إبراهيم ضوة

كنا أول ما تعارفنا في مجتمع إدارة اختبارات كلية دار العلوم بجامعة القاهرة، وكان ملجأ المشتغلين بها جميعا، لا يقبل دخول شيء حتى يعرف مدخله ولا خروجه حتى يعرف مخرجه. شكَتني إلى نفسي مرة أم إحدى تلميذاتي المتفوقات، أنها حصلت عندي على ثمان من عشرين، وأنها في مناحة لا تنتهي، فلجأت إليه، فاستمهلني إلى يوم العمل، ثم لم يصبر، فذهب وحده، وإذا رسالة منه في اليوم نفسه ليس فيها غير “18”ØŒ ففهمت أنها درجتها، وأن راصدها كان قد غفل عن الواحد، وأنه احترس من أن يفصل لي الأمر فيعرضه للعقاب؛ فأبلغت الشاكية، فانقلبت المناحة بَهَاجَةً! لقد اصطحبنا ست سنوات أستاذين بقسم اللغة العربية وآدابها من كلية الآداب والعلوم الاجتماعية بجامعة السلطان قابوس؛ فرأيت كيف تتجلى لمن حوله مواهبه قليلا قليلا حتى يُسلموا له مقاليدهم، وعرفت أسرار مشاركته في رَقْمَنَة علم الصرف العربي. ثم أُبنا وآب معي تتبُّعه، فعرفت له أشغالا كثيرة جامعية ومجمعية داخلية وخارجية، ولكن كان أهم ما عرفته حسن استعداده لكل محاضرة يحاضرها، وشدة حرصه على النظام والوضوح، أخي الحبيب الدكتور إبراهيم ضوة، رحمه الله، وطيب ثراه!

Related posts

Leave a Comment