÙŠ كل وقت وكل Øال. لكنَّ عملَه ساعةَ الجَمام٠خير من عمله ÙÙŠ غيرها. وكثيرًا ما ينØلّ الصعب ÙÙŠ تلك الساعة، ويأتيك الله بنوره ÙÙŠ غير تعب. أو هكذا ÙŠÙهيَّأ للمرء. والØقيقة   أن الله يسعَى إلى من يسعَى إليه. اجْهَدْ واجْتَهÙد وانتظرْ أن تسقط الثمار٠بين يديك كأنما تسقط من تلقاء Ù†Ùسها .2 – Øاولْ تَرْكَ اللغو. واللغو٠هو كل قول، أو ÙعلÙØŒ لا لزوم له. وترْك٠اللغو Ø¥Øدى صÙات المؤمنين: ” قد Ø£ÙÙ„Ø Ø§Ù„Ù…Ø¤Ù…Ù†ÙˆÙ† … والذين هم عن اللغو Ù…Ùعْرضون”،  ربما قلتَ وما عَلاقة٠اللغو أو تَرْك٠اللغو بما Ù†ØÙ† Ùيه. أي باللغة ووسائل إجادتها؟ العلاقة٠قائمةٌ ووثيقة. اللغو٠إعمال للÙكر Ùيما هو تاÙÙ‡ أو سخيÙ. أي إعمالٌ للّغة ÙÙŠ غير ما Ø®Ùلقتْ له ØŸ وهو البيان. “… خَلَق الإنسان علَّمه البيان”. Ùإذا اعتاد اللسان٠اللغو ضعÙتْ قدرة العقل على العمل الصØÙŠØ. العمل٠الناÙع. وشيئًا Ùشيئًا ØªØµØ¨Ø Ø§Ù„Ù„ØºØ© عجÙاء Ùقيرة لا تقوى على الØركة الصعبة عند الØاجة. لذلك تجد٠أهل اللغو ينÙرون من مجالس الجدÙÙ‘ والعÙلم، لأنها تكلÙهم ما لا يَقْوَوْن عليه. واعلمْ أن هذا الذي أطلبه منك شيء صعب. وعليك أن تستعين اللهَ عليه.     لأن اللغو مَرضٌ Ùاش٠ÙÙŠ الناس.3 – اللغة٠أربعة٠وجوه: منطوقةً، ومسموعةً، ومكتوبةً ومقروءةً. وبَيْنَ النطق والسمع صلةٌ، وبين الكتابة والقراءة صلة. وبينها جميعًا صلة. ومÙÙ† عيب التعليم  أن ÙŠÙعنى بوجه٠ويÙهمَل وجه. وهذا هو الØاصل٠ÙÙŠ مدارسنا. ولهذا قلما تجد٠مَن ÙŠØسنها جميعًا. هناك أمثلة مؤسÙØ©. أساتذة جامعيون يخطئون ÙÙŠ المØاÙÙ„ أخطاءً بشعة. بلا أدنى شعور بالخطأ. مشكلتÙÙƒ أنك تجد٠صعوبة ÙÙŠ Ùهم المقروء. ستÙعالَج هذه الصعوبة٠بإذن الله. لكنْ لو اكتÙيتَ بإØسان القراءة وأهملتَ سائر الوجوه Ùقد تجد٠نÙسَك غيرَ مجيد٠للكتابة، أو غيَر مجيد للتعبير عن Ù†Ùسك إذا Ø·Ùلب منك الØديث إلى الناس بالعربية، أو غيرَ قادر على متابعة المعاني وهي تتتابع         من متØدث٠مÙجيد٠للعربية متصرÙ٠بها تصرÙًا واسعًا. والصواب٠العناية٠بالوجوه كلÙّها بقدر الإمكان معًا. أعرÙ٠أن هذا غير متيسر، لكنْ يجب أن تØاول. ويجب      أن تكون عالما بما هو مطلوب منك Øتى تتجنب الضرر المتوقَّع من Ø¥Øسان شيء وإهمال شيء. عليك أن تقرأ كلَّ يوم. وأن تكتب كل يوم. وأن تستمع كل يوم إلى عربية جيدة من متØدثين Ù…Øسنين. وأن تنطق اللغة كل يوم قارئًا قراءة جهريةً ربعَ ساعة٠مستمرةً من نصًّ جيد مكتوب مشكول. ثم تترك الورقة وتتناسى       ما قرأت، وتتخيل Ù†Ùسك تواجه جمهورًا وتكلمÙÙ‡ ببعض المعاني التي بقيت ÙÙŠ Ù†Ùسك مما قرأت، أقول٠بقيتْ ÙÙŠ Ù†Ùسك – لا ÙÙŠ ذاكرتك – دقيقةً واØدةً، تزيدÙها كلما آنست القدرةَ على الزيادة. هكذا تَعمل اللغة بكل وجوهها معًا. اللغة٠يÙÙضي بعضÙها إلى بعض، يقوÙّي بعضÙها بعضًا. يصقل بعضÙها بعضًا. هكذا يمكنك شيئًا Ùشيئًا أن تستخلص لنÙسك لغةً مختارةً Ù…ÙسعÙةً إذا تØدثتَ، مسعÙةً إذا كتبت، تعينك إلى Øد كبير إذا استمعت إلى Øديث غيرك، وإذا قرأتَ ما كتبه غيرك.4 – تقول٠ÙÙŠ رسالتك:” Ø£Ù‚ØªØ±Ø Ø£Ù† تضع لي منهجًا متدرجًا Øتى لا أضيّع الوقت  ÙÙŠ دراسة وقراءة كتب لا ينبغي أن تÙقرأ الآن”. ما الكتب٠التي لا ينبغي قراءتÙها الآن؟ ابن٠عقيل وابن هشام؟ الكامل والأغاني؟ طبقات٠الشعراء والبيان والتبيين؟ امرؤ القيس ÙˆØسان وجرير والمتنبي وأبو العلاء؟ Ù…Øمد عبده وطه Øسين والعقاد؟ ليس هناك ÙƒÙتب لا ينبغي قراءتها الآن عند رجل ÙŠÙعÙدÙÙ‘ Ù†Ùسه ليكون Ø£Øدَ العارÙين بالعربية. أقول “عند رجل”ØŒ انتبه. لم تعدْ Ø·Ùلًا، ولا غلامًا. أنت ” الآن ” ÙÙŠ السن التي يجب عليك أن تأخذ Ùيها عن كل مصادر اللغة. إذا لم ترجع “الآن ” إليها Ùمتى؟ أما الصعوبة٠التي تواجهها Ùلا ÙŠØµØ Ø£Ù† تَثنيَك عن الإقدام على ما لا تÙهم ومعالجته Øتى تÙهم . ولا تÙسيئنَّ Ùَهْمَ ما صنعه “Ù…Øمد عبده” أولَ الشباب.مشكلة “Ù…Øمد عبده” الغلام٠أنه لم يجدْ Ù…ÙŽÙ† يدلّه على كيÙية قراءة الكتب ذات٠اللغة الصعبة . مشكلته كانت نظامَ تعليم٠Ùاسد، وأنه لم يكن ÙÙŠ تلك السن المبكرة قادرًا على أن يعرÙÙŽ Ùساد النظام ويطلبَ بنÙسه الوسيلة إلى معالجته. Ùلمّا قيّض الله له من ÙŠÙØببه ÙÙŠ اللغة ويÙÙƒÙÙ‘ مغاليقها له عاد Ù…ÙÙ† تلقاء Ù†Ùسه إليها وصار شخصًا غير الذي كان، Øتى كره أصØابَه الذين كانوا ÙŠÙغْرونه بترك٠العلم  والإقبال على اللهو. يقول صرت٠أÙرÙÙ‘ منهم كما ÙŠÙرÙÙ‘ السليم٠من الأجرب. وانتبهْ، كان    ÙÙŠ السابعة عشرة لا ÙÙŠ الرابعة والعشرين. دعْ عنك تلك الÙكرة. وابدأ. والخطْب٠هيّن. ماذا ÙÙŠ أن تقرأ الجملةَ مرارًا لا مرةً واØدة؟ وأين هو العلم٠–لغةً أو غيرَ لغةÙ– الذي يعطÙÙŠ Ù†Ùسه لطالبه توًّا ÙˆÙورًا ØŸ! الخطْب٠هيّن. ما عليك إلا أن تصبر على ما لا تÙهم، وأن تطلب الوسيلة إلى الÙهم Øتى تÙهم. وإن لمْ تجد شيخًا ÙŠÙعÙينك كالذي أعان “Ù…Øمد عبده” Ùكنْ شيخَ Ù†Ùسك. أعني أنَّ لديك الوسائلَ الموصلة إلى الÙهم، أو بعضَها، Ùإذا عرÙتَ كي٠تÙÙيد٠منها كنت شيخ Ù†Ùسك.لديكَ المعاجم. ومÙÙ† ØÙسن Øظك أن ÙÙŠ بيتك لسانَ العرب، والقاموسَ المØيط. وغدًا تضي٠بإذن الله إليهما. وبين يديك تØقيق٠الشيخ Ù…Øيي الدين عبد الØميد لكتب النØÙˆ. وقد ذلل Ùيه كثيرًا من صعوبات تلك الكتب. وبين يديك بعض٠الكتب المشروØØ©. إن لم تكن ÙÙŠ البيت ÙاØصلْ عليها. ولديك رجلٌ أقدره الله على أن يكون Ù…Ùيدًا ÙÙŠ تذليل بعض الصعب، يمكنك أن تقصدَ إليه بين الØين والØين. يقيم ÙÙŠ “القطّا”ØŒ ÙŠÙقال إنه سجين، ويقول هو إنه غير٠سجين، لأن الله أعطاه روØًا طيّارةً طوّاÙةً لا تعتاقÙها الأسوار.ولديك بعدَ هذا وقَبْل هذا Ùضل٠الله، وسعيÙÙ‡ إليك إذا سعيتَ إليه. سيعطيك    من Ùضله إذا دعوته وأخلصتَ الدعاء. إذا شقّ عليك شيءٌ Ùاتركْه، وارجعْ إليه   ÙÙŠ السَّØَر. قد ÙŠÙØªÙŽØ Ø§Ù„Ù„Ù‡Ù Ø¹Ù„ÙŠÙƒ من Øيث لا تدري.إذا جئتَ إلى العقبة Ùلا تترك الكتاب. أشرْ إليها وتَخطَّها. قد تجد٠ÙÙŠ الكتاب Ù†ÙسÙÙ‡ ما يزيلها بعد اجتيازها. وقد تجدÙÙ‡ ÙÙŠ كتاب آخرَ للكاتب Ù†Ùسه أو لغيره. كثيرًا ما ÙŠØصÙÙ„ هذا. وكلما تمرَّستَ بالعقبات وصبرتَ عليها وتعوَّدت التعاملَ معها صرتَ أقْوَى عليها.5 – اللغة٠كلها عندنا وعند غيرنا ” مسند إليه ” Ùˆ” مسند “. المبتدأ مسند إليه والخبر مسند. والÙعل٠مسند والÙاعل مسند إليه. ÙÙŠ العربية جملتان، اسمية ÙˆÙعلية. أما الإنجليزية Ùالجملة Ùيها اسمية Ùقط إلا ÙÙŠ Øالات نادرة. إذا غمض عليك الكلام Ùاطْلبْ هذين العنصرين الأساسيين اللذين لا يتركب الكلام٠بغيرهما.      إذا أخطأتَ هنا ضاع المعنى. وإذا أصبتَ سهÙÙ„ عليك أن تعر٠بقية الكلام المتوزعةَ Øول المسند إليه والمسند، قبْلًا أو بعْدًا أو وَسَطًا. وسيÙعÙينك على سرعة الالتقاط أن اللغة بطبيعتها قائمة على”الترابط”. الصÙة٠والموصوÙ. الØال وصاØب الØال. البدل والمبدل منه. الجار والمجرور. المضا٠والمضا٠إليه. المستثنى والمستثنى منه. العدد والمعدود. هذه الصÙØ© اللغوية٠“الترابطٔ بين شيئين هي صÙØ© ” عقلية “. وما العقل وما اللغة؟ كأنهما وجهان لعملة واØدة. إننا Ù†Ùكر٠باللغة أو عن طريقها. لهذا اعتنى بها أهْل٠العلم أو أهل٠العقل لأنهم عرÙوا لها خطرها.6 – عليكَ أن تتÙكّر ÙÙŠ المصطلØات. ÙÙŠ علل التسميات. Ùما ÙˆÙضعتْ إلا بعدَ تأمل طويل لواضعيها ÙÙŠ جوانب اللغة أو مظاهرها. سيعينك هذا التÙكر٠والتبيّن٠على أن تØس بالمعاني Ø¥Øساسًا أرهÙØŒ معنى العلاقة٠الإسنادية. معنى الابتداء والإخبار. معنى الÙÙعلية والÙاعلية. وهكذا. لماذا سÙمي الØال٠Øالًا والبدل٠بدلًا والصÙة٠صÙةً، والاستثناء٠استثناءً، والعطÙ٠عطÙًا، والرÙع٠رÙعًا، والنصب٠نصبًا، والجرÙÙ‘ جرÙّا. كلما غÙصتَ ÙÙŠ هذه العÙلل انكش٠لك Ø£ÙÙ‚ÙŒ تÙلو Ø£ÙÙ‚ØŒ وذلَّت لك اللغة شيئًا Ùشيئًا.7 – أن تقود سيارةً شيءٌ، وأن تعرÙÙŽ Øقيقةَ العلاقة بين أجزائها وكي٠تدور شيءٌ آخر. ليس من اللازم أن تعر٠هذه العلاقةَ لكي تقودها. لكنك لو عرÙتها صرت قائدًا أمهر، صرت أَقْدرَ على مواجهة٠الطوارئ أو المشكلات التي تعرض لك ÙÙŠ أثناء القيادة. واللغة بÙنيةٌ، أو بÙنًى. مطلوبٌ لنستعملها أَنْ ندركها “ÙƒÙلًّا “. وأنْ تÙدركها ” ÙƒÙلًّا ” شيءٌ، وأن تعر٠Øقيقة العلاقة بين أجزاء ” الكÙلّ ” شيء آخر. ليس من اللازم أن تعر٠تÙاصيل هذه العلاقة لاستعمال اللغة. لكنك لو عرÙتَها صرت أعرÙÙŽ بها وأعانك هذا على مواجهة٠المشكلات التي تَعرض لك عند الاستعمال. كان خلÙاء بني أمية يرسلون بأبنائهم إلى البادية لأخْذ العربية       عن أهلها، قبل أن يعرÙوا النØÙˆ والصرÙ. ومع هذا كان أولئك الخلÙاء٠يجالسون علماءَ اللغة والنØو، ويØÙزون العلماء إلى مزيد٠من العناية بكل علوم اللغة. وتدلÙّنا المناقشات العلمية التي كانت تدور بين العلماء ÙÙŠ تلك المجالس على أن ” المعرÙØ© التØليلية ” مطلوبةٌ لمزيد٠من الوعي باللغة، أنّ تØصيل “الكل” أو البÙنىَ ليس كلَّ شيء. اللغة٠تركيب وتØليل، بناءٌ لجÙÙ…ÙŽÙ„ÙØŒ ونظرٌ ÙاØصٌ لكيÙية البناء. هذا مطلوب، وهذا مطلوب. وإذا أردنا أن Ù†Øصّل اللغةَ التØصيل الأمثل Ùيجب العناية٠بالأمرين معًا. والسبيل٠إلى تØصيل “البنية” ØÙظ٠النصوص المختارة الممتازة، ولا بأس بنسيانها إذا Ù†Ùسيت. ستكون قد Øققتْ الغرضَ منها، تعويدَ اللسان أنْ يلهج باللغة ÙÙŠ غير تعمّل٠أو تكلÙ. وهذا يَعْني أنَّ اللغةَ انطبعتْ ÙÙŠ العَصَب٠انطباعًا يجعلÙها دائمًا  “تَØت الطلب”.اقرأْ، وعندما يعجبك الكلام كررْه، متأملًا ما Ùيه من جمال، وعÙدْ إليه بين الØين والØين تجدْ Ù†Ùسك “ØاÙظًا ” له، وتجدْه يجيئك – إذا اقتضت مناسبةٌ – عÙوًا دون تعمّل أو تكلÙ. هكذا شيئًا Ùشيئًا ØªØµØ¨Ø Ø§Ù„Ù„ØºØ©Ù Ø·ÙˆØ¹ÙŽ أمرك.8 – اعتن٠عنايةً خاصة بكل ما تÙنَبَّه إليه من أخطاء. كثيرًا ما يكون الخطأ٠عادةً تمكّنتْ. ولا يزيل٠العادةَ إلا اهتمامٌ شديد بالإØسان، ونيةٌ، وعزم. تقول         ÙÙŠ رسالتك “الصبر من أعظم نعم الله التي يرزقها إلى عباده … ” والصواب٠“يرزقها عبادَه” . يتعدّى هنا الÙعل إلى المÙعول بدون Øر٠جر. وتقول “ربط الجمل والمعاني ببعضها البعض” والصواب “…بعضÙها ببعض ” . وتقول: ” … لو كانت المقالة مصاغةً …” والصواب ” مصوغة” . الكلمة٠مشتقة من “صاغ” والمضارع “يَصوغ”ØŒ واسم الÙاعل “صائغ” واسم المÙعول على وزن “Ù…Ùعول” [مَصْوÙوغ] وينقل إلى ” مَصÙوغ ” لعلل مشروØØ© ÙÙŠ علم الصرÙ. وتقول: ” عدم القدرة على جدولة ومنطقة الأÙكارَ” والصواب٠“جدولة الأÙكار ومنطقتÙها”ØŒ لأنه لا ÙŠÙÙصل بين المضا٠والمضا٠إليه. هما كالكلمة الواØدة. وتقول: ” الوقت٠يتجاوز العشر ساعات” والصواب “عشر” لأنه لا ÙŠØµØ Ø¥Ø¶Ø§ÙØ© المعرÙØ© إلى النكرة. وتقول “… طيلةَ Øياتنا”ØŒ ÙÙŠ مثل هذا اعتدت٠أنا أن أقول” طَوَالَ” لتأكدي من صØتها، أما “طيلة” Ùلا أعرÙها. ارجعْ إلى المعجم لتعر٠كي٠تستعمل. وتقول : ” ولا ØªØµØ ÙˆÙ„Ø§ تستقيم العبادة … ” والصواب٠” لا ØªØµØ Ø§Ù„Ø¹Ø¨Ø§Ø¯Ø©Ù ÙˆÙ„Ø§ تستقيم ” لأنه لا موجب للÙصل هنا بين الÙعل والÙاعل. وتقول :” وهذا Øال قدوتنا ومعلمنا Ù…Øمد صلى الله عليه وسلم”ØŒ وهذه لغة Øديثة ÙÙŠ تمجيد الرسول ÙŠÙŽØْسن ترْكÙها، والتزام٠ما جرى عليه السلÙ٠رضوان٠الله عليهم عند ذكره. وهي لغة٠أكثر منها الشيخ كشك Øتى أشاعها وأخذها عنه كثير من الخطباء، غيرَ واعين أنها ÙÙŠ الØقيقة لا تدل على تمجيد، بل على عكس التمجيد. Ù…Øمد – بأبي هو وأمي – هو رسول الله المصطÙÙ‰ Ù…ÙÙ† بين كل أهل الأرض ليكون الرسول الخاتم. ووصÙÙ‡ بأنه معلم يشابه بينه وبين غيره من ” المعلمين”. ثم إن الكÙارَ بما جاء به، المكذبين له، لا ينكرون أنه معلم. ولا مانع عندهم من الاعترا٠له بهذه الصÙØ©. Ùإذا كان هذا شأنَهم Ùيجب أن تكون لغة المؤمنين عند الØديث عنه مختلÙØ©. رØÙ… الله الشيخ كشك.   لا يخلو من Ùضل، لكنه كان يميل Ø£Øيانًا إلى إرضاء الغوغاء. والغوغاء٠لأنها غوغاء٠يعجبها الكلام٠الذي “على قدّها”.9 – طالت الرسالة٠ولم يبق ÙÙŠ هذه الورقة إلا القليل وأريد أن أختمها. ولم أقلْ كل ما عندي. أقول٠إن شاء الله إذا مدَّ الله ÙÙŠ العمر. أقول أخيرًا قبل أن أتركك      إن رسالتك – ولا عليك مما شابها من خطأ٠قليل – تدلّ على أنك بدأتَ تÙكر تÙكيرًا مستقلًا، وهذه صÙØ© المرشØين لأن يكونوا كتَّابًا. لا يكون الكاتب٠كاتبًا لأنه يقول كلامًا صائبًا، ولكن لأنه يقول ما يقول ÙÙŠ لهجة متميزة. وإنما يأتيه التميز٠من إجالة كلام غيره ÙÙŠ Ùكره وشعوره وضميره وتÙØصّه ونقده، Ùإذا كَتب بعد٠Ùهو يقول كلامه هو، وصوابَه هو، وإن اتÙÙ‚ مع غيره. تلك هي ما ÙŠÙسمى عندنا بالأصالة، وما يسÙمى عند الإنجليزOriginality . رسالتÙÙƒ هذه هي الصÙØة٠الأولى من رسالة “الماجستير” إن شاء الله. اكتبْ كلما Ø§Ù†Ø´Ø±Ø ØµØ¯Ø±Ùƒ للكتابة، بل Øتى بلا انشراØØŒ تجد اللغةَ تلين، والكلامَ يتØدر. أعانك الله، والسلام .
الØـسّـــاني Øسن عبد الله
الأØد، 22 مارس 2015