خالد نصر

رأيته في تسعينيات القرن الميلادي العشرين بغرفة أخي الحبيب الدكتور زكريا سعيد -رحمه الله، وطيب ثراه!- من جمعية رعاية الطلاب، ومعه جماعة من شباب كلية دار العلوم بجامعة القاهرة، يقولون مقالة واحدة: جئنا من الصعيد لإحياء علم القراءات! وقامت العشاء فأمنا بقراءة حمزة، وأحسن ما شاء، وذكَرتُه؛ فقد كان أحد من كرَّمتُهم قَبلئذ بإحدى مجموعات التدريب النحوي. ثم تخرج، وحصل بإشراف أستاذنا الحبيب الدكتور شعبان صلاح، على درجتي الماجستير والدكتوراة، برسالتين امتزج فيهما علما النحو والقراءات. ثم عرض عليه بعض مسلمي إحدى الولايات المتحدة الأمريكية أن يسافر إليهم، وهناك اشتغل بالإمامة والمحاضرة، بالعربية ثم بالإنجليزية، واستقر به المقام ولاسيما بعد أن تزوج وأنجب وتَأَمْرَكَ هو وأسرته! وفي أثناء تلك المسيرة الطويلة وكنت أستاذا بجامعة طيبة من المدينة المنورة، راسلني بأنه سيأتي مع وفد أمريكي، ولابد أن يراني، وقد سرتني زيارته كثيرا، ولاسيما أنه قص عليَّ قصة حياته العجيبة كلها، وكان أعجب ما فيها يومئذ عندي أنه لم يشتغل بالقرآن الكريم حتى بلغ ذلك المبلغ الباهر المكرَّم إلا قُبيل دخوله الجامعة حين تَعلَّق به من بعض حمَلته المخلصين؛ فأكبرته، وتفاءلت به، تلميذي النجيب الدكتور خالد نصر.

Related posts

Leave a Comment