تفاصيل تمكين أحد تلامذتي من درجته المستحقة

كانت هذه القضية إحدى ثلاث قضايا حُوِّلت بها قديما إلى التحقيق، وبعد تبدد غيومها عن قصد المكر بي قلتُ لأحد الماكرين على ملأ من أصحابه: أيُشرّف الكلية هذا الذي فعلتُه أم يُهينها؟ قال: بل يُشرّفها! فاللهم لك الحمد والشكر!

جامعة القاهرة
كلية دار العلوم
قسم النحو والصرف والعروض
تفاصيل تمكين أحد تلامذتي من درجته المستحقة
تَأَخَّرَ إلى منتصف العام الجامعي تَحَوُّلُ أوراق الطالب محمد جمال عبيد من ثانية الطب إلى أولى دار العلوم التي كُلِّفْتُ لها بعملين: تدريس ثُلُث المقرر عليها من علم النحو، وتدريب الشعبة دال من شعبها. ولكنه كان طالبا مجتهدا يحضر لي من قبل أن تتحول أوراقه، كُلَّ ما تَيَسَّر له حضوره من محاضرات السنوات العادية عامةً وخاصةً والسنوات العالية واللقاءات المكتبية، ويشارك في أعمالها المطلوبة قدر مستطاعه. ثم تَحَوَّلَتْ أوراقه فإذا هو من طلاب الشعبة دال نفسها، يحضر ويشارك ولا يعبأ إلا مرة واحدة عارضة، بضرورة تنبيهي على أنه من طلابها، ولا سيما:
1 أن اسمه في الشعبة “محمد جمال عبد الناصر”ØŒ واسمه المذكور في لقاءاتنا “محمد جمال عبيد”Ø› فـ”عبيد” لقبه المحذوف من أوراق الشعبة.
2 أنه لم يعبأ بإثبات اسمه على أعماله المطلوبة للشعبة، التي تاهت في ما يعرضه عليَّ من أعماله.
3 أنني لم أجر في اختبار الشعبة مجرى تقليديا، لأنني لم أدرس لهم تدريسا تقليديا؛ فكنت أترك للطالب المختبَرِ نص الاختبار المصبوب صبا غامضا، ليعيد كتابته وتنسيقه وتشكيله وترقيمه وتقسيمه وعنونته وطباعته إلكترونيا على وفق منهج دائرة الاستيعاب الذي نَهَجْتُه له بنص سابق، ليسلمه بعد ما ينتهي.
لقد وجدت الدكتور علاء رأفت نفسه، يسلمني أعمال بعض الطلاب، ففهمت أن الطالب متأخر مقصر خائف أن يَتَأَذَّى بتقصيره، وراعيت ذلك. ولكن ذكر لي الدكتور علاء رأفت من بعد ظهور النتيجة، أن طالبنا المذكور أعلاه، شكا إليه أنه لم يحصل مني على درجة الشعبة، وكلمني الطالب في ذلك، وذكر لي أنه حصل على درجة الاختبار الشفوي كاملة، وعلى تقدير عام ممتاز، فأنكرت اسمه من أسماء الشعبة، ولا سيما أنه كان يحضر ويشارك تفضلا واجتهادا، وراجعت معه الأسماء، فإذا به يعين اسمه في القائمة “محمد جمال عبد الناصر”ØŒ على غير المعروف به لديّ “محمد جمال عبيد”Ø› فعدت إلى أعماله فراعيتها، وتقدمت بطلب تعديل درجته مشفوعا بشكواه، وصورة قائمة أسماء الشعبة المشتملة على اسمه ومفردات حقوقه، وصورة أعماله المطلوبة للشعبة.
وإن مِنْ أطرف ما يُمَسِّكُ ختام هذه الكلمة، أن الطالب المذكور أعلاه، كان اعتذر إليَّ أن يكون أَحْرَجَني وبيني وبين إدارة الكلية من الخلاف ما يقتضي التَّخَلِّيَ عن إنصافه، فقلت له: اخْتِلَافُ آرَائِنَا لَا يُفْسِدُ لِإِنْصَافِكَ قَضِيَّةً!
الدكتور محمد جمال صقر

Related posts

Leave a Comment