في ذكراه العطرة (إضاءات في شعر أبي همام)، لأبي مازن عبد الرحمن يعقوب

أوعر المسالك

نذر أبو همام نفسه  Ù„لدفاع عن فن الشعر كما يراه، وكما يعتقده، فالشعر في نظره فن له قواعد لا قيود كما يزعم الزاعمون، وعلى الشاعر المتمكن أن يلعب في هذه القواعد وفي الضرورات التي أبيحت له، فيما  لا يخالف القاعدة([1])ØŒ ونتيجة لذلك  أقحم نفسه في محاولتين من أشد المحاولات صعوبة والتي قد تواجه أي شاعر، ليدلل على صدق دعواه، وقد عاد منهما مكللًا بالظفر، وتلك المحاولات تجلت في اثنتين:

المحاولة الأولى اللزوميات: وهي من أشد فنون الشعر صعوبة على الشعراء؛ «وهذه الظاهرة تتعلق بالقافية، وهي أن يلتزم الشاعر بحرف أو أكثر قبل حروف الروي، ولا تحتم قواعد القافية مثل هذا الالتزام، وإنما هو تكلُّف يعمد إليه الشاعر أحيانًا لإظهار مقدرته اللغوية فهو بذلك يضيف باختياره إلى الالتزام بحرف الروي – وهو ما تلزم به قواعد التقفية في الشعر العربي التقليدي- قيدًا أو قيودًا أخرى، والشائع في هذه الظاهرة أن يلتزم الشاعر المستخدم لها بحرف قبل حرف الروي، وقد يلتزم بأكثر من ذلك»([2]) وقد أظهر فيها أبو همام أصول الفن الشعري لدعاة التحلل من الأوزان والقوافي، وهو متأثر فيها بأبي العلاء المعري؛ «حيث ظلت هذه الظاهرة نادرة الوقوع في الشعر العربي إلى أن أتى أبو العلاء (ت499هـ-1057Ù…) فأفرد لها ديوانًا كاملًا سماه (لزوم ما لا يلزم)»([3])  ومن صور اللزوميات لدى أبي همام التزامه لحرف السين قبل حرف النون في قصيدة (أمنية)ØŒ إذ يقول:

لَا تُشْعِلِي القَلْبَ، إنَّمَـا انْطَفَأَتْ

  رِغَابُهُ حِينَ ضَمَّهَا الوَسَنُ

أو تُوقِظِي الرِّيحَ إنَّـهَا خَـمَدَتْ

  وَرَدَّهَا عَنْ جـِمَـاحِهَا أَسَنُ

أحْسَبُنِي لَا الـخِدَاعُ يَبْسَمُ لـي

  وَلَا يَرَانِي جَذْبُهُ رَسَنُ

وَبِتُّ لَا يَنْبِضُ الفُؤَادُ وَلَا

  يَـهُزُّه مَنْطِقٌ وَلَا لَسَنُ

لَكِنَّنِي قَدْ نَسِيتُ مَا اعتَقَدتْ

  نَـفْـسِي، إذْ لَاحَ وَجْهُكِ الـحَـسَنُ

وقد لا يكتفي شاعرنا بالتزام حرف واحد قبل الروي فيزيد حرفًا آخر كما صنع في قصيدته (الشعر)، وهي تنضح بما تنطوي عليه نفسه من الاعتداد الشديد بالنفس الشاعرة، حتى إننا نراه يعلق في حاشية الصفحة لافتًا إلى أنه التزم فيها حرف الراء قبل (الواو) لأنه يرى أن التزام الردف لا يكفي، فيقول:

عَزِيز الـمَـدَى، حَسْبي مِنَ الشِّعْر أَنَّنِي

  أُؤَدِّي بِهِ لِلْنَّفْسِ كُلَّ فُرُوضِ

يُتَابِعُنِي فِيه العَرُوضُ سَــمَـاحَـةً

  وَلَـمْ أَكُ يَـومًـا تَـابِـعًـا لـعـروض

قَوَافيَّ، قَدْ أَخْفَيتُ مِنِّي جَهَادَةً

  فَإِن تـَجْمَحِي، عِنْدَ (اللزُومِ) تَرُوضِي

المحاولة الثانية: ديوان مقام المنسرح، التزم فيه الشاعر بحرًا واحدًا هو المنسرح، على أن هناك كمًّا كبيرً جدًّا من القصائد على بحر المنسرح وهي غير مدرجة في هذا الديوان، والمنسرح من البحور التي كادت تندثر لقلة استخدام الشعراء لها حتى عند الأقدمين، ويأتي البحر على وزن:

مستفعلن مفعولات مستعلن    مستفعلن مفعولات مستعلن

وتكمن صعوبة البحر في التفعيلة الثانية؛ إذ إن الوزن لا يستقيم إلا إذا وقفت في هذه التفعيلة (مفعولاتُ) على متحرك، ومن أطرف ما وجدت لأبي همام في الديوان عن تحديه لهذا البحر العصي قوله:

مستفعلن مفعولاتُ مستعلن
  
 
  أهذه الـ(مفعولات) تحتجب؟!

فلتغضبي مفعولاتُ وارتقبي
  
 
  صولة وادٍ ترد ما غصبوا

أنَّى لك أيتها التفعيلة المتوترة أن تحتجبي على شاعر فحل كأبي همام؟ وهي تجربة فريدة أن يخرج شاعر ديوانًا كاملًا على بحر واحد، خاصة إذا كان من أوعر أنواع البحور مركبًا.

التراث في حياة أبي همام:

يوغل أبو همام في التراث إلى أبعد الحدود، ويكفيني في هذا المقام أن أستعرض بعض ما أخذه الشاعر من التراث العربي..

مع القرآن:

حفظ أبو همام القرآن الكريم في التاسعة من عمره([4])، فتخامرت روحه مع كتاب الله عز وجل، وبدا ذلك جليًّا في شعره، من ذلك رسالته للشاعر أحمد عبد المعطي حجازي التي يقول فيها:

تبيت للحرف بالوصيد ولا              تـلـقـاه إلا والـنــار مشتـعـلـة

ولعلي لم أقرأ لشاعر من شعراء العصر الحديث قد وظَّف تلك الكلمة القرآنية مثل هذا التوظيف إلا عند أبي همام، ثم يقول في موضع آخر:

وصاحبي في الوصيد مثلي لا يرضى    ولاذت بالصمت جلسته

إلى أن يقول:

وبات خوستو في الأفق أغنية          تحوم عند الوصيد طلعته

وكلمة الوصيد هي لفظة قرآنية، وردت ØŒ في قوله تعالى عن أصحاب الكهف: (وتحسبهم أيقاظًا وهم رقود، ونقلبهم ذات اليمين وذات الشمال وكلبهم باسط ذراعيه بالوصيد) [سورة الكهف آية18] وأزعم أنه لم يرد استعمالها في غير القرآن الكريم إلا عند أبي همام، والله أعلم.  

وقوله:

يفتلون الريح إذا أعطوا رضوا      ÙˆØ¥Ù† رُدوا تولوا حرْبا

وهو في ذلك متأثر بقول الله تبارك وتعالى في خطابه  عن حال المنافقين (ومنهم من يلمزك في الصدقات فإن أعطوا منها رضوا وإن لم يعطوا منها إذا هم يسخطون) [سورة التوبة، آية58]

والشك -يا ويح للشك- مارج من عذاب

متأثر بقول الحق تبارك وتعالى (وخلق الجان من مارج من نار) سورة الرحمن آية 15

أو فَالْقُطِ القَلْبَ َطائِرًا نَزِقًا   وَاسْلُكْ شِعَابًا طَرَائِقًا قِدَدَا

متأثر بقول الله عز وجل (وأنا منا الصالحون ومنا دون ذلك كنا طرائق قددا) سورة الجن الآية 11

تَسُرُّنَا إنْ تَعَاظَمَ الخَطْبُ      إذَا صَبْرنَا وَلَاتَ مُصْطَبـَـرُ

لفظة ولات لفظة قرآنية وهي شحيحة الاستخدام في الكلام العادي، أما في الشعر فإن لها ظلالًا تبين جوانب من عظمتها، وهو متأثر في ذلك بقول الله عز وجل (كم أهلكنا من قبلهم من قرن فنادوا ولات حين مناص) سورة ص آية 3

أَطَلَّتَا مِنْ هُنَاكَ فَانْبَجَسَتْ     مِنِّي صُخُورٌ يَهُزُّهَا مَيْدُ

في القصص القرآني عن موسى متأثر بقول الله عز وجل، (فانبجست منه اثنتا عشرة عينا، قد علم كل أناس مشربهم) سورة الأعراف الآية 160

وَيَقْرَأُ آيَةَ الْكُرْسِي يَرْجُو خَيْرَ بَارِيهِ

شَقِيقَةَ الـمَوْجِ سَفِينِي غَارِقٌ فِي اللجَجِ

فَيَا سَمَـاءُ أقلِعِي وَيَا غُيُومُ انْفَرِجِي

وَغَامَ فِي الْأَعْيُنِ وَمْضٌ  وَغِيضَ الْـمَـاءُ

لَا نَعْرِفُ أَيْنَ اخْتَبـَأ

ففي قصة نوح مع قومه يقول الحق تبارك وتعالى:  (وقلنا يا أرض ابلعي ماءك ويا سماء أقلعي) سورة هود الآية 44

مع الشعراء :

فنأخذ مثالًا لشاعر تأثر به أبو همام وهو المتنبي، فقد برزت شاعرية أبي همام منذ الصغر حينما أنشأ قصيدة وهو في المرحلة الثانوية -كما ذكر في إحدى المقابلات التلفزيونية- عن العقاد ، بعنوان (العقاد)، والمتأمل للقصيدة يرى أن الشاعر قد سرْبل نفسه برداء (المتنبي)، وهي قصيدة يدافع فيها عن اتهامات وُجهت للعقاد بالعمالة، وفيما يلي جدول توضيحي بالأبيات التي تأثر فيها بالمتنبي:

    بيت أبي همام: وَحْدَكَ لَا أعْبُدٌ وَلَا خَدَمُ

  وَهُمُ حَوَالَيْكَ أعْبُدٌ قَزَمُ

  أَبَا القَوَافِي واَلـحَـقُّ مَأْثَمَةٌ
إذْ أنْكَرَتْهُ العَبِيدُ وَالقَزَمُ
بيت المتنبي: ساداتُ كُلِّ أُناسٍ مِن نُفوسِهِمِ
   
  وَسادَةُ المُسلِمينَ الأَعبُدُ القَزَمُ

بيت أبي همام:   عذرًا لَـهُمْ فَالأَحْقَادُ جامِـحَةٌ
  
    أَنْتَ – كَمَا عِشْتَ- مِحْنَةٌ لـَهُمُ

بيت المتنبي: إِنِّي وَإِنْ لُـمْتُ حَاسِدِيَّ فَــمَـا
     
  أُنْكِرُ Ø£ÙŽ نِّـي عُقُوبَةٌ لَـهُمُ

بيت أبي همام:   حَطَّمْتَ أَصْنَامَهُمْ وَمَا عَبَدُوا
 
    وَصَاحِبَاكَ القِرْطَاسُ وَالْقَلَمُ

بيت المتنبي: فَالـخَيْلُ وَالَّليلُ وَالبَيْدَاءُ تَعْرِفُنِي

  وَالسَّيفُ وَالرُّمْحُ وَالْقِرطَاسُ وَالْقَلَمُ

بيت أبي همام:   متَّغرُ الصَّدْرُ أَنْ يَكُونَ ِبـهِمْ

    مِثْلكَ، فَالـجُرْحُ لَيْسَ يَلْتَئِمُ

بيت المتنبي: هُمُ لِأَموالِهِم وَلَسنَ لَهُم

  وَالعارُ يَبقى وَالجُرحُ يَلتَئمُ

وقد تأثر به في غير موضع في دواوينه نورد في الجدول الآتي بعضًا منها
    بيت أبي همام: إنَّمَـا النَّاسُ بِالـمُلُوكِ وَمَا
إنَّمَـا النَّاسُ بِالـمُلُوكِ وَمَا

  تُفْلِحُ عُرْبٌ مُلُوكُهَا قَوَدَة
نَحْنُ مُلُوكٌ وَرَقّْصُنا حَجَلُ

بيت المتنبي: إنَّمَـا النَّاسُ بِالـمُلُوكِ وَمَا

  تُفْلِحُ عُرْبٌ مُلُوكُهَا عَجَمُ

بيت أبي همام: يَا أَهْلَ مِـْصـرَ كَفَاكُمُ ضَحِكًا

  مِثْلَ بُكَاءٍ فَأَمْرُكُمْ عَجَبُ

بيت المتنبي: وَمَا ذَا بِـمـصْـرَ مِنَ المُضْحِكَاتِ

  وَلَكِنَّهُ ضَحِكٌ كَالْبُكَا

وفي لمحة خاطفة تخامرت روح أبي همام مع أحد شعراء العربية وهو قريط بن أنيف، وجدير بالذكر أن هذا الشاعر قد صَدَّر أبو تـمـام ديوان حماسته بقصيدته الوحيدة التي لم يقل غيرها: والتي مطلعها:

لو كنت من مازن لم تستبح إبلي       بنو اللقيطة من ذهل بن شيبانا

إلى أن يقول:

لكن قومي وإن كانوا ذوي عدد

  ليسوا من الـشر في شيء وإن هانا

يجزون من ظلم أهل الظلم مغفرة

  ومن إساءة أهل السوء إحسانا

وهو البيت الذي نسج أبو همام على منواله فقال:

وأين قومي وأين نجدتهم       ليسوا بشيء، وإن همو كثروا

وقد ألهمت تجربة محمود شاكر في (القوس العذراء) مع الشماخ بن ضرار، في قصيدته (القوس) شاعرنا أبا همام والذي أنشأ قصيدة بالعنوان نفسه يقول فيها:

أنا حفيد الشماخ أهداني الـ

  قوس وروحي بالقوس متصلة

أروز تلك الأقواس يحملني

  مدارها، لست أنتحي بدله

إلى أن يقول:
مَا بَالُنَا صَاحِبِي قَدِ انْتَثَرَتْ

  مِنَّا الأَوَاخِي وَأَكْثَرَ الْعَذَلَهْ

وَبِيعَ قَوْسُ الشَّمَّـاخِ وَانْفَرَدَ

  الْأغْتَمُ يَـهْـذِي، وَأَفْصَحَ الفَسَلَهْ

كما تأثر الشاعر بشعراء كثر لا يتسع المقام لذكر كل شاعر على حدة، ولكن نذكر من بينهم: المعري وابن الرومي وذا الرمة، ومحمود شاكر، وعلي الجارم وأحمد شوقي وآخرين على أنني وقعت على صورة أتى بها الشاعر أبو همام، يقول فيها:

تَبـْـكِي السَّوَاقِي قَدْ شَاخَ حَارِسُهَا

    وَفَارَقَتْهُ الْوِلْدَانُ وَالْأُهُبُ

والموضع الآخر:

سـاقـية تـئــن فـي قـفــر الـمـســاء مُـبــْكــِيــَــهْ

وكان أحمد شوقي هو أول من أتى بـهذه الصورة التشبيهية،  إلا أن هناك من أخذ على شوقي صورته، يقول شوقي، في قصيدة  (الربيع ووادي النيل):

وَجَرَتْ سَوَاقٍ كَالنَّوَادِبِ فِي الْقُرَى

 
  رُعْنَ الشَّجِيَّ بِأَنَّةٍ وَنَوَاحِ

الشَّـاكِيـاتِ وَمَا عَرَفْنَ صَبَابَةً

  البَاكِيَاتِ بِمَدْمَعٍ سَحَّاحِ

والنقد الذي وُجه لتلك الصورة جاء عبر قراءة ضافية للقصيدة برمتها، أوضحت ما تفرد فيه أحمد شوقي بالاستباق إلى صور مولَّدة حديثة منها المقبول الجيد ومنها ما رفضته القراءة، ويصنع أحمد شوقي في قصيدته مفارقة عجيبة إذ إن موضوعها عن الربيع ووادي النيل إلا أنها تنحو منحى آخر في ثنايا القصيدة، وذلك أن (نغمة الموت والحزن بعد ذلك جاء في صورتين أخريين، أولاهما صورة (السواقي) التي تدفع الماء إلى الأرض الهامدة فتحيا به، وتهتز بعد موات، كما يقول القرآن الكريم (وترى الأرض هامدة فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزت وربت) إلا أن شوقي لم يلتفت إلى هذا الجانب من عمل السواقي، وإنما التفت إلى جانب آخر يتجاوب مع نغمة الحزن وينميها، إذ راح يصور ما يصدر عن السواقي في أثناء دورانها بصوت لسيدات أو (النوادب) اللواتي يبكين الموتى في الريف، وكانت تلك عادة من العادات المنتشرة في الزمن الماضي حتى عصر شوقي وما بعده بسنوات، فلم يقفز إلى وعيه إزاء مشهد السواقي التي تجري بالماء في الربيع إيذانًا بدورة جديدة للحياة إلا صورة البكاء والنواح والموتى) ([5]).

ثم يتابع قائلًا: (ومن الغريب أنه ارتكب متن الشطط في هذا التشبيه وتوهمه توهمًا ومع ذلك مضى في رصد علاقة التناظر بين طرفيه، فالماء الذي تسكبه السواقي يشبه الدموع المنهمرة من عيون النوادب، وما أبعد الفرق بين الأمرين! أجل كلاهما من جنس الماء إلا أن الأول أكسير الحياة والآخر دموع الحزن والألم والشبه بينهما ظاهري مضلل..)([6]) .

لا تخطئ عين القارئ البصير ولع أبي همام بالتراث؛ إذ يأتي بيت لذي الرمة بمثابة الخاتم الذي يُطبع على الكتاب، فآخر بيت في أعمال أبي همام الشعرية هو بيت مضمَّن لذي الرمة يقول فيه:

(كأن القوم عُشُّوا لحم ضأن    فهم نَعِجون قد مالت طُلاهم)

أبو همام والنقد

لقد اشتهر أبو همام شاعرًا أكثر منه ناقدًا، على الأن الأخيرة هذه له فيها يد طولى، وإسهامات متفردة، وشهادة واحدة من شاعر كبير مثل فاروق شوشة تؤكد هذا؛ حيث يقول: «لكنَّ أبا همام ـ المتكئ إلى ثقافة تراثية عريقة‏,‏ وثقافة أندلسية وإسبانية منفتحة‏,‏ والذي تشغله الدراسة الأكاديمية والترجمة والبحوث النقدية وتلتهم كثيرًا من وقته الذي لا يتبقى منه للشعر إلا أقل القليل ـ عذره أنه رأى من هوان الشعر وابتذاله وخلوِّه من حقيقته ومعناه‏,‏ ما لم يرَه العقاد في حياته التي توقفت في عام‏1964.‏ من هنا‏,‏ فإن شهادة الدكتور عبد اللطيف عبد الحليم تنصب في جوهرها على ما حدث للشعر بعد رحيل العقاد حتي الآن‏:‏ من خلخلة للمصطلح‏,‏ وافتقاد للصيغة والمعمار‏,‏ وفقدان للموسيقيى,‏ وإلغاز في العبارة والدلالة‏,‏ تحت عناوين براقة من التجديد والتجريب والانسلاخ والتجاوز وارتياد الآفاق الجديدة واستكشاف عالم الجسد‏؛‏ لذا‏,‏ فهي شهادة أكثر قسوة وحِدَّة من كل ما كتبه العقاد‏,‏ وأبعد رفضًا لكل صور الشعرية الجديدة وتجلِّياتها ـ كما يردد نقاد هذا الزمان ـ باستمرار‏»([7]).‏

ويؤكد الدكتور والشاعر محمد عناني هذه النظرة النقدية قائلًا عن أبي همام:

عينه عين الباز إن لمحت       نقيصة لـم يفته ما لـمـحـا

وختامًا أورِد كلماتٍ لي ودَّعت بها أستاذي الشاعر إلى مثواه الأخير، أقول فيها([8]):

قــِـفَـا رُوَيْدًا هُــنَا بِسـَاحَتِهِ

  نَبْـكِـي شَـرِيـفًا لِـفَـقْدِهِ أَلـَمُ

لَو أَفْصَح الشِّعْرُ عَنْ مُصِيبَتِهِ

  رَثَـاهُ، وَالـجُرْحُ لَيْــسَ يَلْـتَـئِمُ

وَا حَـْسرَتا! مَا أَقُولُ في نَـبَأٍ

  تَــكَــادُ مـِـنْــهُ الـجـِبَـالُ تَــنْقَسِمُ

فَارَقْتَنَا وَالـفُــؤادُ فـِي كَـمَــدٍ

  مِـنْ حَــاضِرٍ لَا يَـرْقَى بِـهِ كَلِمُ

عُذْرًا أَبَا هـــَمَّـامٍ فَأُمَّتُنَا

  عُهُودُهَا بِالْــخِـذْلَانِ تَتَّسِمُ

يَا دَرْعميًّا قَــدْ كُنْتَ مُعْــتَلِـيًا

  عـَرْشَ القَوافـِي، قَــدْ أَبْدَعَ القَلَمُ

وَا غَوثَ قَـلْبِي إذ بَاتَ يَشْغَلُهُ

  جُرْحٌ سَحِيقٌ سِيقَتْ لَهُ الظُّلَمُ

مِنْ فَقْدِ شَادٍ مَا عَادَ يَصْدَحُنَا

  صَوتٌ عليهِ الطُّلَّابُ تَزْدَحِمُ

غَصَّت حُلوقٌ مِنْ هَوْلِ نَـكْـبَـتـِهَـا

  فَلَسْتُ أَدْرِي هَلْ طَالـهَا السَّأَمُ؟!

سَالَتْ مَآقٍ عَلَيهِ دَامِعَةٌ

  فَالْـحُزْنُ لَا يَـفْـنَى، والـمَسِيلُ دَمُ

يَا (عَاشِقَ) (الْأُغْنِياتِ) تُرْسِلُـهَا

  تُحْيِي زَمَانَ (الفِرْدَوسِ) تَهْتَزِمُ([9])

لَوْ (زَهْرَةُ النَّارِ) جَفَّ ميسَمُهَا
 
  فَلَا جَلَالٌ؛  إِذْ صُوِّحَ الـهَرَمُ

هَذَا عَـزَائِـي شِـعْـرٌ وَمُنْـسَـرِحٌ

  وَالدَمْعُ في جَفْنِي مَوجُهُ عَرِمُ
 


المصادرالـمـصادر والمراجع:

  • إبراهيم عبدالرحمن محمد (دكتور): اتجاهات النقد في الأدب العربي الحديث دراسات تطبيقية مكتبة الشباب 1994Ù…
  • ابن رشيق القيرواني العمدة في محاسن الشعر وآدابه ونقده، حققه وعلق حواشيه محمد محيي الدين عبد الحميد، مطبعة حجازي، Ø·1ØŒ القاهرة، 1353هـ –1934Ù….
  • ابن سنان الخفاجي سر الفصاحة، ( ت 466هـ)ØŒ شرح وتصحيح عبد المتعال الصعيدي، مكتبة ومطبعة محمد علي صبيح وأولاده بالأزهر، 1389هـ –1969Ù….
  • ابن طباطبا العلوي عيار الشعر، تحقيق : الدكتور طه الحاجري، والدكتور محمد زغلول سلام، القاهرة،  Ø·ØŒ 1956 Ù….
  • ابن منظور الإفريقي الـمصري لسان العرب، دار صادر – بيروت، (د.ت).
أبو همام (دكتور)   أبو همام (دكتور) أبو همام (دكتور)   – الأعمال الشعرية الكاملة، الدار المصرية اللبنانية، القاهرة  الطبعة الأولى لسنة 2011
– حديث الشعر، الدار المصرية اللبنانية، القاهرة، لسنة 2007
– شعراء ما بعد الديوان ج1Ùˆ2 الدار الـمصرية اللبنانية، القاهرة الطبعة الأولى لسنة 2004.
  • أحمد درويش (دكتور ) في قراءة النص الشعري والقصصي مكتبة النصر للتوزيع والنشر
  • أحمد درويش (دكتور): دراسة الأسلوب بين المعاصرة والتراث، دار غريب للطباعة والنشر بالقاهرة 1998
  • أحمد علي دهمان (دكتور): الصورة البلاغية عند عبد القاهر الجرجاني ( منهجاً وتطبيقاً)ØŒ دار طلاس للدراسات والترجمة والنشر، Ø·1ØŒ دمشق، 1406هـ –1986Ù….
  • أحمد مختار عمر (دكتور )علم الدلالة، مكتبة دار العروبة للنشر والتوزيع، Ø·1ØŒ الكويت، 1402هـ –1982Ù….
  • أحمد مطلوب (دكتور): معجم المصطلحات البلاغية وتطورها، مطبعة المجمع العلمي العراقي، بغداد، 1987Ù….
  • إسماعيل بن حماد الجوهري الصحاح، تاج اللغة وصحاح العربية، ØŒ (ت393هـ)ØŒ تحقيق أحمد عبد الغفور عطار، دار الكتاب، مصر، (د.ت).
  • جابر أحمد عصفور (دكتور): الصورة الفنية في التراث النقدي والبلاغي، دار المعارف.
  • جابر أحمد عصفور (دكتور): مفهوم الشعر دراسة في التراث النقدي، دار الثقافة للطباعة والنشر 1978
  • جار الله محمود بن عمر الزمخشري المفصل في علم العربية، عني بنشره محمود توفيق، مطبعة حجازي، القاهرة، (د.ت).
  • جعفر دك الباب (دكتور): النظرية اللغوية العربية الحديثة، منشورات اتحاد الكتاب العربي، مطبعة اتحاد الكتاب العربي، دمشق – سوريا، 1996Ù….
  • جوزيف ميشال شريم دليل الدارسات الأسلوبية، المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع، Ø·1ØŒ بيروت – لبنان، 1404هـ –1984Ù….
  • جون كوين: بناء لغة الشعر، ترجمة وتقديم وتعليق الدكتور أحمد درويش، Ø·3ØŒ دار المعارف 1993
  • جون لاينز اللغة والمعنى والسياق، ترجمة عباس صادق الوهاب، مراجعة يوئيل يوسف عزيز، مطابع دار الشئون الثقافية العامة، Ø·1ØŒ بغداد – العراق، 1987Ù….
  • حسن طبل (دكتور): البلاغة العربية والنقد عند العرب، بالاشتراك 2007 التعليم المفتوح
  • حسن طبل (دكتور): الصورة البيانية في الموروث البلاغي مكتبة الإيمان بالمنصورة Ø·1ØŒ 2005
  • حسن طبل (دكتور): علم المعاني في الموروث البلاغي مكتبة الإيمان بالمنصورة Ø·2ØŒ 2004
  • درويش الجندي (دكتور): نظرية عبد القاهر في النظم، مطبعة الرسالة، ملتزم الطبع والنشر، مكتبة نهضة مصر بالفجالة، 1380هـ –1960Ù….
  • ريتشاردز العلم والشعر، ترجمة د: محمد مصطفى بدوي الهيئة الــمصرية العامة للكتاب 2001
  • ريتشاردز مبادئ النقد الأدبي، ØŒ ترجمة محمد مصطفى بدوي، المؤسسة المصرية العامة للتأليف، Ø·1ØŒ القاهرة، 1963Ù….
  • ستيفن أولـمـان دور الكلمة في اللغة، ØŒ ترجمة الدكتور كمـال محمد بشـر، الناشر مكتبة الشباب، المطبعة العثمانية، Ø·3ØŒ القاهرة، 1972Ù….
  • السيد العيسوي: المعجم الشعري عند محمود حسن إسماعيل، رسالة ماجستير ØŒ بقسم الدراسات الأدبية بكلية دار العلوم جامعة القاهرة، إشراف الدكتور صلاح رزق، والدكتور محمد عبد العزيز الموافي 2009
  • شفيع السيد (دكتور): قراءة الشعر وبناء الدلالة دار غريب 2007
  • شفيع السيد (دكتور): نظرية الأدب دراسة في المدارس النقدية الحديثة دار النصر القاهرة 1998
  • شكري الطوانسي: مستويات البناء الشعري عند محمد إبراهيم أبي سنة، الهيئة العامة للكتاب 1998
  • شكري عياد (دكتور): اتجاهات البحث الأسلوبي، ØŒ الرياض، Ø·1ØŒ 1985Ù….
  • شكري عياد (دكتور): اللغة والإبداع، مبادئ علم الأسلوب، دار الكتاب العربي،ط1ØŒ بيروت، 1988Ù….
  • شكري محمد عياد (دكتور): مدخل إلى علم الأسلوب، الرياض – المملكة العربية السعودية، 1982Ù….
  • صلاح فضل (دكتور): علم الأسلوب، مبادئه وإجراءاته، الهيئة العامة للكتاب، Ø·2ØŒ القاهرة، 1985Ù….
  • صلاح فضل (دكتور): نظرية البنائية في النقد الأدبي، مكتبة الأنجلو المصرية 1978.
  • صلاح فضل (دكتور): بلاغة الخطاب وعلم النص عالم المعرفة 1992
  • عبد الحكيم راضي (دكتور )نظرية اللغة في النقد العربي، مكتبة الخانجي بمصر، 1980Ù….
  • عبد السلام المسدي (دكتور): النقد والحداثة، ØŒ دار الطليعة للطباعة والنشر، Ø·1ØŒ بيروت، 1983Ù….
  • عبد السلام المسدي (دكتور): ما وراء اللغة ( بحث في الخلفيات المعرفية)ØŒ مؤسسات عبد الكريم بن  Ø¹Ø¨Ø¯ الله للنشر والتوزيع، تونس، (د.ت).
  • عبد السلام المسدّي (دكتور): الأسلوبية والأسلوب، ØŒ الدار العربية للكتاب.
  • عبد العزيز عتيق (دكتور ): علم المعاني، دار النهضة العربية للطباعة والنشر، بيروت، 1974Ù….
  • عبد القادر القط (دكتور ): الاتجاه الوجداني في الشعر العربي المعاصر، مكتبة الشباب 1992
  • عبد القاهر الجرجاني: أسرار البلاغة، ( ت 471هـ)ØŒ تحقيق: محمود شاكر، مطبعة المدني 1991.
  • عبد القاهر الجرجاني: دلائل الإعجاز، ( ت 471هـ) تحقيق محمود شاكر مطبعة المدني بجدة 1992.
  • عبد المنعم خفاجي: الأسلوبية والبيان العربي، بالاشتراك، المطبعة الفنية، الناشر الدار المصرية اللبنانية، القاهرة، Ø·1ØŒ 1412هـ –1992Ù….
  • عبير إسحاق محمد حسين، المعجم الشعري بين مدرسة الديوان ومدرسة المهجر الشمالي، رسالة دكتوراه، بقسم الدراسات الأدبية بكلية دار العلوم جامعة القاهرة، إشراف الدكتور محمد عبد العزيز الموافي 2009
  • عباس محمود العقاد: اللغة الشاعرة، Ø· دار نهضة مصر يونيو 1995
  • عز الدين إسماعيل (دكتور): الأسس الجمالية في النقد العربي، دار الفكر العربي1992
  • على عشري زايد (دكتور): : عن بناء القصيدة العربية الحديثة مكتبة الشباب Ø·4ØŒ 1995
  • على عشري زايد (دكتور): : قراءات في الشعر العربي المعاصر دار الفكر العربي 1998
  • فاضل صالح السامرائي (دكتور): الجملة العربية، تأليفها وأقسامها، منشورات المجمع العلمي العراقي، مديرية دار الكتب للطباعة والنشر، بغداد، 1419هـ –1998Ù….
  • فتح الله سليمان الأسلوبية مدخل نظري ودراسة تطبيقية، الدار الفنية للنـشر والتوزيع، القاهرة، 1990Ù….
  • كمال محمد بشـر(دكتور): علم اللغة العام ( الأصوات)ØŒ دار المعارف بمصر، Ø·5ØŒ 1979Ù….
  • مجلة فصول، العدد 4 يوليو 1981 ØŒ والعددان 1Ùˆ2 مايو 1989.
  • مجمع اللغة العربية بالقاهرة معجم مصطلحات الأدب 2007
  • محمد إبراهيم عبادة (دكتور): الجملة العربية دراسة لغوية نحوية، الناشر منشأة المعارف، مطبعة التقدم، الإسكندرية، 1984Ù….
  • محمد أبو موسى (دكتور): خصائص التراكيب Ù€ دراسة تحليلية لمسائل علم المعاني، ØŒ مكتبة وهبة Ù€ القاهرة، Ø·2ØŒ 1400 هـ Ù€ 1980 Ù….
  • محمد أبو موسى (دكتور): دلالات التراكيب، دراسة بلاغية، دار المعلم، Ø·1ØŒ القاهرة، 1979Ù….
  • محمد العبد (دكتور): اللغة والإبداع الأدبي، دار الفكر للدراسات ØŒ Ø·1ØŒ القاهرة، 1989Ù….
  • محمد حماسة عبد اللطيف (دكتور )في بناء الجملة العربية دار القلم، Ø·1ØŒ الكويت1982Ù….
  • محمد حماسة عبد اللطيف (دكتور): النحو والدلالة، مدخل لدراسة المعنى النحوي الدلالي، Ø·1ØŒ القاهرة، 1983Ù….
  • محمد زكي العشماوي (دكتور): قضايا النقد الأدبي ØŒ دار المعرفة الجامعية، الإسكندرية 2004Ù….
  • محمد شبل الكومي (دكتور): المذاهب النقدية الحديثة مدخل فلسفي، الهيئة العامة للكتاب 2004
  • محمد عبد المطلب (دكتور): البلاغة العربية، قراءة أخرى ØŒ الشركة المصرية العالمية للنشر، لونجمان، دار نوبار للطباعة، القاهرة، Ø·1ØŒ 1997Ù….
  • محمد عبد المطلب (دكتور): البلاغة والأسلوبية، الهيئة الـمصرية العامة للكتاب، 1984Ù….
  • محمد عبد المطلب (دكتور): جدلية الإفراد والتركيب في النقد العربي القديم، الشركة المصرية العالمية للنشر، لو نجمان، مطابع المكتب الـمصري الحديث.
  • محمد علي عبد الواحد عوض: المعجم الشعري عند شعراء الستينات، رسالة ماجستير بقسم البلاغة والنقد الأدبي والأدب المقارن، بكلية دار العلوم جامعة القاهر، إشراف الدكتور أحمد درويش 2009
  • محمد غنيمي هلال (دكتور): النقد الأدبي الحديث، دار نهضة مصر
  • محمد مفتاح(دكتور): تحليل الخطاب الشعري، استراتيجية التناص، دار التنوير، بيروت، Ø·1ØŒ 1985Ù….
  • محمود الربيعي (دكتور): في نقد الشعر، دار الثقافة العربية 1975
  • محمود الربيعي (دكتور): قراءة الشعر، مكتبة الزهراء 1985
  • محمود الربيعي (دكتور): مقالات نقدية مكتبة الشباب 1978
  • محمود فهمي حجازي (دكتور): علم اللغة بين التراث والمناهج الحديثة، الهيئة المصرية العامة للتأليف والنشر، القاهرة، 1390هـ –1970Ù….
  • مصطفى السعدني البنيات الأسلوبية في لغة الشعر العربي الحديث، الإسكندرية، Ø·1ØŒ 1987Ù….
  • مصطفى ناصف (دكتور): الصورة الأدبية، مكتبة مصر، (د.ت).
  • مصطفى ناصف (دكتور): النقد العربي نحو نظرية ثانية عالم المعرفة 1987
  • مصطفى ناصف (دكتور): نظرية المعنى في النقد العربي، دار الأندلس Ù€ بيروت، Ø·2ØŒ 1981Ù….
  • منير سلطان (دكتور): بلاغة الكلمة والجملة والجمل، الناشر منشأة المعارف الإسكندرية 1998
  • يحيى بن حمزة العلوي الطراز المتضمن لأسرار البلاغة وعلوم حقائق الإعجاز تصحيح سيد علي المرصفي، طبعة الـمـقـتـطف، مصر، 1332هـ –1914Ù….
  • يحيى معروف: المعجم الشعري عند يحيى السماوي، مجلة اللغة العربية وآدابها، كرمنشاه إيران، السنة11صيف 1436هـ.

([1]) انظر: أبو همام: حديث الشعر ، ط الدار المصرية اللبنانية ص23

([2]) معجم مصطلحات الأدب، الصادر عن مجمع اللغة العربية بالقاهرة سنة 2007 ص130-131

([3]) السابق

([4]) انظر : أبو همام: الأعمال الشعرية الكاملة، ط الدار المصرية اللبنانية ص7

([5]) الدكتور شفيع السيد: قراءة الشعر وبناء الدلالة ص 40 طبعة دار غريب سنة 2007

([6]) السابق

([7]) من حديث له بجريدة الأهرام

([8]) من المنسرح، وهي محاولة متواضعة نظمتها على البحر الأثير لدى الشاعر، والذي أفرد له ديوانًا خاصًّا، أطلق عليه: (مقام المنسرح).

([9]) كلمة (تهتزم)ØŒ من الهزيم أي صوت الرعد، وأراها من معجم  أبي همام؛ إذ إنه لا يفتأ يذكرها في أغلب قصائده.

Related posts

Leave a Comment